ما لذا الظبي لا ينال اقتناصه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما لِذا الظّبْيِ لا ينالُ اقتِنَاصُهْ، | وَهْوَ بالقُرْبِ بَيّنٌ إفْرَاصُهْ |
باتَ تَختَصُّهُ النّفُوسُ، وَمِنْ حبٍّ | تحَلّى إلى النّفُوسِ اخْتِصَاصُهْ |
مُرْهَفٌ ما ثَنَى التّبَسّمَ، إلاّ | أشرَقَ البَيْتُ أوْ أنَارَ خَصَاصُهْ |
كَثّرَ النّاسُ في هَوَانَا، وَقَالُوا | فيهِ قَوْلاً يُرْضِي الوُشاةَ اقتصَاصُهْ |
مِنْ حَديثٍ تخَرّصُوهُ، وَقَدْ يُو | قعُ شكّاً على الحَديثِ اخترَاصُهْ |
حُبَّ بالزُّورِ رَائحاً لعُيُونٍ، | مَلأتْهَا، مَلاحَةً، أشخاصُهْ |
فتَنَتْني قُضْبَانُهُ، إذْ تَثَنّتْ، | وَتَبَتّتْ، ثَقيلَةً، أدْعَاصُهْ |
لُؤلؤٌ أُعطيَ النّفَاسَةَ، حَتّى | أُعطِيَتْ، فوْقَ حُكمِها، غُوّاصُهْ |
مَن يُودِّي قَولي إلى الشَّاه، والشَّا | هُ رفيعُ الفَعَال، سروٌ مُصَاصُهْ |
رُبّ سَفرٍ أتَاكَ غَرْثانَ مِنْ زَا | دِ اللُّهَى أُشبِعَتْ نَوَالاً خِماصُهْ |
وَمَكَرٍّ شَهِدْتَهُ، فغَدا قِرْ | نُكَ فيهِ مُغَلِّساً إقْعَاصُهْ |
يَتَبَغّى العَدُوُّ فيه مَنَاصاً، | يتَوَقّى بهِ، وَأيْنَ مَنَاصُهْ |
خُلُقٌ يَسْتَنيرُ، كالذّهَبِ الرّا | ئِقِ حُسناً، إبْرِيزُهُ وَخِلاصُهْ |
وَاحِدَ العَهْدِ في تَنَقّلِ قَوْمٍ، | ظاهِر عَنْ نِفَاقِهِمْ إخْلاصُهْ |
سَيّدٌ يغتَدي وَفَيضُ الغَوَادي | فَيضُ إغزَارِ جُودِهِ وَقِصَاصُهْ |
مُتَداني الثُّغْبَانِ، إذْ ليسَ للمَا | تحِ إلاّ الثّرَى، وَإلاّ امتصَاصُهْ |
يَتَرَقّى، عَلى شَبَاةِ الأعَادي، | دَرَجَ ازْدِيادُهُ، وَانْتِقاصُهْ |
يَتَدنَى رَبَابُهُ، حينَ يَنْأى | مُسْتَقِلاًّ على العُيونِ نَشاصُهْ |
بَسطَةٌ في السّلاحِ يَعجِزُ عَنها | سابغُ السرْدِ زَغْفُهُ، وَدِلاصُهْ |
بَسطَةُ الرّمحِ، إذْ تَمَهَّلُ منها | مارِنُ المَتنِ، في الوَغى، عَرّاصُهْ |
ذاهبٌ في عَمائرِ الغِرْشِ وَالغَوْ | رِ، إلى مَنكِبٍ زَكتْ أعيَاصُهْ |
في رِبَاعٍ، تَرْتَادُ عَيْنُكَ فيهَا | حُلَلَ المُلْكِ مُفْضِياتٍ عِرَاصُهْ |
شَرَفٌ يُمغِصُ الحَسودَ، وَمِن أد | نَى جَزَاءٍ لحاسِدٍ إمْغَاصُهْ |
يا أبَا غَانِمٍ! بَقيتَ لإغْلا | ءِ مَديحٍ تَجزِي الكِرَامَ ارْتخاصُهْ |
كَمْ وَجَدْناكَ عندَ آمَالِ رَكْبٍ | رَاغبٍ، أوْجَفتْ إلَيكَ قِلاصُهْ |
أفرَصَتْ حاجةٌ إلَيكَ، وَقَد يَدْ | عُو أخَا حَاجَةٍ إلَيْكَ افترَاصُهْ |
وَلَعَمْرِي، لَئِنْ أعَنْتَ لَقد ألْـ | ـجَا إلى العَوْنِ يُونُسٌ وَعِفاصُهْ |
حاجةٌ، إنْ قضَيتَ فيها بأمر | ذَلّ مأمُورُها وَقَلّ اعتِياصُهْ |
وَيَسيرٌ طِلابُ إنْصَافِ مَنْ لا | ضُعْفُهُ مُعْوِزٌ، وَلا إمْصَاصُهْ |