خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/162"> الشيخ محمد بن صالح العثيمين . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/162?sub=8855"> فتاوى نور على الدرب
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
فتاوى نور على الدرب [660]
الحلقة مفرغة
السؤال: نود أن تلقوا الضوء على أحكام السلام؛ لأن كثيراً من الناس يتهاون في هذا الأمر العظيم.
الجواب: السلام من الأمور المشروعة، ومن حقوق المسلم على أخيه، فإن من حق المسلم عليك أن تسلم عليه إذا لقيته، ولهذا حرم النبي صلى الله عليه وسلم هجر المسلم فوق ثلاث، فقال عليه الصلاة والسلام: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ). وكان من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه يبدأ من لقيه بالسلام، يعني هو عليه الصلاة والسلام يبدأ من لقيه بالسلام فيسلم عليه.
والسلام شعار الإسلام، وموجب للمحبة، وكمال الإيمان، وبه -أي بكمال الإيمان- يحصل دخول الجنة، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( والله ) أو قال: ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ). أي: أظهروه وأعلنوه.
وصيغة السلام المشروعة أن يقول: السلام عليك. إن كان واحداً، أو: السلام عليكم. إن كانوا جماعة، وإن قال: السلام عليكم. للواحد فلا بأس، هذا في الابتداء.
في الرد يقول: عليك السلام. أو: عليكم السلام. أو: وعليك السلام. أو: وعليكم السلام. كل هذا جائز.
ولا تحصل السنة كقول: مرحباً وأهلاً. لا في الابتداء ولا في الرد؛ ولهذا يعتبر مقصراً من إذا لاقى أخاه قال: مرحباً بأبي فلان، أهلاً أبو فلان. أو: صبحك الله بالخير. أو: مساك الله بالخير. لا، يقول أولاً: السلام عليك.
وفي الرد يقول بعض الناس: أهلاً، أو مرحباً، أو حياك الله... وما أشبه ذلك، وهذا ليس كافياً في رد السلام، بل لا بد أن يقول إذا سلم عليه: عليك السلام. أو كما قلنا: وعليك، أو وعليكم. لو قال في رد السلام أهلاً وسهلاً ألف مرة ما أجزأه ولا أدى الواجب عليه.
قال العلماء يرحمهم الله: ابتداء السلام سنة، ورده واجب؛ لقول الله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86]. فأمر الله تعالى أولاً بالأحسن، فإن لم يكن فبردها بمثلها.
والحسن في الرد يكون بالصيغة، ويكون بالصوت، ويكون بالوجه، فمثلاً: إذا قال السلام عليك ورحمة الله. فالأحسن أن تقول: عليك السلام ورحمة الله وبركاته. أو: عليك السلام ورحمة الله حياك الله. أو: وعليك السلام ورحمة الله أهلاً وسهلاً. هذا في الصيغة.
في الصوت: إذا قال السلام عليك. بصوت واضح جهراً فالرد عليه بأن يكون ردك أوضح من سلامه وأبين، أو على الأقل يكون مثله، أما أن يسلم عليك بصوت مسموع بين واضح ثم ترد عليه بأنفك أو بصوت قد يسمعه وقد لا يسمعه فإنك لم تأت بالواجب؛ لأن الله قال: بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86].
كذلك في البشاشة إذا سلم عليك بوجه بشوش منطلق ما ترد عليه بوجه عبوس مكفهر؛ لأنك ما حييته بما حياك به ولا بأحسن.
وهذه مسائل يغفل عنها كثير من الناس، فينبغي للمؤمن أن يعرفها وأن يطبقها عملياً.
وأقبح من ذلك وأقبح ما يفعله بعض السفهاء الذين انبهروا بقوة الغرب المادية، حتى ظنوا أن الرقي والتقدم بتقليدهم حتى في الشعائر الدينية، حيث كان يعضهم يقول: باي باي. يعني: السلام عليك. وربما علموها صبيانهم كما سمعنا ذلك فعلاً من بعض الصبيان إذا انصرف أو انصرفت عنه قال: باي باي. من أين جاء هذا إلا من تعليم الآباء ضعفاء النفوس ضعفاء الشخصيات؟! المسلم يجب أن يكون عزيزاً بإسلامه ودينه، وأن يفخر إذا طبق شريعة الله في نفسه وفي عباد الله.
ثم اعلم أن المشروع أن يسلم الصغير على الكبير، والقليل على الكثير، والراكب على الماشي، والماشي على القاعد، فإن حصل تطبيق هذه السنة فهو الأفضل، وإلا فليسلم الكبير على الصغير، ولا يزيده إلا عزاً ورفعة، ولا تتركوا السلام بينكم من أجل الصغير لم يبتدئ السلام على الكبير، كذلك القليل على الكثير، ربما تكونون مع جماعة ويلاقيكم واحد ويكاد يتجاوز وهو لم يسلم، سلموا أنتم، ولا تدعوه يمر بدون سلام لا منه ولا منكم، فيذهب عنكم شعار الإسلام الذي به المودة والمحبة، وثقوا أنكم إذا سلمتم عليه وأنتم جماعة وهو واحد أنه سيخجل وينتبه ويكون هذا أشد مما لو قلت: يا فلان، ليش ما سلمت؛ لأن كل إنسان بشر يخجل إذا وجد منه ما يُخَجِّل.
ثم إن السلام على المشغول لا ينبغي، خصوصاً إذا علمنا أنه يكره، فمثلاً: لو وجدت إنساناً مشتغلا بقراءة القرآن، تعرف أنك لو سلمت عليه قطعت عليه قراءته، وهو يقرأ عن ظهر قلب؛ فلا تسلم عليه، إلا إذا خفت أن يحمل ترك السلام على شيء آخر، فسلم عليه درءاً للمفسدة.
كذلك أيضاً مما يلاحظ أن بعض الناس إذا سلم من الصلاة سلم على الذي على يمينه أو على يساره، مع أنه قد سلم عليه أول ما وقف عنده، وهذا لا حاجة إليه، إلا إذا كنت تخشى إن يحمل ترك السلام على الكبر أو ما أشبه ذلك، فدرء المفاسد أولى من جلب المصالح، ودرءاً أن يكون هناك بدعة يمكن أن تمد يدك إليه وتصافحه وتقول: مرحباً بأبي فلان، كيف حالك؟ كيف أنت؟ دون أن تلقي السلام؛ لأنك قد ألقيته من قبل.
وتشاهد بعض الأحيان رجلين جاءا جميعاً فصليا تحية المسجد أو الراتبة ثم إذا انتهيا من الصلاة سلم أحدهما على الآخر، مما يخشى أن يعتقد الجميع بأن من السنة إلقاء السلام بعد انتهاء الصلاة، وهذا ليس بسنة.
السؤال: هل يعتبر الزيت حائلاً بين الشعر ووصول ماء الوضوء؟
الجواب: لا يعتبر الزيت حائلاً بين الماء والشعر، إلا أن يكون جامداً له طبقة فنعم يكون حائلاً، لكن إذا لم يكن له طبقة فليس بحائل.
السؤال: هل تجوز إمامة المرأة؟ وما الدليل؟ وما الحكم إذا صلت في مجموعة من النساء؟
الجواب: نعم، صلاة المرأة بالنساء لا بأس بها ولا حرج فيها، والممنوع أن تصلي بالرجال؛ لأن المرأة لا يمكن أن تكون إمامة للرجال، فإن الرجال قوامون على النساء، والإمام إمام قوام على من وراءه، فلا تكون إمامة للرجال، أما مع النساء فنعم تكون إمامة.
وقد اختلف العلماء رحمهم الله: هل تسن صلاة الجماعة للنساء المنفردات عن الرجال أو لا تسن؟ على قولين في هذه المسألة، ولكن إذا صلى النساء جماعة وجب عليهن أن يصففن كما يصف الرجال، فلا يجوز للمرأة أن تصلي خلف صف النساء وحدها إذا كان لها موقف في الصف، ويطلب منهن التراص وتسوية الصف، وأن يكملن الأول فالأول كالرجال تماماً، أما المرأة وحدها مع الرجال فتصف وحدها؛ لأنه لا مكان للمرأة في صف الرجال.
السؤال: هل يتساوى الأجر بين الرجل والمرأة إذا صلت المرأة بمجموعة من النساء؟
الجواب: الذي يظهر لي أنها لا تتساوى:
أولاً: لأن بعض العلماء يقولون: لا يسن للنساء أن يصلين جماعة وحدهن.
وثانياً: أن النساء غير مأمورات بالجماعة، أما الرجال فيجب عليهم أن يصلوا جماعة، ومن ثم اختصت صلاة الجماعة بالرجال وصار ثوابها عن سبع وعشرين درجة.
السؤال: امرأة لم تحتد بعد وفاة زوجها لجهلها بذلك، نرجو بيان الحكم في ذلك مأجورين.
الجواب: ليس عليها شيء، ما دامت تركت الإحداد جهلاً منها فلا شيء عليها؛ لقول الله تبارك وتعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ [الأحزاب:5]. وقوله تعالى: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]. فقال الله تعالى: قد فعلت.
مداخلة: وإذا علمت يا شيخ، ما الحكم الآن؟
الشيخ: إذا علمت بعد انقضاء العدة فليس عليها شيء، وإن علمت في أثنائها تكمل.
السؤال: هل استعمال معجون الأسنان يغني عن السواك؟ وهل يثاب من استعمله بنية طهارة الفم؟ أي هل يعادل السواك في الأجر الذي رغب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم لمن يستاك؟
الجواب: نعم، استعمال الفرشة والمعجون يغني عن السواك، بل وأشد منه تنظيفاً وتطهيراً، فإذا فعله الإنسان حصلت به السنة؛ لأنه ليس العبرة بالأداة، العبرة بالفعل والنتيجة، والفرشاة والمعجون يحصل بها نتيجة أكبر من السواك المجرد، لكن هل نقول: إنه ينبغي استعمال المعجون والفرشة كلما استحب استعمال السواك أو نقول: إن هذا من باب الإسراف والتعمق ولعله يؤثر على الفم برائحة أو جرح أو ما أشبه ذلك؟ هذا ينظر فيها.
السؤال: كثيراً ما أنوي أن أقوم الليل وأستعد لذلك، وأقرأ الأوراد قبل أن أنام، وأحضرت منبهاً لكي أستيقظ، لكن إذا جاء منتصف الليل ودق المنبه فإني سرعان ما أقوم بإطفائه بنية الاستيقاظ ولكن مع ذلك لا أستيقظ، وهذا يحصل كثيراً لي، وأدعو الله دائماً أن يجعلني من المجتهدين في العبادة، لكنني لم أصل إلى هذه المنزلة. هل هذا بسبب ذنوبي؟ أرجو أن توجهوني إلى الطريق المستقيم مأجورين.
الجواب: لا شك أن الإنسان إذا حرم الخير فإن لذلك أسباباً؛ لأنه ثبت بالحديث الصحيح: ( أن الله تعالى قال: من تقرب إلى شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ). فالعوائق عن فعل الطاعة كثيرة، ولعل من أسبابها المعاصي.
أما المسألة الخاصة التي سألت عنها -وهي أنها تجعل المنبه على وقت معين للإيقاظ ثم تستيقظ به وتطفئه وتبقى في نومها- فسبب ذلك أنه ليس عندها العزيمة الصادقة في الاستيقاظ عند دق الساعة؛ لأنه لو كان عندها العزيمة الصادقة لقامت، الإنسان لو كان له موعد مع شخص في وقت معين وضبط الساعة على هذا الوقت ودقت فسيقوم سريعاً؛ لأن عنده عزيمة.
ومن الأسباب في هذه القضية المعينة أنه ربما كانت تتأخر في النوم، والتأخر في النوم يوجب أن يأتي وقت الاستيقاظ وهو مستغرق في نومه فلا يقوم؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الحديث بعد صلاة العشاء، يعني الحديث: التحدث للناس والانشغال بهم إلا لسبب شرعي، كالتحدث مع الأهل ومع الضيف. وأكثر الناس اليوم يسهرون أول الليل، ولا تكاد تجد أحداً ينام قبل منتصف الليل إلا القليل، وهذا من الأسباب التي تمنعهم من قيام الليل، ولو أنهم ناموا مبكرين كما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكانوا أصح أجساماً وكان استيقاظهم أسهل.
فأقول لهذه السائلة: ليكن عندك العزيمة الصادقة على القيام وقت المنبه، وأقول لها أيضاً: نومي مبكرة، فإن النوم مبكراً من أسباب سهولة القيام في آخر الليل.
السؤال: هل يجوز أن يصلي المسلم خلف إمام يلعب الكوتشينة، وفي نفس الوقت غير ملتزم في أقواله وفي صلاته؟ هل يجوز أن نصلي خلف هذا؟
الجواب: لعبة الورقة صرح بعض مشائخنا بأنها حرام، وممن يصرح بذلك شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله؛ لأنها تلهي كثيراً، وتشغل عن أمور أهم منها إن كان لها أهمية، فإذا كان الإمام يقوم بهذه اللعبة وكان أيضاً ليس على التزام من نواحي أخرى فإن كان هو الإمام الراتب فلا بد من الصلاة معه، وإن كان ليس إماماً راتباً فلا ينبغي أن يقدم ليكون إماماً للناس في الصلاة، بل ينظر لمن كان هو أتقى لله منه إذا كان هذا الأتقى يجيد القراءة الواجبة في الصلاة.
نصيحتي لكم: أن تناصحوا هذا الإمام قبل كل شيء، وتبينوا له أنه لا ينبغي لمن كان إماماً للمصلين أن يتنزل بنفسه إلى هذه الأمور، فإن استقام فهذا المطلوب وهو خير لكم وله، وإن لم يستقم فلنرجع إلى الجهات المسؤولة في هذا، فإما أن يُعَدَّل وإما أن يُبَدَّل، وإن لم يحصل تعديله ولا تبديله فصلوا خلفه وإثمه على نفسه، لكن بشرط ألا يخل في الصلاة، فإن أخل في الصلاة -بأن كان لا يطمئن فيها، ولا يمكنكم متابعته إلا بترك الطمأنينة- فلا تصلوا خلفه؛ لأن هذا يؤثر على صلاتكم فعلاً، فإنكم إما أن تتابعوه بلا طمأنينة، وإما أن تطمئنوا فلا تتمكنوا من متابعته، وكلا الاحتمالين حرام، فعليكم إذا كان لا يمكنكم أن تطمئنوا معه لكونه يسرع في الركوع أو السجود أو القيام منهما فدعوه وصلوا في مكان آخر.
السؤال: هل للمعاصي آثار على الفرد والمجتمع؟ وما هي؟
الجواب: نعم. المعاصي لها آثار على الفرد والمجتمع.
أما آثارها على الفرد فإنها تضعف الهمة في فعل الطاعات؛ لأن المعاصي يجر بعضها بعضاً، والمعاصي تقسي القلب، وتضعف همة الإنسان في طلب الخير، قال الله تعالى: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [الصف:5].
المعاصي أيضاً لها أضرار على المجتمع؛ لقول الله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال:25]. ولقول الله تبارك وتعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:96-99]. فالعقوبات تعم وتشمل الصالح وغير الصالح، ويوم القيامة يبعثون على نياتهم.
كما أن المعصية تفسد المجتمع فيكون عاصياً؛ لأن الناس إذا رأوا هذا يعمل معصية سهل عليهم أن يفعلوها؛ فتنتشر المعاصي من شخص إلى شخص حتى تعم المجتمع كله، ولهذا وجب على الناس أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر لإصلاح الأحوال وإزالة أسباب الشر والفساد، فالواجب على الأمة الإسلامية أن تتآمر بالمعروف وتتناهى عن المنكر لئلا يعمهم الله بعقابه، قال الله تبارك وتعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران:104-105].
فأسأل الله تعالى أن يصلح أمتنا رعاة ورعية، وأن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيها أهل طاعة الله، ويذل فيها أهل معصيته، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى عن المنكر.
السؤال: ما هي آداب زيارة المريض التي جاء بها الإسلام؟
الجواب: زيارة المرضى من أفضل العبادات التي يقوم بها الشخص تجاه إخوانه المسلمين؛ ولهذا ذهب بعض أهل العلم إلى أن عيادة المرضى فرض كفاية، وأنه لا يمكن للمسلم أن يبقى مريضاً بين إخوانه لا يعوده أحد.
والذي ينبغي لمن عاد المريض أن يسأله عن حاله وعن كيفية وضوئه وصلاته، وأن يذكره بالتوبة من المعاصي وأداء الحقوق إلى أهلها، وأن ينفس له في أجله، بمعنى: ألا يقول له إن مرضك هذا خطير، وإن مرضك هذا مات منه فلان وفلان، بل يقول: أنت على خير، وأنت اليوم خير من أمس، وينوي بهذه الكلمة أنه خير من أمس باعتبار أنه ازداد أجراً على الأمس؛ لأنه صبر مدة أربعة وعشرين ساعة، وألا يطيل الجلوس عنده.