خطب ومحاضرات
سورة النساء - الآية [19]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.
ومع النداء التاسع عشر في الآية التاسعة عشرة من سورة النساء؛ قول ربنا تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19].
سبب نزول الآية
هذه الآية المباركة هي النداء الأول بوصف الإيمان في سورة النساء، وقد جاءت لتعالج نوعاً من الظلم الذي كانت تتعرض له المرأة في الجاهلية، فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته؛ فإن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاءوا زوجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها فهم أحق بها من أهلها؛ فأنزل الله هذه الآية، يعني: كانت المرأة في الجاهلية تورث عن الرجل مثلما يورث المتاع، ومثلما تورث الأرض، ومثلما يورث المال، فإذا مات الرجل فأولياؤه وأبناؤه أحق بها؛ إن شاء بعضهم تزوجها -وقد كان من الممكن عندهم أن يتزوج الولد امرأة أبيه- وإن شاءوا زوجوها وأكلوا صداقها، وإن شاءوا حبسوها إلى أن تموت فيرثونها.
وكان من أشهر ما وقع من ذلك في الجاهلية: أنه لما مات أمية بن عبد شمس وترك امرأته، وكان له من تلك المرأة أولاد أربعة: العاص و أبو العاص و العيص و أبو العيص ، وكان له أولاد من امرأة أخرى منهم: أبو عمرو بن أمية ، فلما مات أمية بن عبد شمس ، ذهب أبو عمرو ولده فتزوج امرأة أبيه التي هي أم العاص و أبي العاص و العيص و أبي العيص ، فولد منها مسافراً ، أي: أنجب منها ولداً أسماه: مسافراً ، وولد آخر أسماه أبا معيط ، فكان مسافر و أبو معيط إخوة للعاص و أبي العاص و العيص و أبي العيص من أمهم وفي الوقت نفسه هم أعمامه، انظروا إلى هذه اللخبطة والفوضى التي كان فيها أهل الجاهلية!
حكم إرث النساء كرهاً
وقد أنزل الله هذه الآية يقول فيها: يا مؤمنون! لا يحل لكم ولا يجوز؛ بل يحرم عليكم أن ترثوا النساء كَرهاً، وقرأ حمزة و الكسائي وخلف العاشر : (كُرها)، و(كُرهاً) أو (كَرهاً) بمعنى: الإجبار والمشقة.
قال الله عز وجل: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً[النساء:19]، أي: لا يجوز أن تجعلوا المرأة كالمتاع يتزوج الواحد منكم بالواحدة منهن من غير رضاها، أو يعضلها حتى تفتدي منه.
من صور العضل
قال الله عز وجل: وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ[النساء:19]، وحقيقة العضل في اللغة: الحبس في مشقة والمنع.
وهناك صور للعضل عدة:
فمن صور العضل: أن يتزوج الرجل بالمرأة ثم بعد ذلك يملها ويكره العيش معها، فبدلاً من أن يسرحها بإحسان يبدأ بمضايقتها، ويكدر صفوها، ويسيء معاشرتها، ويضارها من أجل أن تفتدي منه بالمال، وتقول له: طلقني، يقول: لا أفعل حتى تردي إلي الصداق وما دفعت. وهذا حرام في دين الإسلام.
ومن صور العضل الداخل في هذا النهي: (ولا تعضلوهن): أن يمنع الأب ابنته من الزواج بغير سبب شرعي، إما لأن عندها راتباً فهو يتأكل من وراء هذا الراتب، أو لأنها ذات مال وهو لا يريد للزوج أن يشاركه في هذا المال، أو لغير ذلك من الأسباب غير الشرعية.
حكم العضل
قال القرطبي رحمه الله: متى صح في ولي أنه عاضل نظر القاضي في أمر المرأة وزوجها.
-والولي هو: الأب، أو الأخ إن لم يكن الأب موجوداً- فمتى صح في ولي أنه يعضل المرأة ويمنعها من الزواج من غير سبب شرعي فللقاضي أن ينظر في أمرها ويزوجها رغم أنف هذا الولي.
قال الله عز وجل: وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ[النساء:19]، أي: لا تضار المرأة ولا تسيء معاشرتها من أجل أن ترد إليك ما دفعته.
قال الله عز وجل: إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ[النساء:19]، (مبينة) أي: ظاهرة، وفي قراءة: (مبيَّنة)، أي: يبينها من يدعيها، يعني: لو أن المرأة والعياذ بالله وقعت في الزنا فللزوج أن يضيق عليها ويضارها من أجل أن ترد إليه ما دفع. وقد قال ابن مسعود و ابن عباس و سعيد بن المسيب بأن الفاحشة المبينة هي: الزنا.
وقال غيرهم وهو الضحاك و عكرمة : الفاحشة المبينة: النشوز والعصيان، يعني: أن الرجل دفع للمرأة صداقاً، أي: دفع مهراً، وأثث بيتاً، واشترى لها ذهباً، وأنفق عليها نفقات كثيرة، ثم بعد أن عاش معها اكتشف بأنها شيطان مريد، فمثلاً: إذا قال لها: أعطيني ماء؟ قالت له: قم اشرب بنفسك! فهذه لا تصلح أن تكون زوجة؛ بل إن هذا نشوز وعصيان وتمرد؛ لأن من السنة أن تخدم المرأة زوجها، هذه هي قسمة الحياة، وقد كان أمهات المؤمنين يخدمن الرسول عليه الصلاة والسلام، ففي هذه الحالة يجوز مضاجرتها، يعني: أن تضجرها وتضيق عليها حتى تستبرئ منك ببعض حقها أو كله ويفارقها؛ لأنها تسببت في بعثرة بيت الزوجية بسوء خلقها ونشوزها وأحوجته إلى تجديد زوجة أخرى، فمن العدل في هذه الحالة أن تطالب بكل ما دفعته، فتعيده إليك وتسرحها.
الأمر بحسن عشرة الزوجة
قال الله عز وجل: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ[النساء:19]، المعاشرة: مفاعلة من العشرة، وهي: المخالطة، وهي مشتقة من العشيرة، أي: الأهل، والمعروف: ضده المنكر، وسمي الأمر المكروه منكراً؛ لأن النفوس لا تأنس به.
ومعناها: أنصفوهن في المبيت والنفقة وأجملوا في القول أي: طيبوا أقوالكم لهن، قال أهل العلم: تطييب القول يكون في النداء، بحيث تنادي زوجتك بالاسم الطيب، يا فلانة، أو كما كان النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً يقول: ( يا عائش )، يعني: يرخم، ( يا حميراء )، ونحو ذلك، وهذا نوع من التدليل للزوجة، وهو من السنة، وللأسف أن من غلظت طباعهم لا يعرفون هذا الكلام، أي أن من السنة تدليلها، وليس من السنة ولا من الأدب أن تناديها: يا هوي، يا مرأة، أو يا كذا، وبعض الناس يستخدم ألفاظاً أخرى، وهذا لا يجوز؛ بل هو من سوء المعاشرة، فعليك أن تناديها بأحب الأسماء، يا فلانة، أو يا أم فلان، أو تلقبها وتدللها ثم بعد ذلك تجمل في الطلب: أحضري لي كذا، فإذا جاءتك بما تريد فادع لها: جزاك الله خيراً، أحسن الله إليك، ونحو ذلك من الكلام.
فطيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم معهن، وحسنوا هيئاتكم؛ فكما تحب من زوجتك أن تتجمل لك فأنت أيضاً تجمل لها، وهذا من المعاشرة بالمعروف، كما قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228]، وقال صلى الله عليه وسلم: ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )، وكان من أخلاقه صلوات الله وسلامه عليه: أنه جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله ويتلطف بهم، ويوسعهم في النفقة، ويضاحك نساءه.
وللأسف أن بعض الرجال يعتقد أن من الحزم أن يكون دائماً عبوساً، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يضاحك أهله، ويسابق عائشة رضي الله عنها يتودد إليها بذلك، قالت: ( سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته، وذلك قبل أن أحمل اللحم -يعني: قبل أن تبدن وتسمن- ثم سابقته بعدما حملت اللحم فسبقني وقال: هذه بتلك )، يعني: واحدة بواحدة!
( وكان صلى الله عليه وسلم يجمع نساءه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها، -يعني: إذا كان مبيته عند أم سلمة فكل النساء يجتمعن في بيت أم سلمة - ويتناول معهن العشاء في بعض الأحيان )، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، ( وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد، يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار عليه الصلاة والسلام ).
( وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء يدخل منزله فيسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤانسهم بذلك )، فهذا من عادته صلى الله عليه وسلم مع أنه كان مشغولاً؛ إذ هو إمام المسجد، وهو القائد، وهو رئيس الدولة، وهو النبي الذي يوحى إليه، وهو القاضي، وهو المفتي عليه الصلاة والسلام، وهو الذي يقوم من الليل حتى تتورم قدماه، ومع ذلك عليه الصلاة والسلام كان يسمر مع أهله، وليس كما يصنع بعض الرجال الآن؛ لا يأتي إلا في آخر الليل؛ فإذا أرادت أن تكلمه بشيء أسكتها وقال: أنا تعبان، أو أنا مشغول، أو أنا كذا ثم يعطيها ظهره وينام.
التوجيه إلى التغاضي عن بعض أخطاء الزوجة
قد تحصل كراهية بين الزوجين، فما هو الحل؟ قال الله عز وجل: فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ[النساء:19]، أي: إن كرهتموهن لعيب في أخلاقهن؛ لأنها غضوبة، أو لأن صوتها عال، أو لأن فيها شيء من الحمق، أو لدمامة في خلقهن؛ لأنها لم تكن جميلة في عينيك، إن كرهتموهن لعيب في أخلاقهن أو دمامة في خلقهن أو للتقصير في العمل الواجب عليهن، إذ قد لا تكون المرأة تحسن عمل البيت، فلا تعرف كيف تطبخ الطعام، ولا كيف ترتب الأمور، أو ربما تميل إلى غيرها، فإذا حصلت الكراهية في تلك الحال فاصبروا، فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19]، هذه التي كرهتها ربما يجعلها الله عز وجل سبباً لدخولك الجنة، فإن كرهتموهن فاصبروا ولا تعجلوا بمفارقتهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.
قال ابن عباس : هو أن يعطف عليها فيرزق منها ولداً ويكون في ذلك الولد خير كثير، ومن الخير الكثير في ذلك: امتثال أمر الله، وقبول وصيته التي فيها سعادة الدنيا والآخرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر )؛ ولذلك سيدنا عمر لما جاءه رجل وقال له: إني أريد أن أطلق، قال: ولم؟ قال: لا أحبها، فضربه عمر رضي الله عنه وقال له: أكل البيوت يبنى على الحب؛ إنما يتعاشر الناس بالإسلام والأحساب، يعني: ليس من الضرورة أن يكون فيه الحب الذي نسمع عنه في المسلسلات؛ فهذا خيال وأوهام، وإنما الناس يعيشون فيستر بعضهم بعضاً.
يقول سيد قطب رحمه الله - واسمعوا لهذا الكلام - : وما أعظم قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجل أراد أن يطلق زوجه لأنه لا يحبها: ويحك! ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟! قال: وما أتفه الكلام الرخيص الذي ينعق به المتحذلقون باسم الحب وهم يعنون به نزوة العاطفة المتقلبة، ويبيحون باسمه لا انفصال الزوجين وتحطيم المؤسسة الزوجية! بل خيانة الزوجة لزوجها؛ أليست لا تحبه؟ وخيانة الزوج لزوجته! أليس إنه لا يحبها؟ وما يهجس في هذه النفوس التافهة الصغيرة معنىً أكبر من نزوة العاطفة الصغيرة المتقلبة ونزوة الميل الحيواني المسعور.
وهؤلاء بعيدون عن الله؛ لأن الله عز وجل يقول: فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19].
وقال الإمام أبو بكر بن العربي الإشبيلي المالكي صاحب أحكام القرآن: كان الشيخ أبو محمد بن أبي زيد القيرواني صاحب الرسالة من العلم والدين في المنزلة والمعرفة، أي: كان رجلاً عالماً كبيراً، وكانت له زوجة سيئة العشرة، تقصر في حقوقه وتؤذيه بلسانها، فيقال له في أمرها ويعذل بالصبر عليها، يعني: كان الناس يقولون له: يا أخي أنت صابر، لماذا لا تنفصل منها؟ لماذا لا تؤدبها؟
فكان يقول: أنا رجل قد أكمل الله علي النعمة في صحة بدني ومعرفتي وما ملكت يميني، فلعل الله قد بعثها إلي عقوبة على ذنبي، فأخاف إن فارقتها أن تنزل بي عقوبة هي أشد منها. فانظروا إلى هذه النظرة وهذا التفسير!
وكذلك بعض النسوة كانت جميلة ومليحة وكان زوجها دميماً، أي: ليس وسيماً، فنظرت في المرآة يوماً فقالت له: إني لأظن أني أنا وأنت من أهل الجنة، أي: نحن الاثنان سوف نكون من أهل الجنة إن شاء الله، قال لها: ولم؟ قالت له: لأنك رزقت بي فشكرت، وأنا ابتليت بك فصبرت.
هذه الآية المباركة هي النداء الأول بوصف الإيمان في سورة النساء، وقد جاءت لتعالج نوعاً من الظلم الذي كانت تتعرض له المرأة في الجاهلية، فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته؛ فإن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاءوا زوجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها فهم أحق بها من أهلها؛ فأنزل الله هذه الآية، يعني: كانت المرأة في الجاهلية تورث عن الرجل مثلما يورث المتاع، ومثلما تورث الأرض، ومثلما يورث المال، فإذا مات الرجل فأولياؤه وأبناؤه أحق بها؛ إن شاء بعضهم تزوجها -وقد كان من الممكن عندهم أن يتزوج الولد امرأة أبيه- وإن شاءوا زوجوها وأكلوا صداقها، وإن شاءوا حبسوها إلى أن تموت فيرثونها.
وكان من أشهر ما وقع من ذلك في الجاهلية: أنه لما مات أمية بن عبد شمس وترك امرأته، وكان له من تلك المرأة أولاد أربعة: العاص و أبو العاص و العيص و أبو العيص ، وكان له أولاد من امرأة أخرى منهم: أبو عمرو بن أمية ، فلما مات أمية بن عبد شمس ، ذهب أبو عمرو ولده فتزوج امرأة أبيه التي هي أم العاص و أبي العاص و العيص و أبي العيص ، فولد منها مسافراً ، أي: أنجب منها ولداً أسماه: مسافراً ، وولد آخر أسماه أبا معيط ، فكان مسافر و أبو معيط إخوة للعاص و أبي العاص و العيص و أبي العيص من أمهم وفي الوقت نفسه هم أعمامه، انظروا إلى هذه اللخبطة والفوضى التي كان فيها أهل الجاهلية!
استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
سورة التحريم - الآية [8] | 2640 استماع |
سورة المجادلة - الآية [11] | 2579 استماع |
سورة آل عمران - الآية [102] | 2539 استماع |
سورة المائدة - الآية [105] | 2525 استماع |
سورة البقرة - الآية [104] | 2314 استماع |
سورة الأحزاب - الآيات [70-71] | 2307 استماع |
سورة التوبة - الآية [119] | 2298 استماع |
سورة البقرة - الآية [182] | 2233 استماع |
سورة التغابن - الآية [14] | 2192 استماع |
سورة المائدة - الآية [1] | 2103 استماع |