واحة القرآن - إياك نعبد وإياك نستعين


الحلقة مفرغة

فضل سورة الفاتحة

الشيخ محمد الخضيري: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فنحن في واحة القرآن، في حلقات متتابعة نتفيأ فيها ظلال كتاب الله سبحانه وتعالى، في هذا المكان الطيب المبارك الذي يفتح النفوس ويبهجها.

وفي هذه الحلقات سنختار لكم في كل حلقة آية من كتاب الله عز وجل، ثم نتحدث عنها، ونبين بعض مراميها، وبعض معانيها، وما يحتاجه المسلم منها، ولن يكون ذلك مستوعباً لكل ما تحويه الآية من معان، ولكن نشير إشارات، ونقف وقفات، ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق.

وسيكون الحديث دائراً بيني وبين فضيلة الشيخ أبي عمر الدكتور عبد الحي يوسف وفقه الله، وسنتحدث معكم حديثاً أخوياً طيباً، ونرجو ألا تملوا حديثنا، وألا تستطيلوه، فإن الوقت المقرر له وقت قصير.

واليوم -إن شاء الله- نتحدث عن قول الله عز وجل: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]. وهذه الآية في سورة الفاتحة، وهي كما قال عنها كثير من السلف: واسطة العقد في هذه السورة العظيمة.

الشيخ عبد الحي يوسف: جزاك الله خيراً أبا عبد الله .

بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله.

كنت أود لو بدأت بالكلام عن فضل هذه السورة المباركة؛ التي يحفظها كل مسلم، كاتباً كان أو غير كاتب، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: (كنت أصلي، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتماديت في صلاتي، فلما انفتلت أتيته، قال: ما منعك أن تجيبني إذ دعوتك؟ قلت: يا رسول الله! كنت أصلي. قال: ألم يقل الله: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ[الأنفال:24]. ثم قال عليه الصلاة والسلام: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد. قال: واستند صلى الله عليه وسلم على يده، فلما أراد أن يخرج، قلت: يا رسول الله! قلت: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج، فقال له عليه الصلاة والسلام -على طريقته في التعليم والتفهيم من أجل أن ترسخ المعلومة-: إذا صليت بم تقرأ؟ فقلت: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:1-3]، قال: هي أم القرآن، والسبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته ).

فهي بإجماع أهل التفسير أعظم سورة في القرآن؛ لما حوت من المعاني الغزيرة، والبراهين العظيمة.

من أسماء سورة الفاتحة

الشيخ عبد الحي يوسف: وهذه السورة كثرت أسماؤها، فهي فاتحة الكتاب، وهي أم الكتاب، وهي القرآن العظيم، وهي السبع المثاني، وهي الشافية، وهي الكافية، وهي الواقية، وهي الرقية، وهي الصلاة: ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل )، وهذه جعلتها مقدمةً لك.

تفاضل القرآن وسبب تسمية الفاتحة بالسبع المثاني

الشيخ محمد الخضيري: جميل، وأنا أستنبط من كلامك مسألتين:

الأولى: لما قلت: أعظم سورة في القرآن، قد يسأل سائل: كيف يكون في القرآن ما هو أعظم، وما هو أقل؟ فنقول: هذا لا بأس به، فالقرآن يتفاضل، ألا تعلمون أن هناك ما هو أعظم آية في كتاب الله وهي آية الكرسي، وهذا يدلنا على أن القرآن وهو كلام الله، وهو في غاية الشرف والعظمة بعضه أفضل من بعض.

الشيخ عبد الحي يوسف: ولذلك قالوا: ما تضمنته قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، أفضل مما تضمنته تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ [المسد:1].

الشيخ محمد الخضيري: وهذا كما هو في القرآن أيضاً في الإيمان بالأنبياء، فأنبياء الله على أنهم كلهم رسل من عند الله، وكلهم في منزلة عالية وقال الله عنهم: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ[البقرة:253].

الشيخ محمد الخضيري: المسألة الثانية: عندما قلت فضيلة الشيخ عبد الحي يوسف : السبع المثاني، طبعاً السبع لأنها سبع آيات، والمثاني لأنها تثنى أو تكرر في كل يوم وليلة، وفي كل ركعة من ركعات الصلاة.

قسمة الفاتحة بين العبد وربه سبحانه وتعالى

الشيخ محمد الخضيري: نعود إلى آيتنا وهي قول الله عز وجل: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، وهذه الآية مكونة من أربع كلمات: إياك، نعبد، وإياك، نستعين، وهما جملتان: الأولى: (إياك نعبد)، والثانية: (إياك نستعين)، يمكن لأي واحد أن يسأل ويقول: (إياك نعبد) جيء بها أولاً، ثم (إياك نستعين) جيء بها ثانياً، فما هو السر في ذلك؟

وفي الحديث الذي ذكرناه قبل قليل قال الله: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل)، ذكر الرب سبحانه وتعالى في هذا الحديث القدسي أنه قسم الفاتحة نصفين، فإذا جئنا إلى النصف الأول وجدناه خاصاً بالله، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2] هذه لله ثناء، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3] أيضاً ثناء على الله، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4] أيضاً تمجيد لله عز وجل. إِيَّاكَ نَعْبُدُ[الفاتحة:5] هنا يأتي النصف الأول من الآية، وهو تابع للثناء على الله عز وجل، والاعتراف له، وإعطاء الرب حقه، ثم تأتي وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] لتكون مع النصف الذي للعبد؛ لأنه لما جاء إلى هذه الآية قال: ( هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ).

بدأ الآن حظ العبد: وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] ما تريد يا عبدي؟ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ[الفاتحة:6-7].

ختمت السورة بالدعاء هذا أولاً.

ثانياً: البداءة بحق الرب سبحانه وتعالى في (إياك نعبد)، ثم حق العبد، ولا شك أن حق الرب مقدم على حق العبد.

الشيخ عبد الحي يوسف: (دين الله أحق أن يقضى).

الشيخ محمد الخضيري: وتلك في توحيد الألوهية، وهذه في توحيد الربوبية.

الشيخ محمد الخضيري: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فنحن في واحة القرآن، في حلقات متتابعة نتفيأ فيها ظلال كتاب الله سبحانه وتعالى، في هذا المكان الطيب المبارك الذي يفتح النفوس ويبهجها.

وفي هذه الحلقات سنختار لكم في كل حلقة آية من كتاب الله عز وجل، ثم نتحدث عنها، ونبين بعض مراميها، وبعض معانيها، وما يحتاجه المسلم منها، ولن يكون ذلك مستوعباً لكل ما تحويه الآية من معان، ولكن نشير إشارات، ونقف وقفات، ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق.

وسيكون الحديث دائراً بيني وبين فضيلة الشيخ أبي عمر الدكتور عبد الحي يوسف وفقه الله، وسنتحدث معكم حديثاً أخوياً طيباً، ونرجو ألا تملوا حديثنا، وألا تستطيلوه، فإن الوقت المقرر له وقت قصير.

واليوم -إن شاء الله- نتحدث عن قول الله عز وجل: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]. وهذه الآية في سورة الفاتحة، وهي كما قال عنها كثير من السلف: واسطة العقد في هذه السورة العظيمة.

الشيخ عبد الحي يوسف: جزاك الله خيراً أبا عبد الله .

بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله.

كنت أود لو بدأت بالكلام عن فضل هذه السورة المباركة؛ التي يحفظها كل مسلم، كاتباً كان أو غير كاتب، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: (كنت أصلي، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتماديت في صلاتي، فلما انفتلت أتيته، قال: ما منعك أن تجيبني إذ دعوتك؟ قلت: يا رسول الله! كنت أصلي. قال: ألم يقل الله: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ[الأنفال:24]. ثم قال عليه الصلاة والسلام: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد. قال: واستند صلى الله عليه وسلم على يده، فلما أراد أن يخرج، قلت: يا رسول الله! قلت: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج، فقال له عليه الصلاة والسلام -على طريقته في التعليم والتفهيم من أجل أن ترسخ المعلومة-: إذا صليت بم تقرأ؟ فقلت: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:1-3]، قال: هي أم القرآن، والسبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته ).

فهي بإجماع أهل التفسير أعظم سورة في القرآن؛ لما حوت من المعاني الغزيرة، والبراهين العظيمة.

الشيخ عبد الحي يوسف: وهذه السورة كثرت أسماؤها، فهي فاتحة الكتاب، وهي أم الكتاب، وهي القرآن العظيم، وهي السبع المثاني، وهي الشافية، وهي الكافية، وهي الواقية، وهي الرقية، وهي الصلاة: ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل )، وهذه جعلتها مقدمةً لك.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
واحة القرآن - بداية سورة الأعلى 2477 استماع
واحة القرآن - سورة الليل 2431 استماع
واحة القرآن - الرجال قوامون على النساء [2] 2235 استماع
واحة القرآن - سورة الأنعام والوصايا العشر [2] 1982 استماع
واحة القرآن - ولتكن منكم أمة 1961 استماع
واحة القرآن - خواتيم آل عمران 1932 استماع
واحة القرآن - سورة الأنعام والوصايا العشر [1] 1911 استماع
واحة القرآن - سورة الفلق [2] 1798 استماع
واحة القرآن - سورة الناس 1788 استماع
واحة القرآن - يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم 1784 استماع