المشكلات الزوجية.. أسبابها وعلاجها


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة السلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

أيها الأحبة في الله: موضوع المحاضرة موضوع هام وذلك لأمرين:

أولاً: لعلاقته بكل أسرة وبكل فرد وبكل ذكر وأنثى.

ثانياً: للآثار المترتبة على حدوث المشاكل الزوجية، من تشتت الأسر، وتهدم كيانها، وضياع أفرادها، وما لذلك من انعكاسات خطيرة على أخلاقهم، وعلى تصوراتهم وأفكارهم، وبالتالي من أضرارٍ خطيرة على مجتمعهم وأمتهم.

وبعض الناس لا يقيم لهذه المسألة وزناً، ويعتبر هذه القضية من القضايا الهامشية، وما علم الاهتمام الشديد والتركيز الأكيد الذي حظيت به قضية الأسرة من قبل الدين والتشريع الإسلامي العظيم.

لقد جعل الإسلام من مسئوليات الرجل وهو يبدأ في تكوين اللبنة الأولى من لبنات المجتمع -جعل من مسئوليته أن يحسن اختيار الزوجة؛ لأن سوء الاختيار يجعل الإنسان يعيش المشكلة من أساسها، فهو لم يعرف كيف يختار شريكة حياته، ورفيقة دربه، وأم ولده، في هذه الحياة، أو أنه وضع لاختياره معايير ليست شرعية، معايير تحكمها الأهواء والرغبات والمتع والنزوات، أو التصلب في الأفكار والآراء، ونسي الجوهر الذي أكد عليه النبي صلى الله عليه وسلم، والاختيار يأتي من الذكر وأيضاً للمرأة في الشرع حق الاختيار وإبداء الرأي في من تقبل أن يكون شريكاً لها، إذ ليس للولي من الناحية الشرعية حق في أن يفرض على موليته زوجاً لا تريده، وتعبر عن رأيها في عدم رغبتها فيه، إذ أن الحياة الزوجية بناء، وهذا البناء لا يقام إلا على أساس من الرضا، والقبول، والقناعة، والفهم لكل طرفٍ من أطراف الزواج.

فبالنسبة للرجل: يضع الرسول صلى الله عليه وسلم مبادئ ومنهجاً في اختيار الزوجة؛ إذ يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي في صحيح البخاري: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها)، هذه اهتمامات الناس، حينما يريدون الزواج من أي امرأة لا يسأل أحدهم إلا عن هذه الأربع، ويغلب بعضهم جانباً على جانب آخر، وبعضهم يهمل جانباً ويهتم بآخر، أما المؤمن والرجل الرباني الذي يريد أن يقيم الأسرة على أساس سليم فيبحث عن الأربع كاملة، ثم يركز على الأخيرة؛ لأنها الجوهر، ولا مانع من الاهتمام بأن تكون المرأة جميلة، وأن تكون ذات مال، وأن تكون ذات حسب، لكن إذا لم تجد الجمال، ولم تجد المال، ولم تجد الحسب، ووجدت الدين فاظفر بذات الدين، قال عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم على من لم يجعل في تقديره واهتمامه الرغبة في المرأة المتدينة، دعا عليه بأن تمتلئ يداه بالتراب، (تربت يداه) أي: ما معه إلا تراب من زوجته؛ لأنه خسر ذات الدين.

وبالنسبة للمرأة أيضاً: يقول النبي صلى الله عليه وسلم للأولياء، وهم الذين لديهم الصلاحيات في قبول الزوج، وفي عرضه على المرأة، وفي إبرام العقد، إذ لا نكاح إلا بولي، وليس من فرقٍ بين الزواج والزنا إلا الولي، إذ أن الحرة لا تزوج نفسها، ولا يزوجها إلا وليها، ولكن التي تزوج نفسها هي الزانية، تبيح نفسها لغيرها، فلا نكاح إلا بولي، وإذا عدم الولي فينتقل إلى الذي بعده في الولاية.

والولي بالنسبة للمرأة: الأب، فإن عدم فالابن، فإن عدم فالأخ الشقيق، فإن عدم فالأخ لأب.. وهكذا، كالولاية وكالقربى في الوراثة، وإذا لم يوجد ولي للمرأة وكانت مقطوعة لا ولد ولا والد ولا أخ ولا عصبة ولا لها أي قريب، انتقلت الولاية للحاكم الشرعي، فإن الشرع والقاضي ولي من لا ولي له، تذهب إلى القاضي فتقول: أنا امرأة لا ولي لي فزوجني. فيزوجها بمن يرضى لها دينه وأمانته.. يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، انظروا المعيار الدقيق، من ترضون أمرين: الدين والخلق، ثم قال: (إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).

فإذا قامت الأسرة على هذا الأساس.. امرأة متدينة ورجل متدين، والتقوا على كتاب الله، وحصل بينهم التفاهم من أول ليلة على أن المنهج الذين يسيرون عليه والذي يحكم حياتهم الزوجية هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإن المشاكل ستكون قليلة، إذ لا يمكن أصلاً أن تنعدم المشاكل، بعض الناس يتصور أنه يمكن أن تكون هناك حياة زوجية من غير مشاكل، وهذا مستحيل! حتى في أكرم البيوت وأعظمها على الإطلاق، بيت النبوة بيت محمد بن عبد الله خير البشر وسيد ولد آدم، كان يحصل بعض المشاكل من قبل الزوجات مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن كان يعالجها بالأسلوب الشرعي المثالي في أعلى درجات الكمال صلوات ربي وسلامه عليه، لكن المشاكل في البيت المؤمن الذي أقيمت دعائمه وأسست أركانه على تقوى من الله وبرهان، وعلى قناعة ورضا وحسن اختيار من قبل الزوج ومن قبل الزوجة؛ تكون المشاكل قليلة، وأيضاً نسبتها محدودة، ونوعيتها طفيفة.

إن المشاكل العويصة التي تدمر الأسر، وتزلزل بنيانها، وتؤدي بها إلى الانهيار، وبالنهاية إلى الطلاق، وتشتيت شمل الأسرة، وضياع الأبناء، وضياع النساء، وضياع الرجال، هذه تحصل -أيها الإخوة- من أسباب، وهذه الأسباب هي عنوان المحاضرة في هذه الليلة.

التهاون في الذنوب والمعاصي

أول الأسباب وأكثرها تأثيراً في تدمير الأسرة وحصول المشاكل بين الزوجين: التهاون بالذنوب والمعاصي.. فإن المعاصي تزيل النعم، وتجلب النقم، وتشتت القلوب، وتدمر المبادئ والقيم، ويحصل بوجودها في البيت تمرد وشذوذ، فالمرأة لا تطيع زوجها؛ لأنها ترى فيه أثر المعاصي، وترى فيه الاستغراق في الذنوب، وترى فيه عدم الوقوف عند أوامر الله، فتتمرد عليه عقوبة له، وكذلك الزوج يرى أن زوجته لا تقيم أوامر الله، ولا تستجيب لداعي الله، وتستمع إلى الحرام، وتنظر إلى الحرام، وربما مارست شيئاً من الحرام، وتكاسلت عن الطاعات والفرائض، فيتولد في قلبه كرهاً لها، وبغضاً لها، وأيضاً يتمرد عليها، ويقسو عليها، ويمارس ضدها أسوأ أنواع العشرة.. لماذا؟ عقوبة من الله عليها.

يقول أحد السلف: إني لأعصي الله فأرى أثر ذلك في سلوك زوجتي ودابتي. يقول: أقع في معصية فأجد العقوبة ظاهرة في سلوك الزوجة وسلوك الدابة، عقوبة عاجلة، لكن يوم يكون الزوج طائعاً لله، واقفاً عند حدود الله، قائماً بفرائض الله، متمسكاً بعروة الله، وتكون الزوجة كذلك، فمن أين للمشاكل أن تأتي في هذا الجو الإيماني؟ وإذا جاءت فيقضى عليها في مهدها؛ نظراً لأن النور موجود، نور الإيمان يعمر القلوب يعمر قلب المرأة وقلب الرجل، وأيضاً التأدب بآداب الشرع موجود، الرجوع والتحاكم إلى الكتاب والسنة موجود، فإذا حصل أي ضعف أو أي نقص من الزوج أو من الزوجة بسبب بشرية الزوج والزوجة وضعفهما فإن هذا الضعف سرعان ما يتلافى، وسرعان ما يُقضى عليه عن طريق الرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ومن المعاصي التي تلاحظ في كثير من البيوت:

أولاً: التهاون بأمر الصلاة، سواءً من قبل الزوج أو من قبل الزوجة.

بعض الزوجات صالحات وتجد مشقة عظيمة وهي تعاني من كسل زوجها، وعدم رغبته في القيام بفرائض الله، ولا يقوم إلى الصلاة إلا بتعب، وإذا قام صلى في البيت، ولم يصلِ في المسجد، فيتحرق قلب الزوجة المسكينة الدينة الطيبة، تسمع الأذان، وتسمع الناس وهم يقولون: آمين. ملء المسجد، ثم تنظر إلى هذا المنكب على وجهه، فتقول: الناس كلهم يصلون، وهذا لماذا لا يصلي؟ فيتولد في قلبها بغض له وكراهية، فإذا أراد أن تقوم بحقوقه، وأن تستجيب لطلباته، فإنها لا تجد في نفسها رغبة في الانصياع لأوامره، ولا الانقياد لطاعته وهو عاصٍ لله، وهو متمرد على الله، فترفضه ولا تطيعه، وتتولد من ذلك المشاكل.. ما السبب؟ إنها المعصية، ترك الصلاة أو التهاون به.

وقد يكون الرجل متديناً، وفيه خير وصلاح، لكن زوجته متساهلة في الصلاة، يصلي المغرب ويدخل البيت ويجدها جالسة، فيقول لها: هل صليتِ؟ قالت: لا. لماذا؟ قالت: حتى يؤذن العشاء، أو تنام إلى الساعة الثانية عشرة أو الواحدة بعد نصف الليل ولم تصل العشاء، والفجر ما تصليه إلا الساعة العاشرة أو الحادية عشرة ظهراً، والظهر تجعله مع العصر، وهكذا تلعب بالصلاة، وينصحها كلما دخل: صلي (يا بنت الحلال)، اتقي الله، قالت: حسناً، وبعضهن تقول: الصلاة لي أم لك؟! الصلاة لكِ، أنا ما أقول: صلي من أجلي، صلي من أجلكِ أنتِ، لكن مسئوليتي كزوج تفرض عليَّ أن أتابعك في الصلاة؛ لأن الله يقول: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:132].

فالصلاة مهمة؛ ولا بد أن يقوم كل من الزوج والزوجة بالمحافظة عليها، وأدائها في أول الوقت بالنسبة للمرأة، وفي جماعة المسلمين في المسجد بالنسبة للرجل.

ومن المعاصي المنتشرة: انشغال الزوج أو الزوجة بآلات اللهو، والانهماك في سماع الغناء، ومتابعة الأفلام والمسلسلات، والأمور الشريرة في هذه الوسائل من قبل الزوج أو من قبل الزوجة، ويترتب على هذا مشكلة سوء العشرة؛ فالرجل يريد زوجته وهي قاعدة على الفيلم تتابع المسلسل، أو هي تريد أن يسمر معها وهو جالس يتابع فيلماً أو مسلسلاً أو مباراة، فتشعر بنوع من العزلة والانفراد، وتقول: أنا أتيت إلى هذه الغرفة لكي يحبسني في البيت وفي الغرفة وهو جالس على الأفلام؟! بعضهم من المغرب إلى الفجر وهو مع الأفلام، وبعض النساء كذلك، فيترتب على هذا مشاكل من سوء العشرة؛ نظراً للمعصية التي وقع فيها الزوج أو وقعت فيها الزوجة بالانشغال بهذه المنكرات وهذه المعاصي الخطيرة، التي تدمر الأسر وتقضي على أساسها والعياذ بالله.. هذا أول سبب من أسباب المشاكل الزوجية.

والعلاج: التوبة إلى الله، أن تتوب أيها الرجل من الذنوب صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، وأن تتوبي أيتها المرأة إلى الله عز وجل من الذنوب، وأن تعلما أن الله خلقكما للطاعة والعبادة، وأن المعصية شذوذ، وأن المعصية انحراف، وأن المعصية عقوبة، وأن العقوبة على المعصية عاجلة بتدميركم في الدنيا وفي الآخرة، وأن الطاعة -أيها الإخوة وأيتها الأخوات- سعادة وعزة ورفعة في الدنيا والآخرة.

ومن أعظم فوائد الطاعة: أن يدوم الوئام، وأن يحصل الوفاق بين الرجل وبين المرأة، وأن تقل المشاكل بل تنعدم في البيت الطائع الذي لا تظهر فيه معصية لله سبحانه وتعالى.

إهمال الحقوق

السبب الثاني من أسباب وقوع المشاكل الزوجية: إهمال الحقوق.. فلا يقوم كل طرف بالحقوق الواجبة عليه تجاه الطرف الثاني؛ فيترتب على هذا فساد وخلل في التعامل، وإذا قام شخص بالحق وأعطاني إياه الحق كاملاً، أقوم أنا بأن أبادله فأعطيه الحق كاملاً، وبالتالي لا تقع أي مشكلة، لكن عندما تقصر المرأة في الحقوق الواجبة عليها تجاه زوجها، أو يقصر الرجل في القيام بالحقوق الواجبة عليه تجاه زوجته؛ يحصل الإشكال، وتحصل الأدوار المتباينة، هي تقصر في حق فيقصر هو في حق آخر، أو هو يقصر في حق فتعاقبه بأن تقصر في حقه، فإذا قصرت أو قصر هو تولدت الكراهية، وحصلت ردود الأفعال، وتصاعدت المشاكل، حتى تؤدي في النهاية إلى تدمير الأسرة بسبب إهمال الحقوق الزوجية التي يجب على كلٍ من الزوج والزوجة القيام بها.

أول الأسباب وأكثرها تأثيراً في تدمير الأسرة وحصول المشاكل بين الزوجين: التهاون بالذنوب والمعاصي.. فإن المعاصي تزيل النعم، وتجلب النقم، وتشتت القلوب، وتدمر المبادئ والقيم، ويحصل بوجودها في البيت تمرد وشذوذ، فالمرأة لا تطيع زوجها؛ لأنها ترى فيه أثر المعاصي، وترى فيه الاستغراق في الذنوب، وترى فيه عدم الوقوف عند أوامر الله، فتتمرد عليه عقوبة له، وكذلك الزوج يرى أن زوجته لا تقيم أوامر الله، ولا تستجيب لداعي الله، وتستمع إلى الحرام، وتنظر إلى الحرام، وربما مارست شيئاً من الحرام، وتكاسلت عن الطاعات والفرائض، فيتولد في قلبه كرهاً لها، وبغضاً لها، وأيضاً يتمرد عليها، ويقسو عليها، ويمارس ضدها أسوأ أنواع العشرة.. لماذا؟ عقوبة من الله عليها.

يقول أحد السلف: إني لأعصي الله فأرى أثر ذلك في سلوك زوجتي ودابتي. يقول: أقع في معصية فأجد العقوبة ظاهرة في سلوك الزوجة وسلوك الدابة، عقوبة عاجلة، لكن يوم يكون الزوج طائعاً لله، واقفاً عند حدود الله، قائماً بفرائض الله، متمسكاً بعروة الله، وتكون الزوجة كذلك، فمن أين للمشاكل أن تأتي في هذا الجو الإيماني؟ وإذا جاءت فيقضى عليها في مهدها؛ نظراً لأن النور موجود، نور الإيمان يعمر القلوب يعمر قلب المرأة وقلب الرجل، وأيضاً التأدب بآداب الشرع موجود، الرجوع والتحاكم إلى الكتاب والسنة موجود، فإذا حصل أي ضعف أو أي نقص من الزوج أو من الزوجة بسبب بشرية الزوج والزوجة وضعفهما فإن هذا الضعف سرعان ما يتلافى، وسرعان ما يُقضى عليه عن طريق الرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ومن المعاصي التي تلاحظ في كثير من البيوت:

أولاً: التهاون بأمر الصلاة، سواءً من قبل الزوج أو من قبل الزوجة.

بعض الزوجات صالحات وتجد مشقة عظيمة وهي تعاني من كسل زوجها، وعدم رغبته في القيام بفرائض الله، ولا يقوم إلى الصلاة إلا بتعب، وإذا قام صلى في البيت، ولم يصلِ في المسجد، فيتحرق قلب الزوجة المسكينة الدينة الطيبة، تسمع الأذان، وتسمع الناس وهم يقولون: آمين. ملء المسجد، ثم تنظر إلى هذا المنكب على وجهه، فتقول: الناس كلهم يصلون، وهذا لماذا لا يصلي؟ فيتولد في قلبها بغض له وكراهية، فإذا أراد أن تقوم بحقوقه، وأن تستجيب لطلباته، فإنها لا تجد في نفسها رغبة في الانصياع لأوامره، ولا الانقياد لطاعته وهو عاصٍ لله، وهو متمرد على الله، فترفضه ولا تطيعه، وتتولد من ذلك المشاكل.. ما السبب؟ إنها المعصية، ترك الصلاة أو التهاون به.

وقد يكون الرجل متديناً، وفيه خير وصلاح، لكن زوجته متساهلة في الصلاة، يصلي المغرب ويدخل البيت ويجدها جالسة، فيقول لها: هل صليتِ؟ قالت: لا. لماذا؟ قالت: حتى يؤذن العشاء، أو تنام إلى الساعة الثانية عشرة أو الواحدة بعد نصف الليل ولم تصل العشاء، والفجر ما تصليه إلا الساعة العاشرة أو الحادية عشرة ظهراً، والظهر تجعله مع العصر، وهكذا تلعب بالصلاة، وينصحها كلما دخل: صلي (يا بنت الحلال)، اتقي الله، قالت: حسناً، وبعضهن تقول: الصلاة لي أم لك؟! الصلاة لكِ، أنا ما أقول: صلي من أجلي، صلي من أجلكِ أنتِ، لكن مسئوليتي كزوج تفرض عليَّ أن أتابعك في الصلاة؛ لأن الله يقول: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:132].

فالصلاة مهمة؛ ولا بد أن يقوم كل من الزوج والزوجة بالمحافظة عليها، وأدائها في أول الوقت بالنسبة للمرأة، وفي جماعة المسلمين في المسجد بالنسبة للرجل.

ومن المعاصي المنتشرة: انشغال الزوج أو الزوجة بآلات اللهو، والانهماك في سماع الغناء، ومتابعة الأفلام والمسلسلات، والأمور الشريرة في هذه الوسائل من قبل الزوج أو من قبل الزوجة، ويترتب على هذا مشكلة سوء العشرة؛ فالرجل يريد زوجته وهي قاعدة على الفيلم تتابع المسلسل، أو هي تريد أن يسمر معها وهو جالس يتابع فيلماً أو مسلسلاً أو مباراة، فتشعر بنوع من العزلة والانفراد، وتقول: أنا أتيت إلى هذه الغرفة لكي يحبسني في البيت وفي الغرفة وهو جالس على الأفلام؟! بعضهم من المغرب إلى الفجر وهو مع الأفلام، وبعض النساء كذلك، فيترتب على هذا مشاكل من سوء العشرة؛ نظراً للمعصية التي وقع فيها الزوج أو وقعت فيها الزوجة بالانشغال بهذه المنكرات وهذه المعاصي الخطيرة، التي تدمر الأسر وتقضي على أساسها والعياذ بالله.. هذا أول سبب من أسباب المشاكل الزوجية.

والعلاج: التوبة إلى الله، أن تتوب أيها الرجل من الذنوب صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، وأن تتوبي أيتها المرأة إلى الله عز وجل من الذنوب، وأن تعلما أن الله خلقكما للطاعة والعبادة، وأن المعصية شذوذ، وأن المعصية انحراف، وأن المعصية عقوبة، وأن العقوبة على المعصية عاجلة بتدميركم في الدنيا وفي الآخرة، وأن الطاعة -أيها الإخوة وأيتها الأخوات- سعادة وعزة ورفعة في الدنيا والآخرة.

ومن أعظم فوائد الطاعة: أن يدوم الوئام، وأن يحصل الوفاق بين الرجل وبين المرأة، وأن تقل المشاكل بل تنعدم في البيت الطائع الذي لا تظهر فيه معصية لله سبحانه وتعالى.

السبب الثاني من أسباب وقوع المشاكل الزوجية: إهمال الحقوق.. فلا يقوم كل طرف بالحقوق الواجبة عليه تجاه الطرف الثاني؛ فيترتب على هذا فساد وخلل في التعامل، وإذا قام شخص بالحق وأعطاني إياه الحق كاملاً، أقوم أنا بأن أبادله فأعطيه الحق كاملاً، وبالتالي لا تقع أي مشكلة، لكن عندما تقصر المرأة في الحقوق الواجبة عليها تجاه زوجها، أو يقصر الرجل في القيام بالحقوق الواجبة عليه تجاه زوجته؛ يحصل الإشكال، وتحصل الأدوار المتباينة، هي تقصر في حق فيقصر هو في حق آخر، أو هو يقصر في حق فتعاقبه بأن تقصر في حقه، فإذا قصرت أو قصر هو تولدت الكراهية، وحصلت ردود الأفعال، وتصاعدت المشاكل، حتى تؤدي في النهاية إلى تدمير الأسرة بسبب إهمال الحقوق الزوجية التي يجب على كلٍ من الزوج والزوجة القيام بها.

والموضوع بالنسبة للحقوق يحتاج إلى تطويل، لكني سأمر عليه مروراً، وإلا فالمفروض أن يفرد بمحاضرة مستقلة، حقوق الزوج والزوجة، وقد أفردت في بعض الأشرطة، لكني أذكرها باختصار، ونبدأ بحقوق الزوجة؛ لأن النساء دائماً يقلن: أنتم الرجال تؤكدون على حقوقكم دائما وتهملون حقوقنا! لذلك سنبدأ بحقوق الزوجة:

المعاشرة بالمعروف

أولاً: العشرة بالمعروف؛ لأن الله أمر بهذا وقال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] لا يجوز لك -أيها المسلم- أن تعاشر هذه المرأة إلا بالمعروف، والمعروف: هو الذي يتفق مع مبادئ الشرع؛ من الكلمة الطيبة، والعبارة الطيبة، والبسمة الطيبة، والتعامل الطيب، والبحث عن أفضل ما عندك لزوجتك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) والذي ليس فيه خيرٌ لأهله ليس فيه خيرٌ للناس؛ لأن من الناس من تجده ذا ذوق وأخلاق وتعامل، وتجده اجتماعياً وطيباً مع الناس، لكن إذا دخل بيته خلع كل هذه الأخلاق عند الباب، ودخل شرساً سيء الخلق، حتى إن بعضهم لا يسلم على امرأته، وبعضهم لا يتكلم مع امرأته، ولا يأكل معها، وبعضهم عندما ينام في غرفة امرأته ينعزل، وهذا كله من سوء الخلق، ومن سوء العشرة، والله يقول: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19].

العدل

ثانياً: العدل معها.. كما يجب أن تعدل مع نفسك يجب أن تعدل معها؛ لأن الله قال: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228] ما هي الدرجة؟ القوامة، المسئولية، جعل الله القوامة للرجل لا لأنه أفضل؛ ولكن لأنه أكمل وأقدر، وإلا فقد تكون بعض النساء أفضل عند الله من زوجها، لكن الذي يستحق أن يكون قائماً هو الرجل، للميزات التي ميزه الله سبحانه وتعالى، من القوة والصلابة والشجاعة والقدرة والمواجهة، والمرأة لا تصلح ولا تستطيع أن تعمل شيئاً، وقد تكون أفضل عند الله من الرجل بدينها وبإسلامها وبتمسكها بطاعة ربها، فدرجة القوامة مسئولية؛ لأن الحياة الزوجية في نظر الشرع شركة، ولا بد لكل شركة من مسئول ومدير، ومن المؤهل لأن يكون مديراً؟ الرجل؛ لأنه يحمي الأسرة ويدافع عنها، فلو كنت أنت وزوجتك في بيتكم ثم سمعتم خبطة أو شيئاً انفتح، فمن الذي يقوم ليرى؟ الزوج أم الزوجة؟ المرأة رأساً تذهب إلى أقصى غرفة، وتدعي زوجها وتقول: انظر من الذي خبط الباب، هناك شيء، لكن ما رأيكم لو ذهب هو وقال: اذهبي أنت وانظري، ستقول: أنت الرجل أم أنا؟ فالرجل له قوامة، وله قدرة، ولذا كان هو المسئول.. وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228] أي: القوامة والمسئولية.

تعليمها أمور دينها

إن من حقوقها: التعليم.. تعليمها أمور دينها، وهذا أمر -أيها الإخوة- يغفل عنه كثيرٌ من الأزواج، ويتعامل مع زوجته على أنها متعلمة مائة في المائة، حتى لو كانت تحمل أعلى شهادة فلا بد من تعليمها أمور الدين؛ لأن الله قال: فَعِظُوهُنَّ [النساء:34] بحيث تجعل لزوجتك جلسة علم، وتبدأ أنت وإياها في كتاب من المختصرات، خصوصاً المتعلق بالمرأة والتعامل الزوجي، وتبدأ بحقها؛ لأنك إذا بدأت بحقوقك رأت فيك الأنانية، والرغبة في استغلالها عن طريق الناحية الدينية، بل قل: أول شيء نقرأ حقوقكِ أنت، لكي أعطيك حقك، ثم نقرأ حقوقي أنا، وهكذا.

والتعليم يقضي على كثير من المشاكل، وكم من معضلة وقعت في الأسر بسبب جهل المرأة بهذه المسألة، ولو كانت تدري ما وقعت، ولو كانت على علم بأمر الله فيها ما أوقعت نفسها ولا زوجها في هذه المشكلة، فمن حقها عليك أن تعلمها أمر دينها، وأن تعلمها ما يصلح حالها في الدنيا والآخرة.

النفقة عليها بالمعروف

إن من حقوقها: النفقة.. لقد جعل الله عز وجل من مسئوليات الرجل الإنفاق فقال: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34] فما دام أنك القوام عليها فعليك أن تدفع النفقة، وكيف يكون الإنفاق؟ على حسب قدرة الرجل، قال الله عز وجل: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ [الطلاق:7] أي: ضيق عليه فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا [الطلاق:7].

والنفقة على المرأة أمرٌ نسبي يخضع لظروف معيشة المجتمع، ولظروف دخل الرجل، فكلما كان في دخلك زيادة فيجب أن توسع على أهلك.. لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ [الطلاق:7] أي: من ضيق عليه، فيمد نفقته على قدر دخله وعلى قدر موارده، وعلى المرأة ألا تحمله ما لا يطيق، وألا تقيس به الآخرين، وتقول: لست مثل فلان ولا علان، وبيت آل فلان كذا وسيارة آل فلان كذا.. حسناً، آل فلان غيري، آل فلان يمكن أن دخلهم يصل إلى ثلاثين أو أربعين ألفاً وأنا دخلي ثلاثة آلاف ريال، أذهب وأسرق لكي أصبح مثل آل فلان؟ هذا لا يجوز في شريعة الله عز وجل، وإنما ينفق الرجل مما أتاه الله عز وجل.

مراعاة شعورها

من حقوقها: مراعاة شعورها.. امرأتك ينبغي أن تراعي شعورها، إذا غضبت فتغاض عنها، وإذا تكلمت فاسكت على كلامها، بعض الرجال لا يريد أبداً أن يترك لها فرصة أن تعبر عن رأيها، وإنما يستذلها، ويمارس معها أعلى درجات السيطرة و(الدكتاتورية)، بحيث يقول: أنا رجل لا تتكلمي، آخر كلمة لي وأول كلمة لي!! سبحان الله! كيف تصادر هذه الإنسانة؟ هذا ظلم، النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصنع هذا، جاء في صحيح البخاري : (كان صلى الله عليه وسلم عند إحدى زوجاته، فصنعت له الأخرى طعاماً وبعثته في قدح مع غلام لها، فطرق الباب فخرجت زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما فتحت الباب وجدت الغلام يحمل في يده الإناء وفيه الطعام، فغضبت لماذا ترسل تلك طعاماً للرسول وهو بيتها؟ فقالت: تتابعينه حتى في بيتي وتعطينه طعاماً! فضربت يد الغلام، فوقع القدح وانكسر وانتثر الطعام، والرسول صلى الله عليه وسلم يرى المنظر).

ما رأيكم؟! لو أن هذا حدث مع واحد منا، ماذا سيحصل؟ سيقوم ويضربها حتى يكسر ظهرها، ثم يطلقها، ويطردها، ويقول: تعملين هكذا؟ وما دخلك؟ هذا بيتي وهذه امرأتي آكل ذلك ولا آكل طعامك! لكن الرسول صلى الله عليه وسلم سكت، ثم اعتذر لها -وهي عائشة رضي الله عنها- وقال: (غارت أمكم، غارت أمكم، غارت أمكم) ثم قام صلى الله عليه وسلم وأخذ قدحاً لها في بيتها، وجمع الطعام، وأخذ الطعام ورد القدح، وقال: (طعام بطعام وقدح بقدح) مثلما كسرتيه تحمليه والطعام نأكله.

هكذا لم يجرح الرسول مشاعرها، وما هو شعور عائشة ؟ لقد غارت، والغيرة أمر طبيعي في المرأة، ولا تتولد الغيرة إلا من الحب، والمرأة التي لا تغار على زوجها يعني أنها لا تريده، وتقول: الله لا يرده، لكن تلك التي تغار دليل على الحب والوفاء والإخلاص، فقدر لها هذا الأمر، وإذا كانت الغيرة قد جاوزت الحدود فإنها تكون مذمومة، وسوف نخصها في عنصر خاص من أسباب الخلافات الزوجية، فوجودها ظاهرة صحية، لكن إذا تجاوز بها الحدود تنقلب إلى ضدها، فيجب على الزوج مراعاة شعور امرأته في كل الأحوال، إذا دخل عليها وهي غضبانة فلا يضحك ويفرح، وإذا وجدها مريضة فلا يذهب في رحلة، وإذا رآها في حالة نفسية فلا يذهب ليتمشى ويسهر إلى آخر الليل، بل يجب أن تعايشها وأن تعيش معها في ظروفها، وفي ملابساتها، وفي ما يهمها ويراعي مشاعرها.

عدم إفشاء سرها

أيضاً من حقوقها: ألا يفشي سرها؛ لأنه لباس لها، وإذا جلس مع الرجال وأفشى سرها، وذكر عيبها، وقد يكون في زوجته عيب، ولا أحد يعلم بعيب المرأة إلا أنت، لكن من الناس من لا يراعي هذا الجانب، ويقول: امرأتي فيها كذا، أو عملت فيها كذا -والعياذ بالله- من هتك الستر لعرضه ولعرضها.. فمن حقها عليه ألا يفشي سرها وألا يذكر عيبها.

عدم السهر خارج المنزل وترك الزوجة لوحدها

أيضاً من حقها عليه: ألا يسهر خارج المنزل إلى ساعات متأخرة ويتركها في البيت وحدها، فإن المبيت جزء من الحقوق المترتبة على الزوجية، فإذا أخلَّ به الرجل وقطع معظم الليل مع زملائه، مع (بشكات الورق)، (والبلوت)، والسهر، ثم جاء آخر الليل وهي نائمة فقد أحرمها الليلة، وبالتالي تترتب على هذا ضياع حقها، ويمكن يترتب على ضياع هذا الحق أن تقع المرأة في جريمة، إذا لم يكن عندها دين ولا خوف من الله، يمكن أن يحملها تصرف الرجل على السهر مع زملائه أن تبحث هي عمن تسهر معه، وبالتالي تضيع المسألة، ويضيع عرض الرجل، وتدمر الأسرة بالكامل والعياذ بالله!

عدم الأخذ من مالها إلا بإذنها

أيضاً من الحقوق عليه ألا يطمع في راتبها إذا كانت تعمل؛ فإن راتب المرأة لها، والله قد أعطاها حرية التملك، فللمرأة في الشرع أن تتملك وأن تتصرف في مالها كما تريد، وهذا الراتب لها استحقته نظير عملها، فلماذا تأخذه؟ وبأي حق؟ والله قد حرم على المسلم أن يأكل مال المسلم، قال عليه الصلاة والسلام: (إن أموالكم وأعراضكم ودماءكم حرام عليكم) فإذا أخذت مال زوجتك بغير رضاها كأنك تأخذ مال امرأة من الشارع وتسرقه عليها، ولا يبرر لك كونك زوجها أن تعتدي على مالها، بل حتى المهر أمر الله بإعطائها فقال: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً [النساء:4] والخطاب موجه للأولياء وللأزواج، فإذا طابت نفس المرأة عن شيء من المهر، أو عن شيء من الراتب من باب التطوع والمشاركة الوجدانية في الأسرة وفي تكاليفها فلا بأس، وهذا الذي ينبغي، إذ لا ينبغي أن تكون المرأة أنانية مادية تعمل وتأخذ الراتب وتضعه في رصيدها ولا تساهم في الأسرة بأي شيء، هذا يجعل الزوج يشعر نحوها بشعور غريب، يقول: هذه ليست زوجة متعاونة، لمن تجمع الفلوس؟! لكن عندما تأخذ راتبها بدون ضغط أحد وتقول لزوجها: هذا المبلغ يساعدك هذا الشهر، إذا اشتريت سيارة فهذا معونة؛ لأن السيارة أنا سوف أستخدمها، أيضاً ملابسي لا تحمل همها، وشئوني الخاصة أنا سوف أتولاها، بهذا يحصل للزوج ثقة في زوجته، ويطمئن إليها، أما حينما تكون مادية بحتة فلا يثق فيها، وبالتالي تتولد المشاكل.

فلا يجوز للزوج أن يطمع في مال زوجته وراتبها ويأخذه قسراً عنها ولا ينبغي لها أن تكون أنانية إلى الدرجة التي لا تساهم في تكاليف الحياة مع زوجها، وهي تراه يتعب ويكد ويساهم، ويصرف كل دخله على الأسرة وهي جالسة، هي غير مكلفة شرعاً، لكن من الناحية الأدبية ينبغي أن يكون لها مشاركة حتى تدوم الحياة والألفة والسعادة على الأسرة عندما يكون هناك نوع من التضامن، والتعاون، والتكاتف على القيام بشئون الأسرة وإسعادها.

أولاً: العشرة بالمعروف؛ لأن الله أمر بهذا وقال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] لا يجوز لك -أيها المسلم- أن تعاشر هذه المرأة إلا بالمعروف، والمعروف: هو الذي يتفق مع مبادئ الشرع؛ من الكلمة الطيبة، والعبارة الطيبة، والبسمة الطيبة، والتعامل الطيب، والبحث عن أفضل ما عندك لزوجتك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) والذي ليس فيه خيرٌ لأهله ليس فيه خيرٌ للناس؛ لأن من الناس من تجده ذا ذوق وأخلاق وتعامل، وتجده اجتماعياً وطيباً مع الناس، لكن إذا دخل بيته خلع كل هذه الأخلاق عند الباب، ودخل شرساً سيء الخلق، حتى إن بعضهم لا يسلم على امرأته، وبعضهم لا يتكلم مع امرأته، ولا يأكل معها، وبعضهم عندما ينام في غرفة امرأته ينعزل، وهذا كله من سوء الخلق، ومن سوء العشرة، والله يقول: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19].


استمع المزيد من الشيخ سعيد بن مسفر - عنوان الحلقة اسٌتمع
اتق المحارم تكن أعبد الناس 2930 استماع
كيف تنال محبة الله؟ 2929 استماع
وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً 2805 استماع
أمن وإيمان 2678 استماع
حال الناس في القبور 2676 استماع
توجيهات للمرأة المسلمة 2605 استماع
فرصة الرجوع إلى الله 2572 استماع
النهر الجاري 2478 استماع
دور رجل الأعمال في الدعوة إلى الله 2468 استماع
مرحباً شهر الصيام 2403 استماع