حييتما من مربع ومصيف
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حُيّيتماَ مِنْ مَرَبَّعٍ وَمَصِيفِ، | كانَا مَحَلّيْ زَيْنَبٍ، وَصَدوفِ |
وكُسيتُما زَهْرَ الرّبيعِ وَعُشْبَهُ، | مُتَألّفَينِ بأحْسَنِ التّأليفِ |
فلَقَدْ عهِدتُكُما، وَفي مغْناكُما | سُؤلُ المحبّ، وَحاجةُ المَشعوفِ |
مِنْ كلّ مُرْهَفَةٍ يُجيلُ وِشاحَها | عِطفا قَضِيبٍ، في القَوَامِ، قَضِيفِ |
تَهْتَزُّ في هَيَفٍ، وَما بَعَثَ الهوَى | مِنهُنّ مثلَ المُرْهَفاتِ الهِيفِ |
بِيضٌ مَزَجنَ ليَ الوِصَالَ بهجرَةٍ، | وَوَصَلنَ لي الإغرَامَ بالتّكْليفِ |
إذْ لا يُنَهنِهُني العَذولُ وَلا أُرَى | مُتَوَقّفاً لِلّوْمِ وَالتّعْنيفِ |
حَتّامَ تُفْرِطُ في التَّصابِي لَوْعتي، | وَيَفيضُ واكفَ دَمعيَ المَذرُوفِ |
فَلْتَعْزِفَنّ عَنِ الَبَطالَةِ همّتي، | وَلْيَقْصُرَنّ على الدّيارِ وُقُوفي |
وَلأشكُرَنّ أبَا عَليٍّ، إنّ مِنْ | جَدْوَى يَدَيْهِ تَالِدي وَطَرِيفي |
أعْلى مَكَاني طَوْلُهُ، فَأحَلّني | في باذِخٍ، عندَ الإمامِ، مُنيفِ |
صَنَعَ الصّنائعَ في الرّجالِ، وَلم يكنْ | كمُلَعَّنٍ في البَحثِ وَالتّكشيفِ |
وَكفى صرُوفَ الدّهرِ مضْطلِعاً بها، | وَالدّهْرُ تِرْبُ حوَادثٍ وَصرُوفِ |
فمتى خَشيتُ منَ الزّمانِ مُلِمّةً، | لاقَيْتُها، فدَفَعتُها بوَصِيفِ |
بالأبيَضِ الوَضّاحِ، حينَ تَنوبُهُ | حاجاتُنا، وَالأزْهَرِ الغِطرِيفِ |
خِرْقٌ مِنَ الفِتيانِ، بَانَ مُبَرِّزاً | بكَمَالِهِ، وَفَعالِهِ المَوْصُوفِ |
مَلِكٌ يُضِيءُ منَ الطّلاقةِ وَجهُه، | فَتَخالُهُ بَدْرَ السّماءِ المُوفي |
ألله جارُكَ حَيثُ كُنتَ، مُمَتَّعاً | بِمَوَاهِبِ الإعزَازِ وَالتّشرِيفِ |
إنّي لجَأتُ إلى ذَرَاكَ مُخَيِّماً | فيهِ وَعُذْتُ بظلِلّكَ المَألُوفِ |
ما مَوْضِعي بمُذَمَّمٍ عِندي، وَلا | سَيْبي، وَقَد أكّدْتَهُ، بضَعيفٍ |
لي حاجةٌ شَرُفَتْ، وَليسَ ببالغٍ | فيها الذي أمّلْتُ غَيرُ شَرِيفِ |
وَقَدِ ابتَدَأتَ بمِثْلِها لا مَائِلاً | فيها إلى مَطْلٍ، وَلا تَسْوِيفِ |
فَلَئِنْ ثَنَيْتَ بها، فلَيسَ بمنكَرٍ | أنْ تُتْبِعَ المَعرُوفَ بالمَعرُوفِ |