خطب ومحاضرات
فتاوى نور على الدرب [683]
الحلقة مفرغة
السؤال: هل أنا ملزمة بتغطية شعر رأسي طوال فترة الحداد ولو أنني بين محارمي، علماً بأنني أقضي فترة الحداد في بيت والدي؟
الجواب: لا يلزم المرأة المحادة أن تغطي شعر رأسها، إلا إذا كان عندها رجال ليسوا من محارمها، والمرأة المحادة في تغطية الرأس وكشفه واغتسالها ومخاطبتها الرجال كغير المحادة، إلا أنها لا تلبس ثياب زينة، يعني: لا يقال: إنها لبست ثوباً تتزين به، أما الألوان فلها أن تلبس ما شاءت من الألوان لكن لا يكون زينة، ولا تلبس الحلي كالخواتم والخروص والأسورة والقلائد، بل لو كان عليها أسورة وجب عليها خلع الأسورة، فإن لم تنخلع إلا بقصها قصتها، ولا تتطيب لا بعود ولا بورد ولا بغير ذلك، إلا إذا طهرت فلها أن تتطيب بالعود لإزالة الرائحة الكريهة بقدر الحاجة فقط.
الرابع: أن لا تتجمل باكتحال أو تحمير شفاه أو مكياج أو حناء؛ لأن ذلك من الزينة.
الخامس: أن لا تخرج من بيتها الذي مات زوجها وهي ساكنة فيه إلا للحاجة في النهار، مثل: أن تخرج إلى السوق لتشتري حاجاتها إذا لم يوجد عندها من يشتريها لها، أو تكون امرأة لها غنم تخرج ترعاها في النهار لعدم من يرعاها، أو تخرج إلى المحكمة في أداء حجة شرعية، أو غير ذلك من الحاجات، أو إذا ضاق صدرها في النهار تخرج إلى صديقتها لتوسع صدرها ثم ترجع قبل الليل. ولا تخرج في الليل إلا للضرورة، فالضرورة مثل: أن يصيبها إغماء فتنقل إلى المستشفى أو تخشى أن يسقط عليها البيت من الأمطار أو يقع في البيت حريق فتخرج، هذه ضرورة.
وأما مكالمتها الرجال في الهاتف فلا بأس، ومكالمتها الرجال عند الباب الذين يستأذنون، يقول: هل فيه فلان هل فيه فلان؟ تخاطبهم لا بأس، صعودها إلى السطح في الليل أو في النهار لا بأس، خروجها إلى ساحة البيت يعني المتسع الذي خارج الفيلا لكن السور محيط به لا بأس بذلك أيضاً، اغتسالها في أي ليلة أو يوم لا بأس به، صلاتها قبل صلاة الإمام ولكن بعد دخول الوقت لا بأس بها.
مداخلة: بالنسبة القروط التي في الآذان وأزمان تقول؟
الشيخ: يجب إخراجها.
السؤال: هل يجوز أن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، اللهم اجعل ثواب ذلك لزوجي المتوفى أو فلان المتوفى؟
الجواب: نعم يجوز هذا، يجوز للإنسان أن يذكر الله ويجعل ثوابه لأحد من أقاربه، لكن الدعاء له أفضل، يعني: قول المرأة: اللهم اغفر لزوجي أفضل من أن تقرأ له قرآناً أو تسبح تسبيحاً وتجعل ثوابه له، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )، ولم يقل: يسبح له أو يقرأ له أو يصلي له أو يصوم له أو يتصدق له، بل قال: أو ولد صالح يدعو له، هذا هو الأفضل، فالذي ينبغي لنا أن نسترشد بما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأنه أفضل وأكمل، على أن بعض أهل العلم يقول: العبادات البدنية لا يصح جعل ثوابها للميت، وإن جعل فإنه لا يصل إلى الميت.
السؤال: التلفظ بالنية في صيام الفريضة أو صلاة التطوع، هل يجوز ذلك؟
الجواب: التلفظ بالنية في جميع العبادات بدعة، فلا يقول الإنسان عند الوضوء: اللهم إني نويت أن أتوضأ، ولا عند الصلاة: نويت أن أصلي، ولا عند الصدقة: نويت أن أتصدق، ولا عند الصيام نويت أن أصوم، ولا عند الحج نويت أن أحج، فالتلفظ بالنية في جميع العبادات لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولماذا تتلفظ بالنية أليس النية محلها القلب؟ أليس الله عز وجل يقول: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ [ق:16]، بلى يقول هذا، فالله عالم بالنية، كيف تعلم ربك بأنك ناوي، قد يقول: أقول هذا لإظهار الإخلاص لله، فنقول: الإخلاص محله القلب أيضاً، ويكفي النية في القلب.
السؤال: ما حكم إلقاء المرأة السلام على الرجل الذي تتعامل معه، سواء في بيع أو شراء أو أي معاملة؟
الجواب: أنا لا أحب هذا أن تلقي المرأة السلام على شخص بينها وبينه معاملة، لكن على شخص من معارفها كأخ زوجها مثلاً أو ابن عمها أو ما أشبه ذلك إذا أمنت الفتنة لا بأس، أما رجل أجنبي ليس بينها وبينه علاقة إلا المعاملة فأخشى أن يكون في ذلك تحريك للكامن في النفوس، فترك السلام أولى، تدخل وتقول: يا فلان كم هذه السلعة كم هذه السلعة.
السؤال: هل هناك جلسة خاصة عند تلاوة القرآن؟
الجواب: لا أعلم في هذا جلسة معينة، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن في حجر عائشة رضي الله عنها متكئاً وهي حائض، فالقرآن يقرأ على كل حال سواء كان الإنسان قاعداً أو مضطجعاً أو واقفاً، إلا أنه ينهى عن قراءة القرآن في حال الركوع أو السجود في الصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء ).
السؤال: إذا قرأ المصلي آيات من القرآن الكريم في الركوع أو السجود ناسياً؟
الجواب: الناسي لا شيء عليه؛ لأن جميع المحظورات في كل عبادة إذا فعلها الإنسان ناسياً أو جاهلاً أو مكرهاً فلا شيء عليه.
السؤال: أريد توضيحاً في كيفية سجود الشكر، وهل يشترط فيه الوضوء؟
الجواب: سجود الشكر أن الإنسان إذا أنعم الله عليه بنعمة غير معتادة بل هي متجددة، مثل: أن يرزق ولداً أو ينجو من هلكة، فإنه يسجد يكبر عند السجود ويقول: سبحان ربي الأعلى ويشكر الله على النعمة التي حصلت ويذكرها في سجوده، يقول: اللهم لك الحمد والشكر على ما أنعمت علي به من كذا أو كذا، ثم يرفع رأسه ولا يكبر ولا يسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه خبر يسر به خر ساجداً لله.
وأما كونه لابد أن تكون على طهارة فهذا موضع خلاف بين العلماء، والذي يظهر لي أنه لا يشترط أن تكون على طهارة؛ لأن هذا الأمر الحادث يأتي أحياناً بغتة لم يتوقعه الإنسان ويكون على غير وضوء، فلو ذهب يتوضأ فربما يطول الفصل بين السبب والمسبب، فإذا سجد ولو على غير طهارة فأرجو أن لا يكون في ذلك بأس.
السؤال: ما معنى قولنا في التشهد: التحيات لله والصلوات؟
الجواب: التحيات: يعني جميع التعظيمات مستحقة لله عز وجل وخالصة لله عز وجل؛ لأن التحية بمعنى التعظيم والإكرام، فجميع أنواع التعظيمات وجميع أنواع الإكرامات مستحقة لله عز وجل وخالصة لله عز وجل، والصلوات يعني الصلوات المعروفة لله لا يصلى لأحد غير الله، والطيبات يعني: الطيب من أعمال بني آدم لله فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، كذلك الطيبات من الأقوال والأفعال والأوصاف كلها لله، فقول الله كله طيب وفعل الله كله طيب وأوصاف الله كلها طيبة، فكان لله الطيب من كل شيء وهو بنفسه جل وعلا طيب ولا يقبل إلا طيباً.
السؤال: هل يؤجر الإنسان في إهداء الهدية؟ وهل هي كالصدقة؟
الجواب: نعم يثاب الإنسان على الهدية؛ لأنها إحسان، والله تعالى يحب المحسنين، ولأنها سبب للألفة والمودة، وكل ما كان سبباً للألفة والمودة بين المسلمين فإنه مطلوب، ولهذا يروى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( تهادوا تحابوا ).
وقد تكون أحياناً أفضل من الصدقة وقد تكون الصدقة أفضل منها، والفرق بينها وبين الصدقة أن الصدقة ما أريد بها ثواب الآخرة، والهدية ما أريد بها التودد والتقرب إلى الشخص، قد يكون توددك إلى هذا الرجل فيه مصلحة كبيرة للمسلمين، مثل: أن يكون هذا ولي أمر المسلمين فتهدي إليه ما يناسب حاله ومقامه، فيكون في ذلك جلب للمودة وقبوله للمناصحة منك ويحصل بهذا خير كثير، والصدقة لا شك أنه إذا نواها الإنسان بإخلاص تقرب إلى الله عز وجل وتنفع المسكين، فالهدية قد تكون أفضل من الصدقة وقد تكون الصدقة أفضل من الهدية بحسب النتائج التي تنتج عن هذه وهذه.
السؤال: كيف يفعل الإنسان بالماء المقري فيه بالقرآن إذا أراد أن يغتسل به؟
الجواب: المعروف أن قراءة القرآن في الماء إنما يشربها المريض ولا يغتسل بها، وإذا كان المرض في الجلد لا في داخل الجسم فإنه يؤخذ من هذا الماء ويدهن به الجلد، يؤخذ بقطنة أو بمنديل ويدهن به الجلد المصاب هذا المعروف، أما أن يغتسل به الإنسان غسلاً كاملاً فلا أصل له.
استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
فتاوى نور على الدرب [707] | 3913 استماع |
فتاوى نور على الدرب [182] | 3693 استماع |
فتاوى نور على الدرب [460] | 3647 استماع |
فتاوى نور على الدرب [380] | 3501 استماع |
فتاوى نور على الدرب [221] | 3496 استماع |
فتاوى نور على الدرب [411] | 3478 استماع |
فتاوى نور على الدرب [21] | 3440 استماع |
فتاوى نور على الدرب [82] | 3438 استماع |
فتاوى نور على الدرب [348] | 3419 استماع |
فتاوى نور على الدرب [708] | 3342 استماع |