أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد يكون سبب هذه الأعراض هو الارتجاع المعدي إلى المريء، فكما تعلم فإنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة، وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكلٍ سليم فإنه لا يعود، فهناك ما يمنع عصارة المعدة من الخروج منها صاعدة إلى المريء، وهنا تحدث المشكلة.

من أهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح، أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول بعض الأطعمة.

ومن الأعراض الأخرى طعم حارق في الحلق أو الفم، بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة, وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس، وقد يحس بالخفقان بسبب التوتر والقلق والخوف الذي يترافق مع هذه الأعراض.

ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض لآخر.

من الأمور التي تزيد أو تظهر الأعراض هي امتلاء المعدة بالطعام، والحمل، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب، كما أنه أحياناً يكون الارتجاع مترافقاً بفتق فم المعدة، مما يضعف كثيراً عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض، ولتشخيص المرض لا بد من عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي.

العلاج يبدأ بتجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة (15 سم) حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق، والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر، ونتائجه بشكل عام جيدة, وقد تحتاج للدواء مرتين في اليوم مثل:

-pariet 20mg.
-losec 20mg.

نسأل الله لك الشفاء العاجل، والله الموفق.