سورة الحجرات - الآية [6]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.

لا زلنا مع سلسلة نداءات الرحمن، ومع النداء الحادي والسبعين في الآية السادسة من سورة الحجرات، وهو قول ربنا جل جلاله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات:6].

سبب نزول الآية

هذه الآية باتفاق أهل التفسير نازلة في شأن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فقد أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق من أجل أن يجمع صدقاتهم، فلما سمعوا به تلقوه فرحاً به، فخاف منهم وظن أنهم يريدون قتله، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وزعم أنهم منعوا الصدقة وأرادوا قتله، فقدم وفد منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بكذب الوليد فأنزل الله هذه الآية.

القراءات الواردة في الآية

وفي قوله تعالى: (فتبينوا) قراءتان، حيث قرأ حمزة و الكسائي : (فتثبتوا) ، وقرأ الجمهور (فتبينوا) والتبين والتثبت كلاهما بمعنىً واحد وهو: الأمر بالتأني وعدم العجلة حتى تظهر الحقيقة فيما أنبأ به الفاسق.

معاني مفردات الآية

قول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ [الحجرات:6] الفاسق هو الخارج عن طاعة الله عز وجل بفعل ما حرمته الشريعة من الكبائر، وفسر في هذه الآية بالكاذب، يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم كاذب، قاله ابن زيد و مقاتل و سهل بن عبد الله رحمة الله عليهم.

فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً )) أي: اطلبوا وتأملوا البيان وظهور الحق كراهة أن تصيبوا قوماً، أو لئلا تصيبوا قوماً بجهالة، والجهالة تطلق ويراد بها المعنى الذي يقابل العلم، أي: بجهل، وتطلق ويراد بها المعنى الذي يقابل الحلم، كما تقول العرب: جهل كجهل السيف، أي: الطيش والخفة.

فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات:6] (فتصبحوا) هذا من الصيرورة، أي: فتصيروا على ما فعلتم نادمين، والندم هو ما يخالط القلب من حزن على شيء قد مضى وفعل قد سطر، والمراد هنا: الندم على التورط في الذنب للتساهل وترك طلب الحق.

المعنى الإجمالي للآية

معنى هذه الآية: يأمر الله جل جلاله معشر المؤمنين والمؤمنات بالتثبت في الأخبار قبل أن يبنوا عليها الأحكام وقبل أن ينقلوها، وقد أكد هذا المعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ( كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع )، وقال: ( بئس مطية القوم زعموا ).

وإذا كان هذا مطلوباً في كل زمان فهو في زماننا أشد وآكد وألزم وأوجب لغلبة الكذب على الناس -نسأل الله العافية- حتى إنك لتجد خبراً يطير في الآفاق وتسير به الركبان ويتحدث به القاصي والداني؛ فإذا بحثت عن أصله لا تجد له أصلاً، وإنما كذبة بلقاء أطلقها من لا يرجوا لله وقاراً، وتلقفها الآخر عن الأول، وانتشرت في كل مكان.

هذه الآية باتفاق أهل التفسير نازلة في شأن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فقد أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق من أجل أن يجمع صدقاتهم، فلما سمعوا به تلقوه فرحاً به، فخاف منهم وظن أنهم يريدون قتله، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وزعم أنهم منعوا الصدقة وأرادوا قتله، فقدم وفد منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بكذب الوليد فأنزل الله هذه الآية.

وفي قوله تعالى: (فتبينوا) قراءتان، حيث قرأ حمزة و الكسائي : (فتثبتوا) ، وقرأ الجمهور (فتبينوا) والتبين والتثبت كلاهما بمعنىً واحد وهو: الأمر بالتأني وعدم العجلة حتى تظهر الحقيقة فيما أنبأ به الفاسق.