تفسير سورة النور (10)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [النور:35-38].

معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! يخبر تعالى فيقول: اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [النور:35]. وحقاً والله فهو منور السموات والأرض، ولولاه لما كان هناك نور في السموات ولا في الأرض، ولذلك قال: اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [النور:35]. فآمنوا به واستقيموا على طريقه؛ تكملوا وتسعدوا في الدنيا والآخرة.

والله عز وجل نور؛ إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم لما سئل: ( هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه؟ )، أي: كيف أراه؟ فهو تعالى نور، وهو منور السموات والأرض، فلا إله غيره، ولا رب سواه، اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [النور:35].

ثم ضرب مثلاً ليقرب المعنى من أذهاننا، والأمثال تضرب من أجل أن تقرب المعاني لأذهان السامعين. وهو هنا ضرب هذا المثل العجيب لنوره في قلوب عباده المؤمنين، فقال تعالى: مَثَلُ نُورِهِ [النور:35]، أي: في قلوب عباده المؤمنين من أمثالكم إن شاء الله، كَمِشْكَاةٍ [النور:35]. وهي الكوة في الجدار، يقال لها: مشكاة يوضع فيه الفانوس أو المصباح. فمثل نوره كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ [النور:35]. وهو ما يستصبح به ويستنار به أيام أن كانوا يستعملون المصابيح بالزيت. الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ [النور:35]. والزجاجة أصفى ما تكون، وأكثر إشراقاً، والزجاجة في صفائها كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ [النور:35]. تلمع وتبرق بالبياض. كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ [النور:35]، أي: هذا الزيت في هذا المصباح مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ [النور:35]. وأنتم تعرفون أنهم كانوا يستصبحون بالمصابيح، وكانت مادة الإصباح الزيت، والزيت من شجر الزيتون، ولا خلاف في ذلك.

فهذه الزجاجة كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ [النور:35] مشرق مستنير. يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ [النور:35]. إذ أنها لو كانت شرقية والشمس تطلع عليها في الشروق وتغيب عنها في الغروب لم يكن زيتها جيداً، ولو كانت كذلك غربية والشمس ما تطلع عليها في الصباح فإن زيتها يكون ناقصاً، ولكن إذا كان في الوسط والشمس تطلع عليها حتى تغرب فإن زيتها يصبح كله أنوار وقوي؛ لأن مادته قوية.

ولا نقول: في الشام كما تقول بعض الروايات، ولكن نقول: وإن كان الشام فيها الزيتون لكن المراد بقوله: زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ [النور:35]، ومعناه: أن الشمس حيثما تطلع تبقى معها حتى تغرب، وبذلك يكون زيتها قوياً، ولا يكون فاشلاً أو ضعيفاً.

وقوله: زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ [النور:35]، أي: يقرب أن يضيء؛ لقوة صفائه وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ [النور:35]. وأساساً الزيت لا ينير إلا إذا مسته النار، فحينئذ يشتعل، ولكن هذا لصفائه يكاد يشتعل بدون أن يمس بالنار، كما قال تعالى: يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ [النور:35].

ثم قال تعالى: نُورٌ عَلَى نُورٍ [النور:35]. وهذه قلوب المؤمنين، وهذه أنوار الإيمان فيها. اللهم اجعلنا منهم. فهم على نور الفطرة، ونور الإيمان، ونور الهداية الإلهية، ونور العبادات، وما يكتسب منها من الأنوار.

بيان من يهديه الله عز وجل

قال تعالى: يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ [النور:35]. وقد عرفتم أن الذي يشاء الله هدايته هو ذاك الذي يقرع باب الله، ويطلب منه ذلك، ويطرح بين يديه قائلاً: رب اهدني فيمن هديت. وأما المستنكف المعرض عن الله فلا يهديه الله عز وجل، ولا تفهم من أن الله يهدي من يشاء أنه بمعنى: أن المعرضين عن الله يهديهم، بل الله لا يهدي إلا من طلب الهداية، وأخذ بأسبابها، ومشى في طريقها، فهذا هو الذي يهديه الله عز وجل.

وقوله: يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ [النور:35]، الذي هو الإيمان به وبكتابه، ورسوله ولقائه.

ثم قال تعالى: وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور:35]. فهذا مثل ضربه، وكم من مثل ضربه في كتابه؛ ليقرب من المعاني إلى الأذهان. وقد عرفنا أن هذا المثل هو لنور الإيمان في قلب المؤمن.

وإذا أردنا أن نعرف أن في قلب فلان نوراً أو لا فللنظر إلى سلوكه؛ فإنه يدلنا، فإذا كان في كلامه .. في أفعاله .. في سلوكه أعمى فهو في ظلام يتخبط، وإذا كان في قلبه نور قوي فهو يعرف كيف يقول، وكيف يعطي ويأخذ ويسلك؛ لأن النور أمامه، وفي قلبه نور.

وقوله تعالى: وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ [النور:35]، ليقرب المعاني لأذهانهم؛ ليفهموه، فيؤمنوا ويعملوا، وينهجوا نهج الصلاح، فيستقيموا.

ثم قال تعالى: وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور:35] حقاً وصدقاً، فلا يخفى عليه من أمر الخلق شيء.

قال تعالى: يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ [النور:35]. وقد عرفتم أن الذي يشاء الله هدايته هو ذاك الذي يقرع باب الله، ويطلب منه ذلك، ويطرح بين يديه قائلاً: رب اهدني فيمن هديت. وأما المستنكف المعرض عن الله فلا يهديه الله عز وجل، ولا تفهم من أن الله يهدي من يشاء أنه بمعنى: أن المعرضين عن الله يهديهم، بل الله لا يهدي إلا من طلب الهداية، وأخذ بأسبابها، ومشى في طريقها، فهذا هو الذي يهديه الله عز وجل.

وقوله: يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ [النور:35]، الذي هو الإيمان به وبكتابه، ورسوله ولقائه.

ثم قال تعالى: وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور:35]. فهذا مثل ضربه، وكم من مثل ضربه في كتابه؛ ليقرب من المعاني إلى الأذهان. وقد عرفنا أن هذا المثل هو لنور الإيمان في قلب المؤمن.

وإذا أردنا أن نعرف أن في قلب فلان نوراً أو لا فللنظر إلى سلوكه؛ فإنه يدلنا، فإذا كان في كلامه .. في أفعاله .. في سلوكه أعمى فهو في ظلام يتخبط، وإذا كان في قلبه نور قوي فهو يعرف كيف يقول، وكيف يعطي ويأخذ ويسلك؛ لأن النور أمامه، وفي قلبه نور.

وقوله تعالى: وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ [النور:35]، ليقرب المعاني لأذهانهم؛ ليفهموه، فيؤمنوا ويعملوا، وينهجوا نهج الصلاح، فيستقيموا.

ثم قال تعالى: وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور:35] حقاً وصدقاً، فلا يخفى عليه من أمر الخلق شيء.

قال تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ [النور:36]، أي: المصباح الذي ضربه الله مثل موجود في بيوت أذن الله أن ترفع ألا وهي المساجد بيوت الله عز وجل. فقوله فِي بُيُوتٍ [النور:36] جمع بيت، والمراد بها: المساجد. أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ [النور:36]. وتعلو قيمتها ودرجتها، فلا يكون فيها خبث ولا شر، ولا فساد ولا كلام، بل تكون طاهرة طهارة كاملة. ولهذا بالإجماع يحرم كلام الدنيا في المسجد، ويحرم إدخال الخبث فيها، أو النجاسة أو غير ذلك، بل يجب بناؤها وإعلاء مكانها؛ لأن الله قال: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ [النور:36]. فقد أذن لعباده أن يرفعوها، وأن يبنوها ويطهروها ويصفوها من كل نقص، وكل ما يسودها أو يخبثها.

إذاً: قوله تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ [النور:36]، أي: تلك المصابيح التي ضرب لها المثل توجد في المساجد. وهنا مما يذكر أن أحد الأصحاب وهو تميم الداري رضي الله عنه كان نصرانياً وأسلم، وكان بالشام، فجاء من الشام بقناديل -جمع قنديل- ووضع فيها الزيت، ووضعها في هذا المسجد النبوي، وأسرجها بالنور، فأصبحت مشرقة، وما إن دخل الرسول على المسجد حتى اندهش ودعا له دعوة لا خير منها، فقال: ( نورت الإسلام يا تميم ! نورك الله في الدنيا والآخرة ). ولهذا من استطاع أن يدخل مصابيح في المسجد فليفعل، أو آلات كهرباء الآن فليفعل.

ومما نذكره هنا: أن أول كهرباء وصلت المسجد النبوي جاء بها جزائري، فقد كان أول شخص جاء بمكينة تولد الكهرباء، وفاز بهذا. وهو الشاوي ، وابنه موجود أو حفيده، ففاز بهذه المكرمة العظيمة. وهذا باب الله مفتوح في كل مسجد في العالم، فمن استطاع أن يدخل الكهرباء إليه فليفعل.

وقال تعالى هنا: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ [النور:36]. لا اسم الأصنام والأوثان، وعيسى وفلان، بل اسم الله عز وجل بالأذان والإقامة

وبذكر الله عز وجل والصلاة فيها.

ثم قال تعالى: يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ [النور:36]. والغدو: الصباح، والآصال: المساء، أي: صلاة الصبح وصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء. فقوله: يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ [النور:36]، أي: بالصباح والمساء.

قال تعالى: رِجَالٌ [النور:37]، أي: رجال عظام، وقد صفهم لنا بقوله: لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ [النور:37]. فإذا أذن المؤذن يترك بضاعته ويأتي إلى المسجد، كما كان أبو عبد العزيز يفعل، فقد كان إذا أذن المؤذن يترك البضاعة في مكانها، ويأتي إلى بيت الرب ليصلي، وهذا فعله أصحاب الرسول، وفعله المؤمنون إلى الآن. فهم لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ [النور:37]، أي: لا شراء ولا بيع عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ [النور:37]. بل كان يبيعون ويشترون وهم مع الله بقلوبهم وألسنتهم. فالمؤمن ليس لا يذكر الله إلا في المسجد، بل يذكر الله حيث ما كان، اللهم إلا الأماكن النجسة، فلا يذكر فيها الله. وهو قلبه دائماً مع الله، ولسانه يذكر الله عز وجل.

إذاً: هؤلاء رِجَالٌ [النور:37] عظام، لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ [النور:37]، أي: وعن إقام الصلاة، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ [النور:37]. فالتجارة والبيع والشراء ما تلهيهم ولا تشغلهم عن إقام الصلاة وعن ذكر الله أبداً، ولا تمنعهم من الزكاة، وهم تجار أيضاً، يحبون المال ويطلبونه، ويخرجون زكاة أموالهم أيضاً. وهم مع هذا يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ [النور:37]. ألا وهو يوم القيامة، يوم الوقوف بين يدي الله، ففي ذلك اليوم القلوب تتقلب، والذين كانوا كافرين يصبحون مؤمنين، ومن شدة الفزع والخوف القلوب تصل إلى الأعناق إلى الحناجر؛ وذلك لشدة الهول وعظمه، فتتغير القلوب تفزع. فهؤلاء المؤمنون يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ [النور:37]. فالأبصار لم تعد تنظر في شيء واحد، بل تتقلب يميناً وشمالاً، وفوق وأسفل؛ من شدة الهول ومواقف العذاب.

قال تعالى: لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ [النور:38]، أي: وقفوا هذا الموقف وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وعاشوا على ذكر الله والخوف من لقاء الله، والخوف من عذاب الله، وفعلوا هذا ليجزيهم أحسن ما عملوا، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة، إلى ما فوق ذلك، كما قال تعالى: لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ [النور:38]. فهو لا يجزيهم فقط على أعمالهم، بل يضاعف لهم الجزاء، وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [النور:38]. بلا عد ولا وزن ولا كيل، بل عطاء بدون مقدار؛ وذلك لسعة فضله، وحاجة الناس إلى فضله وإحسانه.