لامت على أنها في الدمع لم تلم
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لامَتْ ، عَلَى أَنَّها في الدَّمْعِ لم تَلُمِ ، | لكِنْ عَلَى أَنَّ فَيْضَالدَّمْعِ لَمْ يَدُمِ |
واسْتَشْعَرَتْ أَلماً لَمَّا رأَتْ أَلَمِي | من حادِثِ البَيْنِ أَنْسَانِي جَوَى الأَلَمِ |
رَاحَتْ تُسِرُّ دُمُوعاً غَيْرَ مُعْلَنَةٍ ، | وَرُحْتُ أُعْلِنُ دَمْعاً غَيْرَ مُكْتَتَمِ |
والبَيْنُ يَشْعَبُ صَدْعاً مِنْهُ مُلْتَئِماً ، | والغَيُّ يَصْدَعُ شَعْباً غيرَ مُلْتَئِمٍ |
يَا مَعْهَداً لِلِّوَى أَبْقَى بِمُهْجَتِهِ | مَعاهِداً لِلْبِلى والأَدْمُعِ السُّجُمِ |
مَا ضَرَّ قَوْمَكَ لو رَدَّتْ حُكُومَتُهُ | عَدْلَ الْقَضَاءِ كَمَا قَدْ جَارَ في الحُكُمِ |
كَمْ لِلنَّوى والهَوَى فِي القَلْبِ مِنْ طَلَلٍ | لَمْ تُبْلِهِ سَوْرَةُ الأَيامِ والْقِدَمِ |
يَا نِعْمَةَ اللهِ دُومِي في بَنِي جُشَمٍ | بِمالِكِ المَلِكِ المَحْمودِ مِنْ جُشَمِ |
وأَنتِ يا تَغْلِبُ الغَلْبَاءُ فافْتَخِرِي | فقَدْ حَلَلْتِ عَلَى الهامَاتِ والقِمَمِ |
إِنَّ الأَمِيرَ ابْنَ طَوْقٍ مالِكاً شَرَفٌ | كَسَاكِهِ اللهُ بَيْنَ العُرْبِ والعَجَمِ |
سَيْفٌ ، إِمَامُ الهُدَى ما هَزَّ قائِمَةُ | إِلاَّأَقامَ بهِ مَنْ كانَ لم يَقْمِ |
كَمْ مِنْ عَزِيزٍ طَوَى كَشْحاً عَلَى رَغَمٍ | أَزَلَّ أَخْمَصَهُ عَنْ مَوْطِىء القَدَمِ |
سَائِلْ بأَيَّامِهِ عنهُ الأْلَى اجْتَرَمُوا | ماذا بِهِمْ صَنَعَتْ عَوَاقِبُ الجَرَمِ |
لَمَّا طَغَوْا وبَغَوْا جَهْلاً عَبَا لَهُمْ | حَرْباً تُغِصُّهُمُ بالْبَارِدِ الشَّبِمِ |
أَعْذَرْتَ بالسِّلْمِ حتى ظَنَّ جاهِلُهُنْ | أَنْ قَدْ لَهَوْتَ وقد أَغْضَيْتَ مِن ْصَمَمِ |
حَتَّى إِذا ما الشِّقَاقُ المَحْضُ أَشْعَثَهُمْ | لَمَمْتَ بالسَّيْفِ مِنْهُمْ شَعْثَةَ اللِّمَمِ |
جَرَّدْتَ فِيهِمْ حُسَاماً صَارِماً ذَكَراً | وعَزْمَةً كَشَبَاةِ الصَّارِمِ الخَذِمِ |
سُدَّتْ وُجُوهُ فِجَاجِ الأَرْضِ دُونَهُمُ | حَتَّى كَأَنَّهُمُ فِي حَيْرَةِ الرَّدَمِ |
باتُوا يَشُبُّونَ نارَ اٌلحَرْبِ بَيْنَهُمُ | فَأَصْبَحُوا بَيْنَ ظُفْرٍ لِلرَّدَى وفَمِ |
شَفَيْتَ سُقْمَهُمُ لَمَّا لَقِتَهُمُ | بِسُقْمِ مَلْحَمَةٍ تَشْفِي مِنَ السَّقَمِ |
أَرْسَلْتَ مِنْ عَارِضِ اٌلآجَالِ فَوْقَهُمُ | طَيْراً أَبَابِيلَ لَمْ تُنْسَبْ إِلى الرَّخَمِ |
دَلَيْتَ دَلْوَ اٌلمَنَايَا فِي نُفُؤسِهُمُ | فَأَغْرَقَتْهَا إِلى اٌلأَكْرابِ واٌلْـوَذَمِ |
حَطَّمْتَ مَنْكبَهُمْ لَمَّا حَلَلْتَ بِهِمْ | بِمَنْكِبٍ مِنْكَ أَضْحَى غَيْرَ مُنْحَطِمِ |
غادَرْتَهُمْ بَيْنَ مَجْرُوحٍ ومُقْتَسَرٍ | عَانٍ ومُطَّرَحٍ لَحْماً عَلَى وَضَمِ |
أَسْرَى وجَرْحَى وقَتْلَى فِي دِيَارِهِمُ | كأَنَّما لَبِسُوا قُمْصاً مِن اٌلأَدَمِ |
أَوْرَثْتَهُمْ نََدَماً عَنْ غِبِّ ما فَعَلُوا | إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ فِيهِمْ مَوْضِعَ النَّدَمِ |
ظَلَّتْ خُيُولُكَ يَوْمَ الرَّوْعِ صَائِمَةً | لكِنَّ سَيْفَكَ يَوْمَ الرَّوْعِ لم يَصُمِ |
سَحَّتْ سَحَابُ المَنَايَا فَوْقَ هَامِهِمُ | صَوْباً مِنَ المَوْتِ دَانِي الوَدْقِ والدِّيَمِ |
وَقَائِعٌ وَسَمَتْ أَنْفَ الشِّقَاقِ وقَدْ | عاشَ الشِّقاقُ زَماناً غيرَ مُؤْتَسَمِ |
كَأَنَّمَا كَانَ فِي عِرْنِينِهِ شَمَمٌ | فَعَادَ أَجْدَعَ بَعْدَ الطُّولِ والشَّمَمِ |
مِنْ رَاحَتْيكَ أَبا كُلْثُومٍ انْبَجَسَتْ | يَنَابعُ الجُودِ فِي الَّلأْوَاءِ والإِزَمِ |
طَوْقٌ بَنَى لكَ بَيْتَ العِزِّ مُتَّصِلاً | مُطَاوِلَ السَّمْكِ والأَرْكَانِ والدِّعَمِ |
مَا زَالَ يَأْثُرُ مُذْ أَلْقَى تَمَائِمَهُ | شَرَائعَ المَجْدِ عَنْ آبائِهِ القُدُمِ |
نِيطَتْ حَمَائلُهُ مِنْهُ إِلى مَلِكٍ | بِحَبْلِ مُعْتَصِمٍ باللهِ مُعْتَصِمِ |
لا يَسْتَرِيحُ مِنَ الأَلْفَاظِ مَنْطِقُهُ | إِلاَّ إِلى نَعَمٍ تَفْتَرُّ عَنْ نِعَمِ |
حَامِي الذِّمَارِ ، عَزيزُ الْجَارِ ، ذُو كَرَمٍ | مَحْضُ الضَّرِيبَةِ ، مُوفِي العَهْدِ والذِّمَمِ |
كَأَنَّمَا جَارُهُ مِنْ عِزِّ جَانِبِهِ | بَيْنَ السِّمَاكَيْنِ أَو في سَاحَةٍ الحَرَمِ |
ومُعْتَفِيهِ مُحِلٌّ مِنْ صَنَائِعِهِ | لَكِنَّهُ مُحْرِمٌ مِنْ خَلَّةِ العَدَمِ |
لَوْ أَنَّ في الدَّهْرِ مِنْهُ بَعْضَ شِيمتِهِ | لأَصْبَحَ الدَّهْرُ فِينَا طاهِرَ الشَّيَمِ |
يَحْمِي حَرِيمَ العُلاَ والمَجْدِ كَاسِبُها | مَا لَمْ يَذُبَّ عَنِ الأَحْسَابِ والكَرَمِ |
تَرَى بِعَزْمَتِهِ فِي كلِّ نَائِبَةٍ | بَدْراً يُضِيءُ ضِيَاءَ البَدْرِ في الظُّلَمِ |
يَكَادُ عِنْدَ اعْتِزَامِ الأَمْرِ يَفْعَلُ ما | لَمْ يُرْعِفِ اللَّوْحُ مِنْهُ مَنْخِرَ القَلَمِ |
لَمْ يُمْسِ إِلاَّ بِمَالٍ مِنْهُ مُقْتَسَمٍ | أَيْدِي سَبَا ، وبِعِرْضٍ غَيْرِ مُقْتَسَمِ |
رَاضَ الزَّمَانَ ، وَرَاضَتْهُ نَوَائِبُهُ | فَمَا اسْتَكَانَ ، ولَمْ يُذْمَمْ ، ولم يُلَمِ |
لَمْ يَلْقَ سَائلَهُ ، مُذْ كَانَ سَائِلُهُ ، | إِلاَّ بِوَجْهٍ أَغَرِّ الوَجْهِ مُبْتَسِمِ |
أَبْقَى مَآثِرَ مَنْ مَجْدٍ وَمِنْ كَرَمٍ | عَفَّتْ مَآثِرَ مِنْ كَعْبٍ ومِنْ هَرِمِ |