إن دعاه داعي الصبى فأجابه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إنْ دَعَاهُ داعي الصبَى، فأجابَهْ | وَرَمَى قَلْبَهُ الهوَى، فأصَابَهْ |
عِبْتَ مَا جَاءَهُ، وَرُبّ جَهُولٍ | جَاءَ ما لاَ يُعَابُ يَوماً، فَعابَهْ |
لَيتَ شِعرِي غَداةَ يُغدَى بسُعدَى، | أيّ شَيءٍ منَ الرَّبَابِ أرَابَهْ |
أهُوَ الجِدُّ منْ صَرِيمَةِ عَزْمٍ، | أمْ هوَ الهَزْلُ في الهَوَى والدُّعَابَهْ |
خَوْنُ عَينٍ لمْ أحْتَسبْهُ، وَقَلْبٍ | لمْ أخَفْ، يَوْمَ رَامَتَينِ، انقِلاَبَهْ |
بَاتَ يَخشَى على البعادِ اجْتِنَابي، | شِقُّ نَفسٍ قد كنتُ أخشَى اجتنَابَهْ |
صَافحاً عَنْ خَفيّ ذَنْبٍ، وَقد صَا | فَحتُ، في ساعةِ الوَداعِ، خِضَابَهْ |
رَشَأٌ إنْ أَعَادَ كَرَّ بلَحْظٍ | أشعَلَ القَلْبَ مُضْنِياً، أو أذَابَهْ |
لمْ يَدَعْ بَيْنَنا التّبَاعُدُ، إلاّ | ذِكْرَةً أوْ زِيَارَةً عَنْ جَنَابَهْ |
قَلّ خَيرُ الإخواّنِ، إلاّ مُعِزٌّ | عَن تناءٍ، أو عَائِدٌ من صَبَابَهْ |
إنْ تَسَلْني عَنِ الشّبَابِ المُوَلّي، | فَهُوَ القَارِظُ انتظَرْتُ إيَابَهْ |
غض عيش زالت غمامته عنــ | ــي، ومن بالغمامة المنجابه |
يغنم الموجز الهجوم على الأمــ | ــر، ويكدي المطاول الهيابة |
وَخَليلٍ دَعَوْتُهُ للمَعَالِي، | وَهيَ دونَ الطُرَّاقِ تطرَق بَابَهْ |
هُمَّ عَنْ دَعوَتي، وَمَن ساءَ سمعاً | في مَوَاضِي أمْثَالهمْ ساءَ جَابَهْ |
عَجَبٌ، منه يَوْمَ ذاكَ، وَمنّي، | يَتَقَصّى بالضّاحكِ استغرَابَهْ |
لا تَخَفْ عَيْلَتي، وتلكَ القَوَافي | بَيْتُ مَالٍ إنْ أخَافَ ذَهَابَهْ |
كَمْ عَزِيزٍ حَرَبنَ منْ غَيرِ ذُلٍّ | مالَهُ، أو نَزَعنَ عَنهُ ثيَابَهْ |
قد مَدَحْنا إيوَانَ كسرَى، وَجئنا | نَستَثيبُ النُّعْمَى من ابنِ ثَوَابَهْ |
بَيْتُ فَخْرٍ كانَ الغنى لوْ يُوَافي | زَائرُ البَيْتِ عندَهُ أرْبَابَهْ |
وإذا ما أَلطّ بالحَقّ قَوْمٌ، | فَمنَ الحَقّ أنْ تَنُوبَ القَرَابَهْ |
أنْتُمُ منْهُمُ خَلا ما لَبستُمْ | بَعدَهمْ منْ مُعَارِ زِيّ الكتابَهْ |
هِمَمٌ في السّمَاءِ تَذهَبُ عَلْواً، | وَرِبَاعٌ مَغشِيّةٌ، مُنْتَابَهْ |
وأناس إنْ ضَيّعَ المجد قوم، | حفظوا المجدَ إنْ يُضِيعُوا طِلاَبَهْ |
ما سَعَوْا يَخْلُفُونَ غَيرَ أبيهمْ، | كلُّ ساعٍ منّا يُرِيدُ نِصَابَهْ |
جَمَعَتْهُمْ أُكْرُومَةٌ، لم يَجُوزُوا | مُنتَهاها، جَمْعَ القِداحِ الرّبَابَهْ |
خُلُقٌ منْهُمُ تَرَدّدَ فيهمْ، | وَلِيَتْهُ عِصَابَةٌ عَنْ عِصَابَهْ |
كالحسامِ الجرَازِ يَبقى على الدّهـ | ـرِ وَيُفني في كلّ عَصرٍ قِرَابَهْ |
ما تَسَامَتْ أخطارُ فارِسَ إلاّ | مَلَكوا الفَرْعَ منهمِ، وَالذّؤابَهْ |
وإذا أحْمَدُ استُهلّ لنَيْلٍ، | أكثَرَ النّيْلَ وَاهباً، وأطَابَهْ |
مَاثِلٌ في أُرُومَةِ المَجدِ تَرْضَى | مُنْكَفَاهُ إلى النّدَى، وانصِبَابَهْ |
أرْتَجي عندَهُ فَوَاضِلَ نُعْمَى، | ما ارْتَجَاهَا الشّمّاخُ عندَ عَرَابَهْ |
ماثل في أرومة المجد ترضى | منكفاه إلى الندى وإنصبابه |
لمْ يُغادِ الظّما وَلم يَدرِ كَيفَ الـ | ـريُّ مَنْ لم يُمْطَرْ بتلكَ السّحابَهْ |
إن جَرَى طالباً نهاية فخر | أحْرَزَ السّبقَ، فائتاً أصْحَابَهْ |
ومضاه له تفنن حتى | فايض البحر زاخراً بصبابه |
قُلتُ هَبْ شَرّ ما تُعَاني وَقَد يُنْـ | ـجيكَ منْ شَرّ مُؤيِدٍ أنْ تَهَابَهْ |
وَمنَ النّقصِ أنْ تُشيدَ بفَضْلٍ | نلْتَ مَدْخُولَهُ، وَنَالَ لُبَابَهْ |
إنْ تُرِدْ نَقْلَ بَيْتِهِ لا يُتَابِعْـ | ـكَ شَرَوْرَى، وَلا يُطاوِعْكَ شابَهْ |
تَيّمَتْهُ عُرَى الأُمُورِ وَرَاقَتْـ | ـهُ اسْتبَاءً للُبّهِ، وَخِلاَبَهْ |
وعلت أريحية منه تدنيــ | ــه لأنس عن الحجى والمهابه |
سَلِسٌ بالَعَطَاءِ، حَتّى كأنّا | نَبتَغي عندَهُ حجارَةَ لابَهْ |
هُوَ للرّاغبينَ عُمدَةُ آمَا | لٍ كمَا البَيتُ للحَجيجِ مَثَابَهْ |