أرشيف المقالات

تسويق الوهم

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
(تسويق الوهم)
بوح القلم
(تأملات في النفس والكون والواقع والحياة)
 
• خرج علينا أحدُ مفسِّري الأحلام في إحدى القنوات الفضائية ببشرى صقعت الأسماع وبلغت الآفاق، مُفادها أننا سندخل المسجد الأقصى فاتحين غانمين راكعين ساجدين في ٢ / ٢ / ٢٠٠٢م، وانقضت الأيام، ومرَّت السنوات، ولا يزال البعض يعيش مع هذا المفسِّر وأمثاله الأوهامَ الوردية، والأحلام الخيالية.
 
• أعلنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - في فترات متفاوتة - أنها تمكَّنت من القبض على عددٍ من مُمتهني العلاج بالقراءة والرقية، بتهم ابتزاز النساء والخَلوة بهن، والتخبيب على الأزواج، وممارسة بعض الأعمال المنافية لآداب وأخلاق الرقية الشرعية، ومع أن الفرد - في هذه البلاد وغيرها - يحفظ الفاتحةَ والمعوِّذات، ويواظب على الأذكار والأوراد، ويتضلع من زمزمَ والعسل، ويتناول الحبة السوداء وتمرات العجوة، إلا أنه ظل لسنوات أسيرًا لمبالغات الحسد والعين والسِّحر والشياطين.

• ظهرت من سنوات قريبة دوراتُ التطوير وبرامج التغيير، التي بدأت بالبرمجة العصبية النفسية، وتطورت لقوانين الطاقة ونظريات الجذب، تُقدَّم بمبالغ هائلة، ورسوم طائلة، وتُغري متابعيها بالتغير الفعال، والتطور السريع، نظير القيام بمهارات ذاتية، وتفاعلات داخلية، قد تتعارض - أحيانًا - مع النصوص الشرعية، والسنن الكونية في النفس والكون والحياة، أو تتجاهل المؤثِّراتِ الداخلية والخارجية على الفرد والمجتمع، أو تُضخِّم جانبًا وتهمش مجالًا بتعميم النتائج بلا معيار محدد، أو ميزان واضح.

• انتشرَتْ عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفاتٌ طبية وخلطات عشبية للعلاج والدواء، أو الوقاية والحماية، تحمل شعارات (من الطبيعة للمعدة، علاج بلا مضاعفات، الخلطة السرية لليالي السعيدة، وغيرها)، فأَوْدَت بأرواح، وسلبت أموالًا، وأفسدت عقولًا، وشوَّهت أجسادًا، في غفلة مِن المسؤول، وغفوةٍ من المجتمع.

• تُروِّج بعض القنوات الفضائية والبرامج الإذاعية لبرامج استشراف المستقبل والتنبؤ للغد، من خلال قراءة الفنجان والكف، والرسم على الرمل، ونوع التوقيع، وأسلوب الكتابة، وللأسف تجد متابِعيها من الشباب المتعلِّمين الذين وصَلوا لمرحلة من الاستلاب والاستسلام لثلة من الدجالين والمشعوذين.


♦ ومضة: عن معاوية بن الحكم، قال: قلتُ يا رسول الله: منا رجالٌ يتطيَّرون؟ قال: ((ذلك شيء تجدونه في أنفسكم، فلا يصدَّنكم))، قال: قلت: ومنا رجالٌ يأتون الكهان؟ قال: ((فلا تأتوهم))، قال: قلت: ومنا رجال يخطُّون؟ قال: ((كان نبيٌّ من الأنبياء يخُطُّ، فمَن وافَقَ خَطَّه فذاك))؛ رواه مسلم.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢