أما رأيتَ ضُحَيّا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أما رأيتَ ضُحَيّا | أُدْمَ الركائبِ تُحْدَى ؟ |
يردنَ نجداً وما اشتا | قَ مَن عليهنَّ نَجْدا |
و فوقهنّ وجوهٌ | مثلُ النجومِ تَبدَّى |
يغربن " بدراً " ويطلعـ | ـنَ بالإيابة سعدا |
وقد تجلَّدْتُ حتّى | يخالني القومُ جلدا |
وما رَدِيتُ وممَّا | أودّ أني أردى |
قل للقلاصِ خفافاً | يخدنَ بالظعنِ وخدا |
تخالهنُّ سراعاً | ربداً يبارين ربدا |
بمنْ حملتنّ وجدي | وما حملتنَّ وجْدا؟ |
حلفتُ بالبيتِ جاءوا | إليهِ ركضاً وشدا |
مطوفين عليه | تقى كهولاً ومردا |
والواردين ظِماءً | من ماءِ زَمْزَمَ رَغْدا |
و البائتين بجمعٍ | لاقين في الله جهدا |
يُقلِلْنَ من مَرْوِ جَمْعٍ | للرَّمْيِ زَوجًا وفَرْدا |
لهمْ أناملُ عيضتْ | من جِلدها ثَمَّ جِلْدا |
و بالنحائرِ تلقى | عندَ الجِمارِ فتُرْدَى |
تهدى إلى اللهِ براً | والبِرُّ للهِ يُهدَى |
و واقفي عرفاتٍ | يرجون للهِ رفدا |
ما أنْ تَرَى ثَمّ إلاّ | ربًّا لعبدٍ وعبدا |
عدُّوا الّذي كان منهمْ | واستنفروا منه عَدَّا |
لقد خلفتُ ألوفًا | للناس عهداً وودا |
و ما تعاطيتُ هزلاً | ولا تعافيتُ جِدًّا |
ولا صددتُ بوجهي | عمنْ جنى ليَ صدا |
ولا تَجاوزتُ قصدًا | و لا تعديتُ حدا |
ولا وهبتُ وِدادًا | وَسُمتُ مُعطاهُ رَدّا |
يا أوثقَ الناسِ عقداً | و أعذبَ الناسِ وردا |
لا راعَهمْ منكَ بَينٌ | و لا أروا منك بعدا |
فما استطاعوا لفضلٍ | آتاك ربك جحدا |
سلوك طوراً ولكنْ | للسلّْ صانوك غمدا |
فإنْ ضربتَ فماضٍ | قدّ الضريبة َ قدا |
ما زلتَ فيهمْ سناناً | ـدٍ الّذي جَلَّ مَجْدا: |
و ما أردتَ على الهو | لِ نجدة ً منك جندا |
فإنْ رموا كنتَ ترساً | وإنْ ورَوْا كنتَ زَنْدا |
و إن دجوا كنت صبحاً | وإنْ ضَحَوْا كنتَ بَرْدا |
خذْ ملءَ كفيك من عا | مِكَ الّذي جاء رِفْدا |
و ما وعدتَ به خذْ | و من يد الدهرِ نقدا |
ما كنتَ تمطُلُ وَعْدًا | فكيفَ تُمطَلُ وَعْدا؟ |
و استشعرِ النجحَ درعاً | والبِسْ من اليُمْنِ بُرْدا |
و عشْ فما العيشُ إلاّ | ما كانَ رَحْبًا ورَغْدا |
يُراحُ بابُكَ فينا | قصداً إليه ويغدى |
و اخلدْ فخلدك أوفى | منا علينا وأجدى |
و لا يزلن نيوبُ الـ | ـخطوبِ حولك دردا |
و لا رأينا لشيءٍ | نهواه عندك فقدا |