ديوان الإفتاء [733]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, وبارك على محمد وعلى آل محمد, كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

أما بعد:

إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته, ومرحباً بكم في حلقة جديدة في هذا اليوم المبارك من أيام رمضان, نسأل الله عز وجل أن يعيننا على الصيام والقيام.

الخير والفضل الذي يحصّله المتصدق

إخوتي وأخواتي! المتصدق وعده الله عز وجل بالخلف, فقال سبحانه: وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ:39], ( وما من يوم يصبح إلا وملكان ينزلان، يقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً, ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً ).

ثم إن المتصدق وعده الله عز وجل بأضعاف مضاعفة: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً[البقرة:245], ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر المتصدق بأن ماله يزيد ولا ينقص: ( ثلاثة أقسم عليهن: ما نقص مال من صدقة, وما ظلم عبد مظلمة فعفا إلا زاده الله بها عزاً, وما فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر ).

الصدقة والإنفاق من المال على أهل الحاجة والفاقة, جعله الله عز وجل من صفات أهل الجنة: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [الذاريات:15-19].

أيها الإخوة الكرام! الصدقة سبب لكل خير في الدنيا والآخرة, قال علماؤنا: في الصدقة عشر خصال محمودة, خمس في الدنيا وخمس في الآخرة.

أما في الدنيا: فتطهير المال, وتطهير البدن, ودفع البلايا والأمراض, وبركة المال وطمأنينة النفس, هذا كله يحصل بالنفقة في الدنيا.

وأما في الآخرة: فالجواز على الصراط, وتثقيل الميزان, وزيادة الحسنات, وأن تكون في ظل الله عز وجل يوم لا ظل إلا ظله, فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر من السبعة: ( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه ).

والصدقة قد أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ), فلو أن الإنسان استطاع أن يتصدق بشق تمرة, فهذه وقاية له من النار, وأخبر صلوات ربي وسلامه عليه عن أفضل الصدقة: ( أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر, وتأمل الغنى, ولا تنتظر, حتى إذا بلغت الحلقوم, قلت هكذا وهكذا ولفلان كذا ولفلان كذا )، لا, الإنسان يتصدق حال قوته وحال رغبته في الدنيا, وإقباله عليه.

وأخبرنا صلوات ربي وسلامه عليه أن ( الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ), وأخبرنا أن ( صدقة السر تقي مصارع السوء ), فالإنسان الذي يتصدق سراً وصدقته بينه وبين الله, لا يطلع عليها أحد سواه جل جلاله, فهذه الصدقة تقي صاحبها مصارع السوء.

إخوتي وأخواتي! ربنا جل جلاله أثنى على المتصدقين فقال: الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ[البقرة:274], وفي مقابل هؤلاء والعياذ بالله: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا [النساء:37].

وبعض الناس بخيل شحيح مسيك مقتر, ثم لا يكتفي بذلك, بل يأمر غيره بالبخل, فلو رأى إنساناً منفقاً متصدقاً باذلاً جواداً, فإنه يبدأ يعظه والعياذ بالله فيقول له: أمسك عليك مالك فهو خير لك, وأنفع لولدك, وهؤلاء لا يستحقون وكذابون وما إلى ذلك, ينفره ويزهده في أن ينفق ماله ابتغاء وجه الله عز وجل.

نماذج من مسارعة الصحابة إلى الصدقة والتنافس عليها

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهموا هذه المعاني, ولذلك كانوا يتنافسون في الخيرات, ويتسابقون إلى الصدقات, ( لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالنفقة قال عمر : اليوم أسبق أبا بكر , فجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام بمال كثير، فقال له: ماذا تركت لولدك؟ قال: تركت لهم مثله, فجاء الصديق رضي الله عنه بمال أكثر, قال النبي عليه الصلاة السلام: ما تركت لولدك؟ قال: تركت لهم الله ورسوله ).

وكذلك ( لما نزل قول ربنا جل جلاله: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92], جاء أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: يا رسول الله! إن الله تعالى قد أنزل ما قد علمت, وإن أحب مالي إلي بيرحاء, هي لك يا رسول الله، اجعلها حيث أراك الله, فقال عليه الصلاة والسلام: بخ, بخ, ذاك مال رابح، ثم قال له: اجعلها في قرابتك وذي مراحمك ), فردها النبي عليه الصلاة والسلام على أبي طلحة من أجل أن يتصرف فيها رضي الله عنه وأرضاه.

إخوتي وأخواتي! هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [محمد:38], يا صاحب المال! أطلق يدك بالنفقة, وثق بموعود ربنا جل جلاله: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة:268], يا صاحب المال! اعلم بأن مالك هذا هو ما قدمته بين يديك.

قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( يقول ابن آدم: مالي! مالي! وليس له من ماله إلا ما أكل فأفنى, أو لبس فأبلى, أو تصدق فأبقى ).

وسأل أصحابه يوماً فقال لهم: ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله! ما منا واحد إلا ماله أحب إليه، قال لهم عليه الصلاة والسلام: فإن مالك ما قدمت, ومال وارثك ما أبقيت ), هذا الذي تتركه سيذهب للورثة, أما هذا الذي تبذله وتنفقه فإنه ذخر لك عند الله عز وجل, تجده يوم القيامة حسنات كأمثال الجبال، يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ [البقرة:276], يربي أي يزيد, هذه الصدقة تكون رابية زائدة.

( إن الله تعالى يقبل صدقة أحدكم بيمينه, ثم يربيها كما يربي أحدكم فلوه ), كما لو كان عند الواحد منا شيء من البهائم, فيربيه ويغذيه رجاء أن يذبحه في يوم الأضحى مثلاً, ولله المثل الأعلى, الصدقة ربنا جل جلاله يربيها لصاحبها، فأنت تبذلها في الدنيا قليلة يسيرة, لكنها يوم القيامة عند الله عظيمة كثيرة.

خطر المنّ بالصدقة

يا أيها الإخوة الكرام! يقول الله عز وجل: لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا [البقرة:264], الله عز وجل يضرب المثل لهذا المتصدق الذي يتبع صدقته بالمن والأذى, المن أن يقول للسائل: ألم أعطك؟ ألم أكرمك؟ ألم أطعمك؟ أنت في كل يوم تأتيني. أو يؤذيه بأن يقول له: اذهب لا نفعك الله بها, لا أغناك الله.. لا كذا, يؤذيه بلسانه, الله عز وجل يضرب له مثلاً بالحجر الصلد, الحجر الأصم, الصفاة اللامعة, هذه لو نزل عليها مطر وقد كان عليها تراب, والعادة أن التراب إذا نزل عليه المطر يكون منه نبات: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً [الحج:63].

لكن هذا الحجر الذي عليه تراب, إذا نزل عليه الماء, ما زاد على أن جلاه ولمعه, لكن الحجر ما انتفع بشيء من هذا المطر, فكذلك هذا المنان المؤذي بلسانه يوم القيامة: لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا [البقرة:264], لن يجد صدقته.

ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ), المنان بما أعطى, يقول: ألم أفعل؟ ألم؟ ألم؟ مثلما قال فرعون اللئيم لـموسى الكليم: قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ [الشعراء:18]؟ يعني: يمن عليه بما أنفق وبما أطعم في حال صغره صلوات الله وسلامه عليه.

و فرعون كان صاحب من وأذى، فحري بالمؤمن ألا يتبع سبيله وألا يسلك طريقه, بل تنفق النفقة تبتغي بها وجه الله عز وجل, وما عنده من أجر وثواب.

يا مسلمون! رمضان شهر الصدقة, شهر النفقة, شهر البذل, شهر إطعام الطعام, شهر تفطير الصائمين, ولا يقولن قائل: ما عندي شيء, النبي عليه الصلاة والسلام فتح الباب واسعاً, قال: ( ولو على تمرة, ولو على مذقة لبن, ولو على جرعة ماء ), وسبحان الله! أهل هذه البلاد جبلهم الله عز وجل على الكرم, على قلة ذات أيديهم وما نزل بهم من الفاقة والمسغبة, تجد الناس يجلسون في الطرقات, كثير من الناس ما يفطر في بيته, خاصة ممن هم على السابلة على الطرق العامة والشوارع الرئيسية, تجد الناس يفرشون أمام البيوت, ويخرجون ما عندهم مما آتاهم الله عز وجل, ثم بعد ذلك يصرون على المار في وقت الإفطار أن يتناول معهم طعامه, وأن يصيب من زادهم: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا[الإنسان:8] وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ [البقرة:177].

ما زالت هذه الشعيرة الإسلامية, والسنة المصطفوية, في أهل هذه البلاد سارية مما يدل على بقاء الخير والحمد لله رب العالمين.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم, أن يتقبل صالح الأعمال, وأن يجعلنا ممن يطعمون الطعام, وينفقون المال طيبة به نفوسهم.

إخوتي وأخواتي! المتصدق وعده الله عز وجل بالخلف, فقال سبحانه: وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ:39], ( وما من يوم يصبح إلا وملكان ينزلان، يقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً, ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً ).

ثم إن المتصدق وعده الله عز وجل بأضعاف مضاعفة: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً[البقرة:245], ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر المتصدق بأن ماله يزيد ولا ينقص: ( ثلاثة أقسم عليهن: ما نقص مال من صدقة, وما ظلم عبد مظلمة فعفا إلا زاده الله بها عزاً, وما فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر ).

الصدقة والإنفاق من المال على أهل الحاجة والفاقة, جعله الله عز وجل من صفات أهل الجنة: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [الذاريات:15-19].

أيها الإخوة الكرام! الصدقة سبب لكل خير في الدنيا والآخرة, قال علماؤنا: في الصدقة عشر خصال محمودة, خمس في الدنيا وخمس في الآخرة.

أما في الدنيا: فتطهير المال, وتطهير البدن, ودفع البلايا والأمراض, وبركة المال وطمأنينة النفس, هذا كله يحصل بالنفقة في الدنيا.

وأما في الآخرة: فالجواز على الصراط, وتثقيل الميزان, وزيادة الحسنات, وأن تكون في ظل الله عز وجل يوم لا ظل إلا ظله, فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر من السبعة: ( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه ).

والصدقة قد أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ), فلو أن الإنسان استطاع أن يتصدق بشق تمرة, فهذه وقاية له من النار, وأخبر صلوات ربي وسلامه عليه عن أفضل الصدقة: ( أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر, وتأمل الغنى, ولا تنتظر, حتى إذا بلغت الحلقوم, قلت هكذا وهكذا ولفلان كذا ولفلان كذا )، لا, الإنسان يتصدق حال قوته وحال رغبته في الدنيا, وإقباله عليه.

وأخبرنا صلوات ربي وسلامه عليه أن ( الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ), وأخبرنا أن ( صدقة السر تقي مصارع السوء ), فالإنسان الذي يتصدق سراً وصدقته بينه وبين الله, لا يطلع عليها أحد سواه جل جلاله, فهذه الصدقة تقي صاحبها مصارع السوء.

إخوتي وأخواتي! ربنا جل جلاله أثنى على المتصدقين فقال: الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ[البقرة:274], وفي مقابل هؤلاء والعياذ بالله: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا [النساء:37].

وبعض الناس بخيل شحيح مسيك مقتر, ثم لا يكتفي بذلك, بل يأمر غيره بالبخل, فلو رأى إنساناً منفقاً متصدقاً باذلاً جواداً, فإنه يبدأ يعظه والعياذ بالله فيقول له: أمسك عليك مالك فهو خير لك, وأنفع لولدك, وهؤلاء لا يستحقون وكذابون وما إلى ذلك, ينفره ويزهده في أن ينفق ماله ابتغاء وجه الله عز وجل.