فدتك أكف قوم ما استطاعوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
فَدَتْكَ أكُفُّ قَوْمٍ ما استَطاعوا | مَساعِيكَ، التي لا تُستَطاعُ |
عَلَوْتَهُمُ بجَمْعِكَ ما أشَتّوا | منَ العَليا، وحِفظِكَ ما أضَاعُوا |
تَعُمُّ تَفَضُّلاً، وَتَبينُ فَضْلاً، | وأنْتَ المَجْدُ مَقْسُومٌ مُشَاعُ |
وَهَبْتَ لَنَا العِنَايَةَ، بَعدَما قد | نَرَاهَا عِنْدَ أقْوَامٍ تُبَاعُ |
وَلَمْ تَحظُرْ عَلَيْنَا الجَاهَ، حتّى | جَرَتْ عَنهُ المَذانِبُ والتِّلاعُ |
فَفِعْلُكَ، إنْ سُئِلتَ، لنا مُطيعٌ، | وَقَوْلُكَ، إنْ سألتَ، لنا مُطاعُ |
مَكَارِمُ منكَ، إنْ دَلَفَتْ إلَينا | صُرُوفُ الدّهرِ، فَهْيَ لَنَا قِلاَعُ |
خَلائِقُ، لا يَزَالُ يَلُوحُ فيها | عِيَانٌ للمُدَبِّرِ، أو سَمَاعُ |
أمِنّا أنْ تُصَرِّعَ عَنْ سماحٍ، | وَللآمَالِ في يَدِكَ اصْطِرَاعُ |
خِلاَلُ النَّيْلِ، في أهلِ المَعالي، | مُفَرَّقَةٌ، وأنتَ لَهَا جُمَاعُ |
دَنَوْتَ تَوَاضُعاً، وَبَعدتَ قَدراً، | فشَأناكَ انْحِدارٌ، وارْتِفَاعُ |
كذاكَ الشّمسُ تَبعَدُ إنْ تَسامى، | وَيَدْنُو الضّوْءُ مِنْهَا، والشّعاعُ |
وَقَدْ فَرَشَتْ لكَ الدّنيا، مِرَاراً، | مَرَاتِبَ، كُلُّهَا نَجْدٌ يَفَاعُ |
فَمَا رَفَعَ التّصَفّحُ مِنْكَ طَرْفاً، | وَلاَ مَالَتْ بأخْدَعِكَ الضِّيَاعُ |