أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أدوية لعلاج النوم غير الصحي
كنت أعاني من مشكلة في النوم وهي أن نوعية النوم سيئة، فحينما أقوم صباحاً أشعر بأني لم أنم نوماً عميقاً يجدد الذهن، ويعطيني النشاط والحيوية، وأظل طول يومي متعباً مجهداً أحس بالتعب والإعياء، وقد أثر ذلك سلباً على حياتي وعملي، وقد بحثت في الإنترنت فوجدت أن لهذه المشكلة العديد من الأسباب منها:
1 - القلق والاكتئاب الداخلي Depression and anxiety
2- الإجهاد المزمن أو ما يُعرف بمتلازمة الإجهاد المزمن Chronic fatigue syndrome
3- Fibromyalgia لا أعرف المصطلح الطبي المقابل لها.
4- Sleep apnea
فما هي أوجه الاختلاف بين هذه الأمراض فيما يخص النوم العميق؟ وكيف للإنسان أن يكتشف بأن ما عنده هو إجهاد مزمن مثلاً وليس بقلق أو اكتئاب، أي كيف يشخص الإنسان نفسه؟ وأيضاً وجدت أن كثيراً من المواقع تحث على أخذ الدواء المسمى Amitriptyline، ويقال أنه جيد لتحسين نوعية النوم ولزيادة المرحلة رقم 3 و4 من مراحل النوم، علماً بأني آخذ دواء (ريميرون) حبة من عيار 30 مجم إلا أنه بدأ يفقد فاعليته على ما أظن، وهل صحيح بأن (ريميرون) ما هو إلا نسخة مطورة من Amitriptyline؟ وهل بإمكاني وقف (ريميرون) واستعمال Amitriptyline؟ وكم الجرعة المقترحة؟ وما هي آثاره الجانبية حيث أنه على ما أظن أنه دواء قديم؟
قد جربت (البروزاك) ولم ينفع من قبل، ثم جربت (السيروكسات) 3 سنوات وأعطاني نتيجة 60 % تقريباً، ثم إني أوقفت السيروكسات، وبدأت بـ(ريميرون) لمدة سنتين وأعطاني نتيجة 70%، فماذا تقترح الآن يا دكتور علي أن أفعله؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكما تفضلت فإن اضطرابات النوم يمكن أن تكون ناتجة من حالة نفسية، ومن أهمها القلق والاكتئاب النفسي، وكذلك الحالات التي ذكرتها ومنها الإجهاد المزمن، كما أن قلة النوم أو عدم الاستمتاع به، وعدم الشعور بالحيوية في الصباح ربما يكون ناتجاً من بعض المنهجية الغير سليمة في طريقة النوم، أو في تخير أوقات النوم.
أولاً: يعرف أن النوم الليلي هو أفضل أنواع النوم.
ثانياً: الإنسان لديه ساعة بيولوجية يمكنه التحكم في هذه الساعة، وذلك بأن يذهب إلى الفراش في وقت معلوم وثابت، ولا يكون مهموماً أو مشغولاً لحضور النوم، أي لا تبحث عن النوم، اجعل النوم هو الذي يبحث عنك، أنت فقط عليك بالاسترخاء، وعليك بقراءة أذكار النوم وعليك بالتأمل وعليك بالتفاؤل وسوف يأتي النوم، إذا لم يأتِ في الليلة الأولى سوف يأتِ في الليلة الثانية، والإنسان إذا كان قلقاً نحو النوم فالنوم لن يأتِهِ؛ لأن القلق في حد ذاته من أحد الأسباب التي تمنع النوم.
ثالثاً: ممارسة الرياضة الآن اتضح أنها من أفضل ما يمكن أن يقدمه الإنسان لنفسه إذا أراد أن يحسن من نومه، فالرياضة لها قيمة علاجية متميزة جدّاً، وقد نصح العلماء أيضاً بألا يمارس الإنسان رياضة في وقت متأخر من الليل، هذه ربما تزيد أيضاً من الطاقات الجسدية والنفسية وربما تقلل من النوم قليلاً، إنما يفضل الرياضة النهارية أو على الأقل ما بين المغرب والعشاء، فهذه هي الأوقات التي تكون الرياضة فيها فعالة جدّاً.
رابعاً: تجنب الشاي والقهوة، وكل محتويات الكافيين مثل البيبسي والكولا والشكولاتا بعد الساعة السادسة مساءً.. هذا أمرٌ مطلوب وضروري جدّاً، ويساعد كثيراً في تحسين النوم.
خامساً: تجنب النوم النهاري، هذا ضروري وهام جدّاً أيضاً لتحسين النوم.
هذه كلها آليات إذا طبقها الإنسان سوف تعطيه -إن شاء الله تعالى- نوماً صحياً ونوماً هانئاً - بإذن الله تعالى-.
بعد ذلك أود أن أجيب عن أوجه الخلاف بين الحالات التي ذكرتها؟ الاكتئاب مع القلق هو مرض شائع جدّاً ويكون الإنسان في هذه الحالة يعاني من عسر في مزاجه وقلق ويحس بالكدر، وربما ضعف في شهيته وعدم ارتياحه للأمور بصفة عامة، وربما تكون لديه أيضاً اضطرابات في النوم.
أما بالنسبة لمتلازمة الإجهاد المزمن فهذه حقيقة لا توجد ضوابط لتشخيصها ولا توجد فحوصات معينة، هو نوع من التشخيص الذي يلجأ له الأطباء حين لا يجدون أي تفسير آخر لأعراض المريض، المريض المنهك المريض المجهد المريض الذي تحس أنه لا يستمتع بوجوده، وكما تفضلت وذكرت أنه يفتقد النشاط والحيوية، هذا ربما يعطينا تفسيراً على أن هذا الإنسان يعاني من هذا المرض، وهناك من يعتقد أن سببه فيروسي أي إصابة بفيروس معين، وهكذا.
عموماً نقول أنه تشخيص وصفي، بمعنى أن الأعراض توصف ولكن ليس لدينا فحوصات معينة، أو مؤشرات أخرى نستطيع من خلالها أن نشخص هذا المرض.
أيضاً الـ (Fibromyalgia) هو تشخيص يلجأ إليه كثيراً أطباء الروماتيزم، هو يتمثل في الشعور أيضاً بفقدان الحيوية والشعور بالتكاسل، وفقدان الطاقات وآلام جسدية خاصة في منطقة الكتفين واليدين، هذه هي الأعراض الرئيسية لهذه الحالة.
هذه الحالات الثلاث إحدى وسائل علاجها هو تناول مضادات الاكتئاب، وهنالك دراسات كثيرة تشير أن مضادات الاكتئاب بجميع أنواعها تفيد وتحسن في مثل هذه الحالات، كما أن ممارسة الرياضة تعتبر أيضاً مهمة وضرورية جدّاً من أجل علاج هذه الحالات الثلاث.
أما (Sleep apnea) هو أمر آخر وهو علة ينقطع فيها التنفس لفترة، ثم بعد ذلك لما يتجمع ثاني أكسيد الكربون يستشعره الجهاز التنفسي ويبدأ الإنسان في التنفس، وأتفق معك تماماً أن هذه العلة أيضاً تصيب الإنسان بفقدان الحيوية والطاقة ويحس في الصباح أنه مجهد ومنهك وغير متقبل للحياة، هذه الحالة تشخص بواسطة إجراء تخطيط معين للدماغ وتخطيط للعضلات ومراقبة التنفس، وهنالك مختبرات تسمى بمختبرات النوم يدخل لها الإنسان وتشخص هذه الحالة بواسطة مؤشرات معينة.
إذن هذه هي الحالة الوحيدة التي توجد ضوابط تشخيصية لها، والعلاج يتم بإعطاء بعض الأجهزة التي تساعد في إنسياب الأكسجين للأعضاء المختلفة في الجسم، وهذا هو خط العلاج الرئيسي.
أما بالنسبة لسؤالك عن عقار امتربتلين Amtriptyline/ تربتزول Tryptizol، هو من الأدوية القديمة والتي اكتشفت لعلاج الاكتئاب النفسي، وهو من الأدوية الفعالة جدّاً، ولا زالت الأدوية الجديدة تقاس من ناحية الفعالية بالإمتربتلين، أي أنه لا يوجد أي دواء من الأدوية الجديدة مضاد للاكتئاب نستطيع أن نقول أنه أكثر فعالية من الإمتربتلين، هذا غير موجود.
الإمتربتلين يُعاب عليه أنه قد يسبب بعض الأعراض الجانبية، وهذه الأعراض تعتمد على الجرعة، فمتى ما كانت الجرعة كبيرة هذا قد يؤدي إلى ظهور الأعراض الجانبية بصورة واضحة، كما أن الأعراض الجانبية تختفي لدرجة كبيرة بالاستمرار في العلاج، وهذه الأعراض أيضاً تظهر لدى كبار السن أكثر من الأعمار التي دونهم.
من الأعراض الجانبية التي يسببها الأمتربتلين أنه قد يسبب ثقلاً في العينين في الأيام الأولى للعلاج، وجفافاً في الحلق، وقد يؤدي إلى الإمساك، كما أنه قد يؤدي إلى حبس البول عند بعض الرجال خاصة الذين لديهم التهابات أو تضخم في البروستاتا، كما أنه لا يُنصح بتناوله بالنسبة للذين يعانون من الجلوكوما Glaucoma أو ارتفاع في ضغط العين.
الإمتربتلين لا شك أنه من أفضل مضادات الاكتئاب، التي تساعد على تحسين النوم.
جرعة البداية هي خمسة وعشرون مليجراماً ليلاً، ترفع هذه الجرعة أسبوعياً حتى نصل إلى الجرعة المعقولة وهي حوالي مائة مليجرام ليلاً، وهذه الجرعة تؤدي إلى تحسن واضح وملحوظ في النوم.
أنا أعرف الكثير من الناس الذين يتناولون هذا الدواء منذ عشرات السنين، وهم في غاية الارتياح لذلك ولا يعانون من أي تفاعلات سلبية أو آثار جانبية مضرة.
لا نستطيع أن نقول أن الريمارون Remeron عبارة عن نسخة من الإمتربتلين، هذا ليس صحيحاً، هنالك اختلافات في المركب الكيميائي، كما أن الريمارون لا يسبب الآثار الجانبية التي يسببها الإمتربتلين.
لا مانع أبداً من أن تتناول الإمتربتلين، فإذا أردت أن تتناوله مع الريمارون، يجب أن تكون جرعة الإمتربتلين في حدود خمسة وعشرين مليجراماً فقط، يمكنك أن تتناولها مع ثلاثين مليجراماً من الريمارون. أما إذا أردت أن تتوقف عن الريمارون فلا مانع من أن تصل جرعة الإمتربتلين حتى مائة مليجرام في اليوم.
بالنسبة أن الريمارون يفتقد فعاليته بالاستمرار في العلاج لمدة طويلة، لا نستطيع أن نقول أن هذا الكلام دقيقاً؛ لأن الريمارون ليس من الأدوية التي تحمل سمة التحمل أو الإطاقة؛ لأنه ليس من الأدوية أو العقارات الإدمانية، ولكن يعرف وقد لوحظ – وأنت دقيق في ذلك تماماً – أن البعض قد لا يحس بفعالية الدواء، وهذا لم يفسر التفسير التام، ولكن ربما نقول أن الإنسان إذا أخلَّ بصحته النومية بطرق أخرى، هذا ربما ينعكس سلباً أيضاً على فعالية الدواء.
البعض ينصح أن يرفع الريمارون إلى خمسة وأربعين مليجراماً ليلاً، أي حبة واحدة ونصف حبة، فإذا أردت أن تجرب هذه الجرعة -أي خمسة وأربعين مليجرام- من الريمارون قبل أن تفكر في إضافة أو استبدال الريمارون بالإمتربتلين هذا أيضاً في نظري خيار متاح وخيار جيد.
بالنسبة لمضادات الاكتئاب الأخرى التي تساعد في تحسين النوم، وأنت حقيقة لم تسأل عن هذا الأمر، ولكن رأيت من الواجب ومن المستحسن أن أطلعك على أدوية أخرى، فهنالك عقاراً يسمى علمياً باسم (ترايامبرامين Trimipramine) ويسمى تجارياً باسم (سيرمنتيل Surmontil)، هذا الدواء أيضاً من الأدوية الممتازة جدّاً لعلاج الاكتئاب وهو محسن للنوم، الجرعة تبدأ بخمسين مليجراماً ليلاً، وبعد أسبوع ترفع إلى مائة مليجرام ليلاً.
هنالك عقار آخر يعرف علمياً باسم (ترازدون Trazodone) ويعرف تجارياً باسم (مولباكسين Molipaxin) أيضاً دواء متميز، هو من الأدوية المضادة للاكتئاب والفعالة جدّاً لتحسين النوم، وجرعته هي خمسين مليجراماً ليلاً لمدة أسبوع، ثم يمكن أن ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً، وبعد شهر يمكن أن ترفع إلى خمسين مليجراماً ظهراً ومائة مليجرام ليلاً.
هنالك من يضيف عقار مثل عقار يعرف تجارياً باسم (أتراكس Atarax) ويعرف علمياً باسم (هايدروكسين Hydroxzine)، وهو من الأدوية المهدئة ويحسن النوم ويتميز بأنه ليس بإدماني، أو تعودي إذا ما قارناه بالأدوية الأخرى التي تحسن النوم ولكنها قد تؤدي إلى الإدمان، ومن هذه الأدوية عقار يعرف تجارياً باسم (فاليم Valuim) ويسمى علمياً باسم (ديازبام Diazepam) أو عقار يعرف تجارياً باسم (أتيفان Ativan) ويعرف علمياً باسم (لورازبام Lorazepam)، وعقار يعرف تجارياً باسم (ريفوتريل Revotril) ويسمى علمياً باسم (كلونازبام Clonazepam).
جرعة الأتراكس يمكن أن تكون عشرة مليجرام ليلاً، أو يمكن أن تكون الجرعة خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً.
أسأل الله لك العافية، وأرجو أن أكون قد أجبت على سؤالك بصورة مقبولة، وبارك الله فيك، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من قلق وعدم نوم. | 3216 | الثلاثاء 21-07-2020 06:14 صـ |
ما سبب اضطراب نومي وقلقي؟ | 1291 | الاثنين 13-07-2020 06:02 صـ |
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. | 2125 | الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ |
أعاني من أرق شديد وصعوبة في النوم. | 2674 | الاثنين 06-07-2020 09:21 مـ |
أعاني من صعوبة في النوم وأراقبه كل يوم.. هل هناك علاج؟ | 3337 | الاثنين 08-06-2020 06:11 صـ |