واحة القرآن - آية الكرسي


الحلقة مفرغة

الشيخ محمد الخضيري: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

إخواني! اليوم نبقى مع آية لن أقول: عظيمة، بل هي أعظم آية في كتاب الله عز وجل، ولعل كثيراً منكم بحمد الله يحفظها، ونعتقد أن أكثر المسلمين يعرفون ما فيها من الفضائل، ويكفي من فضائلها أنها أعظم آية في كتاب الله عز وجل.

هذه الآية يقرؤها المسلمون، لكن ربما لا يعرفون معناها، وهذا -إن شاء الله- ما سنتحدث عنه في هذا اللقاء، الذي يجمعني بأخي أبي عمر الشيخ عبد الحي يوسف ، لعل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في هذه الدقائق لأن نبين لكم بعض ما تتضمنه هذه الآية من معان عظيمة.

الشيخ عبد الحي يوسف: ثبت في الحديث الصحيح: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الصحابة: أي آية في كتاب الله أعظم؟ ) وهذه طريقته عليه الصلاة والسلام أن يلقي السؤال من أجل أن ينبه الأذهان، ( فقال أبي بن كعب رضي الله عنه: آية الكرسي، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره ) وهي وسيلة تشجيع واستحسان لما قال، وقال له: ( ليهنك العلم أبا المنذر )، تأييداً لما قال، وإقراراً له على صحة جوابه.

الشيخ عبد الحي يوسف: هذه الآية تضمنت معان عظيمة، واشتملت كما قال ابن كثير رحمه الله على عشر جمل، كلها توحيد لله عز وجل، ووصف له بصفات الجلال والجمال والكمال.

الشيخ محمد الخضيري: ونلاحظ أن كل آية أو سورة تتصل بالتوحيد فلا بد أن يكون لها فضيلة، وتكون أعظم مما سواها، كسورة الإخلاص، وسورة الفاتحة، وسورة الملك، وآية الكرسي وغيرها، كلها تراها تتكلم عن الذات الإلهية، فما يتحدث عن الرب سبحانه وتعالى ليس بمنزلة ما يتحدث عن أحكام المعاملات المالية، أو الحدود أو الطلاق، وكله من عند الله سبحانه وتعالى، لكن ليبين أهمية وعظمة هذا الجانب في حياتنا.

كلمة التوحيد

الشيخ محمد الخضيري: أول جملة فيها: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ [البقرة:255]، هذه الكلمة التي هي كلمة التوحيد، التي لا يدخل المسلم إلى حظيرة الإسلام إلا بها، وهي الكلمة التي قام من أجلها سوق الجنة والنار، ومن أجلها أنزلت الكتب، وأرسلت الرسل، ومعناها: لا معبود بحق إلا الله؛ فكل ما عبد سواه فهو معبود بباطل.

الحياة والقيومية لله عز وجل

الشيخ عبد الحي يوسف: الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255]، اسمان حسنان، ووصفان جليلان لله عز وجل، الحي الحياة الأبدية السرمدية، التي لا يعتريها نوم، ولا نقص، ولا مرض، ولا غفلة، ولا سنة، ولا موت، وهذا المعنى في صحيح مسلم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور أو النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ).

(القيوم) أي: القائم على كل شيء، وهو قائم بنفسه جل جلاله، أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنْ الْقَوْلِ [الرعد:33]، فربنا جل جلاله قيوم؛ ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انبعث من فراشه في الليل بدأ بهذا الدعاء: ( اللهم أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، وأنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، وأنت قيوم السموات )، وفي لفظ: ( وأنت قيام السموات والأرض ومن فيهن ).

اسم الله الأعظم ومدار أسماء الله تعالى

الشيخ محمد الخضيري: نلاحظ أننا في بداية هذه الآية ذكرنا ثلاثة أسماء لله: الله، والحي، والقيوم، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ومدار أسماء الله كلها على هذه الأسماء الثلاثة، بل قيل: إنها تتضمن الاسم الأعظم لله عز وجل.

ورد في الحديث: أن اسم الله الأعظم في سورة البقرة (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، وفي أول سورة آل عمران الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران:1-2]، وفي سورة طه: وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ [طه:111].

إثبات قيومية الله عز وجل وتنزيهه عن السِّنة والنوم

الشيخ محمد الخضيري: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ [البقرة:255]، هذا بيان لقيومية الله عز وجل، وأنه سبحانه وتعالى لا يعتريه ما يعتري الخلق من السنة وهي النعاس، ولا النوم الذي هو أعمق وأعظم من النعاس، فالله جل وعلا لا يصيبه شيء من ذلك؛ لأن هذه الأشياء نقص، والله منزه عن النقص كله، وعن مشابهة المخلوقين في مثل هذا جل جلاله.

الشيخ عبد الحي يوسف: ونبينا صلى الله عليه وسلم من أجل أن يقوى إيماننا، ويزداد يقيننا أرشدنا إلى قراءة هذه الآية دبر كل صلاة فقال: ( من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت )، والحديث كما قال الحافظ رحمه الله: بأنه يرقى إلى درجة الحسن، وكذلك أرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى قراءتها عند النوم، وقراءتها إذا أصبحنا.

وهناك حديث أبي هريرة: (ولا يقربك شيطان).

إثبات الملك المطلق لله عز وجل

الشيخ عبد الحي يوسف: ثم جاءت الجملة الرابعة وهي قول الله عز وجل: لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [البقرة:255]، ونجد أن هذا المعنى تكرر في القرآن كثيراً؛ في خواتيم البقرة: لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا [البقرة:284]، وفي خواتيم آل عمران: وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [آل عمران:189]، وفي خواتيم الزمر: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ [الزمر:62-63].

فلا بد أن يعتقد المسلم بأن الله عز وجل هو الملك، وهو المالك، وهو الذي خلق، وهو الذي رزق، وهو الذي يعطي، وهو الذي يمنع، وهو جل جلاله بيده ملكوت كل شيء، لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [البقرة:255].

الشيخ محمد الخضيري: نلاحظ أن قوله: لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [البقرة:116] تفيد الهيبة، وتكسب الإنسان الخشية لله عز وجل، وأنه صغير أمام الله جل وعلا، فإذا كان هذا شيء من ملكه جل وعلا، فمن أنا؟ أنا ذرة بل أقل من الذرة، فلماذا أتكبر على الله؟ ولماذا أستغني عن الله؟ وهذا يفيد أيضاً كمال الاستغناء والاستقواء بالله، عندما تثبت أن الله له ملك السموات والأرض، فلا تلتفت إلى المخلوقين، كما جاء في الحديث: ( إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي )، الله أكبر.

الشفاعة بين يديه سبحانه

الشيخ محمد الخضيري: ثم قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ [البقرة:255]، أي: لا أحد يشفع عند الله سبحانه وتعالى إلا بإذنه، أي: إلا أن يأذن الله لذلك الشافع أن يشفع، وهذا لا يكون لأحد من ملوك الأرض، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتيه من يريد أن يشفع، وهو أحياناً عليه الصلاة والسلام لا يرغب بتلك الشفاعة؛ بل يغضب منها، حتى شُفع مرة من المرات في حد من حدود الله، وقال لـأسامة : ( أتشفع في حد من حدود الله؟ )، فالله وحده سبحانه وتعالى لتمام ملكه وقيوميته وربوبيته على خلقه لا يستطيع أحد أن يشفع إلا بإذنه، كما قال الله: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً [النبأ:38]، قال الشوكاني رحمه الله: وهذا الأسلوب من أعظم الأساليب في نفي شفاعة أحد عند الله إلا بأذنه، (من ذا الذي)، وهذا استفهام مراد به النفي.

علم الله الواسع وعجز المخلوقات عن الإحاطة به

الشيخ محمد الخضيري: قال الله تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ [البقرة:255]، انظر كم كان قبلك من الخلائق؟ كم كان قبلك من الزمان؟ وكم سيكون بعدك مما لا يعلمه إلا الله عز وجل، (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم)، هذه الآية نظيرها في الاستغراق -والعلم عند الله تعالى- قوله سبحانه: فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لا تُبْصِرُونَ [الحاقة:38-39]، قالوا: هذه عمت ولم تترك شيئاً، هنا أيضاً علم الله عز وجل الذي أشار إليه في قوله سبحانه: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [الإسراء:85]، وأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم لما حكى قصة موسى مع العبد الصالح: ( بأنه لما ركبا في السفينة جاء عصفور فأخذ بمنقاره من البحر، فقال: ما علمي وعلمك في علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور بمنقاره )، فالله جل جلاله يعلم ما كان وما يكون.

الشيخ محمد الخضيري: ثم قال: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ [البقرة:255].

(لا يحيطون): لا يستطيعون الإحاطة بعلم الله جل وعلا؛ لأن علمه واسع، وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً [طه:98]، أما علم العباد كلهم لو جمع كله لكان شيئاً قليلاً جداً في علم الله عز وجل، تصور قول الله: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ [لقمان:27]، والله إن الإنسان ليقف أمام جلال هذه الآية متعجباً ومتبصراً، فما علمنا أمام علم الله جل وعلا! وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ [الأنعام:59]، كلها نكرات تأتي في مقام النفي فتفيد العموم، أي شيء قد يخطر في بالك وقد لا يخطر، وقد لا تتصوره أصلاً فإنه موجود في هذه الآية، إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [الأنعام:59].

يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ [البقرة:255] أن يعلمهم إياه.

معنى الكرسي في قوله تعالى: (وسع كرسيه السموات والأرض)

الشيخ محمد الخضيري: قال: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ [البقرة:255]، فسرها ابن عباس رضي الله عنهما بأن الكرسي هنا العلم، فهذه الجملة مؤكدة لما قبلها، وعلى التفسير الآخر: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ [البقرة:255] بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الكرسي شيء من خلق الله عز وجل، شيء عظيم، وأن السموات والأراضين بالنسبة إلى الكرسي كحلقة ألقيت في فلاة، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ [البقرة:255]، إذا كان هذا شأن الكرسي، فكيف بشأن الخالق جل جلاله العظيم الجليل؟

وكيف بشأن العرش؟ ( وما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقيت في فلاة ).

وكلام ابن عباس ذكره جملة من المفسرين، وقد تتبعت إسناده فوجدت أن إسناده إلى ابن عباس ضعيف، وأن الذي يثبت عنه هو القول الموافق لما روي عن كثير من الصحابة والتابعين، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه موضع قدمي الرب سبحانه وتعالى، ونص على ضعفه الأزهري في تهذيب اللغة، بعد أن ذكر إسناده، ومما يضعفه أن الأصل أن يحمل المعنى على التأسيس لا التأكيد، ولو احتمل التأسيس والتأكيد فالأولى حمله على التأسيس.

إثبات قوة الله المطلقة

الشيخ محمد الخضيري: قال تعالى: وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا [البقرة:255] (لا يئوده) بمعنى: لا يكلفه ولا يثقله ولا يشق عليه سبحانه وتعالى، فهو يحفظهما سبحانه وتعالى، وهذا الأمر ليس فيه أدنى مشقة على ربنا جل وعلا؛ وذلك لكمال علمه وإحاطته وقوته، وأن الأمور كلها بيده وله الملك، وبيده مقاليد كل شيء سبحانه وتعالى.

وأضرب لكم مثلاً من باب التقريب وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى [النحل:60]، لو طلب من أحدنا أن يحمل شجرةً، أو يحمل شيئاً ثقيلاً، واجتهد في ذلك، ربما لا يصبر على حمله لحظات معدودة فيلقيه، انظر إلى هذه السموات التي لا تدركها ببصر، انظر إلى هذه الأرض التي لا يعرف طولها وعرضها إلا خالقها، وليست أرضاً واحدة، اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ [الطلاق:12]، الله جل جلاله لا يثقله، لا يتعبه، (لا يئوده حفظهما)، إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ [فاطر:41]، سبحانه وتعالى.

بل لو كان شيئاً خفيفاً، كما لو أعطيت إنساناً بيضة، وقلت له: أمسكها، سيمسكها خمس ساعات، ست ساعات، سبع ساعات ثم يضيق صدره، أو سيأتيه النعاس وتأخذه السنة أو النوم فيسقط ذلك الشيء وينكسر.

إثبات علو الله على خلقه

الشيخ: محمد الخضيري: ثم ختمت الآية بهذين الاسمين الحسنين وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]، جل جلاله، (العلي) علو القهر وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ [الأنعام:18]، وعلو الذات الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، وعلو الشأن سبحانه وتعالى والقدر أي أن قدره عظيم، قدره جليل، ولذلك وصف نفسه بأنه علي، وختم ذلك بأنه عظيم، ومن مظاهر عظمة الله عز وجل أنه لا يحيط بها أحد من العباد، يكفي أن ينظر الإنسان إلى ملكوت الله جل وعلا فيدرك شيئاً من عظمة ربنا جل وعلا.

الشيخ محمد الخضيري: أول جملة فيها: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ [البقرة:255]، هذه الكلمة التي هي كلمة التوحيد، التي لا يدخل المسلم إلى حظيرة الإسلام إلا بها، وهي الكلمة التي قام من أجلها سوق الجنة والنار، ومن أجلها أنزلت الكتب، وأرسلت الرسل، ومعناها: لا معبود بحق إلا الله؛ فكل ما عبد سواه فهو معبود بباطل.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
واحة القرآن - بداية سورة الأعلى 2480 استماع
واحة القرآن - سورة الليل 2433 استماع
واحة القرآن - الرجال قوامون على النساء [2] 2237 استماع
واحة القرآن - سورة الأنعام والوصايا العشر [2] 1984 استماع
واحة القرآن - ولتكن منكم أمة 1963 استماع
واحة القرآن - خواتيم آل عمران 1934 استماع
واحة القرآن - سورة الأنعام والوصايا العشر [1] 1913 استماع
واحة القرآن - سورة الفلق [2] 1800 استماع
واحة القرآن - سورة الناس 1790 استماع
واحة القرآن - يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم 1785 استماع