تفسير سورة الأعلى


الحلقة مفرغة

سورة الأعلى هي السورة السابعة والثمانون في ترتيب المصحف الشريف، وهي سورة مكية، وآيها تسع عشرة. قال ابن كثير : والدليل على أنها مكية ما رواه البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم رضي الله عنهما فجعلا يقرئاننا القرآن، ثم جاء عمار وبلال وسعد رضي الله عنهم، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين رضي الله تعالى عنهم، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به، حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء، فما جاء حتى قرأت: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] في سور مثلها) يعني: فما وصل المدينة حتى كنت قد حفظت سورة ((سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى)) في سور مثلها. وعن علي رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) تفرد به الإمام أحمد . وثبت في الصحيحين: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لـمعاذ رضي الله تعالى عنه: هلا صليت بـ ((سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى))، وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا [الشمس:1]، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى [الليل:1]). وعن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ [الغاشية:1] وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأهما) رواه مسلم وأهل السنن. وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين)

قال تبارك وتعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]. أي: نزه ربك عما يصفه به المشركون من الولد والشريك ونحوهما، كقوله تعالى: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون َ [الصافات:180]، فالاسم صلة، وسر إيراده أن المنوه به إذا كان في غاية العظمة فكثيراً ما تضاف ألفاظ التفخيم إلى اسمه، فيقال: سبح اسمه، ومجد ذكره، كما يقال: سلام على المجلس العالي، هذا هو القول الأول في تفسير هذه الآية الكريمة، وهو أن قوله: ((سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى)) أي: سبح ربك الأعلى، ويؤيده أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا إذا قرءوا ذلك قالوا: سبحان ربي الأعلى، ولم يكونوا يقولون: سبحان اسم ربنا الأعلى. وأيضاً: فإن الحق تعالى إنما يعرف بأسمائه الحسنى؛ فقوله: (( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ )) فيه تنبيه على أن علينا أن نعرف الله سبحانه وتعالى عن طريق أسمائه الحسنى. ومما يؤيده ما ذكر من الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة رضي الله تعالى عنهم: (أنهم كانوا إذا قرءوا ذلك قالوا: سبحان ربي الأعلى) رواه ابن جرير وغيره. وذهب بعضهم إلى أن المراد تنزيه اسم الله وتقديسه عن أن يسمى به شيء سواه؛ لأن المشركين كانوا يسمون آلهتهم بأسماء يزعمون أنها مشتقة من أسماء الله عز وجل، كاللات زعموا أنها مؤنث من الله، وأخذوا العزى من العزيز. فالمقصود بقوله: (( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ )) أي: نزه اسم ربك وقدسه عن أن يسمى به شيء سواه تبارك وتعالى، كما كان يفعل المشركون في تسميتهم لآلهتهم ببعضها كاللات والعزى، وهذا ما اعتمده الإمام ابن حزم في الفصل حيث رد على من استدل بهذه الآية في مسألة هل الاسم عين المسمى أم غيره؟ وهذه من المسائل المحدثة المبتدعة، وقد كره العلماء الانشغال بها، فالإمام ابن حزم رد على من استدل بهذه الآية على أن الاسم عين المسمى؛ لأن المعنى: سبح ربك، فالاسم هو نفس المسمى، ومن الممتنع أن يأمر الله عز وجل أن يسبح غيره، فلو كان الاسم غير المسمى لما أمر الله بتسبيح اسمه عز وجل. قال ابن حزم : وأما قوله تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] فهو على ظاهره دون تأويل؛ لأن التسبيح في اللغة التي نزل بها القرآن وخاطبنا بها الله عز وجل هو تنزيه الشيء عن السوء، وبلاشك أن الله تعالى أمرنا أن ننزه اسمه -الذي هو كلمة مجموعة من حروف الهجاء- عن كل سوء. فينبغي تعظيم اسم الله عز وجل عن كل سوء، سواء كان في النطق به أو في كتابته. فأي ورقة كتب فيها اسم الله فينبغي صيانتها عن الامتهان وهكذا. ووجه آخر: وهو أن معنى قوله تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ، ومعنى قوله تعالى: إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الواقعة:95-96] معنى واحد، وهو أن يسبح الله تعالى باسمه، ولا سبيل إلى تسبيحه تعالى ولا إلى دعائه ولا إلى ذكره إلا باسمه، فكلا الوجهين صحيح، وتسبيح الله تعالى وتسبيح اسمه كل ذلك واجب بالنص، ولا فرق بين قوله تعالى: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ وبين قوله: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ [الطور:48-49]، والحمد بلاشك هو غير الله عز وجل، وهو تعالى يسبح بحمده كما يسبح باسمه ولا فرق، فبطل تعلقهم بهذه الآية. وفي الحقيقة هناك تعليق على قول ابن حزم الأخير هذا: من أنه لا فرق بين قوله:فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ وقوله: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ [الطور:48]؛ لأن قوله: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ يعني ملابسة الحمد للتسبيح، فتقول: سبحان الله وبحمده، فتقرن التسبيح بالحمد معاً، يعني: أنا أسبح الله وأحمده، فهذه تفيد الملابسة بخلاف الباء في قوله: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ وهذا الذي أشار إليه القاسمي بقوله: وقد يقال: فرق بين الآيتين، فإن الباء في قوله: ((بحمد ربك)) للملابسة، ولا كذلك هي في قوله: ((باسم ربك)). ومع اتساع اللفظ الكريم للأوجه كلها، فالأظهر هو القول الأول: (( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ )) يعني: نزه ربك عما يصفه به المشركون من الولد والشريك ونحوهما؛ وذلك لما أيده من الأخبار، وبقوله تعالى: فَسَبِّحْهُ [ق:40]، وقوله: سُبْحَانَ رَبِّكَ [الصافات:180]، والله تعالى أعلم. قوله: ((الأعلى)) أي: الأرفع من كل شيء قدرة وملكاً وسلطاناً، واستدل السلف بظاهره في إثبات العلو بلا تكييف، والمسألة معروفة في إثبات العلو لله تبارك وتعالى على كل مخلوقاته عز وجل.

قال عز وجل: الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى [الأعلى:2]. قال الزمخشري : أي: الذي خلق كل شيء فسوى خلقه تسوية ولم يأت به متفاوتاً غير ملتئم، ولكن على إحكام واتساق، ودلالة على أنه صادر عن عالم، وأنه صنعة حكيم. أي: أن الله عز وجل خلق كل المخلوقات محكمة متفقة متلائمة سوية، وفي هذا دلالة على أنها صدرت عن عالم سبحانه وتعالى، ودلالة على أنها صنعة حكيم؛ لأن كل شيء خلقه الله تبارك وتعالى ستجد أنه وضع بحكمة وبسابق علم في موضعه. إن جميع الصفات البشرية للإنسان سواء الحسية أو النفسية، والأشياء التي لا ترى أصلاً بالعين المجردة وهي ما يسمى (بالجينات) و(الكرموزومات) وهذه الأشياء التي تكون صفات الإنسان بعد ذلك من هذه الجينات؛ دليل أكيد على أن هناك من دبر هذا وأحكمه وأتقنه: الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى . إذا تأمل الإنسان مثلاً: الأسنان، لو أن أضراس الإنسان في الأمام والقواطع في الجانبين مثلاً، كيف يأكل الإنسان؟! إذاً: كل شيء وضع بحكمة. كذلك لو أن لسان الإنسان في قفاه في مؤخرة رأسه، أو الفم كانت في القلب، أو العين كانت تحت والأنف فوق! يعني تتعجب وتستغرب هذا، فهذا يدل على أن كل شيء وضع بحكمة. إذاً: الإنسان والنباتات والحيوانات وكل خلق الله تبارك وتعالى فعلاً تنطق بأن لا إله إلا الله سبحانه وتعالى، كما قال الشاعر: تأمل سطور الكائنات فإنها من الملك الأعلى إليك رسائل وقد خط فيها لو تأملت خطها ألا كل شيء ما خلا الله باطل وفي قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى لم يذكر الله سبحانه المفعول به؛ ليعم كل ما خلق، فكل خلق الله تبارك وتعالى مستو ومحكم ومتقن؛ أو ليدلنا على أنه قادر عالم، وأنه صنعة حكيم.

قال عز وجل: وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى [الأعلى:3]. أي: قدر لكل حيوان ما يصلحه، فهداه إليه وعرفه وجه الانتفاع به. والهداية أنواع: منها: الهداية العامة، وهي هداية كل مخلوق إلى ما يصلحه، حتى لو لم يكن عنده عقل، لكن الله سبحانه وتعالى يهديه إلى ما يصلحه. أنت إذا طاردت نملة هل تستسلم النملة أم تهرب؟ تهرب وكذلك الذبابة أو الصرصور أو أي شيء من هذه الدواب، فإنها إذا رأت شيئاً يؤذيها فإنها تتجنبه، فهذه هي الهداية العامة لجميع المخلوقات. والطفل الصغير مجرد أن يولد يمارس عملية الرضاعة وكأنه خبير! فهذا الطفل من علمه؟ إنه الله سبحانه وتعالى. إن باب الهداية من أبواب العلم للتأمل في خلق الله عز وجل، ومما يفتح على القلب معرفة الله سبحانه وتعالى، واليقين بحكمته وعلمه وقدرته عز وجل، وهذا الباب اهتم به العلماء جداً في مصنفاتهم، ويوجد الآن في زماننا مئات الكتب في هذا المجال، فنحن مطالبون جميعاً بأن نتأمل، ولذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه المبارك: (شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل) عقد فصلاً في هذا الموضوع، وأتى بأمثلة من هداية المخلوقات إلى ما يصلحها، وحكى أشياء عجيبة جداً في هداية المخلوقات إلى ما يصلحها. من ذلك مثلاً قال: إن طائراً ابتلعت الحية فرخه، فماذا فعل لينتقم لفرحه؟ أتى بنوع معين من الأعشاب السامة القاتلة، وهذا الطائر لم يدرس الصيدلة، فمن أين عرف ذلك؟! إنها هداية الله الهداية العامة، فظل هذا الطائر يقترب أمام تلك الحية منها حتى فتحت فمها فأسقط فيه هذه المادة السامة فقتل الحية! وحكى ابن القيم أيضاً عن إناء كان فيه عسل في وسط الحجرة، وكان الإناء في حوض من الماء، فالنمل لا يستطيع أن يصل إليه، لكن النمل اخترع حيلة وهي أنه مشى في اتجاه الجدار ثم صعد الجدار ثم مشى على السقف حتى صار موازياً للعسل فألقى بنفسه ليقع فيه، فالنملة ما عندها عقل، فمن علمها؟ إنها هداية الله، وهذه هي الهداية العامة، فيلهم الله سبحانه وتعالى كل مخلوق ما يصلحه. ومن ذلك أيضاً قال: إن هناك بعض الدببة في المناطق الجليدية إذا أراد أن يصطاد شيئاً معيناً فإنه يختبئ داخل غرف الثلج حتى تأتي الفريسة فينقض عليها! وهذا حديث يطول، والحديث عن عجائب صنع الله تبارك وتعالى شيق، وحكى ابن القيم أيضاً أن فأراً كان يشرب زيتاً من برميل معين، فظل يشرب الزيت حتى نزل ونقص البرميل ولم يستطع أن يشرب منه، فذهب الفأر وأخذ ماء في فمه، فصبه على الزيت حتى يرتفع؛ لأن كثافة الزيت أخف من كثافة الماء، فارتفع الزيت فشرب، فمن علم هذا الفأر هذا الفعل؟! إنه الله سبحانه وتعالى. قوله: وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى كقوله تعالى: الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى [طه:50] أي: ثم هداه إلى ما يصلحه. و ابن القيم رحمه الله رغم أنه عاش في زمن بعيد لكن كان مطلعاً اطلاعاً واسعاً جداً في هذا الباب، ونحن عندنا الآن العجب العجاب، وتوجد قناة تلفزيونية أمريكية اسمها الطبيعة، هذه القناة متخصصة فقط في ذكر هذه الآيات وتصويرها، وهم يأخذونها كنوع من الانبهار بالطبيعة وصنعة الطبيعة، ولا ينسبونها إلى الله سبحانه وتعالى! لكن المؤمن يستفيد من هذه الأشياء؛ لأن الذي صنعها هو الله عز وجل، فمن عجائب صنع الله سبحانه وتعالى (البكتيريا) التي تسبب الأمراض والالتهابات، وهي مع كثرة استخدام الأدوية المضادة لها لا تستطيع أن تقاومها، فمن الذي هداها إلى التفلت من هذه الأدوية؟! إنه الله سبحانه. وهذه الأشياء مما استطعنا أن نكتشفها وما خفي من آيات الله كان أعظم، فنقول: إنه ينبغي التفكر في هذه الآيات العظمى، ونرجو أن تأتي فرصة لنذكر هذه الأنواع من الهداية العامة. إذاً: قوله: وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى يعني: قدر لكل حيوان ما يصلحه، فهداه إليه وعرفه وجه الانتفاع به.

قال عز وجل: وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى [الأعلى:4]. أي: أخرج من الأرض ما ترعاه الأنعام من صنوف النباتات. قوله تعالى: فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى [الأعلى:5] قوله: ((فجعله)) يعني: هذا المرعى الذي ترعاه الأنعام كان أخضر من صنوف النبات، ثم جعله وصيره وحوله بعد خضرته ونضرته (( غُثَاءً أَحْوَى )) أي: جافاً يابساً تطير به الريح. قوله: ((أحوى)) يعني: أسود، وهذه الصفة مؤكدة لغثاء؛ لأن النبات إذا يبس تغير إلى الحوة وهي السواد. قال ابن جرير : وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يرى أن ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم، وأن المعنى: والذي أخرج المرعى أحوى، أي: أخضر إلى السواد، فجعله غثاء بعد ذلك، ويعتل لقوله ذلك بقول ذي الرمة : حواء قرحاء أشرطية وكـفت فيها الذهاب وحفتها البراعيم وهذا القول وإن كان غير مدفوع أن يكون ما اشتدت خضرته من النبات، قد تسميه العرب أسود؛ غير صواب عندي؛ بخلاف تأويل أهل التأويل في أن الحرف إنما يحتال لمعناه المخرج بالتقديم والتأخير إذا لم يكن له وجه مفهوم إلا لتقديمه عن موضعه أو تأخير، أما وله وجه صحيح فلا وجه لطلب الاحتيال لمعناه بالتقديم والتأخير.

قال تبارك وتعالى: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى [الأعلى:6]. قوله: ((سنقرئك)) أي: سنجعلك قارئاً بأن نلهمك القراءة فلا تنسى ما تقرؤه، يعني: سندعك تحفظ بدون جهد، وبدون مراجعة، بخلاف الواحد منا إذا أراد أن يحفظ فإنه لابد من التكرار الكثير والمذاكرة، أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد ضمن الله له أن القرآن الذي يوحى إليه سوف يتكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه في قلبه فلا ينساه صلى الله عليه وسلم، وهذه آية من آيات الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمي لا يقرأ من الكتب، أما غيره فإنه يقرأ عن طريق معرفة القراءة والكتابة فينظر في الكتاب فيقرأ، أما النبي عليه الصلاة والسلام فكيف يكون قارئاً وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب؟! هذه هبة من الله عز وجل ومعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم. قال الزمخشري : بشره الله بإعطاء آية بينة: وهي أن يقرأ عليه جبريل ما يقرأ عليه من الوحي وهو أمي لا يكتب ولا يقرأ، فيحفظه ولا ينساه صلى الله عليه وسلم. وقال الرازي : هذه آية تدل على المعجزة من وجهين: أحدهما: إنه كان رجلاً أمياً، فحفظه لهذا الكتاب المطول عن غير دراسة ولا تكرار ولا كتابة خارق للعادة، فيكون معجزاً. وثانيهما: إن هذه السورة من أوائل ما نزل بمكة، ومع ذلك فيها إخبار عن أمر عجيب غريب مخالف للعادة سيقع في المستقبل سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى . فمعظم القرآن نزل بعد ذلك، وهذه من أوائل السور في مكة. وقوله: ((فلا تنسى)) قيل: نهي، لكن في غير القرآن إذا كانت ناهية نقول: فلا تنس، يجزم الفعل بحذف الياء أو الألف. والجواب عن هذا عند من يقولون: إنها ناهية أن الألف للإطلاق في الفاصلة، مثل قول الله تبارك وتعالى فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا [الأحزاب:67] والمعنى: لا تغفل قراءته وتكريره فتنسى، فالنهي هنا مجاز عن ترك أسبابه الاختيارية. قال الرازي : والقول المشهور: أن هذا خبر ليس بنهي. يعني أن الله سبحانه وتعالى سيقرئه فلا ينسى، (فلا) هنا على هذا القول نافية. ويقول: والمعنى سنقرئك إلى أن تصير بحيث لا تنسى وتأمن النسيان كقولك: سأكسوك فلا تعرى. أي: فتأمن العري. قال الرازي : واحتج أصحاب هذا القول على ضعف القول الأول، بأن ذلك القول لا يتم إلا عند التزام مجازات في هذه الآية، فعلى القول بأن (لا) ناهية، (فلا تنس) تكون نهياً عن النسيان، والنهي مجاز عن ترك الأسباب الاختيارية. وهذا القول لا يتم إلا عند التزام مجازات في هذه الآية: منها: أن النسيان لا يكون إلا بقدر الله تعالى، فلا يصح ورود الأمر والنهي به، فلا بد وأن يحمل ذلك على المواظبة على الأشياء التي تنافي النسيان، مثل: الدراسة وكثرة التذكر، وكل ذلك عدول عن ظاهر اللفظ. ومنها: أن نجعل الألف مزيدة للفاصلة، وهذا أيضاً خلاف الأصل. ومنها: أنا إذا جعلنا قوله: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى خبراً كان معنى الآية: بشارة الله إياه بأني أجعلك بحيث لا تنساه، أما إذا جعلناه نهياً كان معناه: أن الله أمره أن يواظب على الأسباب المانعة من النسيان وهي الدراسة والقراءة، وهذا ليس في البشارة وتعظيم حاله مثل الأول الذي هو الخبر، وهذا على خلاف قوله تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ [القيامة:16] قال ابن عباس : جمعه لك في صدرك وتقرؤه، فالآية الأولى فيها ضمان من الله سبحانه وتعالى أنه لا ينسى شيئاً، وهذه الآية فيها نهي عن أن يحرك لسانه خلف جبريل خشية أن ينسى هذا الوحي لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ أي: اطمئن، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ [القيامة:17] أي: سوف نجمعه لك في صدرك فَإِذَا قَرَأْنَاهُ [القيامة:18] يعني: إذا قرأه عليك الملك جبريل عليه السلام، فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة:18] يعني: أنصت لقراءته ولا تحرك لسانك؛ لأنه كان يحرك لسانه خشية أن ينسى، فأوحى الله إليه هذه الآيات التي فيها الضمان والتأمين من النسيان.

قال عز وجل: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى [الأعلى:6-7] هذا استثناء مفرغ أي: لا تنسى مما تقرؤه شيئاً من الأشياء، إلا ما شاء الله أن تنساه مما تقتضيه الجبلة البشرية أحياناً. قال الزجاج : إلا ما شاء الله أن ينسى فإنه ينسى، ثم يتذكر بعد ذلك ولا ينسى نسياناً كلياً دائماً؛ لأن ما في الجبلة لا يتغير، وإلا لكان الإنسان عالماً آخر. وقد روى البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله فلاناً! لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أسقطتها) وفي رواية: (كنت أنسيتها)، وهذا النسيان إنما يكون عارضاً طارئاً، كمن ينسى في الصلاة مثلاً آية أو نحو ذلك، فهذا هو المقصود بقوله: إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ، وليس هو النسيان الذي يترتب عليه عدم التذكر مطلقاً. وقال عليه الصلاة والسلام: (إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني) رواه الشيخان عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. قوله: إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ يعني: على وجه القلة والندرة، كأن تقول مثلاً: قل من يقول كذا، وأنت تريد أنه لا يقول أحد هذا الكلام. وقال الفراء فيما نقله الرازي : إنه تعالى ما شاء أن ينسي محمداً صلى الله عليه وسلم شيئاً، إلا أن المقصود من ذكر هذا الاستثناء بيان أنه تعالى لو أراد أن يصيره ناسياً لقدر عليه، كما قال: وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا [الإسراء:86]، ونحن نقطع بأنه تعالى ما شاء ذلك، هل شاء الله أن يذهب ما أوحى إليه؟ لا، بل هذا لمجرد بيان قدرة الله تعالى على ذلك، كذلك قوله هنا: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ [الأعلى:6-7] للتذكير بأن الله قادر على أن ينسيك إياه، فهذه فائدة الاستثناء هنا. قوله: إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى يعني: يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونه من الأقوال والأفعال، وهو تعليل لقوله تعالى: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى [الأعلى:6-7]، مبين لحكمته، وهو سبق علمه تعالى لحاجة البشر إلى إقرائه الوحي، وإخراجهم به من الظلمات إلى النور. وكيف يكون هذا تعليلاً لقوله: (( سَنُقْرِئُكَ )) لأنه (( يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ))؟ الجواب: أن الله سبحانه وتعالى يعلم بعلمه الأزلي أن البشر محتاجون إلى إقرائه الوحي، لأن الصلة بين الله سبحانه وتعالى وبين الرسول عليه الصلاة والسلام ركنها المتين هو الوحي، لأن النبي هو من يوحى إليه، ونبوة الله هي الوحي، فهذا الوحي لو افترض وجود خلل في نفسه خاصة في حق هذا الدين الخاتم أو أصل الرسالة الخاتمة أو الشريعة الخاتمة؛ فتخيل الذي يمكن أن يحصل في البشر وهم بحاجة إلى الوحي أشد من حاجتهم إلى الهواء والطعام والشراب؟! فلذلك يفهم من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى (( يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ))، فمما يعلمه الله سبحانه وتعالى مسيس حاجة البشرية إلى أن يضمن الله لنبيه حفظ هذا القرآن، وذلك بأن يحفِّظه القرآن بحيث لا ينساه أبداً، ويجعله قارئاً بقدرة الله لا بأسبابه الحسية كالتكرار والمذاكرة، وإنما بتوفيق الله سبحانه وتعالى. فأول تأمين للقرآن أنه عليه الصلاة والسلام حُفظ من نسيان شيء منه سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى ، (( إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى )) هذه تعليل لقوله: (سنقرئك) أي: سنقرئك حتى تحفظ القرآن؛ لأن الله يعلم السر وأخفى، ومما يعلمه شدة حاجة البشر إلى هذا القرآن أن تبلغهم إياه كما أنزله الله إليك، وليخرجوا به من الظلمات إلى النور.

قال الله تبارك وتعالى: وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى [الأعلى:8]. أي: فهذا الدين وهذا القرآن الموحى به لا حرج فيه ولا عسر فيه، وإنما هو يسير وسهل وسمح. واليسرى صفة لمحذوف تقديره: الطريقة اليسرى. قوله: وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى أي: نوفقك للطريقة اليسرى، أي: الشريعة السمحة والسهلة التي هي أيسر الشرائع وأوفقها لحاجة البشر مدى الدهر.

قال عز وجل: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى [الأعلى:9]. قوله: ((فذكر)) أي: ذكر العباد بعظمة الله عز وجل وعظهم وحذرهم عقوبته. قوله: (( إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى )) (إن) هنا بمعنى: إذ، أي: فذكر إذ نفعت الذكرى، كقوله تعالى: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات:55]، وكقوله تعالى: وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:139] أي: وأنتم الأعلون إذ كنتم مؤمنين. أو (إن) بمعنى: قد على ما قاله ابن خالويه . وقيل: (إن) هنا صرفية، والمعنى: ذم المُذَكَّرِينَ واستبعاد تأثير الذكرى فيهم بسبب الطبع على قلوبهم. يعني: أنت مطالب بالبلاغ والبيان فقط! لأن الله سبحانه وتعالى قال: مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ [المائدة:99]، أما هداية القلوب فلا يملكها إلا الله سبحانه وتعالى. إذاً: قوله: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى ممكن أن تفهم في ضوء الآية الأخرى التي في سورة الذاريات: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات:55] يعني: إذا كان ذكراً نافعاً فيجب عليك أن تذكر به، وهذا التذكير لن ينتفع به إلا المؤمنون، أما الكافرون المعرضون فعليك إبلاغهم بالحق، سواء انتفعوا أم لم ينتفعوا به.

قال تبارك وتعالى: سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى [الأعلى:10]. قوله: ((سيذكر)) أي: سيقبل التذكرة وينتفع بها من يخاف عقاب الله على الجحود والعناد بعد ظهور الدليل. وفي قوله: ((سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى)) حذف المفعول وهي التذكرة. ثم قال عز وجل: وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى [الأعلى:11] يعني: يتجنب التذكرة الأشقى. قوله تعالى: الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى [الأعلى:12] أي: العظمى ألماً وعذاباً. قوله تعالى: ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا [الأعلى:13] أي: لا يهلك فيستريح، ولا يحيا حياة تنفعه. قيل: إن العرب كانت إذا وصفت الرجل بوقوعه في شدة شديدة، قالوا: لا هو حي ولا ميت، فجاء على مألوفهم في كلامهم قوله تعالى: ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا ، وقوله: ((ثم)) هنا للتفاوت الرتبي إشارة إلى أن سبيله النار الكبرى، ليس هذا فحسب بل هناك ما هو أعظم وأشد رتبة وهي أن هذا عذاب خالد دائم لا ينقطع أبداً. وفي الحقيقة لو أن القلوب فقهت هذا المعنى الخطير لذهلت وبهتت وتحيرت وشابت الرءوس، فينبغي أن نتأمل هذا المعنى، من يستطيع أن يدخل النار أو يضع جزءاً من يده مثلاً داخل النار أو وجهه لا نقول: لمدة ساعة أو يوم كامل، وإنما لمدة دقيقة أو ثانية؟! من يتحمل ذلك؟ لا يستطيع أحد ذلك. فعذاب النار -والعياذ بالله- في غاية الخطورة، وليس هذا كلاماً للتخويف، بل هو حقيقة، ومن مقتضى حكمة الله سبحانه وتعالى وعدله وجود هذا العذاب، والملاحدة الزنادقة يؤولون آيات القرآن تأويلاً عجيباً جداً، يقولون: إن عذاب النار المذكور في النصوص الشرعية ليس حقيقياً، وإنما الله عز وجل يخوف بها مجرد تخويف فقط! وهذا كفر وزندقة وتحريف وإلحاد في آيات الله سبحانه وتعالى. إذاً: الخلود في النار أشد من أن يدخل الواحد النار ويحترق فيها ويموت وانتهى، فالمعذب فيها ليس له نهاية، فالأمر خطير، فياويل الكافر الذي يكفر بالله سبحانه وتعالى بعد أن أعطاه الله العقل وأرسل الأنبياء وأنزل الكتب! لقد جاهد الصحابة رضي الله عنهم الكفار وفتحوا البلاد وضحوا بالدماء والأموال والأولاد والأنفس من أجل تبليغ دين الله وإيصال الحجة للناس، كذلك العلماء اتجهوا لتحقيق العلم وتقييده وبذله وتعليمه، وتناقلوه جيلاً عن جيل؛ كي تقوم الحجة، والكرة الأرضية لا تخلو أبداً من حجة الله، فالحجة قائمة، والقرآن موجود. فأي كافر على ظهر الأرض ممن سمع عن دين الإسلام يستطيع أن يبحث ويفتش حتى يصل إلى الدين الحق، فليس هناك سلاسل ستقيده وتمنعه عن الوصول إلى الدين الحق، كل من أراد الحق بإخلاص فإن الحق متاح وهو أقرب إليه من حبل الوريد، ولكنهم يعرضون ليس هذا فحسب، بل يصدون عن سبيل الله، ويريدون إطفاء نور الله سبحانه وتعالى بأفواههم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. إن الكافر نوى عن إصرار وتعمد أنه ما دام حياً فسوف يكفر بالله إلى الأبد، فلذلك كان الجزاء من جنس العمل، فعوقب بالخلود في النار إلى الأبد، كذلك المؤمن أطاع الله وصبر على البلاء وهو لا يدري متى ينتهي عمره، فهو يطيع الله وينوي طاعته إلى الأبد، وليست الطاعة مؤقتة أو مؤجلة بأجل؛ ولذلك كوفئ بنعيم الجنة إلى الأبد بلا انقطاع وبلا نهاية، فتخيلوا مدى خسارة الكفار الذين يقول الله فيهم: أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [الزمر:63]، وقال: إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [الزمر:15]. ونار الآخرة ليس فيها من نار الدنيا إلا الأسماء، مع البون الشاسع بين هذه وتلك. وحين يتيقن الكافر من الخلود فيها يتمنى حينئذ أن يرجع إلى الدنيا ويكون مسلماً كما أخبر الله عنه: رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ [الحجر:2]. إذاً: عذاب النار مهما حاولت أن تتخيله هو أفظع مما تتخيله والعياذ بالله، فلابد من الوقوف كثيراً عند قوله تعالى: خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [البينة:8]، وقوله تعالى: عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ [البلد:20] ((مؤصدة)) أي: تغلق عليهم ولا تفتح ولا يستطيع أحد أبداً الهروب منها. أعظم أمنية للكافر الذي يعذب في النار الموت، لكن لا يمكن أبداً أن يموت؛ لأن الله تعالى قال: ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا [الأعلى:13]، وقال عز وجل: كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ [النساء:56]. وهذه الآية من آيات الله سبحانه وتعالى التي فيها إعجاز علمي؛ لأن الجلد هو مكان الإحساس، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن ينجينا وإياكم من أهوالها.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة التوبة [107-110] 2817 استماع
تفسير سورة المدثر [31-56] 2615 استماع
تفسير سورة البقرة [243-252] 2579 استماع
تفسير سورة البلد 2564 استماع
تفسير سورة التوبة [7-28] 2557 استماع
تفسير سورة الطور [34-49] 2541 استماع
تفسير سورة الفتح [3-6] 2501 استماع
تفسير سورة المائدة [109-118] 2436 استماع
تفسير سورة الجمعة [6-11] 2408 استماع
تفسير سورة آل عمران [42-51] 2399 استماع