وقفات مع السبع المثاني


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

هذه السورة العظيمة إنما اخترنا البداءة بها؛ لا لأننا سوف نبدأ في التفسير من أول القرآن؛ فإن هذا الأمر قد يطول، وسبق أن ذكرت أن كثيراً من أهل العلم وأصحاب الدروس إذا بدءوا؛ بدءوا بأول القرآن، وقد ينقطعون عن آخره، ولهذا ستكون بدايتنا إن شاء الله تعالى من المفصل، وفي الأسبوع القادم بإذن الله عز وجل سنقرأ الوجه الأول من سورة (ق والقرآن المجيد).

وإنما بدأت بهذه السورة لمسيس الحاجة إليها؛ فإن كل إنسان مسلم يقرأ هذه السورة في اليوم الواحد مرات بعدد ركعات الصلوات، ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري من حديث عبادة: {لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب} وقد ذكر الشراح في معنى الحديث أنه يقرأ بها في كل ركعةٍ من صلاته، وليست قراءته لسورة الفاتحة في ركعة بمجزئة عن قراءته لها في كل الركعات، بل لابد أن يقرأ سورة الفاتحة في كل ركعة، خاصة إن كان إماماً، أو منفرداً أو كان في صلاة سرية، أو كان مأموماً في صلاة سرية.

فدل هذا على عظيم وقع هذه السورة وجليل قدرها، وأنه ينبغي على كل مسلم -فضلاً عن طالب العلم- أن يتأمل في معانيها.

أسماء سورة الفاتحة

ولهذه السورة أسماء كثيرة، وكثرة أسمائها أيضاً مما يدل على عظيم قدرها، فهي سورة الفاتحة وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب؛ وذلك لأنها أول ما يُقرأ من القرآن الكريم، فهي أول سورة في الكتاب المكتوب (القرآن الكريم) أي أنها ليست أول سورة نـزلت، ولكنها أول سورة مكتوبة، فهي أول سورة في الكتاب؛ ولهذا سميت فاتحة الكتاب، أي فاتحة الكتاب المكتوب.

وهي أيضاً أم القرآن، وهكذا سماها النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإنما سميت أم القرآن -والله أعلم- لأن معاني القرآن الكريم ترجع إلى هذه السورة، فهي شاملة للمعاني الكلية والمباني الأساسية التي يتكلم عنها القرآن.

وهي أيضاً السبع المثاني، وذلك لأنها سبع آيات تقرأ مرة بعد مرة، وهي أيضاً -كما سبق- شاملة للمعاني الكلية في القرآن الكريم، ولهذا سميت بالمثاني.

وهي القرآن العظيم، فقد سماها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً فقال: {وهي السبعُ المثاني والقرآنُ العظيم الذي أوتيته}.

وهي سورة الحمد؛ لأنها بدأت بحمد الله عز وجل: الْحمد لله رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2].

بل سماها الله عز وجل الصلاة! كما في الحديث القدسي في البخاري قال الله عز وجل: {قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي} إلى آخر الحديث فسماها (الصلاة) وذلك لأمرين:

لأن الفاتحة ذكر ودعاء، ففيها دعاء وتبتل إلى الله بأعظم مطلوب وهو الهداية: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] فسميت السورة ببعض أجزائها وببعض معانيها وهو الدعاء، ومن المعلوم أن الدعاء في اللغة يسمى: صلاة، كما قال الله عز وجل: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ [التوبة:103] أي ادعُ لهم، قال الشاعر:

تقول بنتي وقد قربت مرتحلاً           يا ربِّ جِنِّبْ أبي الأوصاب والوجعا

عليكِ مثلُ الذي صليتِ فاغتمضي      نوماً فإن لجنب المرء مضطجعا

أي: لك من الدعاء مثل الذي دعوت به لي، فالصلاة هي الدعاء.

وقد تكون السورة سميت بالصلاة لمعنى آخر، وهو أنها لا تصح الصلاة إلا بها -كما سبق- فهي ركن في الصلاة؛ فلذلك سميت صلاة.

إلى غير ذلك من الأسماء التي تدل على عظيم هذه السورة، وجليل قدرها، ووجوب العناية بها.

فرضية حفظها على كل مسلم

ويكفي في شرفها أنه لا يكاد يوجد مسلم في الدنيا إلا ويحفظها، حتى إن الإنسان أول ما يدخل في الإسلام وينطق بالشهادتين، يُحفَّظ سورة الفاتحة قبل غيرها؛ حتى تصح بها صلاته، ولو أن الإنسان اقتصر عليها في الصلاة لصحت صلاته، فما زاد عنها فهو نفل مستحب وليس بواجب.

ولهذه السورة أسماء كثيرة، وكثرة أسمائها أيضاً مما يدل على عظيم قدرها، فهي سورة الفاتحة وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب؛ وذلك لأنها أول ما يُقرأ من القرآن الكريم، فهي أول سورة في الكتاب المكتوب (القرآن الكريم) أي أنها ليست أول سورة نـزلت، ولكنها أول سورة مكتوبة، فهي أول سورة في الكتاب؛ ولهذا سميت فاتحة الكتاب، أي فاتحة الكتاب المكتوب.

وهي أيضاً أم القرآن، وهكذا سماها النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإنما سميت أم القرآن -والله أعلم- لأن معاني القرآن الكريم ترجع إلى هذه السورة، فهي شاملة للمعاني الكلية والمباني الأساسية التي يتكلم عنها القرآن.

وهي أيضاً السبع المثاني، وذلك لأنها سبع آيات تقرأ مرة بعد مرة، وهي أيضاً -كما سبق- شاملة للمعاني الكلية في القرآن الكريم، ولهذا سميت بالمثاني.

وهي القرآن العظيم، فقد سماها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً فقال: {وهي السبعُ المثاني والقرآنُ العظيم الذي أوتيته}.

وهي سورة الحمد؛ لأنها بدأت بحمد الله عز وجل: الْحمد لله رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2].

بل سماها الله عز وجل الصلاة! كما في الحديث القدسي في البخاري قال الله عز وجل: {قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي} إلى آخر الحديث فسماها (الصلاة) وذلك لأمرين:

لأن الفاتحة ذكر ودعاء، ففيها دعاء وتبتل إلى الله بأعظم مطلوب وهو الهداية: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] فسميت السورة ببعض أجزائها وببعض معانيها وهو الدعاء، ومن المعلوم أن الدعاء في اللغة يسمى: صلاة، كما قال الله عز وجل: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ [التوبة:103] أي ادعُ لهم، قال الشاعر:

تقول بنتي وقد قربت مرتحلاً           يا ربِّ جِنِّبْ أبي الأوصاب والوجعا

عليكِ مثلُ الذي صليتِ فاغتمضي      نوماً فإن لجنب المرء مضطجعا

أي: لك من الدعاء مثل الذي دعوت به لي، فالصلاة هي الدعاء.

وقد تكون السورة سميت بالصلاة لمعنى آخر، وهو أنها لا تصح الصلاة إلا بها -كما سبق- فهي ركن في الصلاة؛ فلذلك سميت صلاة.

إلى غير ذلك من الأسماء التي تدل على عظيم هذه السورة، وجليل قدرها، ووجوب العناية بها.




استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
أحاديث موضوعة متداولة 5007 استماع
حديث الهجرة 4966 استماع
تلك الرسل 4144 استماع
الصومال الجريح 4140 استماع
مصير المترفين 4078 استماع
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة 4043 استماع
وقفات مع سورة ق 3969 استماع
مقياس الربح والخسارة 3922 استماع
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية 3862 استماع
التخريج بواسطة المعجم المفهرس 3821 استماع