خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/142"> الشيخ ابو بكر الجزائري . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/142?sub=113"> هذا الحبيب يا محب
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
هذا الحبيب يا محب 4
الحلقة مفرغة
نتائج لما جاء في بناء إبراهيم عليه السلام للبيت العتيق
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد:
فبالإشارة إلى ما تقدم في المقطوعة التي درسناها يوم الجمعة الماضي فإن خلاصتها ما يلي:
أولاً: تقرير بناء إبراهيم للبيت العتيق، شرفه الله وكرمه.
إن إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن، أبا الأنبياء، وأبا الضيفان، هو الذي بنى البيت العتيق، وليست هذه أول مرة يبنى فيها البيت، ولكنها بعد حادثة الطوفان، فالبيت بناه الله تعالى لآدم وحواء، وقد حجه هود عليه السلام، وأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: بيان تعاون إبراهيم مع ولده إسماعيل.
من المعلوم عندنا نحن المسلمين أهل القرآن والسنة: أن إبراهيم بنى البيت مع ولده إسماعيل، إذ إسماعيل بن إبراهيم ابن هاجر المصرية عليهما السلام لما أنزلهما إبراهيم بمكة، وتركهما بأمر الله، كبر إسماعيل وكان إبراهيم يزورهما من وقت إلى وقت، وتمت تلك الحادثة العظيمة التي لا تنسى، وهي: أن الله أمر إبراهيم بأن يضحي بولده إسماعيل، ابتلاء من الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام، وامتثل أمر الله وخرج بإسماعيل إلى منى، وشاء الله أن يفديه بذبح عظيم، وبذلك نجح إبراهيم في ذلك الامتحان العظيم، وفي هذا يقول تعالى: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ أي: أوامر فَأَتَمَّهُنَّ [البقرة:124]، وتهيأ بذلك للإمامة العظمى: قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا [البقرة:124].
ولما كبر إسماعيل وأصبح رجلاً، جاء إبراهيم يبني البيت بأمر من الله، فكان إسماعيل يعاونه على البناء؛ يناوله الحجارة وإبراهيم يضعها على الجدار حتى اكتمل بناء البيت.
رابعاً: ارتسام قدمي إبراهيم على صخرة المقام آية خالدة إلى يوم القيامة.
لما كانا يبنيان البيت كان إبراهيم عليه السلام يعلو فوق صخرة؛ إذ ما هناك أخشاب ولا حبال ولا أدوات كما يعمل الناس الآن، ولكن صخرة يعلو فوقها ويضع الحجارة على البناء، فإذا فرغ منها دفعها إلى مكان آخر، فلما انتهى البناء كان الحجر ما بين الباب والركن الشمالي فتركها هناك، ثم جاءت السيول فدفعتها إلى المكان الذي به هو الآن.
فقدما إبراهيم عليه السلام راسختا في الصخرة، وهذه آية من آيات الله؛ أن لانت الصخرة وذابت حتى دخلت قدما إبراهيم فيها لتبقى آية إلى يوم القيامة، وإلى هذا إشارة في قوله تعالى: فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا [آل عمران:97].
خامساً: تقرير القول: بأن الأرواح مخلوقة قبل الأجسام.
سبق أن ذكرنا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن الله تعالى مسح ظهر آدم وهو بأرض عرفات واستخرج ذريته من صلبه واستنطقها فنطقت، واستشهدها فشهدت)، وجاء هذا في سورة الأعراف، إذ قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ أي: واذكر إذا أخذ ربك مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ [الأعراف:172-173] والله على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء أبداً، علمه أحاط بكل شيء، وقدرته لا يعجزها شيء.
من أين فهمنا هذا؟
لما بنى إبراهيم البيت وفرغ من بنائه، بِمَ أُمر؟ قال تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [الحج:27]، كيف يؤذن في الناس بالحج، أين هم الناس؟! ليس في مكة إلا إسماعيل وأمه قبل أن تأتي قبيلة جرهم.
صعد إبراهيم جبل أبي قُبيس -الموجود الآن- ونادى البشرية: (أيها الناس إن الله قد بنى لكم بيتاً فحجوا) فما من نفس لبت النداء، وقالت: لبيك اللهم لبيك، إلا وتحج، ولو بعد عشرة آلاف سنة من هذا النداء، وأيما نفس تململت وتضجرت وما عبأت بأن تجيب، وخافت من الإعياء والتعب، وما قالت: لبيك، إلا وهي محرومة من الحج، فوالله لا تحج أبداً.
إذاً: هذه الحقيقة تقررت؛ لأنه نادى فسمع نداءه من في الأرحام، من في الأصلاب، ومن هنا علمنا: أن الأرواح مخلوقة قبل الأبدان، وأن الملك الموكل بالأرحام يأتي بالروح فينفخها في قطعة اللحم التي تكونت وأصبحت مضغة، فتسري سريان التيار الكهربائي في أسلاكه، ومن ثم يصبح الجنين قد تهيأ للوجود، بل وُجد، ولهذا قال تعالى: مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ [الحج:5]، فالنطفة إذا لم يرد الله تخليقها وكينونتها تسقطها صاحبتها قطعة دم، أما إذا أراد لها أن تتخلق فإنها تتماسك وينفخ فيها الملك الروح، فتسري الروح فيها وتصبح جسماً حياً وهو الجنين.
هذه تقدم لنا موضوعها.
نتائج من بداية أمر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
أولاً: النسب الشريف. من السيرة العطرة عرفنا النسب الشريف بين إسماعيل وعدنان وهو المقطوع به، فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك، وأما من عدنان إلى نابت .. إلى إبراهيم فهذا تركه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: ( كذب النسابون ).
أما محمد صلى الله عليه وسلم فهو ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم .. إلى عدنان ، تحلف بالله على ذلك ولا تحنث، وما كان فوق عدنان إلى إسماعيل مما ذكره النسابون والمؤرخون ولم يجزم الرسول صلى الله عليه وسلم به فعلينا أن نسكت حيث سكت، وإن أوردنا ذلك على سبيل المثال -أو هكذا يقولون-، فلا يصح لنا أن نجزم أن أولئك الآباء هم آباء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حقاً، مع أن النسابيون رفعوا النسب إلى آدم، ولكن ما بين عدنان ونابت هذا فيه ما فيه، وأشد غموضا وخفاء من إبراهيم إلى نوح، وأعظم منه من نوح إلى إدريس ومن إدريس إلى آدم، وإن كانوا يذكرون هذا، وابن كثير في البداية والنهاية ذكره كما رواه عن المؤرخين، لكنه ليس يقيناً بحيث نحلف أو نعتقد ذلك إلا ما كان ما بين عدنان إلى عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الله حفظ تلك النطف من رحم إلى رحم ومن صلب إلى صلب، فلم تختلط حتى كان عبد الله ثم محمد صلى الله عليه وسلم.
إذاً: صحة النسب الزكي الطاهر النقي: من عدنان إلى عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم بالصحة التي لا يخالطها شك أبداً.
ثالثاً: توهين أقوال النسابين وعدم الجزم بما يقولون كما علمتم.
وخلاصة القول: أن نبينا مجزوم بنسبه من أبيه عبد الله إلى عدنان ، وهذا الكمال والشرف لا يوجد في نبي ولا رسول، ، لكن ما كان فوق عدنان نقف عنده كما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقول: الله أعلم.
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد:
فبالإشارة إلى ما تقدم في المقطوعة التي درسناها يوم الجمعة الماضي فإن خلاصتها ما يلي:
أولاً: تقرير بناء إبراهيم للبيت العتيق، شرفه الله وكرمه.
إن إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن، أبا الأنبياء، وأبا الضيفان، هو الذي بنى البيت العتيق، وليست هذه أول مرة يبنى فيها البيت، ولكنها بعد حادثة الطوفان، فالبيت بناه الله تعالى لآدم وحواء، وقد حجه هود عليه السلام، وأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: بيان تعاون إبراهيم مع ولده إسماعيل.
من المعلوم عندنا نحن المسلمين أهل القرآن والسنة: أن إبراهيم بنى البيت مع ولده إسماعيل، إذ إسماعيل بن إبراهيم ابن هاجر المصرية عليهما السلام لما أنزلهما إبراهيم بمكة، وتركهما بأمر الله، كبر إسماعيل وكان إبراهيم يزورهما من وقت إلى وقت، وتمت تلك الحادثة العظيمة التي لا تنسى، وهي: أن الله أمر إبراهيم بأن يضحي بولده إسماعيل، ابتلاء من الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام، وامتثل أمر الله وخرج بإسماعيل إلى منى، وشاء الله أن يفديه بذبح عظيم، وبذلك نجح إبراهيم في ذلك الامتحان العظيم، وفي هذا يقول تعالى: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ أي: أوامر فَأَتَمَّهُنَّ [البقرة:124]، وتهيأ بذلك للإمامة العظمى: قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا [البقرة:124].
ولما كبر إسماعيل وأصبح رجلاً، جاء إبراهيم يبني البيت بأمر من الله، فكان إسماعيل يعاونه على البناء؛ يناوله الحجارة وإبراهيم يضعها على الجدار حتى اكتمل بناء البيت.
رابعاً: ارتسام قدمي إبراهيم على صخرة المقام آية خالدة إلى يوم القيامة.
لما كانا يبنيان البيت كان إبراهيم عليه السلام يعلو فوق صخرة؛ إذ ما هناك أخشاب ولا حبال ولا أدوات كما يعمل الناس الآن، ولكن صخرة يعلو فوقها ويضع الحجارة على البناء، فإذا فرغ منها دفعها إلى مكان آخر، فلما انتهى البناء كان الحجر ما بين الباب والركن الشمالي فتركها هناك، ثم جاءت السيول فدفعتها إلى المكان الذي به هو الآن.
فقدما إبراهيم عليه السلام راسختا في الصخرة، وهذه آية من آيات الله؛ أن لانت الصخرة وذابت حتى دخلت قدما إبراهيم فيها لتبقى آية إلى يوم القيامة، وإلى هذا إشارة في قوله تعالى: فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا [آل عمران:97].
خامساً: تقرير القول: بأن الأرواح مخلوقة قبل الأجسام.
سبق أن ذكرنا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن الله تعالى مسح ظهر آدم وهو بأرض عرفات واستخرج ذريته من صلبه واستنطقها فنطقت، واستشهدها فشهدت)، وجاء هذا في سورة الأعراف، إذ قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ أي: واذكر إذا أخذ ربك مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ [الأعراف:172-173] والله على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء أبداً، علمه أحاط بكل شيء، وقدرته لا يعجزها شيء.
من أين فهمنا هذا؟
لما بنى إبراهيم البيت وفرغ من بنائه، بِمَ أُمر؟ قال تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [الحج:27]، كيف يؤذن في الناس بالحج، أين هم الناس؟! ليس في مكة إلا إسماعيل وأمه قبل أن تأتي قبيلة جرهم.
صعد إبراهيم جبل أبي قُبيس -الموجود الآن- ونادى البشرية: (أيها الناس إن الله قد بنى لكم بيتاً فحجوا) فما من نفس لبت النداء، وقالت: لبيك اللهم لبيك، إلا وتحج، ولو بعد عشرة آلاف سنة من هذا النداء، وأيما نفس تململت وتضجرت وما عبأت بأن تجيب، وخافت من الإعياء والتعب، وما قالت: لبيك، إلا وهي محرومة من الحج، فوالله لا تحج أبداً.
إذاً: هذه الحقيقة تقررت؛ لأنه نادى فسمع نداءه من في الأرحام، من في الأصلاب، ومن هنا علمنا: أن الأرواح مخلوقة قبل الأبدان، وأن الملك الموكل بالأرحام يأتي بالروح فينفخها في قطعة اللحم التي تكونت وأصبحت مضغة، فتسري سريان التيار الكهربائي في أسلاكه، ومن ثم يصبح الجنين قد تهيأ للوجود، بل وُجد، ولهذا قال تعالى: مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ [الحج:5]، فالنطفة إذا لم يرد الله تخليقها وكينونتها تسقطها صاحبتها قطعة دم، أما إذا أراد لها أن تتخلق فإنها تتماسك وينفخ فيها الملك الروح، فتسري الروح فيها وتصبح جسماً حياً وهو الجنين.
هذه تقدم لنا موضوعها.
ثانياً: بداية أمر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. هذه المقطوعة أيضاً درسناها، وخلاصتها:
أولاً: النسب الشريف. من السيرة العطرة عرفنا النسب الشريف بين إسماعيل وعدنان وهو المقطوع به، فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك، وأما من عدنان إلى نابت .. إلى إبراهيم فهذا تركه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: ( كذب النسابون ).
أما محمد صلى الله عليه وسلم فهو ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم .. إلى عدنان ، تحلف بالله على ذلك ولا تحنث، وما كان فوق عدنان إلى إسماعيل مما ذكره النسابون والمؤرخون ولم يجزم الرسول صلى الله عليه وسلم به فعلينا أن نسكت حيث سكت، وإن أوردنا ذلك على سبيل المثال -أو هكذا يقولون-، فلا يصح لنا أن نجزم أن أولئك الآباء هم آباء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حقاً، مع أن النسابيون رفعوا النسب إلى آدم، ولكن ما بين عدنان ونابت هذا فيه ما فيه، وأشد غموضا وخفاء من إبراهيم إلى نوح، وأعظم منه من نوح إلى إدريس ومن إدريس إلى آدم، وإن كانوا يذكرون هذا، وابن كثير في البداية والنهاية ذكره كما رواه عن المؤرخين، لكنه ليس يقيناً بحيث نحلف أو نعتقد ذلك إلا ما كان ما بين عدنان إلى عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الله حفظ تلك النطف من رحم إلى رحم ومن صلب إلى صلب، فلم تختلط حتى كان عبد الله ثم محمد صلى الله عليه وسلم.
إذاً: صحة النسب الزكي الطاهر النقي: من عدنان إلى عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم بالصحة التي لا يخالطها شك أبداً.
ثالثاً: توهين أقوال النسابين وعدم الجزم بما يقولون كما علمتم.
وخلاصة القول: أن نبينا مجزوم بنسبه من أبيه عبد الله إلى عدنان ، وهذا الكمال والشرف لا يوجد في نبي ولا رسول، ، لكن ما كان فوق عدنان نقف عنده كما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقول: الله أعلم.
قال: [سلسلة الطهر: النسب الشريف: بين يدي الحديث عن سلسلة الطهر الذهبية] وتعرفون السلسلة الذهبية، وعندكم سلاسل الذهب، ولكن ذاك الذهب يذهب، فالسلسلة الذهبية هي آباء رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد الله إلى عدنان ، أو من عدنان إلى عبد الله ، والله إنها لسلسلة أغلى من الذهب.
قال: [بين يدي الحديث عن سلسلة الطهر الذهبية أُقدم كلمة عن العرب موجزة] من هم العرب؟ أين كانوا، ومن أين كانوا؟ وكيف انقسموا؟ هناك كلمات موجزة لا بأس بفهمها وعلمها.
قال: [وذلك لما لهم من شرف الأصل، وطيب المحتد] العرب لهم شرف وأصل لا ينكره ذو عقل ودين، ليس في ذلك شك، فالعرب لهم ميزتهم ومقامهم، ولهم مكانة بين الناس، وحسبهم أن يكون خاتم الأنبياء وإمام المرسلين منهم، والذي يكره العرب يكره رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكيف يفلح؟!
قال: [فأقول: إن العرب بأقسامهم الثلاثة: العرب البائدة، والعاربة، والمستعربة] ينقسم العرب إلى ثلاثة أقسام:
أولاً: العرب البائدة الهالكة التي انتهى وجودها بالمرة.
ثانياً: العرب العاربة، وهي الأصيلة العروبة.
ثالثاً: العرب المستعربة: وهم الذين غير عرب، ثم تعلموا اللغة العربية ونافسوا غيرهم وفاقوهم وفازوا بها، فأصبحوا العرب المستعربة، ومنهم: عدنان وإسماعيل.
قال: [يعودون -أي: العرب- إلى أصل واحد] هذه الأقسام الثلاثة تعود إلى أصل واحد [هو سام بن نوح عليه السلام] ونحن ساميون، والأوربيون كلهم ساميون؛ لأن سام بن نوح هو أبو العرب، وأبو غير العرب.
و يافث : هو أبو يأجوج ومأجوج، وحام هو أبو الأحباش والسود، فالجنس السامي هو هذا الأبيض والأسمر.
قال: [أما الذي ينسب إليهم العرب ويعرفون به فهو يعرب بن يشجب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح الرسول عليه السلام].
إذاً: العرب ثلاثة أقسام: بائدة وعاربة ومستعربة، وأصلهم كلهم واحد، فهم يعودون إلى سام بن نوح .
أما الذي ينسب إليه العرب أصلاً ويعرفون به فهو يعرب بن يشجب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح الرسول عليه السلام.