كتاب الجهاد [3]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.

أما بعد:

فبأسانيدكم إلى الإمام أبي داود رحمه الله تعالى قال: [باب في كراهة جز نواصي الخيل وأذنابها

حدثنا أبو توبة عن الهيثم بن حميد، ح وقال: حدثنا خشيش بن أصرم قال: حدثنا أبو عاصم جميعاً عن ثور بن يزيد عن نصر الكناني عن رجل.

وقال أبو توبة: عن ثور بن يزيد عن شيخ من بني سليم عن عتبة بن عبد السلمي -وهذا لفظه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها، فإن أذنابها مذابها، ومعارفها دفاؤها، ونواصيها معقود فيها الخير )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب فيما يستحب من ألوان الخيل

حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا هشام بن سعيد الطالقاني قال: حدثنا محمد بن المهاجر الأنصاري قال: حدثني عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي -وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بكل كميت أغر محجل، أو أشقر أغر محجل، أو أدهم أغر محجل ) ].

وهذا الحديث تفرد به عقيل بن شبيب وهو مجهول.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن عوف الطائي قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا محمد بن مهاجر قال: حدثنا عقيل بن شبيب عن أبي وهب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بكل أشقر أغر محجل، أو كميت أغر)، فذكر نحوه.

قال محمد -يعني: ابن مهاجر- سألته: لم فضل الأشقر؟ قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فكان أول من جاء بالفتح صاحب أشقر.

حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا حسين بن محمد عن شيبان عن عيسى بن علي عن أبيه عن جده ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يمن الخيل في شقرها )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب هل تسمى الأنثى من الخيل فرساً

حدثنا موسى بن مروان الرقي قال: حدثنا مروان بن معاوية عن أبي حيان التيمي قال: حدثنا أبو زرعة عن أبي هريرة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمي الأنثى من الخيل فرساً)].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم

حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا مسكين -يعني: ابن بكير- قال: حدثنا محمد بن مهاجر عن ربيعة بن يزيد عن أبي كبشة السلولي عن سهل ابن الحنظلية قال: ( مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال: اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها وكلوها صالحة ).

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا مهدي قال: حدثنا ابن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي عن عبد الله بن جعفر قال: ( أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم فأسر إلي حديثاً لا أحدث به أحداً من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدفاً أو حائش نخل، قال: فدخل حائطاً لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه فسكت، فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكى إلي أنك تجيعه وتدئبه ).

حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بينما رجل يمشي بطريق فاشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفيه فأمسكه بفيه حتى رقى فسقي الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر ) ].

وهذا من فضل الله عز وجل ورحمته على الإنسان ورحمته على الحيوان البهيم، ففي هذا الحديث ذكر النبي عليه الصلاة والسلام الكلب وهو نجس، بل أن من اقتنى الكلب فإنه ينقص من أجره قيراط كل يوم ما لم يكن من الأنواع التي أذن الله عز وجل فيها، فلما كانت هذه حاله وأحسن الإنسان إليه آتاه الله عز وجل هذا الأجر العظيم، وكفر عنه ذلك الذنب العظيم فكيف بغيره من الحيوانات التي تقرب من الإنسان سواء كانت من بهيمة الأنعام أو الحيوانات الإنسية كالحمير والهر وغيرها من الحيوانات التي يحسن الإنسان إليها.

ومن فضل الله أيضاً أن الله عز وجل جعل أنواع المكفرات متعددة حتى في البهائم فالإحسان إليها يرجع إلى الإنسان بالتكفير، فإذا كان هذا في الإحسان إلى الحيوان فكيف بالإحسان إلى الإنسان! لا شك أن أثره عند الله عز وجل أعظم.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في نزول المنازل

حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثني محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن حمزة الضبي قال: سمعت أنس بن مالك قال: ( كنا إذا نزلنا منزلاً لا نسبح حتى تحط الرحال )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في تقليد الخيل بالأوتار

حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عباد بن تميم ( أن أبا بشير الأنصاري أخبره أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً - قال عبد الله بن أبي بكر: حسبت أنه قال - والناس في مبيتهم: لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر ولا قلادة إلا قطعت، قال مالك: أرى أن ذلك من أجل العين ).

حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا هشام بن سعيد الطالقاني قال: أخبرنا محمد بن المهاجر قال: حدثني عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي -وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأعجازها، أو قال: أكفالها، وقلدوها، ولا تقلدوها الأوتار ) ].

وهذا تفرد به عقيل وهو مجهول.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في تعليق الأجراس

حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن سالم عن أبي الجراح مولى أم حبيبة عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ).

حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس ).

وهذا إذا كان في الرفقة المسافرة فهو أيضاً في الجماعة الحالة في البيوت والدور ونحو ذلك، نعم.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن رافع قال: حدثنا أبو بكر بن أبي أويس قال: حدثني سليمان بن بلال عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الجرس: مزمار الشيطان )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في ركوب الجلالة

حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: ( نهي عن ركوب الجلالة ) .

حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي قال: أخبرني عبد الله بن الجهم قال: حدثنا عمرو -يعني: ابن أبي قيس- عن أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجلالة في الإبل أن يركب عليها )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الرجل يسمي دابته

حدثنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ قال: ( كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له: عفير )].