شرح نواقض الإسلام [5]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تقدم لنا الناقض الثالث من نواقض الإسلام: (من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم، فإنه يكفر) والأدلة على ذلك ظاهرة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

أما من القرآن فقول الله عز وجل: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4]، فالشاهد قوله: كَفَرْنَا بِكُمْ [الممتحنة:4].

وأيضاً قول الله عز وجل: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى [البقرة:256]، فلابد في الاستمساك بالعروة الوثقى بكلمة لا إله إلا الله من أمرين:

الكفر بالطاغوت، وأيضاً الإيمان بالله.

وأيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم : ( من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبد من دون الله فقد حرُم ماله، ودمه، وحسابه على الله )، قال: ( كفر بما يُعبد من دون الله )، فلابد من الكفر بما يُعبد من دون الله.

وأيضاً ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي، ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ).

معنى الكفر بالطاغوت

وقد ذكر المؤلف -الشيخ محمد رحمه الله- صفة الكفر بالطاغوت: أن تعتقد بطلان عبادة غير الله عز وجل، وأن تُبغضها، وتتركها، وتبغض أهلها وتكفرهم وتعاديهم، وعلى هذا الذين لا يكفرون اليوم اليهود، أو لا يكفرون النصارى، أو يشكون في كفرهم، أو يصححون مذهبهم، وأن أديانهم صحيحة، وأنهم من أهل الجنة، فهذا كله كفر وردة عن الإسلام، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الإجماع على أن من شك في كفر اليهود والنصارى أنه كافر، والأدلة كما أسلفنا ظاهرة.

وبهذا أيضاً نعرف ما هم عليه من الخطر العظيم الذين يقولون بأن اليهود إخوان لنا، أو النصارى إخوان لنا، وأنهم مسلمون! فبعض الناس يكتب في الصحف وفي المجلات بأنهم مسلمون، وأنهم إخوان لنا.. إلخ وهذا لا شك أنه ردة؛ لأن هذا تكذيب لما عليه الكتاب، والسنة، والإجماع، والله عز وجل يقول: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران:85]، ويقول سبحانه: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19]، فحصر الله عز وجل الدين بالإسلام، وتقدم ما ذكرنا في صحيح مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي، ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ).

أنواع الكفار

قال المؤلف رحمه الله: (من لا يكفر المشركين.. إلخ)، نقول: الكفار على ثلاثة مراتب:

المرتبة الأولى: من أجمع المسلمون على كفرهم ممن ليس من أهل القبلة كاليهود، والنصارى، والمجوس، والوثنيين.. إلخ، فهؤلاء يجب تكفيرهم، بل لا يجوز الشك في كفرهم، وكما ذكرت أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نقل الإجماع على أن من شك في كفر النصارى، أو اليهود أنه كافر، وذكرنا دليل ذلك.

وكذلك من المبادئ الهدامة اليوم الدعوة إلى وحدة الأديان، وأن اليهودية والنصرانية والإسلام كلها تحت ملة إبراهيم، ويسمون بالإبراهيمية، فيدعون إلى وحدة الأديان، وهذا لا شك أنه ردة؛ لأنهم يصححون النصرانية، ويصححون اليهودية، والمعلوم أنه لابد أن تكفر باليهودية، وأن تكفر بالنصرانية، بل مجرد أن تشك في كفرهم هذا كفر، فكيف تصحح مذهبهم وتعتقد أنهم على حق وأنهم ليسوا على باطل؟ هذا لا شك أنه على خطر عظيم، هذا القسم الأول.

القسم الثاني: من يدعي الإسلام من أهل القبلة وقام به مكفر من المكفرات، مثل المرجئة يدعون الإسلام، وتقدم لنا في شرح الواسطية أن المرجئة ينقسمون إلى قسمين:

القسم الأول: مرجئة الفقهاء، تكلمنا أن مرجئة الفقهاء يخالفون أهل السنة في تأخير العمل عن مسمى الإيمان، وإلا فهم يقولون: لابد أن تنطق بلسانك، ويعتقدون أن فاعل الكبيرة يُعذب، وأنه لا يخرج عن الإسلام بكبيرته، وإنما يُعذب على كبيرته، فهم ليسوا كالمرجئة.

القسم الثاني: المرجئة الذين يقولون بأن الإيمان إنما هو التصديق بالقلب فقط، وأن أفسق الفساق إيمانه كإيمان أبي بكر وعمر .. إلخ.

القسم الثالث: من وقع الخلاف في كفرهم مثل: عوام الرافضة، أو عوام أهل البدع الذين يكفر علماؤهم، وقع الخلاف في كفرهم، فهذا إن رأى كفرهم بما قام عليهم من الدليل يجب عليه أن يكفرهم، وإن رأى عدم كفرهم لوجود مانع، أو فقد شرط لا يجب عليه أن يكفرهم.

وقد ذكر المؤلف -الشيخ محمد رحمه الله- صفة الكفر بالطاغوت: أن تعتقد بطلان عبادة غير الله عز وجل، وأن تُبغضها، وتتركها، وتبغض أهلها وتكفرهم وتعاديهم، وعلى هذا الذين لا يكفرون اليوم اليهود، أو لا يكفرون النصارى، أو يشكون في كفرهم، أو يصححون مذهبهم، وأن أديانهم صحيحة، وأنهم من أهل الجنة، فهذا كله كفر وردة عن الإسلام، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الإجماع على أن من شك في كفر اليهود والنصارى أنه كافر، والأدلة كما أسلفنا ظاهرة.

وبهذا أيضاً نعرف ما هم عليه من الخطر العظيم الذين يقولون بأن اليهود إخوان لنا، أو النصارى إخوان لنا، وأنهم مسلمون! فبعض الناس يكتب في الصحف وفي المجلات بأنهم مسلمون، وأنهم إخوان لنا.. إلخ وهذا لا شك أنه ردة؛ لأن هذا تكذيب لما عليه الكتاب، والسنة، والإجماع، والله عز وجل يقول: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران:85]، ويقول سبحانه: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19]، فحصر الله عز وجل الدين بالإسلام، وتقدم ما ذكرنا في صحيح مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي، ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ).


استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح نواقض الإسلام [1] 2323 استماع
شرح نواقض الإسلام [10] 2260 استماع
شرح نواقض الإسلام [9] 2198 استماع
شرح نواقض الإسلام [4] 1552 استماع
شرح نواقض الإسلام [8] 1326 استماع
شرح نواقض الإسلام [2] 1158 استماع
شرح نواقض الإسلام [3] 1097 استماع
شرح نواقض الإسلام [6] 714 استماع
شرح نواقض الإسلام [7] 674 استماع