عنوان الفتوى : الأعمال التي تكون سببًا في استجابة الدعاء
السؤال
ما الأعمال التي تقرّب إلى الله لاستجابة الدعاء؟ فإذا تمنيت شيئًا، وعسر عليّ، وطلبت من الله تيسيره، فهل توجد أعمال، أو أذكار لاستجابة دعائي؟ أرجو إفادتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تسأل عما يكون سببًا في إجابة الدعاء؛ فإن لاستجابة الدعاء شروطًا وأسبابًا، ينبغي للداعي أن يراعيها، ويأخذ بها، وقد بيناها في الفتوى: 11571، كما أن هناك موانع تمنع الإجابة، وقد ذكرناها في الفتوى:232450.
وللدعاء أيضًا آدابٌ يستحب للداعي أن يراعيها، كتحري أوقات الإجابة، ودعاء الله باسمه الأعظم، والإلحاح في الدعاء، وتكراره ثلاثًا، وحضور القلب، واليقين بالإجابة، وغير ذلك.
فمن استوفى شروط الإجابة، وانتفت عنه موانعها، وتأدب بآداب الدعاء؛ فإن الله تعالى يستجيب له بكرمه، ومنّه، قال الصنعاني في التَّنوير: فإن الدعاء إذا وافق وقتًا من أوقات الإجابة، وهي ثلث الليل الآخر، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وفي أدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإِمام يوم الجمعة على المنبر حتى يقضي الصلاة، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم، وثمة ساعات أخر ورد بها النص: عند نزول الغيث، وعند ملاقاة الأعداء في الجهاد، وعند ختم القرآن، وغير ذلك.
ووافق خشوعًا من القلب، وانكسارًا بين يدي الرب، وذلًّا وتضرعًا، ورقة، واستقبال القبلة، وكون الداعي على طهارة، ورفع يديه، وبدأ بحمد الله، والثناء عليه، ثم ثنّى بالصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، مقدّمًا للتوبة، والاستغفار، متوسلًا إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته وتوحيده، متحريًا الأدعية التي ورد بها الأثر، كما في الدعاء الذي فيه اسمه الأعظم -وقد قدمنا الكلام فيه-، أو داعيًا بما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأدعية التي قدمنا ذكرها، ولم يدع بإثم، ولا قطيعة رحم، فلا بدّ من إنجاح مسألته، وقضاء حاجته، وكشف كربته. انتهى.
وانظر للأهمية الفتوى: 379913 عن ماهية إجابة الدعاء.
والله أعلم.