تفسير سورة الواقعة [3]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقنا عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:

فقد تقدم معنا الكلام في أن الواقعة اسم من أسماء يوم القيامة، وأن الله عز وجل عبر بالماضي دلالة على تحقق الوقوع، وأنه سبحانه وتعالى أخبر بأنها إذا وقعت فلا يستطيع أن يكذب بها مكذب، وأن هذه الواقعة خافضة رافعة، تخفض أناساً فتدعهم في أسفل سافلين، وترفع أناساً فتجعلهم في أعلى عليين.

وذكر ربنا جل جلاله بعض أهوال ذلك اليوم، فقال سبحانه: إِذَا رُجَّتْ الأَرْضُ رَجّاً [الواقعة:4]، أي: حركت تحريكاً شديداً، واضطربت ومادت وزلزلت، وَبُسَّتْ الْجِبَالُ بَسّاً [الواقعة:5]، أي: فتتت حتى صارت كأنها بسيسة: كالدقيق الذي لت بسمن سرعان ما يتفتت، فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً [الواقعة:6]، ما فتتت إلى حجارة كبار، ولا إلى صخور عظام، وإنما صارت كأنها الذر الذي يتراءى للناظر في الفضاء.

يقول الله عز وجل: وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً [الواقعة:7]، أي: وكنتم أيها الخلق! أو وكنتم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم!

والمقصود بالأمة هنا: أمة الدعوة لا أمة الإجابة، والمعروف أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمتان: أمة الدعوة: وهم العالمون، فكل من حضر زمانه أو جاء بعد زمانه فهو مخاطب بدعوته عليه الصلاة والسلام؛ لأن الله قال: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان:1]، وقال: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً[سبأ:28]، وقال: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]، وقال عليه الصلاة والسلام: ( وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة )، فهؤلاء هم أمة الدعوة.

ثم هناك: أمة الإجابة: وهم من استجابوا لمحمد صلى الله عليه وسلم.

إطلاقات كلمة الزوج في القرآن

تطلق كلمة الزوج في القرآن على الصنف، ومنه قول الله عز وجل: أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [الشعراء:7]، وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ [الحج:5]، فالزوج هنا بمعنى: الصنف.

وتطلق كلمة الزوج في القرآن على: الجنس، أي: المشاكل والمماثل، ومنه قول الله عز وجل: اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا[النساء:1]، ومنه قول الله عز وجل: وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ[الزمر:6]، فالمراد بالزوج هنا: الجنس، أي: جنس الذكر والأنثى.

وتطلق كلمة الزوج في القرآن على: المثيل والنظير، ومنه قول الله عز وجل: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ[الصافات:22]، أي: نظراءهم وأمثالهم، فيحشر الملحد مع الملحد، ومن عبد الشيطان مع من عبد الشيطان، ومن أنكر الرسالة مع من أنكر الرسالة، ومن صد عن سبيل مع من صد عن سبيل الله، ومن ترك الصلاة من أجل المال يحشر مع قارون، ومن ترك الصلاة من أجل الملك يحشر مع فرعون، ومن ترك الصلاة من أجل الوزارة يحشر مع هامان، ومن ترك الصلاة من أجل التجارة يحشر مع أبي بن خلف ، فيحشر كل واحد مع نظيره ومثيله.

فالناس يكونون أصنافاً ثلاثة في ذلك اليوم.

ثم قال سبحانه: فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [الواقعة:8-11].

قول الله عز وجل: فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ [الواقعة:8]، الاستفهام هنا: للتعظيم والتبجيل، يعظم الله عز وجل شأنهم ويجل قدرهم.

ثم يقول سبحانه: وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ [الواقعة:9]، والاستفهام هنا: للتهويل، أي: هم في كرب عظيم، وهم مقعد مقيم، مثل ما قال سبحانه: الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ [الحاقة:1-3]، فالاستفهام هنا: للتعظيم والتهويل، الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ [القارعة:1-3]، وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ [الانفطار:17-18]، فالاستفهام في هذه المواضع كلها: للتهويل، فهم في هول عظيم وشر مستطير.

أقوال المفسرين في أصحاب اليمين وأصحاب الشمال

فأصحاب الميمنة هم: أصحاب اليمين، نسأل الله أن يجعلنا منهم! وأصحاب المشأمة هم: أصحاب الشمال، وللمفسرين في ذلك قولان:

القول الأول: أنهم أصحاب يمين وأصحاب شمال باعتبار الكتب، فمنهم من يؤتى كتابه بيمينه فهؤلاء: أصحاب الميمنة، وهذا الذي يؤتى كتابه بيمينه يكون فرحاً مسروراً، وينادي في الناس يقول: هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ [الحاقة:19-20]، قال الله عز وجل: فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة:21-24].

وأصحاب الشمال هم: الذين أوتوا كتبهم بشمائلهم، من وراء ظهورهم، والواحد منهم يندب حظه ويبكي نفسه فيقول: يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ [الحاقة:25-29].

فالذين أوتوا كتبهم بأيمانهم يؤخذ بهم ذات اليمين، والذين أوتوا كتبهم بشمائلهم يؤخذ بهم ذات الشمال.

القول الثاني: أنهم أصحاب يمين باعتبار أنهم على يمين عرش الرحمن جل جلاله، وأولئك أصحاب المشأمة باعتبار أنهم على شمال عرش الرحمن جل جلاله، وأما وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ [الواقعة:10] فهم بين يديه سبحانه، ليسوا ذات اليمين، ولا ذات الشمال، وإنما هم أرفع درجة حتى من أصحاب اليمين، فيكونون بين يديه جل جلاله.

فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ [الواقعة:8]، أي: ما أعظم شأنهم! وما أجل حالهم! وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ [الواقعة:9]، أولئك الذين كتب الله عليهم الشقاوة في الأزل وجعلهم خاسرين؛ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [هود:106-107].

أقوال المفسرين في قوله تعالى: (والسابقون السابقون ...)

قال عز وجل: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ [الواقعة:10]، قال المفسرون: (والسابقون) أي: السابقون بالخيرات في الدنيا، أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [الواقعة:11]، أي: عند الله يوم القيامة، فالسابقون يوم القيامة كانوا إلى الطاعات في الدنيا سابقين وإلى الخيرات مسارعين، كما قال ربنا جل جلاله عن الأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90]، فهؤلاء هم السابقون.

وربنا جل جلاله أمرنا بالمسابقة والمسارعة، فقال: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ[آل عمران:133]، وقال: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ[الحديد:21]، وقال: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين:26]، وحكى ربنا جل جلاله على لسان موسى عليه السلام أنه قال: وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى [طه:84]، وكذلك كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من حرصه على الخير إذا نزل عليه جبريل بالوحي فإنه كان يسارع بالترديد من ورائه خشية أن يتفلت منه أو ينسى، وحرصاً منه على تبليغ رسالة ربه، فقال الله عز وجل له: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ [القيامة:16-17].

والسابقون بالخيرات أولئك المقربون في الجنات، وهاهنا للمفسرين قولان في قول الله عز وجل: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [الواقعة:10-11]، قالوا: المقصود: السابقون ممن كانوا في الأمم السالفة وكذلك من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، واستدلوا على ذلك بالنصوص التي أثنى فيها ربنا جل جلاله على الصالحين من الأمم السابقة، كقوله سبحانه: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ [آل عمران:113-114]، ونحو ذلك من الآيات.

القول الثاني: قالوا: (والسابقون) أي: من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وحده؛ لأن الله عز وجل ما ذكر في الأمم السابقة إلا صنفين، فقال: مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ [المائدة:66]، قالوا: الأمم الأولى ليس فيها سابقون، وإنما صنفان: مقتصدون، وظالمون فاسقون، أما هذه الأمة ففيها الأصناف الثلاثة، قال الله عز وجل: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ[فاطر:32]، والظالم لنفسه هو: الذي قصر في بعض الواجبات وقارف بعض المحرمات، والمقتصد هو: الذي فعل الواجبات وترك المحرمات، وأما السابق بالخيرات فهو: الذي فعل الواجبات وحرص على السنن والمستحبات وترك المحرمات، وابتعد كذلك عن المكروهات والشبهات، والجميع وعدهم الله عز وجل بالخير، فقال: ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ [فاطر:32-33]، فهذه هي الأصناف الثلاثة: فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ[فاطر:32].

قال الله عز وجل عنهم: أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [الواقعة:11] أي: مقربون عند الله عز وجل قد رفعهم درجات فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ [الواقعة:12].

فضل أول هذه الأمة على آخرها

قال عز وجل: ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنْ الآخِرِينَ [الواقعة:13-14]، الثلة: الجماعة، قالوا: وفي هاتين الآيتين دليل على فضل أول هذه الأمة على آخرها، وهذا واضح في قول نبينا صلى الله عليه وسلم: ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. قال عمران بن حصين رضي الله عنه: فما أدري أذكر قرنين أم ثلاثة؟! ثم يخلف من بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، ويحلفون ولا يستحلفون )، يعني: يكثر فيهم الحلف والخوض فيما لا يحسنون، وتكثر فهم الخيانة عياذاً بالله، فخير هذه الأمة أولها، ولا يعني هذا أن الخير منقطع بل هو باق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره ).

تطلق كلمة الزوج في القرآن على الصنف، ومنه قول الله عز وجل: أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [الشعراء:7]، وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ [الحج:5]، فالزوج هنا بمعنى: الصنف.

وتطلق كلمة الزوج في القرآن على: الجنس، أي: المشاكل والمماثل، ومنه قول الله عز وجل: اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا[النساء:1]، ومنه قول الله عز وجل: وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ[الزمر:6]، فالمراد بالزوج هنا: الجنس، أي: جنس الذكر والأنثى.

وتطلق كلمة الزوج في القرآن على: المثيل والنظير، ومنه قول الله عز وجل: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ[الصافات:22]، أي: نظراءهم وأمثالهم، فيحشر الملحد مع الملحد، ومن عبد الشيطان مع من عبد الشيطان، ومن أنكر الرسالة مع من أنكر الرسالة، ومن صد عن سبيل مع من صد عن سبيل الله، ومن ترك الصلاة من أجل المال يحشر مع قارون، ومن ترك الصلاة من أجل الملك يحشر مع فرعون، ومن ترك الصلاة من أجل الوزارة يحشر مع هامان، ومن ترك الصلاة من أجل التجارة يحشر مع أبي بن خلف ، فيحشر كل واحد مع نظيره ومثيله.

فالناس يكونون أصنافاً ثلاثة في ذلك اليوم.

ثم قال سبحانه: فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [الواقعة:8-11].

قول الله عز وجل: فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ [الواقعة:8]، الاستفهام هنا: للتعظيم والتبجيل، يعظم الله عز وجل شأنهم ويجل قدرهم.

ثم يقول سبحانه: وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ [الواقعة:9]، والاستفهام هنا: للتهويل، أي: هم في كرب عظيم، وهم مقعد مقيم، مثل ما قال سبحانه: الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ [الحاقة:1-3]، فالاستفهام هنا: للتعظيم والتهويل، الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ [القارعة:1-3]، وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ [الانفطار:17-18]، فالاستفهام في هذه المواضع كلها: للتهويل، فهم في هول عظيم وشر مستطير.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الثالث 2768 استماع
تفسير سورة نوح [3] 2767 استماع
تفسير سورة النور - الآية [31] الرابع 2666 استماع
تفسير سورة النور - الآية [3] الأول 2652 استماع
تفسير سورة النور - قصة الإفك [5] 2532 استماع
تفسير سورة يس [8] 2523 استماع
تفسير سورة يس [4] 2477 استماع
تفسير سورة يس [6] 2468 استماع
تفسير سورة النور - الآيات [23-26] 2235 استماع
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الرابع 2221 استماع