أرشيف المقالات

(11) رسالة تبكيت وتوبيخ من أحد الأئمة الأعلام - قضايا الحاكمية تأصيل وتوثيق - أبو فهر المسلم

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
إلى المنتسبين إلى العلم زورًا وبهتانًا من علماء السلاطين!
قال الإمام الجمال يوسف بن عبد الهادي الحنبلي رحمه الله (ت:909هـ) بعد أن سرد أحاديث فضل السلطان، وطاعته: "العجب من بعض المُتفقِّهة الفجَرة! يذكرون هذه الأحاديث لكثيرٍ من الظلَمة، ممن انغمس في الظلم ، وعامَ فيه وسبَح، وأخذ أموال الناس من غير حِلِّها، وقتل النفس َ الحرامَ أكثر من ألفِ مرة بغير حقّ، واستحلَّ أموال الناس، ودماءَهم وأعراضهم، ويُزيِّن له أنه عادل، ولولا أنت ولولا أنت! ليتوجَّه بذلك عنده، ويُنفق سوقَه، فلا كثَّر الله في المسلمين مِن أمثالهم".

وقال أيضًا: "فالعجبُ كلَّ العجب ممن لا دين له ولا عقل، ومع ذلك يزعم أنه فقيه، ويدخل على الظلمة الفجَرة في القرن التاسع والعاشر، ويُزيِّن لهم، ويُحسِّن لهم أنهم على العدل، وأنهم من العادلين! مع قتل النفس المُحرمة، وعدم توقِّي دماءَ المسلمين وأموالَهم وأعراضهم، ومع ذلك منهم مَن يُزين لهم ذلك، وأنه خير، وأن بعض أئمة الإسلام أباح قتل الثُّلثين في صلاح الثُّلث، ونحو ذلك..!

وكلُّ ذلك زورٌ وبهتان، وافتراءٌ على الأئمة، لا حقيقة له ولا أصل، ومَن عنده إيمانٌ ومعرفة؛ يعلم أنه لا يَحِلُّ قتلُ أدنى أدنى نفسٍ مُسلمة لصلاح أحد، كائنًا من كان، ولو اجتمع أهلُ الأرض على قتْل نفسٍ مسلمة بغير حق أكبَّهم الله به في نارِ جهنم".

قلتُ: يرحم الله الإمامَ (الجمال) فلإن كان هذا زجرُه وتوبيخُه، وتقريعُه وتبكيتُه؛ لمن تزلَّف إلى أئمة الجور في زمانهم الفاضل، ممن نُسبُوا إلى العلمِ وأهله؛ فكيف به اليوَم هو قائلٌ لمن ليسُوا من العلم في شيء، ويتزلَّفون إلى مُرتزَقةٍ غاصبين، قد تسلَّطوا على بلاد المسلمين؟!
وإلى الله المُشتكَى. 

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢