خطب ومحاضرات
عرض كتاب الإتقان (83) - النوع الثامن والسبعون في معرفة شروط المفسر وآدابه [4]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين, وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد، وعلى آله وصحبه و التابعين.
أما بعد:
فسنستأنف -إن شاء الله- دروسنا ونأخذ ما بقي من كتاب الإتقان في علوم القرآن, كنا قد توقفنا عند النوع المتعلق بالتفسير لعلاقته بالدرس الذي نقوم به وهو في التفسير, ثم نكمل أيضاً في التعليق على تفسير الإمام الطبري في سورة النازعات.
وقد كتبت في ترتيب أنواع علوم القرآن في كتاب الإتقان وهناك تقسيم للشيخ مصطفى البحياوي ، ولعلنا نطلع عليه ونضع موازنة بين ما قسمه الشيخ حفظه الله وبين التقسيم الذي ذكرته. ويمكن الإشارة إلى علاقة بعض الأنواع بالنوع الكلي المذكور، فمثلاً: عندنا نزول القرآن, وتدوين القرآن, وأداء القرآن, ودلالة ألفاظ القرآن, وتفسير القرآن, وبلاغة القرآن, وعلوم سور القرآن, ثم أنواع أخرى لم تدخل في أحد هذه الأنواع.
وهذا مقام صالح جداً للاجتهاد والإبداع, ممن يريد أن يعمل على تقسيم أنواع علوم القرآن في كتاب الإتقان, فيمكن أن يكون لكم أيضاً رأي واجتهاد سواء في العناوين العامة أو في العناوين المنبثقة, وأنا لم أغير من عبارات السيوطي شيئاً، بل جعلت عبارات السيوطي كما هي, والذي فعلته هو العناوين الكلية فقط, التي هي نزول القرآن, وتدوين القرآن, وأداء القرآن, ثم قسمت ما ذكره السيوطي بناءً عليها, والأرقام الموجودة في التقسيم هي أرقام الأنواع كما هي عند السيوطي , ولهذا نلاحظ مثلاً في نزول القرآن من واحد إلى ستة عشر كما هي عند السيوطي , ثم يأتي بعدها ما وقع فيه بغير لغة الحجاز كما يعبر بعض العلماء عنه فوضعتها في علم النزول, الذي هو النوع السابع والثلاثين عنده، وكذلك ما وقع فيه بغير لغة العرب, وكذلك في أسماء من نزل فيهم القرآن, فستكون الأرقام بعد ستة عشر، ثمانية وثلاثون، وواحد وسبعون, وضعتها مع النزول, وهو في أسماء من نزل فيهم القرآن لأن له علاقة بالنزول.
وأما تدوين القرآن ففيه جمعه وترتيبه، وفيه مرسوم الخط وآداب كتابته, فوضعته في التدوين مع أن الجمع رقم ثمانية عشر، والمرسوم رقم ستة وسبعون.
وكذلك أداء القرآن وهي متوالية من عشرين إلى خمسة وثلاثين، كما هي عند السيوطي, فهي مرتبة عنده, ولهذا كما قلت سابقاً: إن هناك نظراً موضوعياً في توزيع الموضوعات وإن لم يذكره السيوطي رحمه الله تعالى.
وعلم الوقف والابتداء مثلاً, والموصول لفظاً المفصول معنىً وضعها السيوطي ضمن ما يتعلق بالأداء, مع أن هذين النوعين لهما تعلق بتفسير القرآن, ولهذا يمكن أن نخترع أسلوباً في التقسيم بنظرنا إلى النوع وموضعه عند السيوطي , ويمكن أن نضع بين قوسين تنبيهاً على أنه يدخل في النوع الكلي والذي هو تفسير القرآن.
ونجد في تفسير القرآن مثلاً الآيات المشتبهات، وقد تكلم عنها في متشابه القرآن, وتكلم عما يشتبه على الحفاظ, فهذا يوضع عليه ملحوظة في أن له علاقة بالأداء من جهة, ومرتبط بالتفسير من جهة أخرى, وهكذا.
والمقصود من ذلك أننا يمكن أن نشترك معاً, ونجتهد في إخراج ما ذكره السيوطي رحمه الله تعالى بتقسيم بديع، إذ نجمع المتناثر من الموضوعات ونلمه على نوع كلي واحد.
فأنا أتمنى النظر في هذه الأنواع الكلية التي ذكرتها وهي: نزول القرآن, وتفسير القرآن, وتدوين القرآن .. وبلاغة القرآن .. وأداء القرآن .. وعلوم سور القرآن .. ودلالة ألفاظ القرآن, وأنواع أخرى ينظر فيها هل هناك تصنيف يمكن أن يغير منها، أو أن يضاف شيء وتوزع عليه أنواع علوم القرآن الذي ذكرها السيوطي , وكذلك في الأنواع التي ضمن هذه الأنواع الكلية, هل هناك بعض الأنواع يمكن أن ينقل إلى مكان آخر, ويكون عندنا علة نقل هذا النوع, ولماذا نقلناه إلى هذا المكان؟ أو أن نقول: إن هذا النوع له أيضاً علاقة بالنوع الآخر بحيث إنه يوضع تنبيه أو ملحوظة عليه.
وهذا التقسيم سيكون دائماً معنا في تفسير الطبري ، بحيث أننا إذا قرأنا موضوع تفسير الطبري أو آيات في تفسير الطبري نجتهد في مدى كون هذه الآيات مرتبطة بنوع من أنواع هذا العلم ويكون عندنا مدارسة هل هي تدخل في هذا العلم، أو لا تدخل في هذا العلم؟ وعلى سبيل المثال قد يأتينا شيء يتعلق بالقراءات، كاختلاف القراءات فلما تأتينا مثل هذه نذهب إلى أداء القرآن قطعاً ستكون مما يتعلق بالأداء سواء كانت موجودة كنوع تفصيلي عند السيوطي , أم قضية تكلم عنها الطبري في الأداء، أو أنها لا تكون موجودة، وأحياناً قد يكون مرتبطاً بمرسوم المصحف كما سيأتينا.
الهدف من ترتيب علوم القرآن
والمقصد من ذلك أنه يلزم أن نوظف هذا التقسيم بعد أن نعمل عليها التعديلات التي ستظهر إن شاء الله من خلال القراءة له، وفي حال درس تفسير الطبري ، ونجتهد في أننا نبرز أنواع علوم القرآن من خلال ما يريده الطبري من آيات، أو من خلال ما يريده الطبري من تفسيرات له، أو كذلك من خلال ما يريده الطبري من تفسيرات للمفسرين.
والمقصد من ذلك أنه يلزم أن نوظف هذا التقسيم بعد أن نعمل عليها التعديلات التي ستظهر إن شاء الله من خلال القراءة له، وفي حال درس تفسير الطبري ، ونجتهد في أننا نبرز أنواع علوم القرآن من خلال ما يريده الطبري من آيات، أو من خلال ما يريده الطبري من تفسيرات له، أو كذلك من خلال ما يريده الطبري من تفسيرات للمفسرين.
استمع المزيد من صفحة د. مساعد الطيار - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
عرض كتاب الإتقان (45) - النوع الخامس والأربعون في عامه وخاصه | 3938 استماع |
عرض كتاب الإتقان (77) - النوع السادس والسبعون في مرسوم الخط وآداب كتابته [1] | 3816 استماع |
عرض كتاب الإتقان (47) - النوع السابع والأربعون في ناسخه ومنسوخه | 3597 استماع |
عرض كتاب الإتقان (79) - النوع السابع والسبعون في معرفة تفسيره وتأويله وبيان شرفه والحاجة إليه | 3588 استماع |
عرض كتاب الإتقان (69) - النوع السابع والستون في أقسام القرآن | 3545 استماع |
عرض كتاب الإتقان (49) - النوع التاسع والأربعون في مطلقه ومقيده | 3540 استماع |
عرض كتاب الإتقان (74) - النوع الثالث والسبعون في أفضل القرآن وفاضله | 3482 استماع |
عرض كتاب الإتقان (34) - النوع السادس والثلاثون في معرفة غريبه [1] | 3480 استماع |
عرض كتاب الإتقان (7) - النوع الرابع - النوع الخامس - النوع السادس | 3444 استماع |
عرض كتاب الإتقان (53) - النوع الثالث والخمسون في تشبيهه واستعاراته | 3422 استماع |