حقيقة ما حدث - مدحت القصراوي
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
حقيقةُ ما حدث بدقةٍ هو انقلابٌ عسكريٌ علمانيٌ غربيٌ طائفيٌ فاسدٌ..وعندما نقولُ للناس أن هذا الانقلابَ العسكريّ العلمانيّ هو انقلابٌ معادٍ للإسلام نجد البعضَ لا يدركُ هذا العداءَ وقد يستعجبه!
ورغم شدةِ ظهورِ هذا العداءِ؛ لكن هذا زمنٌ عجيبٌ ضعُفَت فيه العقولُ والنفوسُ، وضَلّل أهلُ الباطل من الإعلاميين الأُجراء والعلمانيين الخُبثاء ومن أصحاب اللحى المضللين عمومَ الناس.
ذلك أنّ البعضَ يقول ليس هناك عداءٌ للعقيدة الإسلامية وهناك أداءٌ للشعائر في المساجد..
ولهذا يجب أن نكون واضحين في بيان الأمر للناس؛ أنّ العداء للإسلام متمثلٌ أساسًا ـفي هذه المرحلةـ من أرباب الفساد والطائفيين والعلمانيين والإباحيين ومن الأعداء الإقليميين والغرب، هذا العداء متمثلٌ في عداء الإسلام شريعةٍ وهويةٍ..
فأحكامُ هذا الدين وما ينشئه من أوضاعٍ ونظامٍ، وما يستلزمه من ثقافةٍ وانتماءٍ وإلزامٍ شرعيٍّ بالخروج من التبعية ورفض الهيمنة الغربية بعقائدهم وثقافتهم على المسلمين لأنها هيمنة كفار..
كما يوجب الإسلام التنمية وامتلاك القوة لتحقيق هذه الغاياتِ والخروج من التبعية ورفض الاستذلال.
وكذلك ما يستلزمه هذا الدين من الوقوف أمام العدو الصهيونيّ ووجوب مواجهة المحتل الصليبيّ أو الصهيونيّ، وإلا أثم الجميع وتُوعِّدوا بعقاب رب العالمين..
فلما كان الإسلام يصادم الفاسدين، ويصادم العلمانيين والإباحيين الكارهين لأحكام رب العالمين وسيادتها، ويصادم هيمنة القوى الغربيةِ وأذنابِها والمأجورين على موائدِها..
كما يصادم الإسلامُ كثيرًا ممن وضعتهم أمريكا وإسرائيل في مناصبهم، وهم كثيرٌ إذ أنّ البلاد تحت حالة التبعية، وهي احتلال غير مباشر، وهي حالةُ احتلالٍ عميقٍ ينظم الوضع الداخليَّ عبر الفساد والاستبداد وعداء الإسلامِ شريعةٍ طاهرةٍ وهويةٍ عميقةٍ مرتبطةٍ بأمةٍ شريفةٍ، لكنَّ غيرَ الشرفاء يضيقون ذرعًا.
فليَعلم أهلنا وأمتنا أين المشكلة..
كما يجب أن نكون محدَّدين في بيان معنى عداءِ هذا الانقلاب للإسلام، إنه في سيادة الشريعة وأحكامها وما تفرضه من أوضاعٍ تحارب الفساد والانحلال والتبعية وما توجبه من تنميةٍ واستقلالٍ، وما تنشئه من أوضاع إقامةٍ لهذا الدين وأحكامه وهويته.
وعلى هذا فيجب أن نعلم جميعًا وأن تعلم أمتنا أنّ الإسلام بمفهومه الحقيقيِّ والتحرريِّ وليست الصورة المزورة التي يقدمها المضللون، أنّ الإسلام هو الفرصة الحقيقية أمام أمتنا اليوم للخروج من المَأزِق التاريخيِّ والإقليميِّ والسياسيِّ اليوم، كما أنه الفرصةُ الحقيقيةُ للإصلاح الحضاريِّ والاجتماعيِّ كذلك..
إنه نداءُ الله تعالى لخير الدارَين، فاللهم خُذ بنواصينا ونواصي أمتنا إليك، أخذَ الكرام.