ليت الخليط الذي قد بان لم يبن
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَيْتَ الخَليطَ الذي قد بانَ لمْ يَبِنِ | وَلَيْتَ ما كانَ من حُبّيكِ لم يَكُنِ |
أحْرَى العُيُونِ بأنْ تُدْمىَ مَدامعُها | عَيْنٌ، بكَتْ شَجوَها من مَنظرٍ حسنِ |
مَا أَحسَنَ الصَّبْرَ إِلاَّ عِنْدَ فُرْقَةِ مَنْ | بِبَيْنِهِ صِرْتُ بَيْنَ الْبَثِّ والحَزَنِ |
يا فَرْحَةً لي من الشّمسِ التي طَلَعَتْ | في الرّائحينَ، بسِرْبِ الرَّبْرَبِ القَطِنِ |
ما أحسَنَ الصّبرَ، إلاّ عندَ فُرْقَةِ مَنْ | بِبَثّهِ صِرْتُ بَينَ البَثّ والحَزَنِ |
كَثيبُ رَمْلٍ عَلى عَلْيَائِهِ فَنَنٌ، | وَشَمْسُ دَجْنٍ بأعْلَى ذلِكَ الفَنَنِ |
ما تَقَعُ العَينُ مِنْهَا حِينَ تَلْحَظُها، | إلاّ عَلى فِتْنَةٍ مِنْ أقتَلِ الفِتَنِ |
قامَتْ تَثَنّى، فَلانَتْ في مَجَاسِدِها، | حتّى كأنّ قَضِيبَ البَانِ لمْ يَلِنِ |
لي عَنْ قَلِيلٍ ضَميرٌ لا يُلِمُّ بهِ | وَجْدٌ عَلَيْكِ، وَقَلبٌ غيرُ مُرْتَهَنِ |
إنّ الهُمُومَ، إذا أوْطَنّ في خَلَدٍ | للمَرْءِ، سارَ وَلمْ يَرْبَعْ على وَطَنِ |
إِلَيْكَ بَعْدَ وِصَالِ الْبِيدِ أَوْصَلَنَا | آذِيُّ دِجلَةَ في عِيرٍ مِنَ السّفُنِ |
غَرَائِبُ الرّيحِ تَحدوها، وَيَجْنُبُها | هَادٍ مِنَ المَاءِ، مُنقادٌ بلا رَسَنِ |
جِئْنَاكَ نَحْمِلُ ألْفاظاً مُدَبَّجَةً، | كأنّما وَشْيُها مِنْ يُمْنَةِ اليَمَنِ |
كأنّها وَهْيَ تَمشِي البَحْتُرِيَّةَ في | يَدَيْ أبي الفَضْلِ أوْ في نائلِ الحَسَنِ |
نُهدي القَرِيضَ إلى رَبّ القَرِيضِ معاً | كَحَامِلِ العَصْبِ يُهديهِ إلى عَدَنِ |
مِنْ كُلّ زَهْرَاءَ، كالنُّوّارِ، مُشرِقَةٍ، | أبْقَى على الزّمَنِ البَاقي مِنَ الزّمَنِ |
شكرُ امرِىءٍ ظَلّ مَشغُولاً بشكرِكَ عَن | فَرْطِ البُكَاءِ على الأطْلالِ، والدِّمَنِ |
قَدْ قُلتُ إذْ بَسَطَتْ كَفّاكَ من أملي: | ما شاءَ مِنْ نائباتِ الدّهرِ، فليكُنِ |
رَضِيتُ منكَ بأخلاقٍ قدِ امتَزَجَتْ | بالمَكْرُمَاتِ امتِزَاجَ الرّوحِ بالبَدَنِ |
وَزِدْتَني رَغْبَةً في عَقْدِ وُدِّكَ، إذْ | شَفَعتَ ذاكَ النّدَى بالفَهْمِ، والفِطَنِ |
تُدْنِي إلى المَجُدِ كَفّاً منكَ قد أنستْ | بالبَذْلِ والعُرْفِ أُنسَ العينِ بالوَسنِ |
مَنْ يُصْبِهِ سَكَنٌ مِمّنْ يحبُّ، وَمن | يَهوَى، فما لكَ غيرُ المَجْدِ من سَكَنِ |