أرشيف المقالات

{ وكان حقا علينا نصر المؤمنين }

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

هذه الآية الكريمة تبين أن الله تعهد للمؤمنين بالنصر على أعدائهم، وهو وعد لا يُخلَف، فقد نصر الله رسوله في غزوة بدر والأحزاب وغيرهما من الغزوات، ونصر أصحاب رسول الله بعده على أعدائهم، وانتشر الإسلام وفتحت البلاد، وانتصر المسلمون، رغم الأحداث والمصائب، وكانت العاقبة للمؤمنين الذين صدقوا الله في إيمانهم وتوحيدهم وعبادتهم ودعائهم لربهم في وقت الشدة والرخاء، وهذا القرآن يحكي حال المؤمنين في غزوة بدر، وهم قليل في العدد والعدة، فيدعون ربهم: ﴿ إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ [الأنفال: 9].
 
فاستجاب الله دعاءهم، وأمدهم بالملائكة يقاتلون معهم فيضربون أعناق الكفار، ويضربون أطرافهم، وذلك حين قال: ﴿ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴾.
[الأنفال: 12]..
 
وتم النصر للمؤمنين الموحدين، قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
[آل عمران: 123].
 
واستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مدَّ يديه فجعل يهتف بربه (داعيًا مستغيثًا):
"اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني به، اللهم إن تُهلِك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض"؛ (رواه مسلم)
 
ونرى المسلمين اليوم يخوضون المعارك ضد أعدائهم في أكثر البلاد ولا ينتصرون فما هو سبب ذلك؟ هل يختلف وعد الله بالنسبة للمؤمنين؟ لا أبدًا لا يختلف ولكن أين المؤمنون حتى يأتيهم النصر المذكور في الآية؟ نسأل المجاهدين:
1- هل استعدوا بالإيمان والتوحيد اللذين بدأ بهما الرسول دعوته في مكة قبل القتال؟
 
2- هل أخذوا بالسبب الذي أمرهم به ربهم بقوله: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60].
وقد فسرها الرسول صلى الله عليه وسلم بالرمي.
 
3- هل دعوا ربهم وأفردوه بالدعاء عند القتال، أم أشركوا معه غيره فراحوا يسألون النصر من غيره ممن يعتقدون فيهم الولاية، وهم عبيد الله، لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، ولماذا لا يقتدون بالرسول في دعائه لربه وحده؟ قال تعالى: ﴿ أليسَ الله بكافٍ عبده ﴾ [الزمر: 36].
 
4- وأخيرًا هل هُم مجتمعون ومتحابون فيما بينهم شعارهم قول ربهم: ﴿ ولا تنازعوا فتفشلوا وتَذهبَ ريحكُم ﴾ [الأنفال: 46].
 
إذا حققتم الإيمان المطلوب، فسيأتيكم النصر الموعود قال الله تعالى: ﴿ وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين ﴾ [الروم: 47].

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير