أمتنا تلج بوابة الفقر!
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
كلمة صغيرة
أمتنا تلج بوابة الفقر!
من يستشرف المستقبل يدرك أن أمتنا في المنظوريْن المتوسط والقريب
ستعاني من قلة ذات اليد وأزمات مالية واقتصادية حادة؛ نتيجة عمليات الإفقار
المنظم والنهب البشع التي يمارسها الغرب عليها - حكومات وشركات - بذرائع
شتى وصور مختلفة.
وبما أن التحولات الاجتماعية التي ستحل من جراء ذلك ببيئات المسلمين
المترفة وشبه المترفة ستكون ضخمة، وقد تصل بمجتمعات كثيرة إلى حد الكارثة؛
نتيجة المفاسد الضخمة التي ستنتج عنها في اتجاهات متعددة نفسية واجتماعية
وأخلاقية واقتصادية ... ونحوها؛ فإن المطلوب أن نقوم - أفراداً ومؤسسات - بإدارة عملية التحول هذه بوعي ونضج من جانبي الوقاية والعلاج على حد سواء، وما لم نقم بإدخال تغييرات ضخمة وبزوايا حادة في أحيان كثيرة، نتخلص بواسطتها باختيارنا وطوع إرادتنا من مظاهر الترف الكثيرة في حياتنا، والعادات والتقاليد التي لا تراعي الظروف والتطورات المقبلة..
فيتوقع أن تكون النتائج أكثر من مؤلمة نسأل الله العافية. وبما أن شهر رمضان المبارك من منظور شرعي لا واقعي هو موسم الزهد والورع، والتعلق بالله تعالى، والتقلل من الدنيا وملذاتها؛ فلماذا لا نجعل منه بوابة لصنع التغيير الإيجابي، ومنطلقاً نحو ممارسة التصحيح والقيام بإجراء معالجات عميقة وجادة في هذا الجانب؟! والمسؤولية في ذلك واقعة بدرجة أساسٍ على نخب مجتمعاتنا المسلمة، والتي ينبغي أن تكون بشتى أشكالها وطيوفها على مستوى عالٍ من وعي المخاطر وامتلاك الرؤية لمعالجة أمراض الأمة ووقايتها من المخاطر المحدقة بها. ويأتي على رأس هؤلاء: أمل الأمة من أهل العلم والدعوة، والذين هم مطالبون أكثر من غيرهم بأن يكونوا على مستوى المرحلة وفي موضع القدوة؛ إذ كم أحدثت ممارساتهم من آثارٍ إيجابية أو سلبية على حدٍ سواء. ولعل من أبرز ما هم مطالبون به من خطواتٍ في هذه المرحلة قيامهم بتجديد شعبتي الزهد والورع، وإحياء فقه الاقتصاد، وبعث التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب مع التنبيه على ضرورة استمراراً لبذل لنصرة الإسلام وتمكينه. نسأل ربنا السداد والعون، والله من وراء القصد.