عهدي بربعك مثلا آرامه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَهْدِي بِرَبْعِكَ مُثَّلاً آرَامُهُ | يُجْلَى بِضَوْءِ خُدُودِهِنَّ ظَلاَمُهُ |
إِلْمَامةً بالدَّارِ ، إِنَّ مُتَيَّماً | يَكْفِيهِ أَكْثَرَ شَوْقِهِ إِلْمَامُهُ |
أَمْسَى يُصرِّمُ في جَوانِحِهِ الجَوى | بَرقٌ يَشُبُّ مع العَشِيِّ ضِرَامُهُ |
لَيْلٌ يُصَادِفُنِي ومُرْهَفَةَ الحَشَا | ضِدَّيْنِ ، أَسْهَرُهُ لَهَا وتَنَامُهُ |
مَحْجُوبَةٌ ، فإِذا بَدَتْ فَكأَنَّها | بَدْرُ السَّماءِ تَمَامُهُ ومَرامُهُ |
وَلَقَدْ لَقِيتُ ، فما انْتَفَعْتُ ضَحِيَّةً | بِلِقاءِ مَِنْ لا يُسْتَطَاعُ كَلاَمُهُ |
ومُسَلِّمٍ يَوْمَ الوَداعِ ، شِفَاؤُهُ | مِمَّا يُعَانِي أَنْ يُرَدَّ سَلاَمُهُ |
سُقِيَ اللِّوَى حَوْذَانُهُ ، وعَرَارُهُ ، | وسَيَالُهُ ، وأَراكُهُ ، وبَشَامُهُ |
فَلَرُبَّ عَيْشٍ بالِّلوَى لم تُسْتَزَدْ | حُسْناً لَيَالِيهِ ولا أَيّامُهُ |
مَنْ مُبْلغٌ عنِّي الوَزِيرَ وإِنْ أَتَى | مِنْ دُونهِ خَرْقٌ يَمورُ ظَلامُهُ |
أَنَّ الوَفَاءَ كَعَهْدِهِ لم يُنْتَقَضْ ، | والشُّكْرَ وَافِيَةٌ لهُ أَقْسَامُهُ |
أَجْمَمْتُ نَائِلَهُ وَلَيْسَ بِزَائدٍ | في بَحْرِ دِجْلةَ إِذْ طَمَا إِجْمامُهُ |
ولَبِثْتُ عَنْهُ لَبْثَ مُؤثِرِ راحَةٍ | لَقِيَتْهُ مِنْ بعدِ العِرلقِ شَآمُهُ |
ونَوَافِلٌ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ محمَّدٍ | أَعْتَامُ مِنْهُنَّ الَّذي أَعْتَامُهُ |
خَلَفَتْ يَدَيْك يَدَاهُ فيَّ ، وإِنَّما | هُوَ وَبْلُهُ ، ورَذَاذُهُ ، ورهَامُهُ |
مُغْلٍ رِقَابَ المَكْرُماتِ بِسُؤْدُدٍ | يَبْتَاعُهُ أَو سُؤْدُدٍ يَسْتَامُهُ |
كَافٍ إِذَا أَلْقَى المُهِمَّ بِرَأْيهِ | بَدْءًا سَواءٌ عَزْمُهُ وحُسَامُهُ |
وَوَلِيُّ مَأْثَرَتَيْنِ ، لا أَرْمَاحُهُ | طَاشَتْ عَوَامِلُها ولا أَقلامُهُ |
بَدْءَاتُهُ بِنَوَالِهِ إِغْنَاَؤْنا | مِن عُدْمِنَا ، وسُؤَالُنا إِعْدَامُهُ |
مُلْقٍ يَدَيْهِ إِلى ابْتِنَاءِ مَكَارِمٍ | تَنْسَى وتَذْكُرُ ما بَنَى بِسْطامُهُ |
وبَدِيهَةٍ مِنْ طَوْلهِ لم تُرتَقَبْ | وَافَاكَ مُبْتَدِئاً بِهَا إِنْعَامُهُ |
كالسَّيْلِ أَصْبَحَ فِي ذَرَاكَ أَتِيُّهُ | والصُّبْحِ مُصْحٍ ما يُحَسُّ غَمَامُهُ |
أَرْضَاهُ كُفْءَ مُلِمَّةٍ تَعْطُو لَهَا | يَدُهُ ، ويَهْتِكُ هَوْلَها إِقدامُهُ |
وإِذا الصَّدِيقُ نَبَا عَليَّ تَلَوِّياً | لم يَنْبُ مُعْتَدِلُ الطَّرِيقِ مُقَامُهُ |
ولَقَدْ أَرَادَ بِيَ العَدُوُّ تَهَضُّماً | فأَبَاهُ آبي الضَّيْمِ حِين يُسَامُهُ |
أَنْسَاهُ إِذْ الْقَى الزَّمَانُ بِسَاحَتِي | خَطْباً يَخَافُ تَمَامُهُ ودَوَامُهُ |
وقيَامُهُ دُونِي إِذا الْتَقَتِ العِدَى | قَصْدي ، وإِذْ لَجَإِي الحَرِيزُ قِيامُهُ |
أَمْرٌ تَوَلَّى حَمْدُهُ وثَنَاؤُهُ ، | وأَبَذَّ قَوْماً ذَمهُ وأَثَامُهُ |
مُتَبَيِّنٌ لِلْحَقِّ قَبْلَ وقُوعِهِ ، | هَضَّامُ جانِبِ مالِهِ ، ظَلاَّمُهُ |
وَرَأَيْتُ مَعْرُوفَ الكَرِيمِ يَزِينُهُ | تَعْجيلُهُ عن وَقْتِهِ وتَمَامُهُ |
ودَليلُ عَامِ الخَصْبِ عِندَ مُجَرِّبٍ | تَبْكِيرُ أَوَّلِ زَهْرِهِ وتُؤَامُهُ |