خطب ومحاضرات
كتاب الصلاة [23]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، وبأسانيدكم إليه رحمنا الله تعالي وإياه، قال المصنف رحمه الله تعالى: [أبواب فضائل القرآن: باب في ثواب قراءة القرآن
حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ).
حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجاً يوم القيامة، ضوئه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم فما ظنكم بالذي عمل بهذا ).
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا هشام وهمام عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يشتد عليه فله أجران ).
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).
حدثنا سليمان بن داود المهري قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني قال: ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان أو العقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله عز وجل ولا قطع رحم، قالوا: كلنا يا رسول الله؟ قال: فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فاتحة الكتاب
حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني ).
حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا خالد قال :حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن قال: ( سمعت حفص بن عاصم يحدث عن أبي سعيد بن المعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يصلي فدعاه قال: فصليت ثم أتيته قال: فقال: ما منعك أن تجيبني؟ قال: كنت أصلى، قال ألم يقل الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24]، لأعلمنك أعظم سورة -أو في أي القرآن، شك خالد- قبل أن أخرج من المسجد، قال: قلت: يا رسول الله قولك، قال: (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))، هي السبع المثاني التي أوتيت والقرآن العظيم )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من قال هي من الطول
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ( أوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً من المثاني الطول، وأوتي موسى عليه السلام ستاً، فلما ألقى الألواح رفعت ثنتان وبقي أربع )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما جاء في آية الكرسي
حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الأعلى قال: حدثنا سعيد بن إياس عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبا المنذر أي آية معك من كتاب الله أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أبا المنذر أي آية معك من كتاب الله أعظم؟ قال: قلت: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255]، قال فضرب في صدري وقال: ليهن لك أبا المنذر العلم ) ].
وهذا دليل على أن العلم إذا أطلق في الكتاب والسنة فالمراد به هو علم الوحي إلا لقرينة صارفة أو نص بين.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في سورة الصمد
حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ( أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ))، يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ) ].
هي تعدل ثلث القرآن جزاءً لا إجزاءً، يعني: من جهة الأجر، ولكنها لا تجزئ عن قراءة بقية القرآن.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في المعوذتين
حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني معاوية عن العلاء بن الحارث عن القاسم مولى معاوية عن عقبة بن عامر قال: ( كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر، فقال لي: يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا، فعلمني (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ))، و(( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ))، قال: فلم يرني سررت بهما جداً، فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما صلاة الصبح للناس، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة التفت إلي فقال: يا عقبة كيف رأيت )؟
حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن عقبة بن عامر قال: ( بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بـ (( أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ )) و(( أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ))، ويقول: يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما، قال: وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة ) ].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيف يستحب الترتيل في القراءة
حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن سفيان قال: حدثني عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله بن عمرو قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ).
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا جرير عن قتادة قال: ( سألت أنساً عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد مداً ).
حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي قال: حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك قال: ( أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته، فقالت: وما لكم وصلاته؟ كان يصلي وينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، ونعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءته حرفاً حرفاً ).
حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن عبد الله بن مغفل قال: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو على ناقة يقرأ بسورة الفتح وهو يرجع ) ].
والمراد بالترجيع هو الصوت الذي يكون في حال اضطراب الناقة إذا كان الإنسان عليها أو على دابة يأتي تقطيع للصوت، وليس المراد بذلك هو تكرار العبارة، فتكرار الآية في صلاة الفريضة لا يشرع بل يذكرها مرة واحدة.
وأما بالنسبة للنافلة فجاء في ذلك بعض الأخبار المرفوعة والموقوفة، إلا أنه في الفريضة خلاف السنة.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زينوا القرآن بأصواتكم ).
حدثنا أبو الوليد الطيالسي وقتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد بن موهب الرملي بمعناه أن الليث حدثهم عن عبد الله بن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص، وقال يزيد عن ابن أبي مليكة عن سعيد بن أبي سعيد، وقال قتيبة: هو في كتابي عن سعيد بن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ).
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.
حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال: حدثنا عبد الجبار بن الورد قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال عبيد الله بن أبي يزيد: ( مر بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته فدخلنا عليه، فإذا رجل رث البيت رث الهيئة، فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس منا من لم يتغن بالقرآن، قال: فقلت لـابن أبي مليكة: يا أبا محمد! أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت؟ قال: يحسنه ما استطاع ).
حدثنا محمد بن سليمان الأنباري قال: قال وكيع وابن عيينة: يعني يستغني ].
جمهور العلماء على أن المراد بقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن )، يعني: تحسين الصوت، أما قول سفيان بن عيينة: يستغني به عن غيره، فحمله على هذا المعنى هو خلاف ما عليه عامة السلف، نعم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا سليمان بن داود المهري قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني عمر بن مالك وحيوة عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغني بالقرآن يجهر به )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيه
حدثنا محمد بن العلاء قال: حدثنا ابن إدريس عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من امرئ يقرأ القرآن ينساه إلا لقي الله عز وجل يوم القيامة أجذم ) ].
لا يصح هذا الحديث، ولا يصح وعيد معين في نسيان القرآن، إلا أن السلف يتفقون على شدة كراهة ذلك، وجاء عن ابن سيرين نقله عن السلف أنهم كانوا يكرهون ذلك ويمنعون منه.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب أنزل القرآن على سبعة أحرف
حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: ( سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اقرأ، فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال لي: اقرأ، فقرأت فقال: هكذا أنزلت، ثم قال: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ).
حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر قال: قال الزهري: إنما هذه الأحرف في الأمر الواحد ليس تختلف في حلال ولا حرام.
حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن يحيى بن يعمر عن سليمان بن صرد الخزاعي عن أبي بن كعب قال: ( قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبي إني أقرئت القرآن فقيل لي على حرف أو حرفين فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك الذي معي قل: على ثلاثة، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب ).
حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك على حرف، قال: أسأل الله معافاته ومغفرته إن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه ثانية فذكر نحو هذا حتى بلغ سبعة أحرف قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الدعاء
حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن منصور عن ذر عن يسيع الحضرمي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الدعاء هو العبادة قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] ).
حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن شعبة عن زياد بن مخراق عن أبي نعامة عن ابن لـسعد قال: ( سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، فقال: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء، فإياك أن تكون منهم، إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر ).
حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا حيوة قال: أخبرني أبو هانئ حميد بن هانئ أن أبا علي عمرو بن مالك حدثه ( أنه سمع فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجل هذا، ثم دعاه فقال له أو لغيره: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعد بما شاء ) ].
وتمجيد الله عز وجل يكون في صدر كل دعاء إلا في حالة وهي قنوت النازلة فيبادر الإنسان بسؤال حاجته، والنازلة كالحروب والجدب والقحط فتناسب الفزع، أن تفزع بلا مقدمات وهذا لبيان شدة الكرب، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام في حال قنوت النازلة لا يقدم شيئاً وإنما يقول: اللهم أنج الوليد بن الوليد وغير ذلك من أدعية النوازل فيبادر الإنسان بسؤال حاجته.
وأما الأدعية الأخرى التي تكون في حال الرخاء وفي حال السراء أو نحو ذلك فإن الإنسان يقدم بين يدي دعائه بالصلاة وتمجيد الله عز وجل.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا يزيد بن هارون عن الأسود بن شيبان عن أبي نوفل عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ]، الحديث السابق: ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعده بما شاء ).
[ حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا يزيد بن هارون عن الأسود بن شيبان عن أبي نوفل عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك ).
حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مكره له ).
حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي ) ].
ربما يكون استعجال الإنسان سبباً لعدم إجابة الدعاء، فاستعجاله نوع اعتراض على حكمة الله في اختيار وقت مناسب لصالح العبد، فكان ذلك نوعاً من الاعتراض على الله سبحانه وتعالى فكان حرماناً للإنسان أن يجاب دعاؤه، ولهذا يدعو الإنسان ويدع الإجابة لربه سبحانه وتعالى فهو الذي يختار لعبده الموضع الذي يناسب الإنسان وهو أصلح له في دينه ودنياه.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا عبد الملك بن محمد بن أيمن عن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق عمن حدثه عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثني عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تستروا الجدر، من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النار، سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم ).
قال أبو داود: روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضاً ].
لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام في مسح الوجه بعد الدعاء شيء.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال: قرأته في أصل إسماعيل -يعني: ابن عياش- قال: حدثني ضمضم عن شريح قال: حدثنا أبو ظبية أن أبا بحرية السكوني حدثه عن مالك بن يسار السكوني ثم العوفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها ).
قال أبو داود: قال سليمان بن عبد الحميد: له عندنا صحبة يعني: مالك بن يسار.
حدثنا عقبة بن مكرم قال: حدثنا سلم بن قتيبة عن عمر بن نبهان عن قتادة عن أنس بن مالك قال: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو هكذا بباطن كفيه وظاهرهما ).
حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني قال: حدثنا عيسى -يعني: ابن يونس- قال: حدثنا جعفر -يعني: ابن ميمون صاحب الأنماط- قال: حدثني أبو عثمان عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً ).
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب -يعني: ابن خالد- قال: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب عن عكرمة عن ابن عباس قال: المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما، والاستغفار أن تشير بأصبع واحدة، والابتهال أن تمد يديك جميعاً.
حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا سفيان قال: حدثني عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس بهذا الحديث قال فيه: والابتهال هكذا ورفع يديه وجعل ظهورهما مما يلي وجهه.
حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أخيه إبراهيم بن عبد الله عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكر نحوه.
حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ابن لهيعة عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن السائب بن يزيد عن أبيه (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه).
حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن مالك بن مغول قال: حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، فقال: لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب ).
حدثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي قال: حدثنا زيد بن حباب قال: حدثنا مالك بن مغول بهذا الحديث قال فيه: ( لقد سألت الله عز وجل باسمه الأعظم ).
حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي قال: حدثنا خلف بن خليفة عن حفص - يعني: ابن أخي أنس - عن أنس ( أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يصلي، ثم دعا اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى ).
حدثنا مسدد قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163]، وفاتحة سورة آل عمران الم [آل عمران:1]، اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران:2] ) ].
لا يثبت في تحديد اسم الله عز وجل الأعظم خبر، وإنما جاء في ذلك بعض الأخبار سواء المرسلة أو المقطوعة الموقوفة وبالنظر إلى مجموعها فأمثل ما جاء في تحديد اسم الله عز وجل الأعظم أنه الله هذا هو أرجح من اسمي الحي القيوم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن عائشة قالت: ( سرقت ملحفةً لها فجعلت تدعو على من سرقها، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تسبخي عنه ).
قال أبو داود: لا تسبخي أي: لا تخففي عنه.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر قال: ( استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي وقال: لا تنسنا يا أخي من دعائك، فقال: كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا قال: شعبة ثم لقيت عاصماً بعد بالمدينة فحدثنيه وقال: أشركنا يا أخي في دعائك ).
حدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن سعد بن أبي وقاص قال: ( مر علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أدعو بأصبعي فقال: أحد أحد، وأشار بالسبابة )].
استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
كتاب الطهارة [5] | 2709 استماع |
كتاب الطهارة [8] | 2689 استماع |
كتاب الترجل - كتاب الخاتم | 2318 استماع |
كتاب الصلاة [21] | 2312 استماع |
كتاب الأيمان والنذور [2] | 2305 استماع |
كتاب الطهارة [9] | 2297 استماع |
كتاب الطهارة [2] | 2222 استماع |
كتاب الطهارة [4] | 2166 استماع |
كتاب الصلاة [20] | 2129 استماع |
كتاب الصلاة [6] | 2119 استماع |