الصفحة 98 من 134

كتاب الله تعالى، ولا مما صح من سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فلا يقال في المغيبات إلا بدليل ثابت، وما روي فيها عن الصحابة، فهو غير ثابت، ومما يدل عليه تناقضه من القائل الواحد أحيانًا، وكثير مما ينقل عنهم بلا سند، ومنه ما هو ضعيف السند، وعلى فرض صحته فهي آراء في مسائل غيبية الإيمان بها مبني على التوقيف على الوحيين.

وقد ذكر الشيخ محمد بن يوسف الكافي التونسي (ت 1380 هـ) أن الاستدلال بالآية: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} على أن المراد بالدابة النوع لا الفرد"كذب وكفر صريح"لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بذلك، ثم بين رحمه الله أن"كون المراد: {أَخْرَجْنَا لَهُمْ ... } إلى آخره، أي: بعثنا بعد الموت، افتراء على الله تعالى وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - المخبر بخلاف ما أخبر به هذا الدجال الضال [يعني قائل هذا الرأي المردود عليه] بل الإخراج قبل يوم القيامة؛ لكون الدابة المخرجة من الأمارات التي تدل على قرب يوم القيامة وهي فرد لا نوع .. وهذا معلوم من الدين، عند المسلمين بالضرورة [1] ."

(1) إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة (2/ 187، 188) نقلا عن المسائل الكافية في بيان وجوب صدق خبر رب البرية، للكافي التونسي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام