أرشيف المقالات

عفوا أبا تمام

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
يا صاحبيَّ تقصيا نظريكما *** تريا دمارا ماحقا قد صاغه
تريا المنازل والمساجد دمرت *** والناس ترفع حسرة أنقاضها
 
تريا جياع الخبز كيف تناثرت *** حتى الألى طلبوا الوقود جرى لهم
حرقوا بفعل الزيت ثم تمزقوا *** نام الضمير ونام نبل عروبة
 
نامت قلوب لو صحت عزماتها *** شعب يعيش لدى الملاجئ نصفه
نالت ثلوج البرد من خطواتهم *** طفل يصيح، وأمه مكلومة
 
شعب توزع في الشتات مشردا *** يتسولون الخبز من جيرانهم
وهم الألى صنعوا الحضارة قادة *** وهم الذين تفجرت جنباتهم
 
أإذا أصيبوا بالشدائد حقبة *** عفوا أبا تمام كل قصيدة
تريا ربوع الشام كيف تدمر *** جيش على إخوانه يتجبر
 
حنقا فليس مؤذن ومكبر *** فيزيدها القصف اللئيم ويفجر
أشلاؤهم مثل الزجاج يكسر *** مثل الذي للخبز، بل هو أكبر
 
بالقصف ثم تناثروا وتبعثروا *** كانت قديما تستثار فتثأر
لبكت لما يدمي القلوب ويأسر *** والنصف يحرق بالدمار ويشطر
 
ومشى الشتاء على الخطى فتعثروا *** والجوع يصرخ في البطون وينخر
واللاجئون على الخيام تقاطروا *** طورا تجيب، وتارة تتنكر
 
ومشوا إلى المجد التليد وشمروا *** علما، وتاريخا ولم يتأخروا
كنا عن العون السريع نقصر؟! *** لم تصطبغ بالنار فهي الخنجر
 
أسامة الخريبي
عضو رابطة الأدب الإسلامي

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١