وحمل بعض أهل العلم الآية على رؤية شيء من علامات الساعة أكثر من واحدة قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} "وذلك قبل يوم القيامة كائن من أمارات الساعة وأشراطها، حين يرون شيئا من أشراط الساعة [1] ."
واستدل بعض من قال بهذا القول بما روي أبو هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدابة» [2] .
وقال أبو جعفر الطبري بعد أن ذكر القول الأول:"وقال آخرون: بل ذلك بعض الآيات الثلاث: الدابة، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها" [3] .
فإذا قلنا بالرأي الثاني، وهو أن الآية مفسرة بحديث مسلم، السابق ذكره فإن الآية تدل بمفهومها على خروج الدابة. إلا أن أهل العلم يرجحون تخصيصها بطلوع الشمس من مغربها؛ إذ عند ذلك يغلق باب التوبة.
(1) تفسير القرآن العظيم (2/ 259) .
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان باب الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (249) وأخرجه أحمد في المسند (2/ 445، 446) .
(3) جامع البيان في تفسير القرآن (5/ 211) .