كتاب الطهارة [16]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد:

قال المصنف رحمه الله: [ الباب الخامس: وهو معرفة الأفعال التي تشترط هذه الطهارة في فعلها الصلاة ]. بمعنى أن هناك أعمالاً يشترط أن يكون الإنسان فيها على وضوء.

قال: [ والأصل في هذا الباب قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ [المائدة:6]، الآية، وقوله عليه الصلاة والسلام: (لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول)]. وهو حديث صحيح.

اتفاق المسلمين على اشتراط الطهارة للصلاة

قال: [فاتفق المسلمون على أن الطهارة شرط من شروط الصلاة لمكان هذا]. يعني: لمكان الآية والحديث. [وإن كانوا اختلفوا هل هي شرط من شروط الصحة أو من شروط الوجوب؟]. فإذا كانت الطهارة شرط صحة، فمعناه: لا تصح الصلاة إلا بالوضوء، وإذا كانت شرط وجوب فلا تجب الصلاة إلا بعد الوضوء.

وعلى كل حال فهي من شرط الصحة؛ لأن شرط الوجوب هو ما لا يجب على الشخص أن يقوم به، كزوال الشمس، شرط لوجوب الصلاة، وكالاستطاعة في الحج، شرط لوجوب الحج، فهي شرط في صحة الصلاة.

خلاف العلماء في الصلاة التي يشترط لها الطهارة

قال: [ولم يختلفوا أن ذلك شرط في جميع الصلوات]. يعني: الذي يقول: إن الوضوء شرط في الصلاة، الصلوات لم يستثن شيئاً من الصلاة، سواء كانت فريضة أو نافلة، أو صلاة كسوف، أو تحية مسجد.

قال: [إلا في صلاة الجنازة، وفي السجود، (أعني: سجود التلاوة)، فإن فيه خلافاً شاذًا]. فمن رأى أن صلاة الجنازة صلاة، وأن سجود التلاوة صلاة، اشترط له الطهارة، ومن لم يرَ أنه صلاة؛ لكون السجود لا يطلق عليه صلاة لا في اللغة ولا في الشرع، أما صلاة الجنازة فيطلق عليها صلاة في اللغة؛ لأنها بمعنى الدعاء، وأما في الشرع فلا يطلق عليها صلاة.

لأن الصلاة في الشرع: أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم، أما صلاة الجنازة وسجود التلاوة فليست فيها، فلهذا السبب اختلفوا فيها.

الراجح في مسألة اشتراط الطهارة لصلاة الجنازة وسجود التلاوة

وقد رجح شيخنا ناصر الدين الألباني عدم وجوب الوضوء لصلاة الجنازة؛ لأنها بمعنى الدعاء، وكذلك سجود التلاوة، فإنه لا يسمى صلاة لا لغة ولا شرعًا أما صلاة الجنازة فهي صلاة في اللغة؛ لأن الصلاة في اللغة الدعاء، كما قال تعالى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ[التوبة:103]، أي: ادع لهم.

فالأقرب أنه لا يجب لهما الوضوء.

سبب اختلاف العلماء في اشتراط الطهارة لصلاة الجنازة وسجود السهو

قال المصنف رحمه الله: [والسبب في ذلك الاحتمال العارض في انطلاق اسم الصلاة على الصلاة على الجنائز وعلى السجود، فمن ذهب إلى أن اسم الصلاة ينطلق على صلاة الجنائز وعلى السجود نفسه وهم الجمهور اشترط هذه الطهارة فيهما.

ومن ذهب إلى أنه لا ينطلق عليهما، إذ كانت صلاة الجنائز ليس فيها ركوع ولا سجود، وكان السجود أيضًا ليس فيه قيام ولا ركوع، لم يشترطوا هذه الطهارة فيهما.

قال: [فاتفق المسلمون على أن الطهارة شرط من شروط الصلاة لمكان هذا]. يعني: لمكان الآية والحديث. [وإن كانوا اختلفوا هل هي شرط من شروط الصحة أو من شروط الوجوب؟]. فإذا كانت الطهارة شرط صحة، فمعناه: لا تصح الصلاة إلا بالوضوء، وإذا كانت شرط وجوب فلا تجب الصلاة إلا بعد الوضوء.

وعلى كل حال فهي من شرط الصحة؛ لأن شرط الوجوب هو ما لا يجب على الشخص أن يقوم به، كزوال الشمس، شرط لوجوب الصلاة، وكالاستطاعة في الحج، شرط لوجوب الحج، فهي شرط في صحة الصلاة.

قال: [ولم يختلفوا أن ذلك شرط في جميع الصلوات]. يعني: الذي يقول: إن الوضوء شرط في الصلاة، الصلوات لم يستثن شيئاً من الصلاة، سواء كانت فريضة أو نافلة، أو صلاة كسوف، أو تحية مسجد.

قال: [إلا في صلاة الجنازة، وفي السجود، (أعني: سجود التلاوة)، فإن فيه خلافاً شاذًا]. فمن رأى أن صلاة الجنازة صلاة، وأن سجود التلاوة صلاة، اشترط له الطهارة، ومن لم يرَ أنه صلاة؛ لكون السجود لا يطلق عليه صلاة لا في اللغة ولا في الشرع، أما صلاة الجنازة فيطلق عليها صلاة في اللغة؛ لأنها بمعنى الدعاء، وأما في الشرع فلا يطلق عليها صلاة.

لأن الصلاة في الشرع: أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم، أما صلاة الجنازة وسجود التلاوة فليست فيها، فلهذا السبب اختلفوا فيها.

وقد رجح شيخنا ناصر الدين الألباني عدم وجوب الوضوء لصلاة الجنازة؛ لأنها بمعنى الدعاء، وكذلك سجود التلاوة، فإنه لا يسمى صلاة لا لغة ولا شرعًا أما صلاة الجنازة فهي صلاة في اللغة؛ لأن الصلاة في اللغة الدعاء، كما قال تعالى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ[التوبة:103]، أي: ادع لهم.

فالأقرب أنه لا يجب لهما الوضوء.




استمع المزيد من الشيخ محمد يوسف حربة - عنوان الحلقة اسٌتمع
كتاب الزكاة [9] 2956 استماع
كتاب الزكاة [1] 2912 استماع
كتاب الطهارة [15] 2904 استماع
كتاب الطهارة [3] 2616 استماع
كتاب الصلاة [33] 2565 استماع
كتاب الصلاة [29] 2414 استماع
كتاب الطهارة [6] 2396 استماع
كتاب أحكام الميت [3] 2386 استماع
كتاب الطهارة [2] 2364 استماع
كتاب الصلاة [1] 2326 استماع