ديوان الإفتاء [231]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى جميع المرسلين.

أما بعد:

إخوتي وأخواتي! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ومرحباً بكم في حلقة جديدة من ديوان الإفتاء، أسأل الله أن يتقبل منا أجمعين.

السؤال: أرجو توضيح صلاة الضحى عددها ووقتها، والسور التي تقرأ فيها؟

الجواب: أما السور التي تقرأ فيها فليس لها تحديد، وإنما داخلة في عموم قول ربنا سبحانه: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ [المزمل:20] فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ [المزمل:20]، وأما وقتها فمن بعد طلوع الشمس وارتفاعها إلى قبيل زوالها، يعني: الشمس تشرق مثلاً في السادسة وثمان وثلاثين دقيقة، فيدخل وقت صلاة الضحى، ويستمر إلى ما قبل أذان الظهر بنحو من ربع ساعة أيضاً.

وأما عددها فقد قال بعض أهل العلم بأنها ثمان ركعات استدلالاً بحديث أم هانئ ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم الفتح ثمان ركعات في وقت الضحى )، وقال بعضهم بأنها ثنتا عشرة ركعة استدلالاً بالحديث المروي في سنن أبي داود : ( من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة )، ولذلك نقول: أقلها ركعتان، وبعد ذلك ما تيسر، من صلاها أربعاً ستاً ثمانياً عشراً عشرة، فنسأل الله القبول.

المتصل: عندي مجموعة من الأسئلة:

السؤال الأول: في إحدى المرات كنا نصلي في صلاة الجمعة خارج المسجد، وفي الركعة الثانية قرأ الإمام الحمد، وانقطعت الكهرباء، ونحن كان وسيلتنا لسماع الصلاة مكبر الصوت، فكنا نقوم ونقعد، ولما كنا في جلوس التشهد، خرج المصلون من بوابة المسجد. فما الحكم؟

السؤال الثاني: عندنا أناس يقرءون سورة الإخلاص إحدى عشرة مرة إذا مات الميت، ثم يقولون: اللهم اجعل ما قرأناه في صحيفة الميت، وهكذا في اليوم الثاني، وأحياناً يأتي الناس إلى المسجد ويقرأ كل واحد منهم جزءاً حتى يقرءوا المصحف كله، ويقولون: اللهم اجعل ما قرأناه في صحيفته. فما حكم هذا العمل؟

السؤال الثالث: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى [القصص:20]، هذا ورد في سورتين من سور القرآن الكريم، يعني: هل هناك علاقة بين الرجلين وبين المدينتين، يعني: جاء رجل من أقصى المدينة يسعى، وردت في سورة يس ووردت في سورة ثانية لا أذكرها، فما هي العلاقة بين الرجل وبين المدينة؟

السؤال الرابع: البنك يعطيك سلفة تبني بها بيتاً وتسدد في خلال عشر سنوات، ويأخذ منك ثمانية بالمائة.

السؤال الخامس: الزكاة والتصدق في رمضان لغير المسلمين هل تجوز، كأن أعطيتهم باقي أكل ونقود؟ وزكاة الفطر هل يجوز أن نعطيها غير المسلم؟

السؤال السادس: صلاة التسابيح حكمها، وكيفيتها، ووقتها؟

الشيخ: أكرمك الله.

المتصل: شيخنا أنا أشتغل في السعودية وكونت مبلغاً على أساس أبني بيتاً في السودان، أولاً هذا المبلغ هل يجب أن أخرج منه الزكاة لكوني أريد أن أبني به؟

الشيخ: طيب.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تبع ما لا تملك )، طيب لو أن رجلاً يعرف أنه ليس عندي بضاعة، لكنه وكلني بأن أشتري له سلعة، مع العلم أنني سأجعل لي ربحاً فهل يجوز هذا؟

السؤال الثاني: بالنسبة لصلاة الجماعة إذا جئت والإمام في السجود الأخير مثلاً أو في التشهد، هل أكون أدركت فضل الجماعة؟

السؤال الثالث: هل يمكن أن يكون عندي ورد ثابت بأن أستغفر في اليوم مثلاً عدداً ثابتاً، مثلاً في الصباح ألفاً، وفي المساء ألفاً، فهل تحديد العدد فيه إشكالية؟

الشيخ: طيب أبشر.

السؤال: أخونا مروان من حلفا، يقول: هل يوجد ركعتان سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد العشاء وقبل التراويح؟

الجواب: نعم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سن لنا ركعتين بعد العشاء سواء في رمضان أو في غير رمضان، وهي داخلة في الاثنتي عشرة ركعة التي من حافظ عليها بنى الله له بيتاً في الجنة.

السؤال: محمد المتوكل ما حكم شراب التشامبيون، وهو شراب الشعير والخالي من الكحول، هل هو حلال أم حرام؟

الجواب: إذا كان شعيراً فمن أين أتاه التحريم، إذا كان شعيراً سواء سميته تشامبيون وإلا سميته بنزيون، وإلا سميته ما سميته فالعبرة ليست بالأسماء والألقاب، وإنما بالحقائق والمضامين، ولذلك الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال له بعض الناس: إنا نشرب شراباً يقال له البتع، وقال آخرون: نشرب شراباً يقال له المقير، وثالث قال: نشرب شراباً يقال له المزفت، قال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( كل مسكر حرام )، فالعبرة هل هو يسكر أو لا يسكر، فإذا كان يسكر وسميته شعيراً فهو حرام، وإذا كان لا يسكر وسميته تشامبيون وإلا غير ذلك من الأسماء، فالحرمة لا تتطرق إليه، والعلم عند الله تعالى.

السؤال: هل أخرج مع الإمام إذا ترك الشفع والوتر، يعني: بعض الأئمة في العشر الأواخر يوكل غيره في الشفع والوتر؟

الجواب: لا تخرج، وإنما واصل معه، ويمكنك إذا شرع في الوتر فسلم أن تقوم فتشفعه بركعة من أجل أن توتر بعد التهجد إن شاء الله.

السؤال: سألت سائلة عمن أفطرت خوفاً على الجنين ما حكمها؟

الجواب: المالكية رحمهم الله يقولون: من أفطر لمصلحة غيره فعليه مع القضاء الإطعام، لكن الذي عليه جمهور العلماء أنه ليس عليه سوى القضاء، من أفطرت خوفاً على نفسها أو خوفاً على جنينها، أو خوفاً على الوليد الذي ترضعه فليس على الجميع سوى القضاء.

السؤال: سأل سائل عن إنسان يقرأ القرآن ولا يدع الناس يتمون الباقيات الصالحات، فهل يجب الاستماع إليه؟

الجواب: لا، فإن قراءة القرآن ليس محلها هاهنا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمنا أن نقرأ القرآن هو الذي علمنا ألا نقرأ القرآن حال الركوع وحال السجود، فثبت عنه أنه قال: ( نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً وساجداً، أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم ).

وكذلك بعد الصلاة علمنا أن نأتي بأذكار مشروعة، ومن بينها الباقيات الصالحات التي قال الله فيهن: وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا [الكهف:46]، فما ينبغي للإمام أن يمكن هذا القارئ إلا بعد ما يتم الناس الباقيات الصالحات خاصة إذا كان ممن يسألون الناس بالقراءة، فإن بعض الناس يأتي فيقرأ لا من أجل القراءة، وإنما من أجل أن يقول للناس: ساعدوني.

السؤال: يقول: جاء متأخراً لصلاة الجمعة فلم يجد في المسجد متسعاً، فصلى في الفناء، فلما كان الإمام في قراءة الفاتحة انقطعت الكهرباء، فصاروا يركعون ويسجدون إذا رأوا الناس ركعوا أو سجدوا، فلما كانوا في التشهد فوجئوا بأن الناس خارجون من المسجد، فما الحكم؟

الجواب: لا شك أن الناس مقصرون، فقد كان الواجب عليهم إذا انقطعت الكهرباء أن يبلغ واحد أو أكثر، وذلك بأن يرفع صوته بالتكبير من أجل أن الناس الذين هم في خارج المسجد يعرفون بأن الإمام ركع، أو أن الإمام سجد، أو أن الإمام رفع ونحو ذلك من تكبيرات الانتقال في الصلاة، لكن حيث إنهم لم يفعلوا فأنتم ما عليكم شيء إن شاء الله، وصلاتكم صحيحة ما دمتم قد تابعتم الإمام في ركوعه وسجوده بما يغلب على ظنكم.

الشيخ: قراءة الإخلاص إحدى عشرة مرة في المقابر لا أصل له من السنة، فلا أصل لهذا الفعل، ولا أصل لهذا المقدار، بل هدي نبينا عليه الصلاة والسلام أنه كان إذا فرغ من دفن الميت يقول لأصحابه: ( استغفروا لصاحبكم، واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل )، وليس من السنة قراءة القرآن، بل من السنة الدعاء والاستغفار لهذا الميت؛ لأنه في موضع امتحان وسؤال، ولذلك نقف عند قبره ونسأل الله له التثبيت، ونسأل الله له الإعانة، اللهم ثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم قه فتنة منكر ونكير، اللهم ثبته عند السؤال، اللهم قه عذاب القبر، ونحو ذلك من الدعاء.

وكذلك عمرو بن العاص رضي الله عنه أوصى من كانوا عنده فقال: إذا دفنتموني فسنوا عليّ التراب سناً، ثم أقيموا عند قبري قدر ما تنحر جزور لعلي أجد ما أراجع به رسل ربي، فهذه هي السنة.

وأما بالنسبة للختمة للميت، فنقول: بأن الذي عليه كثير من أهل العلم بأن قراءة القرآن يصل ثوابها للميت إن شاء الله، لكن بغير هذه الطريقة التي ذكرها السائل في سؤاله، من توزيع الأجزاء على الناس، فيقرأ هذا جزءاً وذاك يقرأ جزءاً، ثم يقولون في النهاية: اللهم اجعل ثواب ما قرأنا لروح فلان، نقول: هذه الطريقة أيضاً ليست من السنة، ولا تخلو من رياء أو مجاملة، وإنما المشروع أن يقرأ كل إنسان ما يسره الله له، ثم يدعو بأن يجعل الله الثواب لهذا الميت، وهو محض دعاء كما قال الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار.

السؤال: سأل أخونا عن قول ربنا جل جلاله في سورة القصص: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ [القصص:20]، وفي سورة يس: وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ [يس:20-21]، يقول: هل ثمة علاقة بين الرجلين؟

الجواب: لا علاقة سوى أنهما آمران بالمعروف، ناهيان عن المنكر، ساعيان بالصلاح، داعيان إلى الله، وأحدهما مستتر والآخر ظاهر، والقريتان مختلفتان، والشخصيتان مختلفتان، القرية الأولى مصر فرعون، هل كانت هي الفسطاط أو كانت القاهرة، أو كانت سيناء أو غيرها الله أعلم، المهم هذا الرجل كان من حاشية فرعون، وجاء يحذر نبي الله موسى عليه السلام ويقول له: إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج، وبعض أهل البلاغة قال: قدم الرجل هاهنا دلالة على كمال رجولته، وتمام فحولته، وهناك في سورة يس أخر الرجل وقدم المتعلق الجار والمجرور، وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى [يس:20] قالوا: لعظم الجهد الذي بذله من أجل إيصال الدعوة إلى قومه، فهذا هو الذي يظهر في الآيتين، والعلم عند الله تعالى.

الشيخ: البنك الذي يقرض الشخص قرضاً من أجل أن يبتني داراً أو يبتاع أرضاً، ثم بعد ذلك يضع فائدة ثمانية بالمائة، نقول: هذا هو عين الربا، مبادلة مال بمالٍ من جنسه مع زيادة لأجل هذا هو ربا الجاهلية، وقد اجتمع فيه النوعان المذمومان: ربا الفضل، وربا النسأ، فالتفاضل حاصل وهو الزيادة، والنسأ بمعنى التأخير، وهو حرام بإجماع المسلمين، وما أعلم أن بنكاً يجرؤ على هذا في هذه البلاد، وإنما الذي يحصل أنهم يلجئون إلى صيغة بيع المرابحة للآمر بالشراء، بمعنى أنك تعين سلعة معينة، فالبنك يبتاعها ويتملكها، ثم بعد ذلك يبيعها عليك بزيادة، في مقابل تأجيل السداد وهذه معاملة مشروعة بشروط معينة.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: ما مقدار فدية الفطر العمد، يعني: أحد الناس أفطر عمداً، وما استطاع أن يصوم، وأراد أن يخرج فدية ستين مسكيناً، فأخرج المبلغ وأعطاه لمنظمة تعمل في كفالة الأيتام، فهل هذا صحيح أم غير صحيح؟

السؤال الثاني: هل يمكنني الكتابة على المصحف بغرض استنباط مثلاً الأوامر أو النواهي في حال التدبر والتأمل في المصحف؟

السؤال الثالث: ( من صلى مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) كما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام في معنى الحديث، فلو الإنسان ما أكمل مع الإمام، يعني: خرج قبل الشفع والوتر من غير العشر الأواخر، فهل لا يكتب له قيام ليلة مع الإمام وإلا يكتب؛ لأن كثيراً من الناس يخرجون ويعللون بأنهم يريدون أن يجعلوا آخر صلاتهم وتراً.

الشيخ: طيب أبشر إن شاء الله.

المتصل: عندي بعض الأسئلة:

السؤال الأول: وقع في يدي مصحف جيب صغير، فتحته ولقيت صفحات من سورة نوح إلى السورة التي قبل الإخلاص مقطوعات، فماذا أصنع؟

السؤال الثاني: عندنا ناس يشاهدون في بعض القنوات مسلسلات فيها صورة سيدنا يوسف، فقلت لهم: المسلسلات هذه حرام فأخذوا يجادلون، فأريد حكم هذا الفعل وجزاك الله خيراً.

السؤال الثالث: إذا أدركت ركعة من ركعات التراويح وسلمت هل أقضي ركعة، وإلا أسلم مع الإمام وما علي شيء، وإلا أسجد سجود السهو؟

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة إن شاء الله:

السؤال الأول: عندي أدوية من الدنمارك في الالتهابات الصدرية وغيرها، فما حكم هذه الأدوية؟

السؤال الثاني: أريد شرح آية: إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [هود:119].

السؤال الثالث: أيهما أفضل أن يمكن الرجل أو يبتلى؟ وجزاك الله خيراً.

الشيخ: وإياك.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2822 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2648 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2534 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2532 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2506 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2475 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2464 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2442 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2406 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2405 استماع