أبواب إقامة الصلوات والسنة فيها [2]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال المصنف رحمه الله: [ باب إذا حضرت الصلاة ووضع العشاء.

حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء ) .

حدثنا أزهر بن مروان، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء ).

قال: فتعشى ابن عمر ليلةً وهو يسمع الإقامة.

حدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح)

وحدثني علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع؛ جميعاً عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب الجماعة في الليلة المطيرة.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المليح، قال: ( خرجت في ليلة مطيرة، فلما رجعت استفتحت، فقال أبي: من هذا؟ قلت: أبو المليح، قال: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وأصابتنا سماء لم تبل أسافل نعالنا، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلوا في رحالكم ) .

حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي مناديه في الليلة المطيرة، أو الليلة الباردة ذات الريح: صلوا في رحالكم ) .

حدثنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن عباد بن منصور، قال: سمعت عطاء يحدث عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه قال في يوم جمعة يوم مطر: صلوا في رحالكم ) .

حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عباد بن عباد المهلبي، قال: حدثنا عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل: ( أن ابن عباس رضي الله عنهما أمر المؤذن أن يؤذن يوم الجمعة، وذلك يوم مطير، فقال: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال له: ناد في الناس فليصلوا في بيوتهم، فقال له الناس: ما هذا الذي صنعت؟ قال: قد فعل هذا من هو خير مني، تأمرني أن أحرج الناس من بيوتهم فيأتوني يدوسون الطين إلى ركبهم ) ].

وهذا من السنن المهجورة، بل إنه أولى من الجمع في المطر، وأن ينادي المؤذن في الصلاة: الصلاة في الرحال، أو: الصلاة في بيوتكم، بدلاً من أن يقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح، فيجعل الصلاة في البيوت أو في الرحال بدلاً من الحيعلتين.

وهل يذكرها أربع مرات؟ نقول: يذكرها مرتين حتى تتسق مع الأذان، وهو ظاهر الأدلة في ذلك، ونقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه أمر المؤذن بقول: الصلاة في الرحال، في جملة من الأحاديث، وكذلك الصحابة، ولم يثبت عنه أنه جمع في المطر، وإنما هو من عمل الصحابة كـعبد الله بن عمر.

جاء من حديث صفوان بن سليم عن عمر بن الخطاب عليه رضوان الله أنه جمع في ليلة مطيرة، وهذا إسناد منقطع عن عمر، ولكن نقول: إن الإنسان إذا كان في النداء يقول: الصلاة في الرحال، لكن إذا اجتمع الناس فإنه يجمع، وإذا لم يأت الناس والسماء تمطر فإنه ينادي لهم: أن الصلاة في الرحال، فنقول حينئذ: أنه يفصل فيها على الحال، والصلاة في الرحال أولى من الجمع.

ولا بأس أن يقول: الصلاة في البيوت، أو الصلاة في الرحال، فكلها سائغة.

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما يستر المصلي.

قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عمر بن عبيد، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: ( كنا نصلي والدواب تمر بين أيدينا، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مثل مؤخرة الرحل تكون بين يدي أحدكم، فلا يضره من مر بين يديه ) .

حدثنا محمد بن الصباح، قال: أخبرنا عبد الله بن رجاء المكي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم تخرج له حربة في السفر، فينصبها فيصلي إليها ) .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، عن عبيد الله بن عمر، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: ( كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير يبسط بالنهار، ويحتجره بالليل يصلي إليه ).

حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: حدثنا حميد بن الأسود، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية (ح)

وحدثنا عمار بن خالد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن عمرو بن حريث، عن جده حريث بن سليم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئاً، فإن لم يجد فلينصب عصا، فإن لم يجد فليخط خطاً، ثم لا يضره ما مر بين يديه ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب المرور بين يدي المصلي.

حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن سالم أبي النضر، عن بسر بن سعيد، قال: ( أرسلوني إلى زيد بن خالد أسأله عن المرور بين يدي المصلي، فأخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يقوم أربعين خير له من أن يمر بين يديه )، قال سفيان: فلا أدري أربعين سنةً، أو شهراً، أو صباحاً، أو ساعةً.

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن سالم أبي النضر، عن بسر بن سعيد: ( أن زيد بن خالد أرسل إلى أبي جهيم الأنصاري يسأله: ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل يمر بين يدي الرجل وهو يصلي؟ فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لو يعلم أحدكم ما له أن يمر بين يدي أخيه وهو يصلي، كان لأن يقف أربعين، قال: لا أدري أربعين عاماً، أو أربعين شهراً، أو أربعين يوماً، خير له من ذلك ) .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عمه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لو يعلم أحدكم ما له في أن يمر بين يدي أخيه معترضاً في الصلاة، كان لأن يقيم مائة عام خير له من الخطوة التي خطاها ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما يقطع الصلاة.

حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بعرفة، فجئت أنا والفضل على أتان، فمررنا على بعض الصف فنزلنا عنها وتركناها ثم دخلنا في الصف ) .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن قيس هو قاص عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن أم سلمة، قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجرة أم سلمة، فمر بين يديه عبد الله أو عمر بن أبي سلمة، فقال بيده هكذا فرجع، فمرت زينب بنت أم سلمة، فقال بيده هكذا فمضت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هن أغلب ) .

حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا قتادة، قال: حدثنا جابر، عن ابن عباس: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يقطع الصلاة الكلب الأسود والمرأة الحائض ) .

حدثنا زيد بن أخزم أبو طالب، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يقطع الصلاة المرأة والكلب والحمار ) .

حدثنا جميل بن الحسن، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يقطع الصلاة المرأة والكلب والحمار ) .

حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يقطع الصلاة إذا لم يكن بين يدي الرجل مثل مؤخرة الرحل: المرأة والحمار والكلب الأسود، قلت: ما بال الأسود من الأحمر؟ فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، فقال: الكلب الأسود شيطان ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب ادرأ ما استطعت.

حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا يحيى أبو المعلى، عن الحسن العرني، قال: ( ذكر عند ابن عباس ما يقطع الصلاة، فذكروا الكلب والحمار والمرأة، فقال: ما تقولون في الجدي؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي يوماً فذهب جدي يمر بين يديه، فبادره رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة ) .

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها، ولا يدع أحداً يمر بين يديه، فإن جاء أحد يمر فليقاتله فإنه شيطان ) .

حدثنا هارون بن عبد الله الحمال، والحسن بن داود المنكدري، قالا: حدثنا ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن صدقة بن يسار، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحداً يمر بين يديه، فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين )، وقال المنكدري: فإن معه العزى ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب من صلى وبينه وبين القبلة شيء.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل وأنا معترضة بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة ) .

حدثنا بكر بن خلف، وسويد بن سعيد، قالا: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أمها، قالت: كان فراشها بحيال مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عباد بن العوام، عن الشيباني، عن عبد الله بن شداد، قال: حدثتني ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا بحذائه، وربما أصابني ثوبه إذا سجد ) .

حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني أبو المقدام، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس، قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى خلف المتحدث والنائم ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب النهي أن يسبق الإمام بالركوع والسجود.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا ألا نبادر الإمام بالركوع والسجود، وإذا كبر فكبروا، وإذا سجد فاسجدوا ).

حدثنا حميد بن مسعدة، وسويد بن سعيد، قالا: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: ( ألا يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار؟ ) .

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، عن زياد بن خيثمة، عن أبي إسحاق، عن دارم، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني قد بدنت، فإذا ركعت فاركعوا، وإذا رفعت فارفعوا، وإذا سجدت فاسجدوا، ولا ألفين رجلاً يسبقني إلى الركوع ولا إلى السجود ) .

حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان (ح)

وحدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تبادروني بالركوع ولا بالسجود، فمهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني به إذا رفعت، ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت، إني قد بدنت ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما يكره في الصلاة.

حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثنا هارون بن هارون بن عبد الله بن الهدير التيمي، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن من الجفاء أن يكثر الرجل مسح جبهته قبل الفراغ من صلاته ) .

حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، وإسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تفقع أصابعك وأنت في الصلاة ) .

حدثنا أبو سعيد سفيان بن زياد المؤدب، قال: حدثنا محمد بن راشد، عن الحسن بن ذكوان، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغطي الرجل فاه في الصلاة ) .

حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن كعب بن عجرة: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قد شبك أصابعه في الصلاة، ففرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه ) .

حدثنا محمد بن الصباح، قال: أخبرنا حفص بن غياث، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ولا يعوي، فإن الشيطان يضحك منه ) .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن شريك، عن أبي اليقظان، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البزاق والمخاط والحيض والنعاس في الصلاة من الشيطان ) ].




استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
أبواب الأذان والسنة فيها 2548 استماع
أبواب التجارات [1] 2404 استماع
أبواب الوصايا 2389 استماع
أبواب الطهارة وسننها [3] 2378 استماع
أبواب الأحكام 2341 استماع
أبواب الجنائز [2] 2264 استماع
أبواب الحدود 2227 استماع
أبواب الزكاة 2220 استماع
أبواب المساجد والجماعات 2215 استماع
أبواب الرهون 2169 استماع