Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 73

سورة الأحزاب - الآية [69]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين. أما بعد:

فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.

ما زلنا مع سلسلة نداءات الرحمن، ومع النداء الخامس والستين في الآية التاسعة والستين من سورة الأحزاب، قول ربنا عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً [الأحزاب:69].

سبب نزول الآية

وسبب نزول هذه الآية قيل: نزلت فيما كان من أمر زينب بنت جحش رضي الله عنها، وتزوجه صلى الله عليه وسلم بها، وما سمع في ذلك من كلام آذاه عليه الصلاة والسلام حيث أرجف المنافقون بقولهم: إن محمداً قد تزوج مطلقة ابنه.

وقال بعض أهل التفسير: ( قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً، فقال رجل: إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، فذكر ذلك عبد الله بن مسعود للنبي صلى الله عليه وسلم ، فاحمر وجهه عليه الصلاة والسلام ثم قال: يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر ).

أذية بني إسرائيل لموسى عليه السلام

وفي هذه الآية الله عز وجل يعظ عباده المؤمنين ويقول لهم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى [الأحزاب:69]، والذين آذوا موسى هم قوم من بني إسرائيل، وقد آذوه بأنواع من الأذى، فمرة قالوا له: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة:24]، ومرة قالوا له: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً [البقرة:55]، ومرة قالوا له: لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ [البقرة:61]، ومرة قالوا له: أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً [البقرة:67].

ثم من أبشع أنواع الأذى التي خرجت منهم ما ثبت في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن موسى عليه السلام كان رجلاً حيياً ستيراً لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يتستر هذا التستر إلا من عيب بجلده، إما برص، وإما أدرة، وإما آفة) يعني: اتهموا موسى عليه السلام بأن فيه داءً معيباً، ولذلك هو يخشى من إظهار جلده أمام الناس، فدائماً يتستر، إما إن به برصاً، وإما أن به أدرة -والأدرة: انتفاخ في الخصيتين- وإما آفة من الآفات.

قال عليه الصلاة والسلام: (وإن الله عز وجل أراد أن يبرئه مما قالوا، فخلا يوماً وحده فخلع ثيابه على حجر ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل على ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه) يعني: كانت الريح شديدة فذهب الحجر بثوبه (فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر) أي: ثوبي يا حجر (حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عرياناً أحسن ما خلق الله عز وجل، وأبرأه مما يقولون، فأخذ ثوبه فلبسه فذلك قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً [الأحزاب:69]).

وأيضاً قال ابن عباس رضي الله عنه: من أنواع الأذى التي سلطت على موسى : أن موسى و هارون صعدا جبلاً فمات هارون، فقالت بنو إسرائيل: أنت قتلته، وكان أشد حباً لنا منك وألين لنا منك، فآذوه بذلك، فأمر الله الملائكة فحملته حتى مروا به على بني إسرائيل، وتكلمت الملائكة بموته حتى عرف بنو إسرائيل أنه قد مات، فبرأه الله من ذلك فانطلقوا به فدفنوه.

قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن بني إسرائيل آذوا نبي الله ببعض ما كان يكره أن يؤذى به، فبرأه الله مما آذوه به.

وقوله: فَبَرَّأَهُ اللَّهُ [الأحزاب:69]، أي: أظهر براءته عياناً.

قال بعض المفسرين: التعبير بالتفعيل: (فبرأه)؛ دلالة على أن هذه البراءة كانت حيناً بعد حين. يعني: كلما اتهموه بتهمة برأه الله عز وجل منها.

معنى قوله: (وكان عند الله وجيهاً)

وقوله: وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب:69] ، (عند الله) هذه للتشريف كما قال الله عز وجل: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ [التكوير:19-20].

وفي قراءة ابن مسعود وهي قراءة شاذة: قرأها: (وكان عبداً لله وجيهاً).

وقوله: وَجِيهاً [الأحزاب:69]، الوجيه: هو صاحب الوجاهة، وكلمة (الوجيه) مشتقة من الوجه؛ لأن الوجه هو أرفع مكان في الجسد وأشرفه.

فقوله: وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً [الأحزاب:69] أي: ذا مكانة ومنزلة وقبول. قال ابن عباس : (كان حظياً عند الله لا يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه).

وقال الحسن : (كان مستجاب الدعوة).

وقيل: كان محبباً مقبولاً.

ومثل هذا قول ربنا جل جلاله عن المسيح بن مريم: وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ [آل عمران:45].

وسبب نزول هذه الآية قيل: نزلت فيما كان من أمر زينب بنت جحش رضي الله عنها، وتزوجه صلى الله عليه وسلم بها، وما سمع في ذلك من كلام آذاه عليه الصلاة والسلام حيث أرجف المنافقون بقولهم: إن محمداً قد تزوج مطلقة ابنه.

وقال بعض أهل التفسير: ( قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً، فقال رجل: إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، فذكر ذلك عبد الله بن مسعود للنبي صلى الله عليه وسلم ، فاحمر وجهه عليه الصلاة والسلام ثم قال: يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر ).