إذا الغمام حداه البارق الساري
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا الغَمَامُ حَدَاهُ البَارِقُ السّارِي، | وانهَلّ في دِيمَةٍ وطْفَاءَ، مِدْرَارِ |
وَحاكَ إشْرَاقُهُ طَوْراً، وَظُلْمَتُهُ | ما حاكَ مِنْ نَمَطَيْ رَوْضٍ وأنْوَارِ |
فَجَادَ أرْضَكِ من غَرْبِ السّماوَةِ من | أرْضٍ وَدارَكِ، بالعَلْياءِ، من دارِ |
وإنْ بَخُلْتِ فَلا وَصْلٌ، وَلا صِلَةٌ | إلا اهتِدَاءِ خَيَالٍ مِنكِ زَوّارِ |
قَدْ لأُشكِلَ القَمَرُ السّارِي عليّ فَما | بَيّنْتُ طَلْعَتَهُ مِنْ طَيفِكِ السّارِي |
إذْ ضَارَعَ البدرَ في حُسْنٍ وَفي صفةٍ، | وَطالَعَ البَدرَ في وَقْتٍ، وَمِقدارِ |
لَيْلٌ تَقَضّى وما أدرَكتُ مأرَبَتي | مِنَ اللّقَاءِ، وَلاَ قَضّيتُ أوْطَاري |
إمّا اطّرَقْتُ إلى حُبّيكِ فَرْطَ هَوًى، | ثأنْ يَكَثّرَ من وَجدي وَتَذكاري |
فَطَالما امتَدّ في غَيّ الصِّبَا سَنَني، | واشتَدّ في الحبّ تَغرِيرِي وأخطارِي |
هَوىً أُعَفّى علىآثارِهِ بِهَوىً، | كَمُطْفىءٍ من لَهِيبِ النّارِ بالنّارِ |
قَدْ ضَاعَفَ الله للدّنْيا مَحاسِنَهَا | بمِلْكِ مُنتَخَبٍ، للمِلْكِ مُختَارِ |
مُقابَلٌ في بَني العَبّاسِ، إن نُسبوا | في أنْجُمٍ شُهِرَتْ مِنهُمْ وأقْمَارِ |
يُرِيكَ شَمْسَ الضّحَى لألاءُ غُرّتِهِ | إذا تَبَلّجَ في بِشْرٍ وإسْفَارِ |
أوْلَى الرّعِيّةَ نُعْمَى بَعدَ مَبأسَةِ | تَمّتْ عَلَيْهِمْ، وَيُسراً بَعد إعسارِ |
أنْقَذْتَهُمْ، يا أمِينَ الله، مُفتَلِتاً، | وَهُمْ عَلَى جُرُفٍ منْ أمرِهمْ، هارِ |
أعطَيْتَهُمْ بابنِ يَزْدادَ الرّضَا فأوُوا | مِنْهُ إلى قائِمٍ بالعَدْلِ، أمّارِ |
رَدَّ المَظالِمَ فانتاشَ الضّعيفَ، وَقَدْ | غَصّتْ بهِ لَهَواتُ الضّيغَمِ الضّارِي |
يأسُو الجِرَاحَةَ مِنْ قَوْمٍ وَقد دميَتْ | مِنهُمْ غَوَاشِمُ أنْيَابٍ، وأظْفَارِ |
يرضيك والي تدبير ومبتغياً | نصحاً ومعجل إيراد وإصدار |
فالله يَحْفَظُ عَبْدَ الله، إنّ لَهُ | فَضْلَ السّماحِ وَزَندَ السُّؤددِ الوَارِي |
زَكَتْ صَنَائِعُهُ عِندي، وأنْعَمُهُ، | كَما زَكَتْ مِدَحي فيهِ وأشْعَاري |
إيهاً أبَا صَالحٍ! والبَحرُ مُنتَسِبٌ | إلى نَوَالِكَ، في سَيحٍ وإغْزَارِ |
حَكَى عَطاؤكَ جَدْوَاهُ وَجَمّتَهُ، | فَيْضاً بِفَيْضٍ، وَتَيّاراً بِتَيّارِ |
أأرْهَبُ الدّهرَ، أو أخشَى تَصَرّفَهُ، | والمُستَعِينُ معِينِي فيهُ، أوْ جارِي |
وأنتَ ما أنتَ في رِفْدي وَحَيّطَتي | قِدْماً وإيجابِ تَقْدِيمي وإيثَاري |
فكَيفَ تُهمِلُ أسبابي وَتَغفُلُ عَنْ | حَظّي وَتَرْضَى بإسْلامي وإخْفَاري |
تأتَّ في رَسْميَ الجَارِي بِعَارِفَةٍ، | كَمَا تأتّيتَ لي في رِزْقِيَ الجَارِي |