خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/929"> الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/929?sub=63713"> غزوات الرسول
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
بني النضير وبدر الثانية ودومة الجندل
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين, حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى, وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, عدد خلقه ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار, وعدد ما اختلف الليل والنهار, وعلى المهاجرين والأنصار.
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا علماً نافعاً, وارزقنا عملاً صالحاً, ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى. أما بعد:
فقد تكلمنا أن بني قينقاع -وهم طائفة من طوائف يهود- قد كشفوا عورة امرأة مسلمة, وقتلوا رجلاً مسلماً, فأجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة.
والطائفة الثانية من اليهود هم: بنو النضير.
وهؤلاء ذهب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعين بهم في دية رجلين قد قتلا. فقالوا: يا محمد! نفعل، ثم بعد ذلك ائتمروا فيما بينهم فقالوا: إن محمداً قد جاءكم في نفر من أصحابه, ولن تجدوا مثل هذه الفرصة, فليعمد رجل منكم فليطرح على رأسه حجراً أو صخرة فانبعث أشقاهم ويقال له: عمرو بن جحاش .
فنزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما ائتمر عليه اليهود, فقام النبي صلى الله عليه وسلم مسرعاً, ودخل المدينة, وبقي أبو بكر و عمر و علي والصحابة الآخرون جالسين, فلما تأخر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم قاموا فرجعوا إلى المدينة, فرأوا رجلاً على أطرافها فقالوا له: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم رأيته وهو يدخل إلى المدينة, فلحق به هؤلاء الصحابة فأخبرهم بأن اليهود قد ائتمروا على قتله.
محاصرة بني النضير وإخراجهم من المدينة
أجمع المسلمون أمرهم وذهبوا وحاصروا بني النضير, فقالت بنو النضير: يا محمد! نرضى أن ننزل على ما نزل عليه بنو قينقاع, بأن نرتحل من المدينة.
فأرسل إليهم عبد الله ابن سلول لعنه الله وقال لهم: لا تتركوا دياركم, وإنا سنكون معكم، قال الله تعالى مخبراً عن عبد الله ابن سلول وأصحابه: لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ[الحشر:11], فنفض اليهود أيديهم من هذا الاتفاق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالوا: ما نحن بخارجين واصنع ما بدا لك.
فأحكم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الحصار, فلا يدخل إليهم شيء, وهو يعلم صلى الله عليه وسلم أن اليهود أهل دنيا, فبدأ عليه الصلاة والسلام يحرق النخيل التي يتغذون منها, وتمثل ثروتهم الاقتصادية, فاليهود على عادتهم في الحرب الإعلامية وإطلاق الأراجيف قالوا له: يا محمد! جئت تنهى عن الفساد, فما بالك تقطع النخل وتحرقه؟ فأنزل الله عز وجل قوله: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ[الحشر:5].
وبقي اليهود محاصرين وقذف الله في قلوبهم الرعب, وبدءوا يراسلون النبي صلى الله عليه وسلم أن كف عن دمائنا وإنا خارجون, فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم على أن لهم ما حملت الخيل إلا الحلقة. يعني: لهم أن يأخذوا ما شاءوا من أموالهم ومتاعهم، وليس مسموحاً لهم أن يأخذوا السلاح؛ لأنه لا بد أن يجرد العدو من سلاحه.
فنزل اليهود على شرط رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأنزل الله عز وجل في ذلك الآيات الأول من سورة الحشر: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ[الحشر:2].
وهذا هو أول الحشر: من المدينة إلى خيبر, وآخر الحشر: من خيبر إلى أذرعات في أرض الشام.
قال تعالى: مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ * وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ[الحشر:2-5]... الآيات.
أجمع المسلمون أمرهم وذهبوا وحاصروا بني النضير, فقالت بنو النضير: يا محمد! نرضى أن ننزل على ما نزل عليه بنو قينقاع, بأن نرتحل من المدينة.
فأرسل إليهم عبد الله ابن سلول لعنه الله وقال لهم: لا تتركوا دياركم, وإنا سنكون معكم، قال الله تعالى مخبراً عن عبد الله ابن سلول وأصحابه: لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ[الحشر:11], فنفض اليهود أيديهم من هذا الاتفاق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالوا: ما نحن بخارجين واصنع ما بدا لك.
فأحكم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الحصار, فلا يدخل إليهم شيء, وهو يعلم صلى الله عليه وسلم أن اليهود أهل دنيا, فبدأ عليه الصلاة والسلام يحرق النخيل التي يتغذون منها, وتمثل ثروتهم الاقتصادية, فاليهود على عادتهم في الحرب الإعلامية وإطلاق الأراجيف قالوا له: يا محمد! جئت تنهى عن الفساد, فما بالك تقطع النخل وتحرقه؟ فأنزل الله عز وجل قوله: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ[الحشر:5].
وبقي اليهود محاصرين وقذف الله في قلوبهم الرعب, وبدءوا يراسلون النبي صلى الله عليه وسلم أن كف عن دمائنا وإنا خارجون, فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم على أن لهم ما حملت الخيل إلا الحلقة. يعني: لهم أن يأخذوا ما شاءوا من أموالهم ومتاعهم، وليس مسموحاً لهم أن يأخذوا السلاح؛ لأنه لا بد أن يجرد العدو من سلاحه.
فنزل اليهود على شرط رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأنزل الله عز وجل في ذلك الآيات الأول من سورة الحشر: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ[الحشر:2].
وهذا هو أول الحشر: من المدينة إلى خيبر, وآخر الحشر: من خيبر إلى أذرعات في أرض الشام.
قال تعالى: مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ * وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ[الحشر:2-5]... الآيات.
هذه الغزوة يستفاد منها فوائد:
منها: أن اليهود قوم جبلوا على المكر والغدر والخداع, وسفك الدماء, والقرآن قد شهد عليهم بأنهم قتلة الأنبياء, قال الله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهمْ مِنْ نَاصِرِينَ[آل عمران:21-22]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن بني إسرائيل قتلوا في ساعة من نهار ثلاثة وأربعين نبياً, فقام رجال فأمروهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقتلوهم من آخر النهار, أولئك الذين ذكر الله ).
وقال تعالى: أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ[البقرة:87], وهم الذين قتلوا زكريا ويحيى وأرادوا أن يقتلوا المسيح عيسى بن مريم .
فاليهود قوم جبلوا على الغدر والمكر, وهم قتلة الأنبياء, ولكن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله, فهم أرادوا أن يتخلصوا من الرسول صلى الله عليه وسلم فخلصه الله منهم, وما استفادوا من مكرهم إلا خسة ووضاعة.
وبعد ذلك وقعت غزوة بدر الثانية، ذلك أنه لما قال أبو سفيان في غزوة أحد: لنا العزى ولا عزى لكم, فقال المسلمون: الله مولانا ولا مولى لكم. فقال أبو سفيان : يوم بيوم بدر والحرب سجال، فقال المسلمون: لا سواء, قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار. ثم تواعدوا بدراً من العام المقبل, فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان من السنة الرابعة. وكانت بدر سوقاً يقوم في شعبان ويستمر سبعة أيام, فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ألف وخمسمائة, ومعهم عشرة أفراس، وحمل اللواء علي بن أبي طالب رضي الله عنه, واستخلف على المدينة عبد الله بن رواحة , وذهب إلى بدر ينتظر المشركين.
وخرج أبو سفيان في ألفين من المشركين, لكنه لما بلغ عسفان -منطقة قريبة جداً من مكة- ألقى الله الرعب في قلبه فقال لمن معه: إن هذا العام عام جدب, ولا يصلحكم إلا عام خصب, ترعون الشجر وتشربون اللبن, فأرى أن نرجع, فوافقه على ذلك المشركون الذين معه, وبقي المسلمون ينتظرون ثمانية أيام, فلم يأت أحد من المشركين، فانتصر المسلمون وجبن المشركون.
وتحقق بذلك مزيد هيبة للمسلمين, وذهبت الآثار التي خلفتها غزوة أحد, وأثبت النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلمين ليسوا جبناء, وإنما هم قوم أهل إقدام وشجاعة ووفاء, وأنهم أهل جدية.
والمسلمون بعد ذلك تاجروا فربحوا بالدرهم درهمين, وصدق صلى الله عليه وسلم بأن الجهاد مما يذهب الله به الغم ويجلب به الرزق.