خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/162"> الشيخ محمد بن صالح العثيمين . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/162?sub=8855"> فتاوى نور على الدرب
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
فتاوى نور على الدرب [667]
الحلقة مفرغة
السؤال: إذا اشترى الشخص حطباً، واشترط على البائع أن ينقله بسيارته إلى المنزل، ولكن تعطلت السيارة، فهل يجوز للمشتري خصم شيء من قيمة الحطب مقابل عدم نقل الحطب بالسيارة؟
الجواب: إذا اشترى الرجل من شخص حمولة حطب واشترط على البائع أن يحملها إلى بيته ولكن تعطلت السيارة فلم يستطع فإن للمشتري أن يخصم على البائع مقدار ما فاته من حمل الحطب؛ لأن البائع قد التزم به، ومعلوم أنه بالتزامه به سوف تزيد قيمة الحطب، فإذا لم يف البائع بما شرط عليه فإن للمشتري أن يخصم مقدار ما فاته من هذا الشرط.
لكني أرى من باب المشورة والنصيحة: أنه إذا كان عدم إيصال الحطب إلى بيت المشتري بغير اختيار البائع أن لا يسقط من الثمن شيئاً؛ لأن هذا معذور، والإنسان ينبغي أن يكون له كرم وإحسان إلى إخوانه، لكن قل لي: لو أن البائع لما تعطلت السيارة وقال المشتري: لا بد أن نخصم من الثمن مقدار ما فات: قال: أنا أستأجر سيارة وأوصل؛ ففي هذه الحال لا يكون للمشتري أن يخصم شيئاً.
السؤال: في يوم من الأيام كان علينا درس تلاوة قرآن، فجاءها الحيض، فقال لها البعض: يجوز لكِ أن تلمسي وتتصفحي القرآن في حالة التعليم فقط. وبعضهم قال: لا يجوز لكِ ذلك، فما الصواب في ذلك؟ مأجورين.
الجواب: الصواب في ذلك -والعلم عند الله عز وجل- أنه لا يجوز لمن لم يكن على وضوء أن يمس المصحف إلا بحائل. وأما قراءة القرآن للحائض فإنه لا بأس بها إذا كان المقصود التعليم أو التعلم أو أوراد الصباح أو المساء، وأما إذا كان قصد الحائض من قراءة القرآن التعبد بذلك فإن فيه خلافاً بين العلماء: منهم من يجيزه، ومنهم من لا يجيزه، والاحتياط أن لا تقرأ للتعبد؛ لأنها إذا قرأت للتعبد دار الأمر بين أن تكون آثمة أو مأجورة، ومعلوم أن من الورع أن يترك الإنسان ما يريبه إلى ما لا يريبه.
السؤال: زوجة تحلف أيماناً كاذبة وتسب أم الزوج وإخوانه، ما نصيحتكم لهذه الزوجة؟
الجواب: نصيحتي لهذه الزوجة أن تكون حسنة الآداب مع أم زوجها؛ لأن ذلك مما يزيد زوجها رضاً عنها، ومن ما يزيد الزوج إحساناً في عشرتها، وهي مأجورة على ذلك، وإذا ساءت العشرة بين الزوجة وأم الزوج أو أبي الزوج أو أقارب الزوج فالغالب أنها تسوء العشرة بين المرأة وزوجها أيضاً، فتكون حياتهما نكداً، وربما يحدث بين الزوجين أولاد فيسوؤهم أن يروا أمهم وأباهم على هذه الحال.
فنصيحتي للزوجة أن تصبر وتحتسب وتحسن إلى أم زوجها وأبيه ومن يعز عليه من الأقارب، كما أني أنصح أيضاً بعض الأزواج الذين يريدون من زوجاتهم أن يكن خدماً لأمهاتهم، وهذا غلط محض، الزوجة ليست خادمة لأم الزوج ولا لأبي الزوج، وخدمتها لأم الزوج وأبي الزوج معروف منها وإحسان، ليس مفروضاً عليها، أما خدمتها لزوجها فهذا يرجع إلى العرف، فما جرى العرف بأنها تخدم زوجها فيه وجب عليها خدمته فيه، وما لم يجر به العرف لم يجب عليها.
ولا يجوز للزوج أن يلزم زوجته بخدمة أمه أو أبيه أو أن يغضب عليها إذا لم تقم بذلك، وعليه أن يتقي الله، ولا يستعمل قوته فيها، فإن الله تعالى فوقه، وهو العلي الكبير عز وجل، قال الله تعالى: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا أن اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا [النساء:34].
السؤال: رجل تزوج امرأة، وأنجبت له أولاداً، ويريد أن يتزوج ببنت أخت زوجته، هل يجوز ذلك؟
الجواب: بنت الأخت تكون الأخت خالة لها، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا يجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها ). فلا يحل له أن يتزوج ببنت أخت زوجته ما دامت زوجته في عصمته، أما إذا فارقها فماتت وتزوج بنت أختها فلا بأس.
السؤال: يا شيخ، العربون الذي يدفعه المشتري للبائع ثم يبطل البيع بسبب رفض المشتري السلعة، هل العربون من حق البائع؟
الجواب: نعم، العربون: هو أن البائع إذا خاف من المشتري أن يفسخ البيع طلب منه العربون، فمثلاً: إذا باع عليه أرضاً بعشرة آلاف ريال وقال: أنا أريد منك عربوناً قدره ألف ريال، فأعطاه إياه، فإن تم البيع فالعربون من الثمن ويسلم تسعة آلاف، وإن لم يتم فالعربون للبائع؛ لأنه هكذا جرى بينهما.
وهذا الشرط لا يحرم حلالاً ولا يحل حراماً، وهو من مصلحة الطرفين، أما المشتري فمصلحته أنه تخلص من السلعة التي قدم لها العربون، ومعلوم أنه لن يؤثر غرامة العربون إلا لتلقي خسارة أكبر منه، وأما البائع فإن من مصلحته في العربون أنه يأخذ هذا العربون عوضاً عن نظرة الناس إلى المبيع الذي فسخه المشتري.
فالمهم أن بيع العربون صحيح، فإن تم البيع فالعربون أول الثمن، وإن لم يتم البيع فالعربون للبائع.
السؤال: الذين يدينون الناس من طرقهم ما يلي:
يسأل المدين: ما السلعة التي تريدها؟ فيقول: سيارة موديل كذا وكذا، والسعر قريب من كذا وكذا، فيذهب الدائن ويشتري هذه الموصوفة، ثم يقوم ببيعها على المدين بالتقسيط، ما الحكم في مثل ذلك؟
الجواب: الحكم التحريم -يعني: أن هذا العمل حرام-؛ لأنه حيلة واضحة، فبدلاً من أن يقول الدائن للمدين: خذ هذه خمسون ألفاً اشتر بها السيارة التي تريد وهي عليك بعد سنة بستين ألفاً. بدل أن يقول هكذا يقول: اذهب واختر السيارة التي تريد وأنا اشتريها لك نقداً فيما بيني وبين البائع وأبيعها عليك بالتقسيط بزيادة على الثمن. هذه حيلة واضحة غريبة جداً، وهي أخبث من الصورة الأولى، يعني: أخبث من أن يعطيه خمسين ألفاً ويقول: هي بالستين ألف إلى سنة؛ لأن هذه الصورة رباً صريح، والإنسان يفعله وهو خائف وخجل من الله عز وجل، وربما يمن الله عليه بتوبة.
أما الصورة التي فيها: اذهب واختر السيارة، وأنا أشتريها وأبيعها عليك مؤجلاً بثمن أكثر. فهو يعتقد أنها حلال، ولا يكاد يقلع عنها، وهي جامعة بين مفسدة الربا ومفسدة الخداع، وإذا كان بنو إسرائيل عوقبوا بحيلة أدنى من ذلك بلا شك فما بالك بهذه الحيلة؟! بنو إسرائيل حرم الله عليهم الشحوم، فماذا صنعوا؟ قالوا: نذيب الشحوم ثم نبيعها ونأخذ الثمن، وحينئذ لم نأكل الشحوم، ففي الحيلة هذه درجتان: الإذابة، والبيع وأخذ الثمن بدل عن الأكل، وفي الحيلة التي ذكرت في السؤال حيلة واحدة، ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمة من التشبه باليهود، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل ).
فنصيحتي لإخواني المسلمين الذين يريدون أن يكون مطعمهم حلالاً ومشربهم حلالاً وغذاؤهم حلالاً أن يتوبوا إلى الله عز وجل من هذه الحيل، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4].
مداخلة: إذاً شيخ محمد حفظكم الله، أصحاب المؤسسات والشركات الذين يتبعون مثل هذه الأمور، ما هي الطريقة الصحيحة في البيع؟
الشيخ: الطريقة الصحيحة في البيع -وهذا جزاك الله خيراً تنبيه حسن: أن الإنسان إذا ذكر للناس ما هو ممنوع يذكر لهم ما هو مباح- الطريقة الصحيحة للبيع: أن يكون عند الإنسان سيارات معدها للبيع بالنقد وبالتقسيط، فمن جاء وأخذها نقداً فقد أخذها نقداً، ومن جاء وطلب التقسيط أخذها بالتقسيط.
السؤال: اللهم لا شماتة. هل هذه الأدعية واردة؟
الجواب: يعني مثلاً يريد أن يتكلم عن شخص بشيء من أفعاله السيئة فيقول: اللهم لا شماتة. هذا الرجل يفعل كذا وكذا؛ لا بأس بهذا إذا صاغ أن يذكر أخاه بهذا العيب؛ لأنه لا يجوز للإنسان أن يذكر أخاه بعيب، فإن ذلك من الغيبة، وقد نهى الله تعالى عن الغيبة، وصورها بأبشع صورة، فقال: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ أن اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات:12]. نعم. لو قال على سبيل العموم: اللهم لا شماتة، بعض الناس يفعل كذا وكذا. هذا لا بأس؛ لأنه لم يعين من تكلم فيه، والمخاطب لا يدري من هو.
السؤال: هل يجب تغطية الرأس بالنسبة للرجل عند الصلاة بقبعة أو نحوه؟
الجواب: لا يجب تغطية الرأس؛ لأن العورة الواجب سترها ما بين السرة والركبة.
ولكن ينبغي للإنسان إذا أراد أن يصلي أن يصلي بأحسن لبسة يلبسها الناس في زمانه ومكانه؛ لقول الله تبارك وتعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف:31]. فإذا كان عنده غترة فالأفضل أن يلبسها؛ لأن ذلك من أخذ الزينة بالنسبة لعرفنا هنا في السعودية، قد يكون في بعض البلاد لا يهتمون بتغطية، الرأس وتتم الزينة عندهم بدون تغطيته فلكل بلد حكم لنفسه، والمهم أن تأخذ الزينة عند كل صلاة.
السؤال: أسأل عن هذا الدعاء، هل هو وارد: (اللهم يا من لا تراه العيون ولا يصفه الواصفون)؟
الجواب: هذا غلط، هذا غلط عظيم؛ لأنه إذا قال: اللهم يا من لا تراه العيون. وأطلق صار في هذا إنكار لرؤية الله تعالى في الآخرة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة عياناً بأبصارهم كما يرون الشمس صحواً ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر، وقد أنكر قوم رؤية الله عز وجل، وقالوا: إن الله لا يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك بناءاً على عقولهم التي يعتمدون في إثبات الصفات لله عز وجل ونفيها عنه عليها -أي: على عقولهم-، وهذا خطأ عظيم: أن يحكِّم الإنسان عقله في أمر من أمور الغيب؛ لأن أمور الغيب لا يمكن إدراكها إلا بمشاهدتها أو مشاهدة نظيرها، أو خبر الخبر الصادق عنها، فتجدهم ينكرون رؤية الله ويحرفون كلام الله ورسوله بناءً على عقيدتهم المبنية على العقل الفاسد؛ لأن حقيقة تحكيم العقل أن يسلم الإنسان لما أخبر الله به ورسوله تسليماً تاماً، فإن هذا مقتضى العقل ومقتضى الإيمان، قال الله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65].
وهؤلاء المنكرون لرؤية الله تعالى في الآخرة لم يسلموا تسليماً، بل أنكروا ذلك وقالوا: لا يمكن. فقيل لهم: سبحان الله! النصوص واضحة في هذا في القرآن الكريم، قال الله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23]. (نَاضِرَةٌ) أي: حسنة (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) أي: تنظر إلى الله عز وجل، وإضافة النظر إلى الوجوه يعني أنه بالعين؛ لأن أداة النظر في الوجه هي العين، فحرفوا الكلم عن مواضعه وقالوا: إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:23]. أي: إلى ثواب ربها ناظرة، وهذا تحريف، زادوا في الآية كلمة كما زادت بنوا إسرائيل حرفاً حين قيل لهم: قولوا حطة، فقالوا: حنطة.
وقيل لهم: إن الله سبحانه وتعالى يقول: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ [الأنعام:103]. وهذه الآية تدل على ثبوت أصل الرؤية؛ لأن معنى لا تدركه أي: تراه، ولا تدركه لأنه أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته، والعجب أنهم يستدلون بهذه الآية على نفي الرؤية، وهي حجة عليهم.
وقيل لهم: إن موسى عليه الصلاة والسلام قال: رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ [الأعراف:143]. ولو كانت الرؤية ممتنعة على الله عز وجل لكانت غير لائقة به، وموسى أحد الرسل أولوا العزم لا يمكن أن يسأل الله ما لا يليق به أبداً، مستحيل!
قالوا: إن الله قال له: لَنْ تَرَانِي [الأعراف:143]. قلنا: نعم. قال: لَنْ تَرَانِي [الأعراف:143]. يعني: في الدنيا لن تثبت لرؤيتي؛ ولهذا ضرب الله لهم مثلاً فقال: انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا [الأعراف:143]. اندك الجبل: ساوى الأرض حينئذٍ خر موسى صعقاً مما رأى، فيكون بهذه الآية التي استدلوا بها على نفي الرؤية دليل عليهم، والحمد لله.
وقيل لهم: إن الله تعالى يقول في الفجار: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15]. وجعل هذا عقاباً عليهم، ولو كان الأبرار لا يرونه لاستوى في هذا الحكم الفجار والأبرار؛ ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله: إن الله لم يحجب هؤلاء عنه في حال السخط إلا وقد أذن للأبرار أن يروه. أو كلمة نحوها. وهذا استدلال جيد.
وقيل لهم: إن الله تبارك وتعالى قال: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26]. وقد فسرها أعلم الخلق بكلام الله وأنصح الخلق بعباد الله وأفصح الخلق فيما يقول، قال: إن الزيادة هي النظر إلى وجه الله.
وقيل لهم: إن الله تعالى قال: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:35]. وقد فسر المزيد بأنه النظر إلى وجه الله كما فسر به النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة.
وقيل لهم: إن الله تعالى قال: فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ [المطففين:22-23]. وحذف المفعول ليعم كل نظرة يستمتعون بها ويتلذذون بها، وأجلها رؤية الله عز وجل، فهم ينظرون الرب عز وجل وينظرون ما أعد الله لهم من النعيم، وينظرون الكفار الذين كانوا في الدنيا يضحكون بهم، وإذا مروا بهم يتغامزون.
وقيل لهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو أعلم الخلق بالله، وأنصحهم لعباد الله، وأفصحهم في المقال وأسدهم، في القول- قال: ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، فإذا استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا ). وأخبر أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عياناً بأبصارهم كما يرون الشمس صحواً ليس منها سحاب.
فانظر إلى هذا التثبيت والتقرير والتوكيد لرؤية الله عز وجل بضرب هذه الأمثلة التي لا يشك فيها أحد، الشمس في حال الصحو ليس دونها سحاب لا يشك أحد في رؤيتها، والقمر ليلة البدر لا أحد تحتجب عنه رؤيته، كل يراها؛ ولهذا أجمع الصحابة رضي الله عنهم وأئمة الأمة على ثبوت رؤية الله عز وجل في الآخرة، لم يرد عن أحد منهم أنه نفى ذلك أبداً.
وأدنى ما يقال لهؤلاء: ائتوا إلينا لنجلس في أحد المساجد ولندعو الله عز وجل فنقول: اللهم من أنكر رؤيتك في الآخرة فاحرمه منها يا رب العالمين. لا أظن أن يثبت لهم قدم على ذلك أبداً، لن يبصروا أن يأتوا ويدعوا الله عز وجل بهذا الدعاء، مما يدل على أن إيمانهم بانتفاء الرؤية ليس إيماناً عن يقين.
والخلاصة: أن رؤية الله سبحانه وتعالى ثابتة بالقرآن والسنة وإجماع السلف.
ونسأل الله تعالى لمن أنكرها أن يهديهم إلى الحق حتى يلقوا الله عز وجل وهم مؤمنون بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومتبعون للصحابة رضي الله عنهم في هذه المسألة البينة الواضحة.
السؤال: ما حكم الدعاء للمعلمة التي تؤدي واجبها على أكمل وجه وصورة؟
الجواب: الدعاء لها طيب؛ لأن هذه من المحسنات، والدعاء للمحسنين من الأمور المطلوبة، لكن الدعاء لها مقابلة إن خشي منه فتنة بأن تزهو المعلمة بنفسها أو تحابي هذه التي دعت لها فلا تدعو أمامها، يكون دعاؤها لها وهي لا تسمع.