خطب ومحاضرات
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب الحث على الخشوع في الصلاة - حديث 260-262
الحلقة مفرغة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لينتهينَّ أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم ).
والحديث رواه مسلم رحمه الله في كتاب الصلاة، (باب النهي عن رفع الأبصار إلى السماء في الصلاة).
شواهد الحديث
ومثله ما رواه مسلم في صحيحه أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم )، فزاد في هذه الرواية: ( عند الدعاء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم ).
ومن شواهده أيضاً ما رواه ابن ماجه وابن حبان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء ) يعني: في الصلاة.
ومن شواهده أيضاً ما رواه الطبراني في معجمه الكبير عن كعب بن مالك وأبي سعيد الخدري بمعنى حديث الباب.
فهذه خمسة شواهد: حديث أنس، وحديث أبي هريرة، والثالث حديث ابن عمر، والرابع كعب بن مالك وأبي سعيد الخدري .
خمسة شواهد كلها جاءت في سياق النهي عن النظر إلى السماء حال الصلاة.
وفي إحدى روايتي مسلم قيد ذلك بالدعاء ( عند الدعاء ).
معاني ألفاظ الحديث
والخطف: هو الأخذ بسرعة، خطف الشيء: يعني أخذه بسرعة، كما قال الله عز وجل: يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ [البقرة:20]، قال: فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ [الحج:31] يعني: تأخذه على عجل، تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ [الأنفال:26] يعني: يأخذونكم بسرعة.
فقوله: (أو لتخطفن أبصارهم) يعني: لتأخذن أبصارهم بسرعة فلا يعود إليهم البصر ويصبحون عمياناً.
وقوله عليه الصلاة والسلام: (أو لتخطفن أبصارهم) فسره العلماء بأحد تفسيرين:
الأول: قالوا: إن هذا وعيد من النبي صلى الله عليه وسلم على من يرفع بصره إلى السماء وهو يصلي، وعيد شديد؛ حتى إنه اشتد قوله في ذلك صلى الله عليه وسلم، كما في رواية البخاري : ( فاشتد قوله في ذلك ) وهدد من فعل هذا الفعل المنكر -وهو أنه يرفع رأسه إلى السماء- هكذا -وهو يصلي- هدده بأنه: إما أن ينتهي عن هذا الفعل ويتوب، وإما أن يخطف بصره فلا يعود إليه.
هذا وعيد؛ ولذلك ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا العمل محرم، بل بالغ ابن حزم فقال: إنه مبطل للصلاة، كما سوف تأتي الإشارة إليه.
ويحتمل -وهذا هو المعنى الثاني- أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم: (أو لا ترجع إليهم) وفي رواية: (أو لتخطفن أبصارهم) هو من باب الخشية فعلاً على بصر المصلي؛ وذلك لأن الملائكة تتنزل في حال الصلاة، كما سبق في درس الأسبوع الماضي أن على يمين المصلي ملكاً، فالملائكة تتنزل في حال الصلاة، وكما ثبت في الصحيحين في قصة أسيد بن حضير ( لما كان يقرأ القرآن في صلاة الليل فتنزلت الملائكة حتى جال في الفرس جولة فخشي أن تطأ ابنه يحيى أبا يحيى أبا يحيى
إذاً: يكون المعنى الثاني: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خشي على من يرفع بصره إلى السماء وهو يصلي أن تبهر أنوار الملائكة الأبرار الذين يتنزلون على المصلين، أن تبهر بصره وتخطفه بنورها فلا يعود إليه بصره، ولاشك أن المعنى الأول هو الأقوى، والمعنى الثاني ذكره بعضهم، ذكره الداوودي ونقل عن أبي مجلز من التابعين.
والأول أقوى، ويقويه رواية البخاري : ( اشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم ).
محل النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة
المسألة الأولى: هل هذا النهي مقيد بحال الدعاء، أم أنه شامل للصلاة كلها؟
الروايات في هذا على وجهين: من الروايات ما جاء مطلقاً في الصلاة من غير تخصيص بحال من أحوال الصلاة، وفي بعض الروايات أن ذلك مقيد بحال الدعاء، كما في رواية مسلم عن أبي هريرة ؛ فإنه قال: ( لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم ) فقيده بالدعاء، وبقية روايات مسلم والبخاري وابن ماجه وابن حبان والطبراني ليس فيها تقييد بالدعاء ولا في غيره، بل فيها نهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة، فهل هذا النهي خاص بحال الدعاء أو عام في الصلاة كلها؟
الأظهر أن هذا عام في كل أحوال المصلي، سواءٌ كان في دعاء أو في قراءة قرآن أو في غير ذلك؛ فإن المصلي لا يشرع له، بل هو منهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة، سواء كان يدعو أو يقرأ القرآن أو ما شابه ذلك.
رجحت أن النهي عام حال الصلاة لعدة أوجه:
أولها: أن الخاص كما هو معروف هو أحد أفراد العام فيدخل فيه، وتأكيد النهي عن شيء لا يفيد أن النهي لا يشمل غيره، بل نقول: إنما خص النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء في الصلاة لسبب، وهو: أن الغالب أن رفع البصر إلى السماء يكون حال الدعاء، يعني: فعل الناس؛ ولذلك تلاحظون مثلاً أن الناس في رمضان عند القنوت غالباً ما يرفعون أبصارهم إلى السماء، بل كثير منهم يفعلون ذلك؛ لأنه إذا حصل اجتماع القلب على الله عز وجل وحصل في القلب ذل وانكسار ورغبة ملحة ولهفة وافتقار؛ فإن الإنسان أحياناً -وهو لا يشعر- يرفع بصره إلى السماء ليدعو، فيكون تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم للدعاء ليس لأن الحكم مقصور عليه، لكن لأنه هو الذي يحدث غالباً من الناس أنهم يرفعون أبصارهم عند الدعاء، وهذا الخاص هو أحد أفراد العام فيدخل فيه ويكون النهي عنه وعن غيره، هذه واحدة.
الثانية: أن معظم الروايات جاءت مطلقة في الصلاة من غير تقييد بحال الدعاء.
والثالثة: أن المعنى -والله تعالى أعلم- يليق بأن يكون النهي عن رفع البصر في الصلاة كلها، لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة؟ لماذا نهى عن ذلك؟
أولاً: فيه التفات عن القبلة أو انصراف عن القبلة، فهو يشبه الالتفات؛ لأن المصلي مأمور باستقبال الكعبة في صلاته، فإذا رفع بصره إلى السماء كأنه التفت عن القبلة، فهو كمن التفت ذات اليمين أو التفت ذات الشمال من هذا الوجه، هذا سبب.
وهذا السبب هل هو خاص بحال الدعاء أو عام في الصلاة كلها؟
عام في الصلاة كلها، فالمصلي في كل الصلاة مأمور باستقبال القبلة.
الأمر الثاني: أنه ينافي كمال الخشوع والأدب مع الله عز وجل؛ فإن العبد الذليل المفتقر إلى الله عز وجل مطرق الرأس مطأطئ نظره في موضع سجوده، هذه صفة الخاشع الذليل، أما الإنسان الذي يرفع بصره هكذا فهذه صفة الإنسان السيئ الأدب المعرض عن صلاته.
وقد يقال بالسبب الثالث، وهو: خشية أن تخطف أبصارهم أنوار الملائكة، وإن كان هذا فيه ضعف.
فالمعنى يدل على أن النهي في الصلاة كلها حال الدعاء وفي غيره من الأحوال.
حكم رفع البصر إلى السماء في الدعاء خارج الصلاة
أما في غير الدعاء -يعني: في الأحوال العادية- فلا حرج على الإنسان أن ينظر إلى السماء، وقد جاء في أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع بصره إلى السماء، منها حين كان ينتظر تحويل القبلة كان ينظر إلى السماء: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ [البقرة:144] هذه حالة.
وأيضاً: حين كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في غزوة بدر رفع يديه صلى الله عليه وسلم، لكن لا أعلم أنه كان يرفع بصره إلى السماء.
أيضاً: رؤيته في أول الوحي جبريل عليه الصلاة والسلام في الأفق في صورته التي خلق عليها.
أيضاً: أنه ( كان حين يقوم من آخر الليل يقرأ الآيات العشر من آخر سورة آل عمران ثم ينظر في السماء ويقول: ويل لمن قرأها ولم يتفكر ).
أيضاً في حالات أخرى.
كما كان يشير بإصبعه إلى السماء: ( اللهم هل بلغت؟ ).
وحديث ( فرفعت رأسي فإذا ملك الجبال ).
هناك حديث أبي الدرداء، وكذلك حديث نقل عن جماعة من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم ( رفع بصره إلى السماء وقال: هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدرون منه على شيء )، حديث زياد بن لبيد الأنصاري، وله شاهد من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.
إذاً: رفع البصر إلى السماء في الأحوال العادية ليس بمكروه ولا ممنوع، بل جائز ليس هناك كلام عنه.
الكلام في حال الصلاة انتهينا منه أيضاً، في غير الصلاة إذا كان الإنسان يدعو، إذا كان يدعو في غير الصلاة هل يكره له رفع بصره إلى السماء أم لا يكره؟ في هذا خلاف، كرهه قوم منهم شريح كما ذكره ابن بطال والقاضي عياض وغيرهما، قالوا: إنه يكره للإنسان في الدعاء في غير الصلاة أن يرفع بصره.
والأكثرون من أهل العلم على جوازه، والراجح أنه جائز؛ لأن القائلين بالكراهة لا دليل معهم في الدعاء خارج الصلاة.
حكم رفع البصر إلى السماء في الصلاة
ذكر بعضهم الإجماع على كراهة ذلك، كما ذكره ابن بطال، الإجماع على أنه يكره أن ينظر الإنسان إلى السماء وهو في الصلاة.
وجمهور الفقهاء على أن هذه الكراهة للتنزيه، أنه يكره ولا يحرم.
وذهب الظاهرية إلى أنه للتحريم، وهذا ظاهر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى، أن النهي يكون للتحريم، تحريم النظر إلى السماء حال الصلاة، ولم يظهر لي ما هو الصارف الذي يصرف الحديث عن التحريم مع أن فيه النهي المؤكد باللام والنون المشددة، وتهديد من التفت ونظر إلى السماء في صلاته أن يخطف بصره أو لا يرجع إليه، اللهم إلا أن يكون الصارف عن ذلك -وهو صارف متجه- أن يكون الصارف عن النهي عن الالتفات في الصلاة، سبق في حديث عائشة أنها قالت: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ).
وللحديث شواهد عديدة، منها ما رواه البخاري في صحيحه، في كتاب الأذان، (باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة؟! قال: فاشتد قوله صلى الله عليه وسلم في ذلك حتى قال: لينتهن أو لتخطفن أبصارهم ) لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم.
ومثله ما رواه مسلم في صحيحه أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم )، فزاد في هذه الرواية: ( عند الدعاء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم ).
ومن شواهده أيضاً ما رواه ابن ماجه وابن حبان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء ) يعني: في الصلاة.
ومن شواهده أيضاً ما رواه الطبراني في معجمه الكبير عن كعب بن مالك وأبي سعيد الخدري بمعنى حديث الباب.
فهذه خمسة شواهد: حديث أنس، وحديث أبي هريرة، والثالث حديث ابن عمر، والرابع كعب بن مالك وأبي سعيد الخدري .
خمسة شواهد كلها جاءت في سياق النهي عن النظر إلى السماء حال الصلاة.
وفي إحدى روايتي مسلم قيد ذلك بالدعاء ( عند الدعاء ).
قوله عليه الصلاة والسلام في حديث الباب: (أو لا ترجع إليهم) فسره بالرواية الأخرى بقوله: (أو لتخطفن أبصارهم).
والخطف: هو الأخذ بسرعة، خطف الشيء: يعني أخذه بسرعة، كما قال الله عز وجل: يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ [البقرة:20]، قال: فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ [الحج:31] يعني: تأخذه على عجل، تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ [الأنفال:26] يعني: يأخذونكم بسرعة.
فقوله: (أو لتخطفن أبصارهم) يعني: لتأخذن أبصارهم بسرعة فلا يعود إليهم البصر ويصبحون عمياناً.
وقوله عليه الصلاة والسلام: (أو لتخطفن أبصارهم) فسره العلماء بأحد تفسيرين:
الأول: قالوا: إن هذا وعيد من النبي صلى الله عليه وسلم على من يرفع بصره إلى السماء وهو يصلي، وعيد شديد؛ حتى إنه اشتد قوله في ذلك صلى الله عليه وسلم، كما في رواية البخاري : ( فاشتد قوله في ذلك ) وهدد من فعل هذا الفعل المنكر -وهو أنه يرفع رأسه إلى السماء- هكذا -وهو يصلي- هدده بأنه: إما أن ينتهي عن هذا الفعل ويتوب، وإما أن يخطف بصره فلا يعود إليه.
هذا وعيد؛ ولذلك ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا العمل محرم، بل بالغ ابن حزم فقال: إنه مبطل للصلاة، كما سوف تأتي الإشارة إليه.
ويحتمل -وهذا هو المعنى الثاني- أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم: (أو لا ترجع إليهم) وفي رواية: (أو لتخطفن أبصارهم) هو من باب الخشية فعلاً على بصر المصلي؛ وذلك لأن الملائكة تتنزل في حال الصلاة، كما سبق في درس الأسبوع الماضي أن على يمين المصلي ملكاً، فالملائكة تتنزل في حال الصلاة، وكما ثبت في الصحيحين في قصة أسيد بن حضير ( لما كان يقرأ القرآن في صلاة الليل فتنزلت الملائكة حتى جال في الفرس جولة فخشي أن تطأ ابنه يحيى أبا يحيى أبا يحيى
إذاً: يكون المعنى الثاني: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خشي على من يرفع بصره إلى السماء وهو يصلي أن تبهر أنوار الملائكة الأبرار الذين يتنزلون على المصلين، أن تبهر بصره وتخطفه بنورها فلا يعود إليه بصره، ولاشك أن المعنى الأول هو الأقوى، والمعنى الثاني ذكره بعضهم، ذكره الداوودي ونقل عن أبي مجلز من التابعين.
والأول أقوى، ويقويه رواية البخاري : ( اشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم ).
استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 38-40 | 4761 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الجماعة والإمامة - حديث 442 | 4393 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 57-62 | 4212 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 282-285 | 4094 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 727-728 | 4045 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة التطوع - حديث 405-408 | 4019 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 313-316 | 3972 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 36 | 3916 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب المياه - حديث 2-4 | 3898 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 734-739 | 3877 استماع |