أرشيف المقالات

هل الإسلاميون معزولون عن الواقع؟ - عبد المنعم منيب

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .

في بداية دخولي الفيس بوك في عام 2007 (و أيضًا تويتر بعده بسنوات) كان معظم من عندي على الصفحة هم من الصحفيين أو معارضين سياسيين لنظام مبارك من غير الإسلاميين فكانوا يكتبون باستمرار عن الأحداث الجارية ويضعون صور صحف اليوم أو برنت سكرين لمواقع إخبارية على مدار الساعة للأخبار المهمة أو الأخبار المثيرة التي يريدون لفت الانتباه إليها أو التعليق عليها أو السخرية منها، فكانت قراءتي لصفحتي الرئيسية تعطيني فكرة سريعة عن أهم الأخبار، لكن بعد ثورة 30 سونيا كثير منهم عمل لي بلوك أو أنا عملت له حذف وأصبح أغلب من عندي هم من الإسلاميين المعارضين لنظام سيادة الزعيم؛ فأصبحت صفحتي الرئيسية معزولة عن مصر والعالم كله فلا أجد خبرًا واحدًا منقولًا أو حتى مشتومًا عند أي من الـ(4000) الذين أتابعهم؛ كل ما يكتبونه هو انطباعاتهم الشخصية وخواطرهم وأفكارهم المطلقة والمجردة والمعزولة إلى حد كبير عن الأحداث الآنية..
لم أفتح الويب منذ أمس حتى للحظة ولم أعلم خبر محلب ثم أقلّب الصفحة الآن فلا واحد كتبه أو نقله أو حلله من أغلب الـ(4000) اللهم إلا صديقي الدكتور Hany Taha وهو قال كلمة مجملة لا يفهمها إلا من قرأ الخبر في مكان آخر، أما من لا يعلم الخبر فلن يفهم كلمته ولن يعلم منه شيئًا.
هذا الأمر له دلالة خطيرة وعميقة فهو يدل على ما حذرت منه منذ عشرين عاما من أن أبناء الحركة الإسلامية يعيشون داخل ذواتهم ولا يخالطون الواقع وبالتالي لا يتمكنون من مراعاة متطلباته.
ربما يكون البعض عازفين عن النشر والمناقشة حول الخبر نفسه جريًا لما وراء الخبر أو تعاليًا عن تفاصيل يعلم الجميع أن لا أهمية لها في المآل، ولكن الاتجاه العام فيه أيضًا مسحة ما من العزلة عن الواقع أيًا كانت أسبابها، وهو أمر جدير بمزيد من الدراسة والبحث.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣