فقه العبادات [9]


الحلقة مفرغة

المقدم: في لقائنا بالأمس تحدثنا عن الإيمان وعرفنا مفهومه، وعرفناه في اللغة وفي الشرع، ثم عرفناه في التعريف الذي ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم عرفنا الإيمان يزيد أو ينقص، وقد تبين لنا أن الإيمان يزيد وينقص كما أوضحه فضيلة الشيخ سابقاً، ثم عرفنا أيضاً أسباب الزيادة وأسباب النقصان.

في لقائنا في هذا اليوم سنتناول إن شاء الله الحديث عن الإلحاد في أسماء الله وصفاته وأنواع الإلحاد أيضاً، ونأمل من فضيلة الشيخ محمد أن يحدثنا عن الإلحاد ما هو؟ أي: الإلحاد بأسماء الله وصفاته؟

معنى الإلحاد

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الإلحاد في اللغة هو الميل، ومنه قوله تعالى: لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [النحل:103]، ومنه اللحد في القبر، فإنه سمي لحداً لميله إلى جانبٍ منه، ولا يعرف الإلحاد إلا بمعرفة الاستقامة؛ لأنه كما قيل: بضدها تتبين الأشياء، فالاستقامة في باب أسماء الله وصفاته أن يجري هذه الأسماء والصفات على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل من غير تحريفٍ ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كما مر علينا في القاعدة التي يمشي عليها أهل السنة والجماعة في هذا الباب، فإذا عرفنا الاستقامة في هذا الباب فإن خلاف الاستقامة هو الإلحاد.

أنواع الإلحاد في أسماء الله

وقد ذكر أهل العلم في الإلحاد في أسماء الله تعالى أنواعاً يجمعها أن نقول: هو الميل بها عما يجب اعتقاده فيها.

فالنوع الأول: أن ينكر شيئاً منها أو مما دلت عليه من الصفات، مثل: أن ينكر اسم الرحمن من أسماء الله كما فعل أهل الجاهلية، أو يثبت الأسماء ولكن ينكر ما تضمنته من الصفات، كما يقول بعض المبتدعة: إن الله تعالى رحيم بلا رحمة، وسميعٌ بلا سمع، وبصير بلا بصر.. وهكذا.

النوع الثاني: أن نسمي الله تعالى بما لم يسم به نفسه، ووجه كونه إلحاداً: أن أسماء الله سبحانه وتعالى توقيفية، فلا يحل لأحد أن يسمي الله تعالى باسمٍ لم يسم به نفسه؛ لأن هذا من القول على الله بلا علم، ومن العدوان على الله عز وجل أيضاً، ومن العدوان في حق الله عز وجل، وذلك كما صنع الفلاسفة فسموا الإله بالعلة الفاعلة، وكما صنع النصارى فسموا الله تعالى باسم العبد ونحو ذلك.

النوع الثالث: أن نعتقد أن هذه الأسماء دالةً على أوصافٍ تماثل أوصاف المخلوقين، فيجعلها دالة على التمثيل، ووجه كونه إلحاداً: أن من اعتقد بأن أسماء الله سبحانه وتعالى دالةً على تمثيل الله بخلقه فقد جعل كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم دالاً على الكفر؛ لأن تمثيل الله بخلقه كفر؛ لكونه تكذيباً لقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] ولقوله: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم:65] ، قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري رحمهما الله: من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما سمى الله ووصف به نفسه تشبيه.

النوع الرابع: أن يشتق من أسماء الله تعالى أسماءً للأصنام، كاشتقاق اللات من الله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان، ووجه كونه إلحاداً: أن أسماء الله عز وجل خاصة به، فلا يجوز أن تنقل المعاني الدالة عليها هذه الأسماء إلى أحدٍ من المخلوقين ليعطى من العبادة ما لا يستحقه إلا الله عز وجل.

هذه أنواع الإلحاد في أسماء الله سبحانه وتعالى.

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الإلحاد في اللغة هو الميل، ومنه قوله تعالى: لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [النحل:103]، ومنه اللحد في القبر، فإنه سمي لحداً لميله إلى جانبٍ منه، ولا يعرف الإلحاد إلا بمعرفة الاستقامة؛ لأنه كما قيل: بضدها تتبين الأشياء، فالاستقامة في باب أسماء الله وصفاته أن يجري هذه الأسماء والصفات على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل من غير تحريفٍ ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كما مر علينا في القاعدة التي يمشي عليها أهل السنة والجماعة في هذا الباب، فإذا عرفنا الاستقامة في هذا الباب فإن خلاف الاستقامة هو الإلحاد.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
فقه العبادات [40] 3733 استماع
فقه العبادات [22] 3387 استماع
فقه العبادات [31] 3332 استماع
فقه العبادات [14] 3309 استماع
فقه العبادات [33] 3174 استماع
فقه العبادات [43] 3047 استماع
فقه العبادات [27] 2968 استماع
فقه العبادات [59] 2866 استماع
فقه العبادات [52] 2855 استماع
فقه العبادات [18] 2751 استماع