أتاركي أنت أم مغرى بتعذيبي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أتَارِكِي أنْتَ أمْ مُغْرًى بتَعْذيبي، | ولائمي في هَوَى إنْ كَانَ يُزْرِي بي |
عَمْرُ الغَوَاني، لَقَدْ بَيّنّ، من كَثَبٍ، | هَضِيمَةً في مُحبٍّ غَيرِ مَحْبُوبِ |
إذا مَدَدْنَ إلى أعْرَاضِهِ سَبَباً، | وَقَينَ مِنْ كُرْهِهِ الشّبّانَ بالشِّيبِ |
أمُفْلِتٌ بكَ، مِنْ زُهْدِ المَهَا، هَرَبٌ | من مُرْهَقٍ، بِبَوَادي الشَّيْبِ، مقروبِ |
يَحْنُونَهُ مِنْ أعَاليهِ، عَلى أوَدٍ، | حَنْوَ الثِّقَافِ جَرَى فَوْقَ الأنَابِيبِ |
أمْ هَلْ مَعَ الحبّ حِلْمٌ لا تُسَفِّهُهْ | صَبَابَةٌ، أوْ عَزَاءٌ غَيرُ مَغْلُوبِ |
قَضَيْتُ مِنْ طَلَبي للغانِيَاتِ، وَقَدْ | شَأَوْنَني حَاجَةً في نَفْسِ يَعْقُوبِ |
لَمْ أرَ كالنُّفَّرِ الأغْفَالِ سائِمَةً | من الحَبَلَّقِ، لمْ تُحفَظْ منَ الذِّيَبِ |
أغشَى الخُطُوبَ، فإمّا جئنَ مأدَبتي | فيما أُسَيِّرُ، أوْ أحكَمْنَ تأديبي |
إنْ تَلْتَمِسْ تَمرِ أخلافَ الأمورِ، وإن | تَلبَثْ مَع الدّهْرِ تَسمعْ بالأعاجيبِ |
وأرْبَدُ القَطْرِ يَلْقاكَ السَّرَابُ بهِ، | بَعدَ التّرَبّدِ، مُبْيَضَّ الجَلابيبِ |
إذا خلَى جَوُّهُ للرّيحِ، عَارِضَةً، | قالَتْ مَعَ العُفْرِ أوْ حَنّتْ مَعَ النِّيبِ |
لُجٌّ مِنَ الآلِ، لمْ تُجعَلْ سَفائِنُه | إلاّ غُرَيْرِيّةَ البُزْلِ المَصَاعِيبِ |
مثلَ القَطَا الكُدْرِ، إلاّ أنْ يَعُودَ بها | لَطْخٌ منَ اللّيْلِ سُوداً كالغَرَابيبِ |
إذا سُهَيْلٌ بَدا رَوحنَ من لَهَبٍ | مُسَعَّرٍ في كِفَافِ الأفْقِ، مَشْبُوبِ |
وَقَدْ رَفَعتُ، وَمَا طأطأتُها، وَهَلاً | عَصا الهِجاءِ لأهلِ الحَينِ والحُوبِ |
إذا مَدَحْتُهُمُ كانُوا، بأكاذبِ ما | وَأوْه، أخْلَقَ أقْوَامٍ بتَكْذِيبي |
حتّى تُعُورِفَ منّي، غَيرَ مُعْتَذِرٍ، | تَحَوُّزِي عَن سوَى قَوْمي، وَتَنْكيبي |
إلى أبي جَعْفَرٍ خاضَتْ رَكَائِبُنا | خِطَارَ ليل مَهولِ الخَرْقِ مَرْهُوبِ |
نَنُوطُ آمَالَنَا مِنْهُ إلى مَلِكٍ | مُرَدَّدٍ في صَرِيحِ المَجدِ، مَنسُوبِ |
مُحتَضَرِ البابِ، إمّا آذِنِ النَّقَرَى، | أوْ فائتٍ لعُيونِ الوَفْدِ مَحجوبِ |
نَغْدو على غَايَةٍ في المَجْدِ قاصِيَةِ الـ | ـمَحَلّ، أوْ مَثَلٍ في الجودِ مَضروبِ |
إذا تَبَدّى يَزِيدُ الخَيْلَ لاءِمُهْ، | بحاتِمِ الجُودِ شِعباً، جَدَّ مَرءوبِ |
حَتَى تُقَلِّدَهْ العَلْيا قَلاَئِدَها، | مِنْ بَيْنِ تَسمِيَةٍ فيها، وَتَلْقِيبِ |
يَكُونُ أضْوَأَهُمْ إيمَاضَ بَارِقَةٍ، | تَهْمي، وأصْدَقَ فيهم حدَّ شؤبوبِ |
إنْ جَاوَرَ النِّيلَ جارَى النّيلَ غالِبُه، | أوْ حَلّ بالسِّيبِ زُرْنا مالكَ السِّيبِ |
أغَرُّ يَمْلِكُ آفَاقَ البِلادِ، فَمِنْ | مُؤخَّرٍ لَجَدى يَوْمٍ، وَمَوْهُوبِ |
رَضِيتُ، إذْ أنَا مِنْ مَعروفِهِ غَمِرٌ، | وازدَدْتُ عَنه رِضًى من بعد تجرِيب |
خَلاَئِقٌ كَسَوَارِي المُزْنِ مُوفِيَةٌ | عَلى البِلادِ، بِتَصْبيحٍ، وَتَأوِيبِ |
يَنهَضْنَ بالثِّقْلِ لا تُعطى النّهوضَ بهِ | أعناقُ مَجفَرَةِ الهُوجِ، الهَرَاجِيبِ |
في كلّ أرْضٍ وَقَوْمٍ، مِنْ سَحَائِبِهِ، | أُسكوبُ عارِفَةٍ مِنْ بَعدِ أُسكُوبِ |
كَمْ بَثّ في حَاضرِ النّهرَينِ مِن نَفَلٍ | مُلقًى على حَاضِرِ النّهرَينِ مَصْبُوبِ |
يَملأُ أفْوَاهَ مُدّاحِيهِ مِنْ حَسَبٍ، | على السِّماكَينِ، والنَّسرَينِ محسوبِ |
تُلْقِي إلَيْهِ المَعاني قَصْدَ أوْجُهِهَا، | كالبَيْتِ يُقْصَدُ أمّاً بالمَحَارِيبِ |
مُعطًى مِنَ المَجْدِ مُزْدَادٌ برَغْبَتِهِ، | تجرَى على سَنَنٍ مِنْه، وأُسْلُوبِ |
كالعَينِ مَنْهُومَةً بالحُسنِ تَتْبَعُه، | والأنْفِ يَطلُبُ أعلى مُنْتَهَى الطِّيبِ |
ما انفَكّ مُنتَضِياً سَيْفَيْ وَغًى وَقِرًى | على الكَوَاهلِ تَدمَى، والعَرَاقِيبِ |
قد سرني برء عجل من عداوته | بعد الذي احتطبت من سخطه الموبي |
سَارُوا معَ النّاسِ حيثُ النّاسُ أزْفَلَةٌ | في جُودِهِ بَينَ مَرْؤوسٍ وَمَرْبُوبِ |
وَلَوْ تَنَاهَتْ بَنُو شَيْبَانَ عَنْهُ إذاً | لم يَجشَمُوا وَقعَ ذي حَدّينِ مذرُوبِ |
ما زَادَهَا النَّفْرُ عَنْهُ غَيْرَ تَغْوِيَةٍ، | وَبُعْدُهَا مِنْ رِضَاه غَيرَ تَتْبيبِ |