فتاوى نور على الدرب [676]


الحلقة مفرغة

السؤال: يسأل عن الآية الكريمة في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ [إبراهيم:24] . ما المقصود بالكلمة الطيبة والشجرة الطيبة؟

الجواب: أما المقصود بالكلمة الطيبة: فهي كلمة الإخلاص لا إله إلا الله، وأما المقصود بالشجرة الطيبة فهي النخلة، أصلها ثابت، وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، كذلك كلمة الإخلاص تؤتي ثمرتها بالعمل الصالح المقرب إلى الله عز وجل، فهي أصل وفروعها الأعمال الصالحة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث عتبان بن مالك : ( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) لأن من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله فلابد أن يأتي بالأعمال الصالحة التي تتم بها هذه الكلمة؛ ولهذا قال أهل العلم في تفسير كون كلمة الإخلاص مفتاح الجنة: إن المفتاح لا يكون إلا بأسنان، فلو أدخلت المفتاح وهو خشبة لتفتح به الباب لم يفتح إلا بأسنان، وأسنانها الأعمال الصالحة؛ ولهذا كان القول الراجح المؤيد بالكتاب والسنة وأقوال الصحابة والنظر الصحيح أن تارك الصلاة تركاً مطلقاً كافر كفراً أكبر مخرجاً عن الملة ولو اعتقد وجوبها وفرضيتها، وقد بينا في غير هذه الحلقة الأدلة من القرآن والسنة وأقوال الصحابة والنظر الصحيح على كفر تارك الصلاة كفراً أكبر مخرجاً عن الملة، وأنه يترتب على ذلك أحكام دنيوية وأحكام أخروية، فليحذر المسلم أن يرتد كافراً بعد إسلامه بتركه الصلاة تهاوناً، فماذا بقي معه من الإسلام إذا ترك الصلاة؟! لا يمكن لإنسان أن يحافظ على ترك الصلاة وفي قلبه إيمان أبداً، وهو يعرف مقدار الصلاة في الإسلام وأهميتها عند الله، وأن الله فرضها على رسوله في السماوات العلا، وفرضها خمسين صلاة، ثم جعلها خمس صلوات بالفعل لكنها خمسون في الميزان، وما ورد فيها من الفضائل والثواب، حتى إن الله تعالى يبتدأ الأعمال الصالحة بها، ويختمها بها، كما في سورة المؤمنون: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2] إلى قوله: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون:9]. وفي سورة المعارج: الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ [المعارج:23]… إلى قوله: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المعارج:34]. فتبدأ الأعمال بها وتختم بها، وفضائلها كثيرة لا يتسع المقام لذكرها، فكيف يقال إن أحداً يعلم بهذا أو بعضه ثم يحافظ على تركها ولا يصلي أبداً؟! كيف يقال إنه مسلم؟!

السؤال: ما هو الوحي في لسان الشرع؟ وما هي كيفيته؟

الجواب: نعم، الوحي هو ما أوحاه الله عز وجل إلى أنبيائه ورسله من الشرع، وأما كيفيته بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم فله كيفيات مذكورة في أول صحيح البخاري فليرجع إليها.

السؤال: من علامات الساعة التي أخبر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح يقول: ( انتفاخ الأهلة ) فما معنى ذلك؟

الجواب: السائل يقول في الحديث الصحيح، ونحن نطالبه أولاً بصحة هذا الحديث، ولا يحل لأحد أن يحكم بصحة حديث إلا وهو يعرف أنه صحيح، فنحن الآن نطالبه بصحة هذا الحديث، فإذا صححه لنا أعلمناه بمعناه.

السؤال: ما هي آداب النوم؟

الجواب: فليُعلم أن من رحمة الله تعالى وحكمته أنه شرع لعباده عز وجل من العبادات القولية والفعلية ما يجعل الإنسان يتقلب في عبادات الله كل حين، فللأكل آداب، وللشرب آداب، وللنوم آداب، وللاستقرار آداب، وللبس الثوب آداب، ولخلعه آداب، ولدخول المسجد آداب، وللخروج منه آداب، ولدخول الخلاء لقضاء الحاجة البول أو الغائط آداب، وللخروج منه آداب، كل هذا من أجل أن يتقلب الإنسان في عبادة ربه كل حين، والحمد لله رب العالمين.

يسن في النوم أن ينام على طهارة، يتوضأ وينام متوضئاً، ويسن أن ينام على جنبه الأيمن سواءً كان مستقبل القبلة أم غير مستقبل القبلة، ويسن أن يقرأ آية الكرسي إذا آوى إلى فراشه، وأن يقرأ بالمعوذتين و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، ينفث بكفيه ويمرهما على جسده على وجه وما استطاع من جسده ثلاث مرات، وينام على ذكر الله عز وجل بقلبه.

وأما إذا استيقظ فيقول: الحمد لله الذي أحيانا بعدما ما أماتنا وإليه النشور. الحمد لله الذي رد علي روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي بذكره، ويمسح وجهه ثلاث مرات. ويقرأ قول الله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ… [آل عمران:190-191]… إلخ السورة من آل عمران، ويتوضأ ويصلي ويبتدأ التهجد بركعتين خفيفتين، ثم يصلي ما شاء الله، ويختم صلاته بالوتر ركعة واحدة، ثم يبدأ حياته اليومية في صلاة الفجر وما هو معلوم عند الناس.

السؤال: يستفسر عن صحة هذا الحديث: ( الدعاء مخ العبادة ).

الجواب: نعم بهذا اللفظ ليس بصحيح، الصحيح: ( الدعاء عبادة ). ويدل لذلك قوله تبارك وتعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60]، فقال: ادْعُونِي ثم قال: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي. وهذا يدل على أن الدعاء عبادة، ولا شك أنه عبادة من الناحية النظرية، فإن الإنسان إذا دعا ربه فقد بنى دعاءه على أمرين:

الأمر الأول: شدة حاجته إلى الله عز وجل وافتقاره إليه، وأنه لا ملجأ له إلا ربه تبارك وتعالى.

والثاني: تعظيمه لله عز وجل، وإيمانه بأنه تعالى قادر على استجابته، وأنه سبحانه وتعالى عالم بدعائه وأنه سامع لدعائه، وهذا عبادة.

فأكثر أخي المسلم من دعاء الله عز وجل؛ لعلك تصادف ساعة إجابة؛ فيحصل لك مطلوبك، وإذا لم يحصل مطلوب الإنسان فهو على خير لن يخيب أبداً:

أولاً: الدعاء عبادة يثاب عليه.

ثانيا: أن الله تعالى إما أن يستجيب له ما دعا به، وإما أن يصرف عنه من السوء ما كان متوقعاً، وإما أن يدخر ذلك له عند الله عز وجل يوم القيامة، فهو لن يخيب أبداً! بخلاف سائل المخلوق، الذي يسأل المخلوق يستهجنه المخلوق، كما قال الشاعر:

لا تسألن بني آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجب

فالله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب

يستهجنك، وربما يعطيك وربما لا يعطيك، وإذا لم يعطك ربما ينتهرك، وربما يصعر خده لك، لكن الرب عز وجل إذا سألته أحبك وأثابك وأجاب مطلوبك، أو صرف عنك ما هو أعظم، أو ادخره لك يوم القيامة، عليك بسؤال الله في كل شيء، والاستعانة بالله تعالى في كل شيء، وقل: اللهم بفضلك أغنني عمن سواك.

السؤال: ما هي صفات الرسول صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: صفات الرسول التي نستفيد منها أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم على خلق عظيم، وأنه أكرم الناس جوداً بالنفس والمال، وأنه أشجع الناس عليه الصلاة والسلام، وأنه أرق الناس قلباً، وألطف بالضعيف، حتى كان عليه الصلاة والسلام يلاطف الصبيان ويمازحهم ويعطيهم ما يشتهون، ففي يوم من الأيام كان ساجداً وهو يصلي فجاءه ابنه الحسن رضي الله عنه ابن علي ابن أبي طالب وهو ساجد، فركبه الحسن -ركب جده محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فأطال السجود، وقال صلى الله عليه وسلم للناس: ( إن ابني ارتحلني، فأردت أن يقضي نهمته ).

وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحمل ابنة بنته وهي أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجدها من أمها، يحملها وهو يصلي بالناس، إذا قام حملها، وإذا سجد وضعها، وكان صبي صغير معه طير صغير يسمى النغير يلعب به الصبي ويفرح به -كما جرت به عادة الصبيان-، فمات هذا الطائر، فحزن الصبي! فكان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمازحه يقول: ( يا أبا عمير ، ما فعل النغير ). يعني ماذا فعل؟ أين ذهب؟ فهذا خلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

خلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مراعاة أصحابه، لا يشق عليهم، وما خير بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن أثماً، واسمع إلى قصة عجيبة:

كان أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه في إحدى جبهات القتال، وكان معه فرس قد أمسك بزمامها، والفرس جعلت تنازعه تريد أن تنطلق، وهو في صلاته يمشي معها يغلبها تارة وتارة تغلبه، فرأى خارجي من الخوارج أبا برزة يفعل هذا الفعل وهو يصلي، فجعل يقول: انظروا إلى هذا الشيخ ماذا يفعل! فعل الله فيه كذا وكذا يسبه، فلما سلم أبو برزة رضي الله عنه: قال: لقد سمعت ما قلت، ولقد غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم ست غزوات أو سبع غزوات أو ثمان غزوات، فرأيت من تيسيره عليه الصلاة والسلام يسر، إني خفت أن تنطلق هذه الفرس إلى مألتها، يعني إلى مكانها الذي تألف، سواء في المرعى أو في الرباط، ولو فعلت لشق علي أن أصل إلى أهلي، يعني: فعملي هذا أهون من تعبي فيما بعد.

والشاهد من هذا الحديث قوله: فرأيت من تيسيره… وله عليه الصلاة والسلام مواقف كثيرة في هذا الأمر أي في التيسير، حتى كان ينهى أصحابه عن الوصال بالصوم يعني أن لا يفطر بين اليومين درءاً للمشقة عليهم، فقالوا: إنك تواصل، قال: ( نعم، لكن أنا لست كهيئتكم ). فنهيه عن الوصال تيسيراً على الأمة عليه الصلاة والسلام، فهذا أبرز ما نتحدث عنه من خلقه صلى الله عليه وسلم.

أما في الشجاعة فمضرب المثل لا يساويه أحد، في يوم من الأيام أو في ليلة من الليالي سمعوا صيحة في المدينة، فظنوا أنه عدو، فخرجوا، وإذا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يلاقيهم راجعاً من مكان الصوت قد استبرأه عليه الصلاة والسلام، فقال: ( ارجعوا لم تراعوا ). شجاعة عجيبة.

وفي غزوة حنين حين انهزم الناس كان يركب بغلته نحو العدو ويقول: ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ).

فهو المثل في الشجاعة والكرم واللطف وغير ذلك من الأخلاق الحميدة، وهذا هو الذي يهمنا من خلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أما في العبادة فحدث ولا حرج، كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقوم في الليل حتى تتورم قدماه، تتورم القدم من طول القيام، وفي ليلة من الليالي قام معه في البيت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، فشرع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ في البقرة، فقال حذيفة : يمضي إلى مائة آية، فوصل مائة آية واستمر إلى آخر البقرة إلى سورة النساء كاملة، إلى آل عمران كاملة، ثلاث سور قدرها خمسة أجزاء وربع جزء في وقفة واحدة.

وفي ليلة أخرى كان معه عبد الله بن مسعود وهو شاب، فقام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي، فقام معه عبد الله بن مسعود ، فأطال القيام، قال عبد الله بن مسعود : حتى هممت بأمر سوء. قالوا: بماذا هممت يا أبا عبد الرحمن ؟ قال: هممت أن أقعد وأدعه. هذا في العبادة.

ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يراعي الأفضل فالأفضل، وربما ترك الفاضل إلى المفضول لما يترتب عليه من المنفعة والمصلحة، ها هو حث على اتباع الجنائز مثلاً، أحياناً تمر به الجنازة وهو في أصحابه ولا يتبعها؛ لأنه مشتغل بالتعليم والتوجيه، وهو أفضل من اتباع الجنائز، وهلم جراً.

فعليك أخي السائل والمستمع أن تبحث عن أخلاق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشمائله من الطرق الصحيحة؛ لأنه ليس كل ما نقل عن الرسول عليه الصلاة والسلام صحيح، ليس كل ما نقل عنه صحيحاً، لكن ابحث عن الصحيح وتأسى به؛ فهو خير لك، قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21] .

السؤال: ما حكم استعمال أقلام الذهب أو الساعات في لبسها؟

الجواب: أما لبس الساعات المذهبة للنساء فلا بأس به؛ لأن ذلك من جملة الحلي، بشرط أن لا تكلف المرأة نفسها بشراء هذه الساعات، بحيث تكون قليلة ذات اليد فتستدين لشراء هذه الساعات، أو تشتري هذه الساعات على حساب النفقة؛ لأن ذلك من الإسراف، وقد قال الله تعالى: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141].

أما الرجل فلا يحل له أن يلبس الساعات المذهبة؛ لعموم الحديث: ( أحل الذهب والحرير لإناث أمتي، وحرم على ذكورها ). وكذلك الأقلام؛ لأن وضع الأقلام في الجيب نوع من التحلي؛ ولذلك تجد بعض الناس يختار أنصع الأقلام وأحسنها شكلاً يضعه في جيبه.

والخلاصة: أنه إذا كان ذلك أي إذا كان استعمال ذلك من الرجال فحرام، وإن كان من النساء فحلال.

أما إذا كانت الساعة مطلية بالذهب لوناً فقط وليس له جرم فهذا لا بأس به، ولكننا ننصح بعدم استعماله.

السؤال: ما حكم كتابة القرآن على الجدار أو تعليق آيات من القرآن الكريم؟ وما حكم كتابة البسملة على السبورة عند بداية الدرس؟

الجواب: نعم، أما تعليق القرآن أو كتابته على الجدران فليس من هدي السلف رضي الله عنهم، وهذا الذي كتبه يسأل: لماذا كتبته؟ أتريد أن يقرأ؟ فإن المعلوم أن الجالس لا يقرأه إلا على سبيل الفرجة فقط، لا يقرأه تعبداً.

هل هو على سبيل التبرك؟ فالتبرك على هذا الوجه بدعة.

هل هو على سبيل الحماية على أنه ورد؟ فكذلك أيضاً لم يرد الاحتماء بالقرآن على هذا الوجه.

هل هو على سبيل النصيحة؟ فإن الغالب أن الناس لا يهتمون بذلك.

ولنضرب لهذا مثلاً: لو كتب آية: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [الحجرات:12] ، هل الجالس إذا قرأ الآية تهيب عن الغيبة ووقف؟ ثم هل كل مجلس يكون فيه غيبة؟ إذا كان بعض المجالس ليس فيها غيبة فما الفائدة من كتابة الآية؟! إذا كان أهل المجلس لا يهتمون بالغيبة فإن هذه الآية المكتوبة أو المعلقة لم تنفعهم.

على كل حال يكفينا في هذا أن نقول: تعليق القرآن الكريم على الجدران أو كتابته على الجدران ليس من هدي السلف الصالح، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.

أما كتابة البسملة على السبورة فهذا إن كان سيكتب على السبورة شيء فحسن، أما إذا لم يكتب على السبورة شيء فلا فائدة منها، وغالب السبورات تكون وراء المدرس إذا قام يدرس.

السؤال: ورد حديث ورد فيه: ( من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر الله له ذنبه ولو كان فاراً من الزحف ). هل معنى ذلك أنه يدخل في الكبائر؟

الفرار من الزحف من كبائر الذنوب، قال الله تبارك وتعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [الأنفال:15-16] . وعده النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الموبقات أي من المهلكات، وذلك لما يترتب عليه من إذلال المؤمنين وإعزاز الكافرين، أما إذلال المؤمنين فمن المعلوم أنه إذا ذهب واحد من الصف انكسرت قلوبهم وصار فيهم ذل، وأما إعزاز الكافرين فإن الكافرين يقولون: هذا أول هزيمة، شدوا عليهم. فيقوون على مجابهة المسلمين؛ ولهذا كان من كبائر الذنوب.

السؤال: لدينا أحواض للماء يا فضيلة الشيخ في الخلاء تشرب منها الغنم، وهي أقل من القلتين، وتشرب منها الكلاب في الليل، فهل يجوز الوضوء من ذلك وغسل الملابس منها، رغم أن الماء يتجدد يومياً؟

الجواب: نعم، هذا الماء طاهر سواء بلغ القلتين أم لم يبلغ القلتين، إلا إذا تغير طعمه أو لونه أو ريحه بالنجاسة فيكون نجساً، ولكن الغالب إذا كان يتجدد كل يوم أنه لا يتغير، وكذلك إذا كان كثيراً فالغالب أنه لا يتغير، والقاعدة التي ينبني عليها الحكم هو: إذا تغير طعمه أو لونه أو ريحه بنجاسة فهو نجس، وإن لم يتغير فهو طهور.