فقه العبادات [17]


الحلقة مفرغة

المقدم: نود أن نعرف ما هي الطهارة؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الطهارة معناها: النظافة والنزاهة، وهي في الشرع على نوعين: طهارة معنوية، وطهارة حسية.

أما الطهارة المعنوية فهي طهارة القلوب من الشرك والبدع في عبادة الله، ومن الغل والحقد والحسد والبغضاء والكراهة وما أشبه ذلك في معاملة عباد الله الذين لا يستحقون هذا.

أما الطهارة الحسية فهي طهارة البدن، وهي أيضاً نوعان: إزالة وصفٍ يمنع من الصلاة ونحوها مما تشترط له الطهارة، وإزالة الخبث.

الطهارة المعنوية

الطهارة المعنوية هي طهارة القلب من الشرك والبدع لما يتعلق بحقوق الله عز وجل، وهذا هو أعظم الطهارتين؛ ولهذا تنبني عليه جميع العبادات، فلا تصح أي عبادة من شخصٍ ملوث قلبه بالشرك، ولا تصح أي بدعة يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل وهي مما لم يشرعه عز وجل، قال الله تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ [التوبة:54].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وعلى هذا فالمشرك بالله شركاً أكبر لا تقبل عبادته وإن صلى وصام وزكى وحج، فمن كان يدعو غير الله عز وجل أو يعبد غير الله فإن عبادته لله عز وجل غير مقبولة، حتى وإن كان يتعبد لله تعالى عبادةً يخلص فيها لله، ما دام أنه قد أشرك بالله شركاً أكبر من جهةٍ أخرى؛ ولهذا يصف الله عز وجل المشركين بأنهم نجس، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28] ، ونفى النبي صلى الله عليه وسلم النجاسة على المؤمن، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن لا ينجس)، وهذا هو الذي ينبغي للمؤمن أن يعتني به عنايةً كبيرة ليطهر قلبه منه.

كذلك أيضاً يطهر قلبه من الغل والحقد والحسد والبغضاء والكراهة للمؤمنين؛ لأن هذه كلها صفاتٍ ذميمة ليست من خلق المؤمن، فالمؤمن أخو المؤمن لا يكرهه، ولا يعتدي عليه، ولا يحسده، بل يتمنى الخير لأخيه كما يتمنى الخير لنفسه، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى الإيمان عمن لا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، قال عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، ونرى كثيراً من الناس أهل خير وعبادة وتقوى وزهد، ويكثرون التردد إلى المساجد ليعمروها بالقراءة والذكر والصلاة، لكن يكون لديهم حقدٌ على بعض إخوانهم المسلمين، أو حسد لمن أنعم الله عليه بنعمة، وهذا يخل كثيراً بما يسلكونه من عبادة الله سبحانه وتعالى، فعلى كلٍ منا أن يطهر قلبه من هذه الأدناس بالنسبة لإخوانه المسلمين.

الطهارة الحسية

أما الطهارة الحسية فهي نوعان: إزالة وصف يمنع من الصلاة ونحوها مما تشترط له الطهارة وإزالة الخبث.

فأما إزالة الوصف فهو رفع الحدث الأصغر والأكبر بغسل الأعضاء الأربعة في الحدث الأصغر، وغسل جميع البدن في الحدث الأكبر إما بالماء لمن قدر عليه، وإما بالتيمم لمن لم يقدر على الماء، وفي هذا أنزل الله تعالى قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة:6].

أما النوع الثاني: فهو الطهارة من الخبث، أي: من النجاسة، وهي كل عينٍ أوجب الشرع على العباد أن يتنزهوا منها ويتطهروا منها، كالبول والغائط ونحوهما مما دلت الشريعة على نجاسته، ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله: الطهارة إما عن حدث وإما عن خبث، ويدل لهذا النوع -أعني: الطهارة من الخبث- ما رواه أهل السنن: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ذات يوم فخلع نعليه، فخلع الناس نعالهم، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم سألهم -أي: سأل الصحابة لماذا خلعوا نعالهم؟- فقالوا: رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا، فقال صلى الله عليه وسلم: إن جبريل آتاني فأخبرني أن فيهما أذىً) يعني: قذراً.

فهذا هو الكلام على لفظ الطهارة.

الطهارة المعنوية هي طهارة القلب من الشرك والبدع لما يتعلق بحقوق الله عز وجل، وهذا هو أعظم الطهارتين؛ ولهذا تنبني عليه جميع العبادات، فلا تصح أي عبادة من شخصٍ ملوث قلبه بالشرك، ولا تصح أي بدعة يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل وهي مما لم يشرعه عز وجل، قال الله تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ [التوبة:54].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وعلى هذا فالمشرك بالله شركاً أكبر لا تقبل عبادته وإن صلى وصام وزكى وحج، فمن كان يدعو غير الله عز وجل أو يعبد غير الله فإن عبادته لله عز وجل غير مقبولة، حتى وإن كان يتعبد لله تعالى عبادةً يخلص فيها لله، ما دام أنه قد أشرك بالله شركاً أكبر من جهةٍ أخرى؛ ولهذا يصف الله عز وجل المشركين بأنهم نجس، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28] ، ونفى النبي صلى الله عليه وسلم النجاسة على المؤمن، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن لا ينجس)، وهذا هو الذي ينبغي للمؤمن أن يعتني به عنايةً كبيرة ليطهر قلبه منه.

كذلك أيضاً يطهر قلبه من الغل والحقد والحسد والبغضاء والكراهة للمؤمنين؛ لأن هذه كلها صفاتٍ ذميمة ليست من خلق المؤمن، فالمؤمن أخو المؤمن لا يكرهه، ولا يعتدي عليه، ولا يحسده، بل يتمنى الخير لأخيه كما يتمنى الخير لنفسه، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى الإيمان عمن لا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، قال عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، ونرى كثيراً من الناس أهل خير وعبادة وتقوى وزهد، ويكثرون التردد إلى المساجد ليعمروها بالقراءة والذكر والصلاة، لكن يكون لديهم حقدٌ على بعض إخوانهم المسلمين، أو حسد لمن أنعم الله عليه بنعمة، وهذا يخل كثيراً بما يسلكونه من عبادة الله سبحانه وتعالى، فعلى كلٍ منا أن يطهر قلبه من هذه الأدناس بالنسبة لإخوانه المسلمين.

أما الطهارة الحسية فهي نوعان: إزالة وصف يمنع من الصلاة ونحوها مما تشترط له الطهارة وإزالة الخبث.

فأما إزالة الوصف فهو رفع الحدث الأصغر والأكبر بغسل الأعضاء الأربعة في الحدث الأصغر، وغسل جميع البدن في الحدث الأكبر إما بالماء لمن قدر عليه، وإما بالتيمم لمن لم يقدر على الماء، وفي هذا أنزل الله تعالى قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة:6].

أما النوع الثاني: فهو الطهارة من الخبث، أي: من النجاسة، وهي كل عينٍ أوجب الشرع على العباد أن يتنزهوا منها ويتطهروا منها، كالبول والغائط ونحوهما مما دلت الشريعة على نجاسته، ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله: الطهارة إما عن حدث وإما عن خبث، ويدل لهذا النوع -أعني: الطهارة من الخبث- ما رواه أهل السنن: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ذات يوم فخلع نعليه، فخلع الناس نعالهم، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم سألهم -أي: سأل الصحابة لماذا خلعوا نعالهم؟- فقالوا: رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا، فقال صلى الله عليه وسلم: إن جبريل آتاني فأخبرني أن فيهما أذىً) يعني: قذراً.

فهذا هو الكلام على لفظ الطهارة.