خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/142"> الشيخ ابو بكر الجزائري . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/142?sub=115"> نداءات الرحمن لأهل الإيمان
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 15
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان، جعلنا الله تعالى وإياكم منهم، وجمعنا وإياهم في دار الكرامة في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم آمين.
وها نحن مع [ النداء الخامس عشر ] وقد سبقه أربعة عشر نداءً، نادى الجبار عز وجل فيها عباده المؤمنين والمؤمنات، وهذا النداء الخامس عشر هو [ في النهي عن أكل الربا والأمر بتقوى الله عز وجل ] فمضمون هذا النداء ومحتواه هو نهي الله عز وجل عباده المؤمنين عن أكل الربا، وأمرهم تعالى بتقواه جل جلاله وعظم سلطانه.
قال: [ الآية (130) من سورة آل عمران
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:130] ] وهيا نتغنى بهذا النداء لنحفظه عن ظهر قلب، وتكون هذه الآية نوراً في قلوبنا، ونصلي بها النوافل حتى لا ننساها.
أهمية العمل بالعلم
عظم ذنب آكل الربا
بيان كيفية أكل الربا أضعافاً مضاعفة
ربا البنوك أعظم من ربا الجاهلية
الربا محرم مطلقاً
وهناك لطيفة أخرى: المرأة تحت الرجل، والرجل يجب أن ينفق عليها، فإذا كان الرجل يرابي فهي تأكل من الربا، وهي ليست آثمة؛ لأنه يجب أن ينفق عليها، فهي زوجته، يطعمها حيث شاء ومما شاء، وهي ليست بمسئولة. فالمرأة لا تأكل الربا. والآن يوجد نساء ربويات، وهن موجودات، لهن قروض في البنوك، والرسول يتكلم مع فحول المؤمنين وقت الرفعة والعزة والكمال [ ويقول صلى الله عليه وسلم: (الربا ثلاثة وسبعون باباً)] فقد يدخل فيه الإنسان من هنا، أو من هنا، فهو ليس محصوراً في ربا البنوك فقط، بل هو ثلاثة وسبعون باباً [ ( أيسرها ) ] أي: أخفها [ ( أن ينكح الرجل أمه)] ولا يوجد ذنب أعظم من هذا [(وإن أربى الربا ) ] وأعظمه [ ( عرض الرجل المسلم ) ] بأن تنهش عرضه وهو غائب، فهذا أعظم من ذاك. وهذا نتلذذ به، فمجالسنا إذا جلسنا ليس فيها إلا الطعن بفلان وفلان، وخاصة العلماء والحكام والدعاة، وأما التجار وغيرهم فلا يلتفتون إليهم، وأما العلماء والدعاة والحكام فيذبحونهم ذبحاً، ولا يخلو مجلس من هذا أبداً إلا ما شاء الله، وسبب هذا أننا ما عرفنا، ولا وجدنا من يعلمنا، والرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أرسل هادياً ومعلماً وبشيراً ونذيراً، وليكون المجتمع الطاهر النقي الذي يعبد الجبار في الأرض، وينزل بجواره في السماء. فالربا يقطع العلاقات، ويمزق الصلات، ويبعد الإخاء، وينهي الرحمة، ويجعلنا كالحيوانات كما هو الواقع، وكذلك من يمزق عرض المؤمن ولي الله، ويقطعه، ويتهمه بالفجور، أو يقول فيه كذا وكذا، فلا يبقى هذا المجتمع الرباني الإسلامي. ونحن أكلنا الربا، وأكلنا لحوم بعضنا بعضاً، فتسمعهم يتحدثون عن هذا الشيخ ويقولون العجب، فبعضهم يقول: هذا وهابي، وآخر يقول: هذا متخلف، وثالث يقول: رجعي، ورابع يقول: هذا عميل للحكومة، وخامس يقول كذا، والله العظيم، ولا لوم ولا عتاب؛ لأننا ما ربينا في حجور الصالحين، ولذلك لن نكمل في آدابنا وعقولنا، ونحن نعيش كما تعيش البهائم، ولا هم لنا إلا الأكل والشرب والنكاح، والسعي وراء ذلك بالليل والنهار، وذكرنا لله قليل، والمعرفة تنعدم عند أكثرنا، فلن نستطيع أن نكمل في آدابنا وأخلاقنا، والحل هو في العودة، ولا تقولوا: المسافة بعيدة، فهي مدة ألف وأربعمائة سنة، ونحن الآن نطير في السماء ونغوص في الماء، وعندنا غير ذلك، فالرجوع إلى ذلك العهد ليس معقولاً، فوالله لرجوعنا إلى ذلك العهد أيسر من أن نغرس فسيلة حتى تثمر، وأسهل من أن نستورد تجارة ونربح منها.
والطريق إلى ذلك معاشر المستمعين! وبلغوا هو أن أهل القرية - والقرية في لغة المعاصرين الجغرافيين والأوربيين هي البلد الصغير الذي سكانها معدودين كألف أو ألفين، وأما في عرف القرآن: فالقرى جمع قرية، وهي العاصمة .. الحاضرة، واقرأ إن شئت قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أمرت بقرية تأكل القرى ). فالرسول يقول: أمرني ربي بقرية أسكنها تأكل القرى، وهذه القرية التي أكلت القرى هي المدينة، فقد أكلت عواصم الفرس والروم على عهد عمر وعثمان وعلي ، ولم تبق قرية لم تخضع للمدينة في أيامها، لا عواصم كسرى ولا عواصم الروم، بل الكل أذعنت ودخلت تحت المدينة. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أكلت القرى- المسلمون يعودون إلى ما كان عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم؛ ليكملوا ويسعدوا، ويصفوا ويطهروا، ويتأهلوا للسماء، وينزلوا في الملكوت الأعلى، فيعلنون ويقولون: اسمعوا إخواننا! .. أبناءنا! .. أمهاتنا! .. نساءنا! .. أبناء بناتنا! من غدٍ إذا غابت الشمس وأذن المغرب فلا يبق رجل ولا امرأة ولا ولد في بيته أو في مكانه، بل الكل في المسجد، وإذا كان المسجد ضيقاً فيوسعونه، ويعلنون: أيها الفحول! غداً ما من أحد إلا ويأتي بلحاف أو بغطاء أو بغير ذلك، ونوسعه حتى بغلاف قبل أن نبنيه، فإذا مالت الشمس للغروب رأيتهم زرافات ووحداناً مقبلون على الله في بيته، فيصلون المغرب، ثم يجلسون جلوسنا هذا، ويجلس لهم مربٍ خليفة لرسول الله في تعليم أمته، فلا يعلمهم بقال الشيخ الفلاني، وقال سيدي فلان، وإنما يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، أي: يطهر أرواحهم وأخلاقهم ونفوسهم، ومصدر ذلك قول الله تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [الجمعة:2]. وكل ليلة وهم مع الله يتعلمون الكتاب والحكمة، فلا تمر سنة واحدة على أهل القرية إلا ولم يبق بينهم جاهل أو جاهلة، لا يعقل أن يبقى أحد، وإذا انتفى الجهل بينهم فلن تسمع أن هناك من فكر في الزنا بنساء إخوانه في قريته، ولن تسمع أن فلاناً ضرب فلاناً أو شتمه، ولن تجد مجلس غيبة أو نميمة، فهذا والله ما يكون؛ فقد علموا وعرفوا وزكت نفوسهم. وإذا انتفى منهم الجهل والظلم والفسق والفجور وكل النقائص فقد كملوا، فلو رفعوا أيديهم إلى الله على أن يزيل دولة كاملة لأزالها؛ لأنهم أولياؤه، لا ترد لهم دعوة. وهذا لا يكلفنا شيئاً لو فعلناه، وبعضهم يقول: أنت تريد أن تتعطل الحياة، وأقول: لا، فأنت من صلاة الصبح والمعول في يدك، أو المطرقة في يمينك، أو المسحاة على كتفك وأنت تعمل إلى العصر، وهذا يكفي، أو أن دكانك مفتوح من صلاة الصبح إلى غروب الشمس، وقد استفدت في هذا الوقت، فالحياة لم تتعطل، وهذه الكلمة يقولها الهابطون، فهم يقولون: هذا يريد أن تتعطل حياتنا، وأقول: تعال نمشي معك إلى أوروبا، وسنجد أهلها إذا مالت الشمس إلى الغروب أغلقت الدكاكين والمصانع، ويذهب العمال للراحة، فيذهبون يروحون على أنفسهم في الملاهي والمقاهي والملاعب والمراقص والمقاصف؛ لأنهم موصولون بعالم الشقاء، فلا نكن نحن مثلهم، نروح عن أنفسنا في المقاهي والملاهي، بل في بيوت الرب مع ذكر الله وتعلم الهدى.
فليفهم السامعون هذا والسامعات، فوالله لن تكملوا ولن تسودوا ولن تعزوا ولن يرفع هذا الضعف والذل والفقر والهوان والدون إلا بالعودة إلى الكتاب والسنة، أحببتم أم كرهتم.
التحذير من السبع الموبقات
والرسول عندما قال هذا لأصحابه لم يكن يخاف عليهم الشرك، وإنما قال هذا لأن الله أعلمه الله الأمة ستفتن في حياتها، ويصبح الشرك عندها عادياً كبقية العاديات، ووالله لقد كنا ندخل قرى قبل خمسين سنة لا نجد فيها موحداً أبداً، وتجد الواحد منهم يهلل: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، والمسبحة في يده، وإذا سقطت المسبحة قال: يا رسول الله! أو يا سيدي فلان! ونسي ذكره لا إله إلا الله. ولكن هذه الفترة والحمد لله وجد فيها توحيد، ووجد موحدون، وجزى الله ألف مرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، فهو الذي نفخ هذه الروح في العالم، وقد كفروه وسبوه وحاربوه وقاتلوه، إلى أن تغمده الله برحمته، ثم جاء عبد العزيز فأعاد ذلك النور من جديد، وهذه والله بركتهم، وإلا ما كان يصل التوحيد إلى بلاد المغرب ولا يعرف، فجزاهم الله خيراً، وقد مضت أربعمائة سنة لم يكن يوجد من يوحد الله في القرية، بل كنت تجد الواحد يعبد ويصلي وقلبه مع فلان وفلان، وقد رأيناهم جماعات يبركون على القبور، ويتمرغون عليها، وينزلون بنسائهم وأطفالهم لزيارة سيدي فلان وفلان، ويجلسون أياماً وليالٍ عاكفون كالعكوف على الكعبة، وفيهم من يقرأ القرآن؛ بل ويقرءون هم القرآن ولا يفهمون له معنى. والحمد لله أن علمنا الله وهدانا، وأصبحنا من أهل لا إله إلا الله بحق.
[ ( والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ) ] وكل واحدة منها توبق صاحبها في جهنم. وهي سبع موبقات، وهي:
أولاً: الشرك بالله. هذه الأولى.
ثانياً: السحر. وقد اتصل بي اليوم بعد الظهر مؤمن بالتلفون، وقال: يا شيخ! سحرني رجل واعترفت له بمبالغ مالية كثيرة، فكيف أصنع؟ فقلت له: إذا كنت في المملكة فالحل أن تذهب إلى الهيئة وتقول: وجد ساحر وسحرني وخذ بيده فسوف يعدم. فالساحر يقتل حيث بان سحره. فقال: مع الأسف أنا في مصر. فقلت له: ليس لك حيلة إلا أن تشتكي إلى المحكمة، والمحكمة عندها وسائط؛ فإن تبين أنه ساحر لم يعطونه لا درهماً ولا جنيهاً. فالسحر شاع، وكأننا تخلينا عن أسلامنا، فقد أصبح السحر عاماً عندنا، والساحر يقتل حيث بان سحره، وهو شر من الكافر، ولا يجوز أن يوجد في قرية مسلمة ساحر، ولا أن تقول: نذهب إلى الساحر أو لا نذهب؟ فلا تذهب إلى الساحر، وإنما اذهب إليه برجال الحكومة؛ حتى يقتلوه؛ لأن الساحر لا يتوب، فبمجرد أن يظهر السحر يقتل؛ لأن السحر خفي، أخفى ما تتصور، فلا يعرف إذا قال: أنا تبت، فلهذا إذا شهد اثنان على أنه ساحر يعدم.
ثالثاً: قتل النفس التي حرم الله، وأما النفس التي أباح الله قتلها فلا بأس، والنفس التي أباح الله قتلها نفس المحارب الكافر، فإذا اشتعلت نار الحرب بيننا وبين اليهود والكفار فاقتل ولو سبعين واحداً في اليوم، فهذا جائز.
وكذلك الزاني يقتل إذا كان محصناً، والقاتل عمداً وعدواناً يقتل، هذا هو الحق، وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.
والكافر لا يقتل، وحرام أن تقتله، إلا إذا كنا في حرب معهم.
رابعاً: أكل الربا، واسألوا البنوك عن الربا.
خامساً: أكل مال اليتيم، وأكثر من يأكله وليه الذي يتولى عليه.
سادساً: التولي يوم الزحف، فإذا زحفت قوات الإيمان والتوحيد على قوات الشرك والكفر فالذي يتأخر وينهزم فهذا جزاؤه، فقد فعل موبقة لا ينجو معه؛ لأن الله قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ [الأنفال:15].
سابعاً: وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات، كـعائشة الصديقة رضي الله عنها، وما زال المخدوعون المغرر بهم المتهالكون إلى الآن يقولون: عائشة فجرت وزنت، وقد نزلت الآية وفيها: وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ [النور:26]. وهم يقولون: الرسول طيب وعائشة خبيثة. والعياذ بالله. وأي كفر أعظم من هذا! وعلة هذا هو الجهل، فنحن ما تربينا وما علمنا وما عرفنا.
علة تحريم الربا
أولاً: المحافظة على مال المسلم-ولي الله - حتى لا يؤكل بالباطل.
ثانياً: توجيه المسلم إلى استثمار ماله في أوجه المكاسب الشريفة الخالية من الاحتيال والخديعة والغش ] وذلك [ كالفلاحة والصناعة والتجارة ] ولن نحيا حتى نعود إلى القرية كما قدمنا، فأهل القرية يجمعون نقودهم الفاضلة في صندوق في المسجد ووالله لينمونه في قريتهم، ويأخذون فوائد، وتحفظ أموالهم بكل سهولة، ولكن ما دمنا بعيدين عن الله فهيهات أن نتقي هذه الفتنة، ولقد نجا منا من تباعد عنها، وإلا فأغلبنا هالك مع الهالكين. [ ثالثاً: سد الطرق المفضية بالمسلم إلى عداوة أخيه المسلم وبغضه وكرهه ] فالذي يأخذ من البنك مليون ريال ثم يسدده مليون ومائة ألف ويصبح صاحب البنك رابحاً، فوالله ما يحبه وإنما يبغضه. فللمحافظة على الإخوة بين المسلمين حرم الله الربا؛ لما ينتج هذا الربا من بغض المسلم للمسلم، وعدائه له.[ رابعاً: فتح أبواب البر في وجه المسلم ليتزود لآخرته، فيقرض أخاه المسلم بلا فائدة، وينتظر ميسرته بلا فائدة، وييسر عليه أمره، ويرحمه ابتغاء مرضات الله ] ولو لم توجد بنوك ربا وكان عندي مليون ريال لا أصنع به شيئاً وإنما دائماً مخزون فإذا أتى مؤمن فسأقرضه، والمؤمن إذا أقرضته يرضى أن يموت ولا يخونني ولا يجحدني [ وفي هذا ما يشيع المودة بين المسلمين، ويقوي روح الإخاء والحب والتصافي بينهم.
فاذكر هذا أيها المؤمن وعلمه غيرك من إخوانك المؤمنين ].
سبب الأمر بالتقوى بعد النهي عن أكل الربا
ألا ] لا ألو، فهذه جديدة، تسمعونها في البيوت مع التلفون، وأما ألا فقد جاءت من القرآن، ولكن أخذوها وقالوا: لا تقولوا: إن هذه من العرب، وقد سألناهم: من أين جاءت ألو هذه؟ قالوا: هكذا وجدت مع التلفون، ولا ندري من أين. فقلنا: لقد عرفنا هذا من قبل ألف وأربعمائة سنة، أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62] [ فلنطع الله فلا نأكل الربا، ونتق الله فلا نعصيه في أمر، أو في نهي؛ لنظفر بأعظم ربح، ونغنم أفضل غنم، ألا وهو الفلاح ] والفلاح هو أن تبعد عن النار وتدخل الجنة. هذا هو الفوز العظيم، فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران:185] [ جعلنا الله من أهله الفائزين به، الناجين من النار، الساكنين الجنة دار الأبرار.
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ].